Surra Man Ra'a

الحمد لله ، والصلاة والسلام على خير عباده محمد وعلى آله وصحبه ، وبعد فإن سيبويه واحد من أهم الشخصيات النحوية في تاريخ النحو العربي ، وإن كتابه هو اول كتاب وصل الينا كاملا في النحو والصرف ، وقد بوبه مؤلفه على وفق ما أرتاب من تبويب ، ويعد النبع الصافي الذي اعتمد عليه من جاء بعده من النحاة .
وللشواهد اهمية كبيرة في هذا الكتاب ، فعليها بنيت القاعدة النحوية ، وبها استدل العلماء على صدق قواعدهم واثباتها . وورد في كتاب سيبويه منها شيء كثير ، إذ ذهب العلماء الى ان فيه ( 1051) شاهدا شعريا منها ما عرف قائله ، ومنها مالم يعرف ، وهي تمتد في زمنها من العصر الجاهلي حتى أوائل العصر العباسي .
ولفت انتباهنا استشهاد سيبويه بشعر النابغة الجعدي الشاعر المخضرم في موضوعات متفرقة من الكتاب ، فرأينا من المناسب ان نعرضها في هذا البحث ، ونبين موقف سيبويه من الاستشهاد بها .
وقد اقتضت طبيعة البحث أن يكون من مبحثين ، تناول المبحث الاول الحديث عن سيبويه ، وعن النابغة الجعدي بصورة مختصرة موجزة ، لأن هناك باحثين كتبوا عن هاتين الشخصيتين وعرفوا بهما ، وقد اشرنا الى قسم من المصادر والمراجع التي تحدثت عنهما .
وتناول المبحث الثاني ذكر الشواهد الشعرية التي وردت في كتاب سيبويه للنابغة الجعدي ، فوثقنا تلك الشواهد من ديوان النابغة ، وبعض المصادر الأخرى ، وأوردناها على وفق ما جاءت في كتاب سيبويه ، مشيرين الى موضع الشاهد في الكتاب ، وعرضنا كل شاهد على مصادر أخرى زيادة في التوضيح ، وختمنا الفصل بذكر شواهد أخرى للنابغة لم ترد في الكتاب ووردت في مصادر نحوية أخرى للدلالة على أهمية شعر النابغة وهذه محاولة في طريق البحث العلمي ، نرجو من الله ان يجنبنا الزلل ، ومنه العون والتوفيق .

هذا البحث محاولة لتتبع دلالة أبنية المصادر والمشتقات في واحد من أفضل شروح كتاب سيبويه وأقدمها نعني بذلك شرح السيرافي (أبي سعيد الحسن بن عبد الله بن المرزبان المتوفى سنة 368هـ)
وقد حاول الباحثان النظر في صيغ هذه المشتقات وملاحظة دلالاتها بعد أن تلحقها زيادات تؤثر في شكلها وتغير دلالاتها , فيصبح لكل مشتق منها دلالته الخاصة التي تعبر عن معنى معين ، ووفقا لموقف معين يتطلب هذا المعنى وهذه الدلالة دون غيرها .
وقد عرض الباحثان للاشتقاق بوصفه ظاهرةً مميزةً للعربية , ودليلاً على حيويتها ومرونتها وقدرتها على التصرف بصيغها واشتقاق ألفاظ من ألفاظ للتعبير عن المعاني المختلفة. وبيَّنا موقف العلماء القدامى والمحدثين من الاشتقاق ، وكيف تعاملوا معه ونظروا إليه في مبحث صار تمهيدا لبحثنا هذا.
وتناول الباحثان أصل هذه المشتقات وما يصيبها من تحول, وبحثا في أنواعها , وجاء هذا البحث ليجعل شرح السيرافي لكتاب سيبويه ميداناً له ومرتكزاً في عرض
الأبنية المشتقة ودلالاتها, وطريقة معالجة السيرافي لها , وأمثلته المستمدة من لغة العرب واستعمالهم لها. وكان ذلك في تمهيد ومطلبين تتبعها خاتمة ونتائج البحث .
وختاماً نسأل الله – تعالى- أن يوفقنا في إتمام هذا البحث على الشكل الذي ينبغي له أن يكون دون إفراط أو تفريط .
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين

الحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد :
فإن الله تعالى قد أكرم هذه الأمة الإسلامية بكتاب عظيم لا يأتيه الباطلُ من بين يديه ولا من خلفه ، فيه نبأ ما قبلها ، وخبر ما بعدها ، وهو حبلُ الله المتين ، والصراط ُالمستقيم.
وقد هيأ الله تعالى لهذا الكتاب أئمة فحولا أفذاذا ، فاعتنوا بحفظه وتعلّمه وتعليمه ، وبذلوا الغالي والنفيس في سبيل إيصاله إلى جميع الأمم لإخراجهم من دياجير الظلمات إلى النور.
ومن بين أولئك العلماء العلامة الشيخ ابراهيم الكوراني ـ رحمه الله تعالى ـ ، فقد أفاد بفكره الثاقب ، وأجاد ببيانه العذب ، وأوضح بقلمه السيال كثيرا من المسائل في علوم شتى ، ومنها علم التفسير.
وقد أولع المتخصصون بعلم التفسير بقراءة تفسير القاضي البيضاوي ـ رحمه الله ـ ، وأكثروا من وضع الحواشي عليه ، بغية إيضاحه ، والكشف عما أُبهم من عباراته ، ومع كل ذلك بقيت في تفسير القاضي البيضاوي مسائل مشكلة ، وعبارات مغلقة تحتاج إلى مزيد محاولة للبسط والإيضاح.
وقد أسهم الشيخ ابراهيم الكوراني ـ رحمه الله ـ بمحاولة منه لكشف اللبس والغموض عن بعض تلك المسائل، وقد وفقني الله تعالى لتحقيق مخطوطته الموسومة بـ(كشف اللبس عن المسائل الخمس) ، وقد كان الدافع لهذا العمل ما رأيته فيها من مباحث قيمة تستحق أن يقف عليها الباحثون ، ويستفيد منها الدارسون.

الحمد لله رب العالمين حمداً يليق بجلاله وكماله ، وعظمته ، وكبريائه ، حمد المتواضعين لعظمته الراضين بقضائه الشاكرين لنعمائه الصابرين على بلائه ، والصلاة والسلام على البشير النذير السراج المنير نبينا محمد.
وبعد : تناولنا موضوع البحث (المعارف الطبية عند الشعوب القديمة) وهو من المواضيع المهمة ؛ وذلك لكون علم الطب أحد أهم العلوم العقلية ، والمرتبطة بحياة الإنسان وحفظ صحته وسلامته ، ولدراسة الجوانب التاريخية والكشف عن العمق الحضاري الذي أنجزه الأطباء الشعوب القديمة على أثر تقدم العقول على حد سواء للنهوض بالعلوم الطبية المختلفة .
ومما لا شك فيه أنَّ علم الطب من أوائل المعارف والعلوم التي عرفها أ ومارسها الإنسان منذ القديم عن غريزة ورغبة منه في التخلص مما يعانيه من الألم فسعى ذلك الإنسان جاهداً للبحث عن كل ما يحفظ صحته وسلامته خوفاً من الوقوع في هاوية المرض نتوصل إلى بعض العلاجات النافعة عن طريق العدقة وتكرار التجربة حينا أو من خلال تقليد ما تفعله الحيوانات حينا آخر وامتزاج الطب في تلك الأيام الغابرة بالدجل والشعوذة .
وقد قسم البحث إلى ثلاثة مباحث أساسية :

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
إن الذي دفعنا إلى اختيار هذا الصحابي الجليل والكتابة عنه انه كان من عمال رسول الله صلى الله عليه وسلم المتميزين ،فهو صحابي جليل من رجال الفتوح في صدر الإسلام ،واصله من الحضارمة،وهم من اليمن،سكن ابوه في مكة المكرمة ،فولد ونشا فيها العلاء رضي الله عنه،وقد كان من اشرف كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين كتبوا له حتى مات .فقد كانت أمه من الأنصار من الأوس ، و كان لعائلة العلاء رضي الله عنه دور في الجاهلية وعصر الرسالة،فكان له عشرة من الإخوة غيره .منهم :عامر ،وعمرو ،وميمون ،الذي كان له بئر تدعى (بئر ميمون) ،قام بحفرها في الجاهلية بأعلى مكة بالأبطح ،وهي من الآبار المشهورة على طريق أهل العراق ،وأما أخيه عمرو ،فقد قتل كافرا يوم نخلة ،وقد كان اول قتيل من المشركين وكان ماله أول مال يخمس في الإسلام ،وأما أخيهم عامر فهو الذي أمره أبو جهل يوم بدر (سنة 2 هــ/623م) أن يكشف عن عورته،وينادي وا عمراه على أخيه الذي قتل في سرية عبد الله بن جحش في يوم نخلة ،فكان سببا في هياج الحرب بين الطرفين .ومنهم أيضا: شريح الحضرمي الذي كان من خيار صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم،كما كان لهم أخت واحدة هي (الصعبة)والتي تزوجها أبو سفيان ثم طلقها.ولاه رسول الله صلى الله عليه وسلم البحرين،ثم اقره الخليفة أبو بكر الصديق ،والخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنهما الذي أضاف له ولاية البصرة،ولكن العلاء رضي الله عنه مات قبل أن يصل إليها.

لم يلتفت الخطاب النقدي العربي الحديث إلى موضوع المصاحبات النصية ولم يولِ اهتمامًا كبيرًا بها بل غيَّبها إذ عدها ثانوية وهامشية وعرضية ليس إلَّا،على الرغم من أنَّ المدونة النقدية التاريخية العربية تكشف عن اهتمام بعض الكتاب العرب قديمًا بها، فنجد المقريزي يطلق عليها الرؤوس الثمانية موجها كلامه إلى القارئ (( إعلم أن عادة القدماء من المعلمين قد جرت أن يأتوا بالرؤوس الثمانية قبل افتتاح كل كتاب وهي الغرض والمنفعة والمرتبة وصحة الكتاب ومن أي صناعة هو وكم فيه من أجزاء وأي انحاء التعاليم المستعملة فيه )) .
لكن الاهتمام بدأ بها عندما ترجم كتاب الناقد الفرنسي جيرار جينيت (عتبات)(seuils) عام 1978م،وهو الكتاب الذي شكل فتحا نقديا كبيرا ونقطة تحول كبرى في اعادة تسليط الضوء الكاشف على نظير هذه المباحث التي كان يطويها النسيان .
فقد أمدَّ جيرار جينيت بكتابه هذا المدونة النقدية بمصطلحات وافية حول النصوص المحيطة. إلا أنَّ الأفق الترجميَّ عند المترجمين العرب تفاوت في التعامل مع المصطلح ففي حين يعني هذا المصطلح في الاصطلاح الفرنسي paratxtes نعني مجموعة النصوص التي تحيط بمتن الكتاب من جميع جوانبه .
وفي اللغة العربية ترجم إلى النص الموازي ، المناص ، المناصة ، مرفقات النص ،..الخ)
وتشتمل على : العنوان ، العنوان الفرعي ، العنوان الداخلي ، الديباجات ، التذييلات والتنبيهات ، التصدير ، الحواشي الجانبية ، الحواشي السفلية ، الهوامش المذيلة للعمل ، العبارة التوجيهية ، الزخرفة ، الأشرطة للتزيين يتخذ شكل حزام ، نوع الغلاف، وأنواع أخرى من إشارات ، الملاحق والمخطوطات الذاتية والغيرية ، التي تزود النص بحواشي مختلفة ، وأحيانا بشرح رسمي أو غير رسمي .اي كل ما يحيط بالنص المتن وتسهم في إظهار الميزة الأساسية للعمل الأدبي . وهي مثاليته أي العلاقة بين العمل نفسه وشكل ظهوره بكل علاقاته وتجسيداته المختلفة.

من الأمور المسلم بها أن العرب هم الطليعة الأولى التي حملت إلى العالم مشعل الدعوة الإسلامية التي أشار إليها القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وكلف بها الرسول الكريم محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ليبلغها إلى كافة الناس وفي جميع البقاع قال تعالى : (وماأرسلناك الا كافة للناس بشيرا ونذيرا) (1) ، لذا كانت بلاد المشرق الإسلامي إحدى البقاع التي أشرقت فيها نور الإسلام ووطئتها أقدام الفاتحين المسلمين من الصحابة والتابعين منذ عهد الخلفاء الراشدين الذين بلغوا غاية وسعهم من أجل نشر الإسلام وتحطيم الأوثان وإزالـة العقبات من أمام الإنسانية لترى نور الهداية بعد أن توسع الإسلام متخطياً حدود الجزيرة العربية(2) ، حتى بلغ تخوم الهند (3) 0 فكان لابد من مكان يجتمع فيه المسلمون ويناقشون فيه أمور دينهم ، ويعد المسجد من أولى العمائر التي شادها المسلمون الأوائل في تلك البقاع بغية تأدية صلوات وشعائر المسلمين وليكون الركيزة الأساسية لبناء المجتمع الإسلامي الذي يكسبه صفة الرسوخ والتمسك بعقيدة الإسلام فضلاً عن كون المسجد في تلك الفترة كان يستخدم لأمور أخرى ، فقد لجـأ إليـه المسلمون في أوقات فراغهم لمناقشة أمور دينهم ، والأحداث المستجدة في المجتمع الإسلامي الجديد السياسية والإدارية(4) 0
ومن هنـا برزت أهمية المسجد في حياة المسلمين ولأجل هذا أهتم النبي محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ببنــاء المساجد في الأقاليم التي أعتنق أهلها الإسلام ، فلم يكن الرسول محمد ( صلى الله عليه وسلم ) يستقر في المدينة حتى أمـر ببنـاء المسجد فيها فكان تخطيطه بسيطاً متناسقاً يتلائم مع هذه المرحلة من عمر أمة الإسلام ، وكان المسجد في بادئ الأمر عبارة عن فنـاء مكشوف يبلغ طول ضلعه ( 35 م ) وتحيط بـه أربعة جدران يبلغ ارتفاعها ( 3,5 م ) ، وقد بنـى المسجد باللبـن على أسس من الحجارة(5)0 تحيط بالفنـاء مجنبتين شرقية وغربية ومؤخرة في الجدار الشمالي في حين كان بيت الصلاة في الجهة الشمالية بأتجـاه بيت المقدس قبل أن تتحول إلى الجدار الجنوبي بأمـر من الرسول محمد ( صلى الله عليه وسلم ) في السنة الثانية للهجرة(6) ، وكان هذا التخطيط الأنموذج الأول الذي سـار عليه المسلمون عند تصميم المساجد الجامعة في البلاد الإسلامية وهذا مانسميه بالوحدة المعمارية (7) ، حيث استمدت الأمصار الإسلامية هذا التخطيط في بنـاء مساجدها الأولى كما هو الحال في تخطيط مسجد الكوفة والبصرة والفسطاط والقيروان وغيرها من المساجد في البلاد العربية والإسلامية (8) 0
وإن كانت في مضمونها تعتمد كلياً أو جزئياً بالطراز التقليدي لمسجد الرسول محمد ( صلى الله عليه وسلم ) إلا أنـه جرى على هذا التصميم بعض التعديلات في مساجد الهند والتي تميزت بخصوصية هذا الإقليــم من حيث مواد البنـاء والبيئة وتعدد الممالك الإسلامية التي حكمت شبه القارة الهندية والتي تنتسب إلى أعراق وأجناس مختلفة من شأنه أن أثــر في الطراز والتخطيط المعماري للمساجد يضاف إلى ذلك إسهامات ومواهب البنائيين المحليين من تخطيط وعمارة وزخرفة.
لقــد أنشأت في الهنـد عدد من المساجد اتخذت طرز متنوعة سوف يأتي الحديث عنها في هذا البحث دون التطرق عن العناصر المعمارية التي تقوم عليها أو التشكيلات الزخرفية التي ازدانت بها.

مورفولوجية المدينة عبارة عن تفاعل الشكل مع الوظائف لينتج عنها Town Scope وهو الشكل المرئي في المدينة ، الذي يتكون من خطة المدينة ونمط وأشكال الأبنية ، ونمط استعمالات الأرض .
أما المرحلة المورفولوجية فهي فترة تاريخية لمنطقة تخلق نماذج أو أشكالاً مادية متميزة في المظهر الحضاري للأرض لتسد حاجات اجتماعية واقتصادية لمجتمع المدينة في تلك المرحلة ، وهكذا فبالإمكان معرفة عدد المراحل التي قطعتها المستوطنة من نماذج لا تتكرر في المراحل السابقة أو اللاحقة ، وبالرغم من أن لكل مدينة مراحلها المورفولوجية التي تجسد تاريخها الحضاري فمن الممكن أن تحدد لها مراحل عامة ممثلة بالاتي :
- مرحلة النشأة : التي يبرز فيها العامل الأساسي الذي أدى إلى نشوء المدينة سواء كان دينياً أو حربياً أو إدراياً ، وليس شرطاً أن تستمر المدينة في تأدية وظيفتها من خلال هذا العامل ، بل قد تتبدل وظيفتها.
- مرحلة النمو : حيث يزداد عدد سكانها وترقى المستوطنة إلى بلدة .
- مرحلة النضج : حيث يتضخم السكان وتزداد الكفاءة الوظيفية للمدينة ولأقليمها ، حيث ترقى البلدة إلى المدينة .
- مرحلة الاكتمال : حيث تسبق المدينة غيرها من المدن فتبرز في أنها تؤدي الوظيفة الأولى في القطر كأن تكون عاصمة إدارية أو تجارية أو مركزاً دينياً وترقى من مدينة إلى مدينة كبرى ، ويشير بعض الباحثين إلى أن المدينة العربية مرت من خلال تاريخها بثلاث مراحل مورفولوجية إذا ما اعتمدنا الأنماط السكنية معيار للتغير ، إلا أنه يمكن زيادة هذه المراحل حسب طول تاريخ المدينة وبنيتها الوظيفية .
وعند دراسة مدينة الجميل تم أتباع أسلوب قريب مما أتبعه Lycnh .k عن المميزات والخصائص الداخلية للمدينة بطريقة توضح الشخصية المنفردة لمدينة ما . ( )
وهنا تتحدث دراسة مورفولوجية الجميل من خلال الخطة وخصائص السكن وتركيبه الداخلي.

ابتداءً لابد من الإقرار بأنّ الإجراءات الاقتصادية والإدارية التي اعتمدت في تعريب مؤسسات الدولة والتي قام بها الأمويون وخُطط لها في عاصمتهم دمشق ، لتنفذ في أرجاء محددة من الدولة العربية الإسلامية، قد استفزت العنصر الأجنبي سيما الفرس فضلاً عن الروم ذلك ان ضرب النقود في تقديرنا حَجّم وقلّص ولعله اوقف التلاعب المالي من قبلهم ، وخفف من استفادتهم من تزوير العملة والتبادل بين الذهب والفضة، مستفيدين من الفرق في سعر الصرف، كما اثرت الاجراءات الخاصة بتعريب الدواوين على الكثير من الموظفين الذين كانوا يستفيدون من العمل في المؤسسات المالية، خاصة التلاعب بحسابات ديوان الخراج، وتوكد مصادرنا التاريخية إستياء الدهاقين – كبار الاقطاعيين في ايران- من اجراءات الوالي العربي نصر بن سيّار بسبب فرضه ضريبة الخراج على الأرض بغض النظر عن المالك.
وكان لتعريب الدواوين في العصر الأموي أثره البالغ في سيادة اللغة العربية والاستقلال الثقافي، وبزوغ ثقافة مزدهرة أنتجت حضارة عدت بمثابة معجزة في تلك المرحلة التاريخية وما تلاها من مراحل.
والحق ان التعريب بشقيه المالي النقدي والإداري، كان قد اتخذ مساره القوي وأثر بعمق في ذاكرة المخططين له ، ولنا ان نلاحظ, وجود شعور قومي في العصر الأُموي يؤكد على أهمية رصد العنصر الأعجمي وتعميق عروبة الدولة ، حين قال عبد الحميد الكاتب:
(( فلا تمكنوا ناصية الدولة العربية من يد الفئة الأعجمية))

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير خلقه سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحابته الغر الميامين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلقد اهتمت الشريعة الإسلامية اهتماما كبيرا بالجانب الاقتصادي بصورة عامة والجانب التجارية بصورة خاصة، وذلك من خلال اهتمامه بتنظيم العقود التجاري بصورة خاصة، وذلك من خلال اهتمامه بتنظيم العقود التجارية بوضع الأركان والشروط والضوابط الخاصة بهذه العقود، وجعل احترمها والالتزام بها واجبا شرعيا، قال تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود))( 1) ومن خلال اشتراطه لمبدأ التراضي فيها، قال سبحانه: ((يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم))( 2) ومن خلال تحريمه للمعاملات الربوية بجميع أشكالها قال تعالى: ((وأحل الله البيع وحرم الربا))( 3) ومن خلال تشريعه للكثير من أنواع الخيارات... وكل ذلك لضمان عدم تضرر أحد العاقدين ولتحقيق ضمان سيادة قيمة العدالة في هذه العقود، مما يؤدي بالتالي إلى دفع حركة النشاط الاقتصادي للدولة الإسلامية إلى الأمام، وتحقيق الرفاهية المنشودة للفرد والمجتمع، ومن الخيارات التي شرعها الإسلام في بعض العقود (خيار العيب) .
زد على ذلك أخذا وتطبيقا لقول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "لا يبيع في سوقنا إلا من يفقه وإلا أكل الربا شاء أم أبى"

الحمد لله ربِّ العالمين ، والصلاة والسلام على الصادق الأمين ، وعلى آله وصحبه وسلم ، وبعد .
إنَّ دراسة اللهجات العربية تكشف عن أهمية عمق الدرس اللغوي ،وما آل إليه من تطور واحتكاك باللغات القديمة واللهجات العربية الحديثة،فضلاً عن تداخلها مع اللغات العالمية الأخرى بحكم السيطرة الثقافية والاستيطانية لبعض الدول العربية في حقبة من الحقب.
وتعدُّ لهجة عُكْل من اللهجات العربية التي تناولتها كتب اللغة ؛ ولأهمية هذه اللهجة في التراث العربي ارتأيت أنْ أكتب عنها في بحثي هذا مسلطاً الضوء على تأثرها باللهجات العربية من ظواهر لغوية . أمَّا الصعوبات التي واجهتني في البحث فهي قلّة المصادر التاريخية واللغوية التي كُتِبت عن هذه اللهجة فيما يخصُّ أيامها ورجالها وانتقالها من مكان الى آخر ، والنّص اللغوي الذي نُسب اليها .
أمَّا المصادر اللغوية التي ذكرت لنا لهجة عُكْل فهي معاني القرآن للفراء ، والخصائص ، واتحاف فضلاء البشر ، وفتح القدير ، وفتح البيان،والمحكم والمحيط الاعظم ، والمذكّر والمؤنّث لابن التستري ، والجنى الداني ،ولسان العرب ،وتاج العروس .
واقتضت طبيعة البحث أنْ يقسم على تمهيد تناولت فيه أصل عكل ، وإسلامها، وشعرائها ، وثلاثة مباحث، وهنّ الصوتي والصرفي والنحوي مختتماً بأهم نتائج البحث ، معتمداً بذلك على كتب شرعيّة ولغويّة في بيان مواطن لهجة عُكْل في تفسير الظاهرة اللغويّة .

هناك قاعدة نحوية نقول أن النكرة أصل والمعرفة فرع عليها ، ويرى اللغويون انه إذا أطلقت النكرة يكون السياق والقرائن هما الفيصل في تعيين المراد منها .
ومن هذا المنطلق تجاوزت النكرة حدود المفردة العربية في بناء الجملة إلى معنى أوسع في اللغة يشمل نظم الكلام تبعا للمقامات التي ترد فيها ، فلا تقيدّها شروط ولا تحدّها معان ، بل تقع لفوائد وتستعمل لمقاصد في سياقات عدّة .
وللذوق معيار في الحكم على أغراض التنكير تستدعيه مقاصد القران القائمة على التدبر وسبر الغور للاجتهاد ، فترد مقامات التنكير تبعا لسياق الآيات ونظم سورها .
وسورة الصافات من السور المكية التي حفلت بأغراض عديدة وصور مختلفة من التنكير ، إذ كانت أهدافها ومقاصدها قائمة على معاني التوحيد والإلوهية والترغيب والترهيب ومعان أخر في العقائد والنبوة ، بأساليب شتى كشفت عنها مقامات عدّة للتنكير .
والبحث في مقاصد عنوانه بحث عن أهداف سورة الصافات ومقاصدها من الآيات توصلاً لسياقات التنكير فيها وذلك بعد ان وقف على دلالة المفهوم عند النحاة واللغويين والبلاغيين والمفسرين والفقهاء توسعا لثراء دلالته .
وقد قدم البحث جملة من الوظائف السياقية والمقامية لدلالات التنكير في مضامين جملها بعيدا عن كل تركيب يحدّها أو نظم يقيدها بل عمّ مدلولها مقاصد وأغراضا شتى تبعا لما أثرته مقامات الآيات فيها .