AL-AMEED JOURNAL

لاشكّ في أنّ للعمل قوّة فعالة لها أكبر الأثر في الفرد والمجتمع ؛ لذلك عملية
النهوض بالمجتمع المتخلف ينبغي لها أن تسريَ في كلّ شؤونه لكي يخرج من هذا
التخلف. وتتطلب أن نعرف شيئًا من تأريخ أهل البيت  وعلومهم وأعمالهم،
ويكون النظر إليها بنظرة شاملة لك لّالمجالات في ما يتعلق بالمجتمع، وشاملة لكلّ
المستويات المتعلقة بالفرد؛ إذ لا سبيل إلى التفريق بينها؛ فارتأيت أن أدرس نصًّا
للإمام الحسن  على حسب الأبعاد التداوليّة؛ لكي أرى أنّ كلامه )صلوات الله
عليه( يصلح لزماننا هذا ومكاننا هذا؛ فنرتقي بمجتمعنا وبلدنا نحو الأفضل إن
نحن سمعنا كلام الإمام ووعيناه.

ان معرفة الكلمة وما تعنيه ليس بالعمل السهل أولا لان الكلمات تأتي بشكلين
شفوي والمكتوب. المعنى المكتوب يتضمن تلك الكلمات التي ندركها ونستعملها في
الاستماع والكلام. المعاني المكتوبة تتضمن تلك الكلمات التي ندركها ونستعملها
في القراءة والكتابة. ثانيا معرفة الكلمات تأتي بشكلين استدراكي وإنتاجي بالنسبة
للاستدراكية تتضمن كلمات ندركها عندما نسمع أو نرى الأشياء. بينما الإنتاجية
تتضمن تلك الكلمات التي نستعملها عندما نتكلم او نكتب .المعنى الاستدراكي
هو اكبر من الإنتاجي ويعتبر المعنى من العناصر الرئيسة في الاختبارات القياسية
ويجب إن يعطى الاهتمام المطلوب لتدريس هذه الفعالية المهمة باللغة. اهداف
الدراسة تتلخص:
1( هل استعمال الطريقة التقليدية المتمثلة بالكلمة ومعناها أكثر فاعلية للطلبة؟
2( هل التدريس باستخدام الصور لتوضيح المعنى أسهل من طريقة الكلمة
ومعناها؟
وبعد تقسيم العينة إلى مجموعتين تجريبية وضابطة واستعمال أنوفا لمكافئة
المجموعتين تم احتساب النتائج إحصائيا وتم التوصل إلى النتائج التي تثبت
الاهداف المذكورة بالدراسة.

يسعى البحث الى تحقيق مضمونهِ على وفق مبحثين:
الأول: في بيان ملامح التأويل للآيات القرأنية كم تناولها الامام الحسن 
مشغوعاً بالأقوال الصحيحة التي تؤكد الاستدلالات السياقية للاية او مايسنده
من الايات القرآنية.
واما المبحث الآخر فيتضمن بيان ملامح الاحتجاج التي لاتخلو من تأويل،
أو بيان، أو أفصاح عن معنى من معاني الايات التي هي محل احتجاج غير أنها تأخذ
صورا مختلفة، ولاسيما الايات التي يقف بها الامام على بيان مقاصدها أو تاويلها في
مقام الاحتجاج، أو على وفق ماتقتضيه مناسبة الخطاب.

ليس من اليسير الإحاطة بكل الجوانب الفنية والجمالية التي حوتها خطب
الإمام الحسن ، وفي الوقت ذاته ليس من العسير التنبه على وجود أكثر من ميزة
جمالية بنائية وأسلوبية في تلك الخطب. وهذا ليس بغريب، فهم أهل البيان وأهل
بيت مدينة علم الرسول ، ذلك العلم الذي لا يتوقف عند التشريعات الدقيقة
للقرآن الكريم والأمور المهمة من حياة المسلمين. ولا يتوقف عند بيان مختلف
القرآن ومتشابهه، بل إن علمهم امتداد للإعجاز القرآني فهم أهل الذكر الذين قال
الله سبحانه وتعالى فيهم في الاية السابعة من سورة الانبياء ﴿فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ
كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ﴾) 1(.
ويجب التنبيه على أن ما سنقدمه من ظواهر بنائية وأسلوبية لم يتقصدها الإمام
الحسن  تقصداً، بل لكونه ابن البيئة العربية وابن الأدب بشقيه الشعر والنثر
والذي يمثل ديوان العرب لا بد أن يكون الإمام قد وعى كل النماذج الفنية والأدبية
والتشريعية سواء الصادرة عن جده رسول الله أم من الخطباء الذين سبقوه أو
عاصروه. ومن باب السهولة وعدمها في آنٍ واحد فلن نتطرق لكل ما تحويه الخطب
من جماليات تاركين للمستزيد الخوض في تلك الجماليات، فعمق أدب الإمام سواء
الرسائل أو الخطب أو الوصايا يغري بكثير من الدراسات وسيركز هذا الباب على
دراسة بناء وهيكلية الخطب، والتضمين والاقتباس، والثنائيات الضدية والتوازي.

ليس من اليسير الإحاطة بكل الجوانب الفنية والجمالية التي حوتها خطب
الإمام الحسن ، وفي الوقت ذاته ليس من العسير التنبه على وجود أكثر من ميزة
جمالية بنائية وأسلوبية في تلك الخطب. وهذا ليس بغريب، فهم أهل البيان وأهل
بيت مدينة علم الرسول ، ذلك العلم الذي لا يتوقف عند التشريعات الدقيقة
للقرآن الكريم والأمور المهمة من حياة المسلمين. ولا يتوقف عند بيان مختلف
القرآن ومتشابهه، بل إن علمهم امتداد للإعجاز القرآني فهم أهل الذكر الذين قال
الله سبحانه وتعالى فيهم في الاية السابعة من سورة الانبياء ﴿فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ
كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ﴾) 1(.
ويجب التنبيه على أن ما سنقدمه من ظواهر بنائية وأسلوبية لم يتقصدها الإمام
الحسن  تقصداً، بل لكونه ابن البيئة العربية وابن الأدب بشقيه الشعر والنثر
والذي يمثل ديوان العرب لا بد أن يكون الإمام قد وعى كل النماذج الفنية والأدبية
والتشريعية سواء الصادرة عن جده رسول الله أم من الخطباء الذين سبقوه أو
عاصروه. ومن باب السهولة وعدمها في آنٍ واحد فلن نتطرق لكل ما تحويه الخطب
من جماليات تاركين للمستزيد الخوض في تلك الجماليات، فعمق أدب الإمام سواء
الرسائل أو الخطب أو الوصايا يغري بكثير من الدراسات وسيركز هذا الباب على
دراسة بناء وهيكلية الخطب، والتضمين والاقتباس، والثنائيات الضدية والتوازي.

ان الذي يميز القرآن الكريم ككتاب اعجازي سماوي خالد، هو تجدد موارده
وعطاءاته، فكل من غاص في اعماقه وسبر اغواره استطاع ان يستخرج دررا غير التي
اخرجها من قبله من العلماء المختصين فالقرآن دائم العطاء كثير الحكم والمواعظ،
يزيد مَن تدبر في آياته معارفا وفهما متجددا.
وهذا الامر الاعجازي يشبه -من هذه الجهة- الى حد كبير الثورة الحسينية التي
يقارب عمرها عمر القرآن الكريم في نزوله. فمنذ عام 61 # ، وقت ان وقعت معركة
كربلاء او الملحمة الالهية والى عصرنا الحاضر، ما فتىء العلماء والكتّاب والمنظرين
على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم ودياناتهم يستقون منها معارفا وعبرا ومواعظا
وحكما واسرارا، تختلف لمن استخرجها عن الذي سبقه فيها.
فعاشوراء الحسين معين لا ينضب عطاؤه، وبحر لا تنفد درره، وكنز لا تخبو
معارفه، لمن يقرؤها بموضوعية خالصة بعيدة عن التعصب المذهبي او العاطفة
البحتة او الاهواء المضلة. ولعل في هذا مصداقاً من مصاديق الحديث الشريف الذي
بلغ حد التواتر عند جميع المذاهب الإسلامية في قول رسول الله : ))إني تارك
فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا من بعدي(() 1(.
وقد انتابتني حيرة كبيرة يوم حدثني ضميري وهزني انتمائي العقائدي ان اكتب
بحثا عن نهضة خامس اهل الكساء وثالث الاوصياء الامام الحسين  فصرت
احاكي نفسي عن الجهة التي اتناولها في بحثي كي يكون بحثا اصيلا في موضوعه،
وبعد صراع فكري عصيب ودعاء خالص لله تعالى وفقت لاختيار موضوع بحثي
والموسوم ب )الاستنصار القرآني والحسيني دراسة موازنة( ايمانا مني بأن هذا جزء
من التكليف الشرعي للمسلم الحقيقي في ابراز مآثر آل البيت  واحياء امرهم.
وقد اقتضت خطة البحث ان تكون على ثلاث مباحث: كان الاول منها قد عني
ببيان الاستنصار في القران الكريم لإثبات ان الاستنصار في موضوعه لم يكن
بدعاً من الامام الحسين  بل هو منهج قراني واضح، وابان المبحث الثاني انواع
الاستنصار في الخطاب الحسيني، ثم جاء المبحث الثالث والاخير ليبين الابعاد او
الاهداف التي استنبطها الباحث من الاستنصار الحسيني، ثم جاءت الخاتمة في نتائج
مهمة من وجهة نظر الباحث فقائمة المصادر.

إن آفاق، وأسس الحوار الصحيح، الذى يجمع كل الحق، والعلم بواسع مفهومه،
وأسسه، ومجالاته المختلفة، وكيفية معرفة النفس الإنسانية ودراستها،والدخول فى
أغوار سلوكها، وعلم الحوار بمداخله فى النفس، والأدب فيه، واحترام الآخر. كل
ذلك وغيره هو فى الإسلام.وذلك لأن الإسلام بنيان أركانه، وأسسه ثلاثة : العقيدة
والشريعة والأخلاق.
فإن صلاح الأخلاق، والسلوك : يرجع إلى الشريعة الإسلامية واستقامة
المسلم فى الشريعة : ترجع إلى العقيدة الإسلامية فى عقدها ورسوخها فى قلبه. قال
 : ))أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا((.
وليس فقط الكلام العقلى القوى الرصين، هو المؤثر فى الحوار، ولا الأخلاق
المؤسسة على الأفعال، والغايات المادية فى الحياة الدنيا دون الآخرة؛ ومن ثم فإن
الحوار ليس مجرد التلقين، والتعليم للمبادئ الخلقية دون الأركان الثلاثة بأعمالها،
فى القلب كما هى فى القالب.
فإن تناقض المسلم بين قوله وعمله، فكما يوضح ضعفه، وانقسامه فى نفسه،
وفرقته عن الحق، كذلك فإنه يعمل على تقوية أعداء الإسلام فهم لا قوة لهم إلا من
خلال تخاذل المسلم، وبعده عن الحق.
والإسلام عظيم فى حواره، وآفاقه، ومجالاته فى الحياه. وكيف لا! وهو كلام
الله تعالى، بجانب عظمة السنة النبوية الشريفة.وسوف أتناول فى حدود المتاح لى فى
هذا البحث ما يوضح هذه العظمة، ولكى يستوفى هذا البحث، أصوله لابد من
الحديث: عن العالم الغربى بين التأثير والتأثر.وقد رأيت تقسيم هذا البحث التالى :
المقدمة : السابق عرضها.
المبحث الأول: الأسس الإسلامية فى الحوار المثمر، والجدل المعرفى.
المبحث الثانى: العالم الغربى بين التأثير.. والتأثر.
الخاتمة: تناولت فيها أهم نتائج البحث وتوصيات.

يمثل هذا البحث مقاربة ومحاولة لتجديد الخطاب الدعوي للغرب من خلال
تجديد الوسائل وتطوير الأساليب، لأن العبرة بتجديد الوسائل والأساليب لا
المبادئ والمنطلقات.
وقد أمرنا الله أن نحدد مسارات الحوار وأرضيات التخاطب بقوله تعالى في
الاية 64 من سورة ال عمران : ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا
وَبَيْنَكُمْ أَ نَعْبُدَ إ ا وَلا نُ كْرشَِ بهِِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ ا فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ﴾.
وإن كان الله تعالى قد حدَّد وب )الكلمة السواء( بتوحيد الألوهية، وقد
تنسحب الكلمة السواء على القيم الإنسانية والثقافية والحضارية الموصلة بالضرورة
إلى التوحيد ثم إلى الشريعة.
إن الدعوة الإسلامية عملية اتصالية بامتياز، تتميز عن باقي عمليات الاتصال
والتواصل كونها عبادة وقربة واتباعاً لهدي الرسول ، الذي كان يمارس مهارات
التميز كموهبة فطرية وهبة إلهية ومهنة عبادية، فأصبحت هويته التي تميزه من
باقي المصلحين، فكان من الواجب اتباع أسرار النبوة وإعجازها من خلال العلوم
المعاصرة. وتعتبر التنمية البشرية منطلقاً مهماً ومبدأ أساساً في الحوار والتخاطب
وعرض الإسلام والخروج من موقع الدفاع السلبي إلى الهجوم الإيجابي.