Abstract
المقدمة
اهتم القرآن الكريم بتنظيم حياة النّاس أفراداً وجماعات وهيأ لهم الأسباب اللاّزمة والأسس المتينة التي تكفل لنظام الحياة السير باستقامة بعيدة عن الانحراف والشطط وأعظم هذه الأسس التّي تكرّر ذكرها في القرآن مراراً هو العدل، الذي تقوم عليه الحياة الفردية والأسرية والاجتماعية والسياسيّة فتزدهر فيه الحضارات، لذلك جعل القرآن إقامة العدل هو هدف الرسالات السماوية كلّها يقول تعالى: ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛﭜ ﭼ ( ) وليْس شيء أعظم دلالة على قيمة العدل من هذه الآية بأن جعله الله المقصود الأول من إرسال الرسل وإنزال الكتب السماوية، فالحكمة من إرسال الرُّسل، وإنزال الكتاب والميزان إشارة إلى قيادة النّاس بخطى العدل حتىّ لو تطلّب استخدام القوة والحديد من أجل تقويم المنحرفين وإعادتهم إلى جادة العدل واستقامته، لذلك لو تتبَّعَنا الآيات المتعلقة بالعدل ومرادفاتها لوجدناها أكثر من أن تحصى فتارة يذكر الله تعالى العدل ويشيد به وتارة يذكر معاني تؤدي لنفس الغرض كالقسط والميزان والحكم بإنصاف، وأحياناً يوجّه الناس إلى طُرق صحيحة هي في حقيقتها إشارات ووسائل وخطى تصل في النهاية إلى طرق العدل، ولم يكتف القرآن بالمدح والإشادة بالعدل وفضائله بل شنّع في آيات كثيرة محذّراً ومجنِّباً نقائض العدل كالظلم والجور والاعتداء والعدوان والإبخاس وإضاعة الحقوق والتجاوز على الحقوق. ولسعة هذا الموضوع ومتعلّقاته أثَرتُ أنْ أدلي بدلوي في الآيات القرآنية التي وردت فيها كلمة العدل بأن جمعتها ورتبت الكلمات التي تعطي معنى متشابهاً في مباحث بعناوين مطابقة لمعاني كلمات العدل، فأصبح الموضوع مقسماً إلى مباحث تضمّن بعضها آية واحدة وبعضها أكثر من آية. لقد وردت لفظة العدل ثماني وعشرين مرّة وضمن إحدى عشرة سورة، جاءت هذه اللفظة بصيغ مختلفة وبمعان عديدة كما ذكرنا، وصيغ ورودها كان بعضها بصيغة فعل أمر وأحياناً بصيغة فعل مضارع وأحياناً بصيغة اسم أو صفة حسب سياق الآية والمعنى الذي تشير إليه. فأصبح موضوع البحث آيات العدل ومعانيها وتضمن موضوع البحث أحد عشر مبحثاً تناولت في بداية البحث التعريف بمعنى كلمة العدل لغة واصطلاحاً انتقلت بعدها إلى تقسيم المباحث حسب الخطة الآتية:
اهتم القرآن الكريم بتنظيم حياة النّاس أفراداً وجماعات وهيأ لهم الأسباب اللاّزمة والأسس المتينة التي تكفل لنظام الحياة السير باستقامة بعيدة عن الانحراف والشطط وأعظم هذه الأسس التّي تكرّر ذكرها في القرآن مراراً هو العدل، الذي تقوم عليه الحياة الفردية والأسرية والاجتماعية والسياسيّة فتزدهر فيه الحضارات، لذلك جعل القرآن إقامة العدل هو هدف الرسالات السماوية كلّها يقول تعالى: ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛﭜ ﭼ ( ) وليْس شيء أعظم دلالة على قيمة العدل من هذه الآية بأن جعله الله المقصود الأول من إرسال الرسل وإنزال الكتب السماوية، فالحكمة من إرسال الرُّسل، وإنزال الكتاب والميزان إشارة إلى قيادة النّاس بخطى العدل حتىّ لو تطلّب استخدام القوة والحديد من أجل تقويم المنحرفين وإعادتهم إلى جادة العدل واستقامته، لذلك لو تتبَّعَنا الآيات المتعلقة بالعدل ومرادفاتها لوجدناها أكثر من أن تحصى فتارة يذكر الله تعالى العدل ويشيد به وتارة يذكر معاني تؤدي لنفس الغرض كالقسط والميزان والحكم بإنصاف، وأحياناً يوجّه الناس إلى طُرق صحيحة هي في حقيقتها إشارات ووسائل وخطى تصل في النهاية إلى طرق العدل، ولم يكتف القرآن بالمدح والإشادة بالعدل وفضائله بل شنّع في آيات كثيرة محذّراً ومجنِّباً نقائض العدل كالظلم والجور والاعتداء والعدوان والإبخاس وإضاعة الحقوق والتجاوز على الحقوق. ولسعة هذا الموضوع ومتعلّقاته أثَرتُ أنْ أدلي بدلوي في الآيات القرآنية التي وردت فيها كلمة العدل بأن جمعتها ورتبت الكلمات التي تعطي معنى متشابهاً في مباحث بعناوين مطابقة لمعاني كلمات العدل، فأصبح الموضوع مقسماً إلى مباحث تضمّن بعضها آية واحدة وبعضها أكثر من آية. لقد وردت لفظة العدل ثماني وعشرين مرّة وضمن إحدى عشرة سورة، جاءت هذه اللفظة بصيغ مختلفة وبمعان عديدة كما ذكرنا، وصيغ ورودها كان بعضها بصيغة فعل أمر وأحياناً بصيغة فعل مضارع وأحياناً بصيغة اسم أو صفة حسب سياق الآية والمعنى الذي تشير إليه. فأصبح موضوع البحث آيات العدل ومعانيها وتضمن موضوع البحث أحد عشر مبحثاً تناولت في بداية البحث التعريف بمعنى كلمة العدل لغة واصطلاحاً انتقلت بعدها إلى تقسيم المباحث حسب الخطة الآتية: