Abstract
الباقلاني هو أبو بكر الخطيب الباقلاني المتوفى سنة 403هجرية . وهو من علماء الاشعرية وخطبائهم . وقد تولى الرد على الطاعنين والمخالفين وأصحاب الملل .
له مصنفات منها : إعجاز القرآن , وكتاب الانتصار لنقل القرآن , والتمهيد والإرشاد.
فقد تصدى لنقد النصوص التي تناولها بنقد موضوعي على أساس من الفهم السليم, والإدراك الواعي لما توحيه هذه النصوص من المعاني , كاشفا عنها , موضحا لها , يعينه في ذلك علم وافر بأساليب القول وفنونه , ومعرفة عميقة بطرق العرب وتقاليدها في التعبير الأدبي وبناء القصيدة العربية القديمة , وتمرسه باللغة العربية ومقاييسها .
لقد كان الباقلاني متمكنا في عرض أرائه النقدية في المذاهب النقدية المختلفة لسابقيه ومعاصريه على حد سواء , من خلال بحثه في القضايا النقدية الآتية :
1- البديع والبلاغة وثورته عليهما .
2- أثر اللفظ في التعبير وصلته بالمعنى , وضرورة أن يكون المعنى موجها للفظ.
3- بحثه في نظرية الأدب .
4- الأثر النفسي للأدب , الذي أكد أن المثال الأعلى له يتمثل في القرآن الكريم , متحدثا عن الشخصية المبدعة , وأثرها في إنشاء الأدب من خلال الانفعال , الذي يحدث التأثير النفسي للأديب , ثم تحدث عن الأثر النفسي الذي يحدثه النص في المتلقي .
ثم يخلص الباقلاني بعد كل ذلك إلى ما يمكن تسميته النظرية النقدية التي وضع فيها خارطة الطريق لمهمة الناقد الأدبي .
وقد حاولت من خلال هذا الجهد المتواضع أن اكشف اللثام عن هذه السمات النقدية التي توصل إليها الباقلاني . وقد انتصرت له بقدر ما تسمح به الأمانة العلمية , إيمانا مني بسلامة نيته , وصفاء سريرته , وهو يصد عن كتاب عربيتنا الخالد سهام الحاقدين , وأوهام الحاسدين. والله ولي التوفيق.