Abstract
تتأثّر الأصواتُ بعضُها بِبعضٍ عند تجاورِها في السلسلةِ الكلاميةِ، وتتنوّع صُوَرُ ذلك التأثّر، إلاّ أنّ معظمَها ينضوي تحتَ موضوعِ المُماثلةِ، وهي أن ينحوصوتانِ متجاورانِ أو أكثرُ نحو التماثلِ أو التقاربِ في المخارجِ أو الصفاتِ.
ومَيلُ الأصواتِ إلى التماثلِ لا يَحدُثُ على نحو شاملٍ أو مُطَّردٍ؛ فلو أُتيحَ لهذا الاتِّجاهِ أن يعملَ بِحُرِّيَّةٍ لانتهَى بالفُروقِ بين الوحداتِ الصوتيّةِ إلى درجةِ الصِّفرِ، وهي فروقٌ ضروريَّةٌ لِلفَهم. ومِن ثَمَّ فإنَّ اللغةَ غالبًا ما تقاومُ هذا التَّهديدَ بِتثبيتِ الاختلافاتِ الضَّروريَّةِ عن طريق المواءمةِ بين المَيل إلى المماثلةِ وضرورة تحقيق الفَهم(1). وأَشهَرُ صُوَرِ المماثلةِ في العربيّة: المُضارَعَةُ، والإدغامُ؛ فأمّا المُضارَعَةُ فهي المُماثَلةُ الجُزئيّة التي لا تَصِلُ إلى درجة الإدغام الذي يقتضي تحوُّلَ أَحَدِ الصوتَينِ إلى مِثلِ الصّوتِ الآخَرِ في مخرجه وصفاته، ولكنّها تُغَيِّرُ بعضَ صفاتِ أَحَدِ الصوتَينِ بِما يُقَرِّبُ بينهما بِشكلٍ يُخَفِّفُ مِن عمليّة النُّطق بهما(2) ولذلك سمّاها ابنُ جِنِّي (ت392هـ) الادِّغامَ الأصغرَ(3).
ومَيلُ الأصواتِ إلى التماثلِ لا يَحدُثُ على نحو شاملٍ أو مُطَّردٍ؛ فلو أُتيحَ لهذا الاتِّجاهِ أن يعملَ بِحُرِّيَّةٍ لانتهَى بالفُروقِ بين الوحداتِ الصوتيّةِ إلى درجةِ الصِّفرِ، وهي فروقٌ ضروريَّةٌ لِلفَهم. ومِن ثَمَّ فإنَّ اللغةَ غالبًا ما تقاومُ هذا التَّهديدَ بِتثبيتِ الاختلافاتِ الضَّروريَّةِ عن طريق المواءمةِ بين المَيل إلى المماثلةِ وضرورة تحقيق الفَهم(1). وأَشهَرُ صُوَرِ المماثلةِ في العربيّة: المُضارَعَةُ، والإدغامُ؛ فأمّا المُضارَعَةُ فهي المُماثَلةُ الجُزئيّة التي لا تَصِلُ إلى درجة الإدغام الذي يقتضي تحوُّلَ أَحَدِ الصوتَينِ إلى مِثلِ الصّوتِ الآخَرِ في مخرجه وصفاته، ولكنّها تُغَيِّرُ بعضَ صفاتِ أَحَدِ الصوتَينِ بِما يُقَرِّبُ بينهما بِشكلٍ يُخَفِّفُ مِن عمليّة النُّطق بهما(2) ولذلك سمّاها ابنُ جِنِّي (ت392هـ) الادِّغامَ الأصغرَ(3).