Abstract
الحمد لله الذي لاتدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار , ولايحتاج في تدبير ملكه الى المؤازرين ولا الى الأنصار ,ولاتسع عبارة عباده في معرفته غير الاعتراف بالاقصاء عن كنه قدرها والاقصار , نحمده على نعمه التي نورت بصائرنا فرفعتنا الى معالم الهدى وفتحت أبصارنا فجرتنا عن مغارم العدى , وسلمت أفكارنا من الوقوع في إشراك الشرك ومهاوي المهالك ومهاوي الردى .
ونشهد ان لااله الا الله وحده لأشريك له , شهادة ترقم حروفها على سرادق العرش , وتقوم بما يجب علينا في تقصير أعمالنا من الارش , وتدغم سيئاتنا في حسناتنا كما ادغم ابو عمرو فيحصل لها تفخيم ورش .
ونشهد ان محمداً عبده ورسوله الذي جعل رسالته الى الخلق نعمى , ورمى به الباطل فأصاب شاكلته وأصمى وقر به عيون الموحدين يوم تعنو الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلما .
شاءت إرادة الله سبحانه وتعالى ان يهئ لسنة نبيه المطهرة اذهاناً متقدة صافية وصدورا عامرة اختارها على عينه لتحنو عليها كحنو الأب على البكر من ابنائه متمثلة بالجهابذة الابطال , برد الافاق وسفراء النبي صلى الله عليه وسلم الى الناس , جابوا الاقطار والامصار , جامعين لها , محققين , , قابلين ,او رادين , منقرين عن الرجال واحوالهم , وهذه المرة في هذا البحث – نحث الخطى – ولكن ليس مع اولئك الصيارفه الاعلام – ولكن مع اديب كان البدر الطالع في سماء ادب القرن الثامن الهجري وكاتب افتض يراعه ابكار البلاغة والكتابة مسطرها كتب ادب تنبئك عن مكنون علمه , رشحت اقلامه مسكاً اذفر فكحلت بمدادها مقل الصحائف وبذلك اليراع الاديب نفسه يكتب كلام من اوتى جوامع الكلم ليرتفع به قدره ويعلو جنابه , ويمشي مختالاً تياه الخطى يباهي الادباء بما ليس عندهم وما لم يألفوه – يطوي المسافات الشاسعه والقفار البعيدة بينه وبين عالي الجناب ( صلى الله عليه وسلم ) باسانيد عالية تقربه اليه زلفى الا وهو الاديب الالمعي صلاح الدين الصفدي الذي اودع هذا في كتابين من كتبه الا وهما (نكت الهميان)و( الشعور بالعور) ولم يكتف بذلك بل تطلعت نفسه ان يشير الى دررنفيسة من عقد مصطلح الحديث ومباحثه كما انه شارك النقاد ودلى بدلوه معهم فتكلم في الرجال , واذا بشيوخه كالسبكي والذهبي يجلسون تلامذة بين يديه ليكتبوا عنه ماقال و يسمعوا منه ماروى , هذا وقد كتبت عنه هذا البحث الذي كان من مقدمة وثلاثة مباحث .