Abstract
لقد شكل إنخفاض مستوى خدمات البنى التحتية المقدمة بسبب غياب التكامُل مع المعايير الموضوعة وبكميات كافية لإشباع حاجات السُكان وعدم تحقيق التكامل المكاني في توقيعها مشكلة البحث, وعلى ضوء ذلك إنصب هدف البحث على تحقيق الموازنة المكانية بين توزيع السُكان والتوقيع المكاني لخدمات البنى التحتية في منطقة الدراسة إعتماداً على المعايير المعتمدة لهذهِ الخدمات نحو تحقيق التكامل المكاني والتفاعل بين تلك الخدمات من جهة وعلاقتها بالسكان من جهة أُخرى وصولاً إلى تحقيق المستوى المطلوب من الكفاءة الكمية والنوعية للخدمات المقدمة , وقد جاءت فرضية البحث المتمثلة في إن إشاعة انماط التكامُل المكاني في توقيع خدمات البنى التحتية في المناطق السكنية وفقاً للمعايير التخطيطية المُعتمدة يؤدي إلى رفع مستوى تقديمها للسُكان ويزيد من كفائتها, واتبع البحث المنهج العلمي الاستقرائي، والجداول الإحصائية ، والمقابلات الشخصية للوصول إلى هدف البحث , إن هذا البحث يُعنى بدراسة العلاقة التكاملية بين خدمات البنى التحتية وحجم السكان الذين تقوم بخدمتهم في المدينة بالمقارنة مع المعايير القياسية لكل خدمة (الماء الصافي والصرف الصحي والنفايات) في قطاع الرشيد ويُعد هذا البحث محاولة لرصد السلبيات وإيجاد الحلول وفق المعايير التخطيطية للبنية التحتية لإستيعاب الطلب الحالي والمستقبلي على تلك الخدمات من أجل النهوض بها وتحسين كفاءتها ، إذ تُعد خدمات البنى التحتية من أهم الامور التي يجب توافرها وذلك للدور الفعال والحيوي الذي تُؤديه في ديمومة الحياة، ونظراﹰ للنمو الحاصل والتقدم في جميع جوانب الحياة أصبح من الضروري العمل على إيجاد السُبل الناجحة لغرض توافر الخدمات بشكل يتلائم مع ذلك المطلب .
وإعتمد البحث في إطارهِ النظري على توضيح مفاهيم الخدمات وتخطيطها وتوزيعها وخاصةً خدمات البنى التحتية المتمثلة بخدمة الماء الصافي والصرف الصحي وجمع النفايات, وكذلك مفهوم التكامل المكاني لخدمات البنى التحتية والعلاقة التكاملية بين السُكان والخدمات والمشاكل التي تُعيق تقديم الخدمة وتضمن ايضاً خدمات البنى التحتية ومعايير توقيعها في المدن وكذلك الإستعمالات المختلفة للماء الصافي في المدينة , وفي الجزء العملي تناولنا التطبيق العملي للتكامل الوظيفي لخدمات البنى التحتية في قطاع الرشيد وتمت دراسة واقع حال الخدمات كماً وتوزيعاً مكانياً من خلال مقارنتها بالمعايير بالأعتماد على العمل الميداني لجمع البيانات من الدوائر الحكومية والمقابلات الشخصية والحسابات المكتبية للتوصل إلى نتائج تُسهم في تحديد مستوى التكامل والتفاعل بين تلك الخدمات وعلاقتها بحجم السكان موضحةً بالجداول الإحصائية .
وهذا يتطلب وضع الأُسس العملية لتكامل هذهِ الخدمات في المدن استناداً إلى الموارد البشرية والمكانية في المدينة , وقد توصل البحث إلى إيجاد حجم الماء الصافي المُجهز للسكان والبالغ (207) لتر/شخص.يوم وتم أيضاً معرفة معدل كمية النفايات الناتجة في منطقة الدراسة بـ(1,54) كغم/شخص.يوم بالأضافة إلى تشخيص السبب الرئيسي لتدني مستوى الخدمات المقدمة في قطاع الرشيد وعدم تحقيق الموازنة المكانية بين توزيع السكان وحجم الخدمة (التوقيع المكاني للخدمة) وفقاً للمعايير سببهُ هو قلة وعي المواطن وسوء الإستخدام لتلك الخدمات وكذلك ان مشكلة طفح المجاري وانسدادها المتكرر هو نتيجةً لتراكم النفايات والفضلات الصلبة في الأنابيب وفتحات التصريف بسبب رميها فيه من قبل السكان , وتوصل البحث إلى مجموعة من الإستنتاجات والتوصيات التي تخص منطقة الدراسة فضلاً عن توصيات عامة لتحسين أداء خدمات البنى التحتية مستقبلاً , وقد توصلت الدراسة إلى وجود نقص في امداد الماء الصافي لقطاع الرشيد في فصل الصيف وان الطاقة التشغيلية لمحطات الصرف الصحي هي أعلى من كمية مياه الصرف الصحي الناتجة في قطاع الرشيد , وبالنسبة لخدمة جمع النفايات فقد تبين ان كمية كبيرة منها تبقى متناثرة في احياء منطقة الدراسة بسبب أرتفاعهُ عن المعيار للشخص الواحد المقدر لأمانة بغداد من النفايات المطروحة , وهذا يؤكد وجود خلل في العلاقة التكاملية بين الخدمات المدروسة في قطاع الرشيد .