Abstract
الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً , الحمد لله الذي أنزل القرآن على عبده , الحمد لله الذي أنزل القرآن وسماه الكتاب , فقال تعالى : ذَلِكَ الْكِتَابُ [ البقرة : 2] ووصفه بالبرهان والهدى والحكمة والحق والبلاغ والذكر والرحمة , والصلاة والسلام على مفسر القرآن والبيان , إمام المرسلين وقائد المجاهدين , وعلى آله وأصحابه ومن اقتفى أثره وسار على دربه إلى يوم الدين , أما بعد :
إن من أهم كتاب الله عز وجل تصحيح العقائد وتثبيت الإيمان , وهذا الهدف نلحظه أكثر ما يكون في السور المكية , حيث بدء الدعوة إلى الإسلام وحيث المعارك الكلامية بين المؤمنين والكافرين حول عقيدة الإسلام , هذه العقيدة الجديدة وعقيدة الإيمان بالأوثان ونفعها وضرها , عقيدة الآباء والأجداد .
والقرآن كان يشكل الزاد الأساسي لدى المؤمنين في تقوية إيمانهم , وتثبيت عقيدتهم , وهو في الوقت نفسه السلاح الذي يهاجمون به أعداءهم غير المؤمنين .
وسورة الأحقاف إحدى هذه السور التي تدافع عن عقيدة التوحيد , وتجادل الكافرين , وتسجل مقالاتهم وافتراءاتهم , وترد عليها بأسلوب عقلي منطقي , وتدفع شبهاتهم حول القرآن نفسه وطعنهم فيه وفي نسبته إلى الله عز وجل .
وفي هذا البحث ( دعوى المشركين افتراء محمد القرآن ودحضها في ضوء سورة الأحقاف ) ذكرت معاني بعض المفردات المتعلقة بموضوع هذا البحث , مستنبطاً بعض العناوين من هذه الآيات , ثم ذكرت بعد ذلك الدروس والعبر من تلك الآيات .
وأسأل الله تعالى أن أكون قد وفقت في عرضي .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين