Abstract
تعرف السياحة في اللغة العربية بأنها التنقل من بلد إلى آخر للتنزه والاستطلاع والكشف أما لفظ السياحة في اللغة اللاتينية وغيرها المعروفة بكلمة (tourism) فهو مشتق من كلمة tour ومعناها كما جاء في قاموس أكسفورد رحلة تبدأ من المنزل وتنتهي إليه ويتم خلالها زيارة عدة أماكن يتم تنظيمها بمعرفة شركات محترفة( ) .
إن أول من عرف السياحة هو الباحث الألماني جوبير فرويلر 1905 بان السياحة بمعناها الحديث ظاهرة من ظواهر عصرنا تنبثق من الحاجة المتزايدة للراحة والى تغيير الهواء والى تولد الإحساس بجمال الطبيعة. ونمو هذا الإحساس والى الشعور بالبهجة والمتعة في الإقامة بمناطق لها طبيعتها الخاصة ( ) وأيضا نمو الاتصالات التي كانت ثمرة اتساع نطاق التجارة والصناعة .
فالسياحة ظاهرة حضرية حديثة نمت وتطورت مع تطور المجتمعات وأصبحت علما وصناعة كباقي العلوم والصناعات الأخرى لها أصولها وأساليبها ومقوماتها ( ) .
وعليه فقد أصبحت للسياحة أهمية كبيرة وخاصة في المجالات العلمية والدراسية وتفرعت منها علوم متعددة وتداخلت مع علوم أخرى أو انصب هذا الاهتمام على فكرة تنمية وتطوير السياحة باعتبارها قطاعا ثالثا في التنمية القومية ولقد ظلت خطط التنمية والتعمير مقتصرة لتحقيق أهدافها على الوسائل التقليدية المعتمدة على بناء المساكن وتوفير الاشتراطات الصحية ومد خطوط السكك الحديد وشق الطرق وحفر الترع إلى ما بعد الحرب العالمية الثانية , عندما تنبه المشرفون على إدارة السياحة إلى أنهم يعيشون في قرن السياحة وان السياحة على ضوء الإحصاءات المتتالية الوثيقة منذ الخمسينات هي أعظم صناعة من عنصر واحد غير مركب في العالم أو أنها أصبحت تمثل 6% من مجموع تجارة العالم في عام 1972 فمعدل نسبة الزيادة السنوية بين عامي 1962 و 1972 في عدد السياح 9.5% إذ بلغ عددهم في عام 1972 مائتين مليون ارتفع هذا العدد في عام 1973 إلى 215 مليون ومعدل نسبة الزيادة سنويا في القدرة نفسها (1962 -1972 في الإيرادات السياحية 12% إذ بلغت هذه الإيرادات في عام 1972 أربعة وعشرون بليون ومائتي مليون دولار ارتفع هذا الرقم في عام 1973 إلى 28 بليون ( )من هنا أدرك خبراء التنمية والتعمير على ضوء هذه التطورات الحاسمة في اقتصاديات العالم إن أهدافهم هي أهداف السياحة نفسها فان خبراء الإدارة السياحية قد انتهوا على أساس الدراسات والإحصاءات والتجارب إلى إن إنشاء منطقة سياحية في دولة ما وفق الظروف البشرية والطبيعية والتاريخية والاقتصادية الحاكمة في الدولة تحقق زيادة موارد المنطقة بما يتدفق إليها من أموال السياح ويوفر فرص عمل جديدة لأبناء المنطقة في الأعمال المتصلة بالسياحة (الفنادق , المطاعم , المقاهي ، وغيره ) ويساعد على نمو صناعات محلية أو ريفية لم تتح لها من قبل فرصة التسويق كالصناعات اليدوية والحرفية والفلكلورية .(4)
وفي ظل ما تقدم واعتمادا على ما يمتلكه منخفض النجف من مقومات طبيعية وبشرية وامتداد تاريخي وحضاري وديني في ذاته وفي منطقة الظهير التي تجاوره والمتمثلة بمدينة النجف الاشرف ومنطقة الحيرة التاريخية بما تحمل هذه المناطق من معالم دينية وحضارية وعلمية وتاريخية في الماضي والحاضر , واعتمادا على كل هذه المقومات أجرينا دراستنا المتواضعة هذه والتي أسميناها (( المعطيات الجغرافية لمنخفض النجف وإمكانية استغلالها سياحيا ) وقد ضمناها بعد المقدمة عدة فصول تحدث الفصل الأول عن تاريخ منطقة الدراسة فيما تحدث الفصل الثاني عن المعطيات الجغرافية الطبيعية والبشرية تضمن الفصل الثالث تحليلا جغرافيا لإمكانية استغلال هذه المعطيات سياحيا ثم ختمنا دراستنا بالخلاصة والاستنتاجات .