Dirasat Mosiliya

تعد مدينة الموصل واحدة من المدن التي حبتها العناية الالهية بالكثير من النعم كأزدهار اقتصادها ووفرة مياهها واعتدال مناخها.لكن ذلك لم يحل احياناً دون ان تمر المدينة بفترات ضيق وشدائد لعل في مقدمتها تفشي الأمراض والأوبئة وخصوصاً مرضي الطاعون والجدري. كذلك عانت الموصل من غزو اسراب الجراد ومن تأخر سقوط الأمطار او شحتها. كما داهمت الموصل في بعض الاحيان موجات البرد الشديد وسقوط بَرد بحجم كبير جداً. كذلك شهدت الموصل عدداً من الظواهر والكوارث الطبيعية كالفيضانات والزلازل والزوابع الرعدية وحوادث الكسوف والخسوف. وتسببت تلك الكوارث في حدوث خسائر بشرية ومادية كبيرة.

هذا البحث من البحوث الجادة والهادفة التي عزمنا-ان شاء الله- على انجازها، خدمةً للمكتبة الموصلية، ورفدها بما يغنيها من تراث هذه البيئة الطيبة بمعطياتها المختلفة، إبان حقبة زمنية هجرها الدارسون والباحثون سنيناً طويلة، فقد شهدت البيئة الموصلية ابان عصورها المتأخرة حركة ثقافية ادبية متميزة، ومداً فكرياً مبرزاً، شجعت عليه الاسر الموصلية التي نبغ فيها مفكرون في ميادين العلوم المختلفة، فضلاً عن الادباء والشعراء الذين عبروا عن كوامن نفوسهم، وخفايا افكارهم، وشاركوا في احداث بيئتهم، فكانوا المرآة الصادقة الصافية لما يدور من متغيرات الحياة آنذاك. والبيت الغلامي من البيوتات الموصلية التي حملت منار العلم والادب، وحظيت بمركز ديني كبير، الا وهو توارثها منصب مفتي الشافعية في الموصلي، ولعبت دوراً كبيراً في دفع العجلة الثقافية الفكرية، والتصدي للتداعي الفكري الذي طبع الحياة العامة بطابع التخلف، فظهر في هذا البيت شعراء مبرّزون مشهود لهم بالأثر الكبير في تشكيل صور لأدب عربي موصلي حي.
لقد تجاذب البحث قسمان: اقتصر القسم الاول على الركن الاول لهذا البيت والمتمثل بالشيخ مصطفى بن علي الغلامي (ت 1140هـ/1726م) وذريته من الشعراء والأدباء، في حين اقتصر القسم الثاني على الركن الثاني، والمتمثل بالحاج حسين بن علي الغلامي (ت1120هـ/1706م) وذريته من الشعراء والأدباء، معتمدين المنهج الأدبي التكاملي، إفادة من الأخبار والأحداث التي اضاءت النصوص الشعرية بعد جمعها من مواردها المتفرقة، وتقديمها محققةً، متحرين الرواية السليمة بالنظر والمقارنة والتعليق، بعيداً عن التحليلات الفنية النقدية الصرفة التي قد تثقل كاهل البحث والقارئ.

يشتغل هذا البحث على بيان ملامح الإخراج (المسرحي) في عروض خيال الظل التي قدمها ابن دانيال الموصلي، وقد حاول أن يستفيد البحث من تقنيات الإخراج الحديثة في تحديده للملامح الإخراجية التي عمل عليها ابن دانيال ؛ ضمن المستويين (البصري) و (السمعي)، المنتظمان في النهائية لمنهج جمالي ومعرفي يشكلان خطاباً معيناً ويقود المتلقي نحو جوهر المنجز (الإبداعي) دون أن يتركه يتخبط في مساحات التأويل؛ لأن خطاب الذي يبتغيه ابن دانيال هو كل ما يمت للأفكار والحركة الذهنية بصلة، حيث يتم انتزاعه عقلياً عن طريق استقبال الصور المسرحية التي تصطدم بحواس المتفرج وتشتبك بمكوناته الذهنية (خبرات /معلومات /تطلعات /إرث عقلي وروحي...الخ) لتخلق عالماً معادلاً لعالمه الداخلي من جهة، وتعويضاً لعالمه الخارجي المأزوم من جهة ثانية.

تم اختيار الأديب الموصلي (الدكتور عماد الدين خليل: أستاذ التاريخ الإسلامي في كلية الآداب-جامعة الموصل)، ميداناً للبحث لما تحمل روايته (الإعصار والمئذنة) من تقنيات فنية متماسكة فيما يتعلق بالسرد والشخصية والفضاء والوصف والحوار باستثناء تدخل الراوي بين الحين والحين في الرواية بالتحدث نيابة عن الأبطال واختراق عالمهم الخاص. وقد اتخذت الرواية من البيئة الموصلية مكاناً للأحداث، ومن ثورة الموصل عام 1959 زماناً للأحداث لتقدم في ضوئها الأحداث التي جرت ما قبل الثورة وما بعدها في خمسة أيام من خلال شخصياتها: هاشم عبد السلام، وسلمى وخطيبها عاصم الدباغ ووالدها عبد الرحمن ويونس، وحنا.
حوت رواية (الإعصار والمئذنة) مقاطع وصفية متنوعة الأشكال والتعابير لذا جاء هذا البحث ليجري دراسة عليها من خلال تحليل النصوص الوصفية وبيان أبعادها الفنية والجمالية والكشف عن الدلالات المختلفة التي تمخضت عنها بمدخل وأربعة مباحث. تضمن المدخل تحديد مفهوم الوصف وبيان وظائفه وعلاقته بالسرد. واختص المبحث الأول بدراسة (الوصف المقيد بالسرد) من حيث السرد الوصفي، والوصف الموجه من السرد بأنماطه الثلاثة: الوصف البسيط، والوصف المركب، والوصف الانتشاري. وخص المبحث الثاني بدراسة (الوصف الحر) من حيث الوصف الدال على انفعال داخلي، والوصف الممهد للحدث، والوصف الدال على الحدث، وأختص المبحثان الثالث والرابع بدراسة (الوصف التصنيفي) و(الوصف التعبيري) من حيث وصف الشخصية، ووصف الحدث، ووصف المكان، ووصف الشيء.

تناول البحث دراسة تاريخية عن الموصل من خلال كتاب (البلـدان) لابن الفقيه الهمذاني، حيث ذكر العديد من المعلومات المهمة والقيّمة عن مدينة الموصل سواء أكانت تاريخية أم جغرافية أم اقتصادية وغيرها. إلاّ أنها كانت مختصرة ومحدودة، ومثال على ذلك حديثه عن تسمية الموصل وتخطيطها وادارتها وخراجها وسكانها وبعض المدن التابعة لها.
وقد تم في هذا البحث عرض للمادة التي جاءَ بها الهمذاني عن الموصل، ومن ثم مناقشة تلك المادة ومقارنتها مع عدد من المؤرخين والجغرافيين واخترنا منهم على سبيل المثال : البلاذري، الطبري، ابن خرداذبة، البكري، الحموي، الحميري، وذلك من أجل التعرف على المادة التي جاء بها الهمذاني والتي انفرد بها عن غيره من المؤرخين أو الجغرافيين، وكذلك ما تميز به عنهم. وتبيّن لنا من خلال البحث أن الهمذاني زودنا بمعلومات مهمة عن الموصل وانفرد بذكر بعض المعلومات عنها. كما أنه نقل عن غيره من المؤرخين والبعض الآخر نقل منه.

يتناول البحث دور حضانات مدينة الموصل من التنشئة الاجتماعية للاطفال في عمر 40 يوم الى اربع سنوات, من خلال نموذجين للحضانات هما حضانة الجامعة الحكومية وحضانة الفردوس الاهلية, وذلك من خلال الموازنة بينهما والتعرف على نشاطاتهما وفاعليتهما وقد اعتمد البحث منهج دراسة الحالة والمنهج المقارن وكانت المقابلة والملاحظة ادوات لجمع البيانات, وقد توصلت الدراسة الى ان دور الحضانة مكاناً ملائماً لتنشئة الطفل وتربيته وانه لا يوجد فرق واضح بين الحضانات الاهلية والحكومية في طبيعة الخدمات التي تقدمها للاطفال.

يحاول هذا البحث التعرف على أهم الأسباب المؤدية لعدم ملاءمة مخرجات العملية التعليمية لمتطلبات التنمية.
وقد تضمن البحث 4 مباحث تناول المبحث الأول منهجية البحث في حين تناول المبحث الثاني واقع المسيرة العلمية في العراق والمشكلات التي تواجه القطاع التعليمي في العراق، وجاء المبحث الثالث مركزاً على تحليل أهم الأسباب المؤدية لعدم ملاءمة مخرجات العملية التعليمية لمتطلبات التنمية، وأخيراً تضمن المبحث الرابع خلاصة لاهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة الميدانية، إضافة إلى جملة من الحلول والمعالجات لتحسين نوعية مخرجات العملية التعليمية.