Abstract
حظيتْ الحياة الثقافية في الأندلس بكثير من الشعراء البارزين الذين عكسوا الصور الايجابية عنها، وضاهوا اقرانهم في المشرق، وهذا ما يمكن ان نلحظه في اشعارهم ودواوينهم المجموعة، وكان للظروف التي مرت بها الأندلس الأثر الأكبر في التأثير في جانب من أشعارهم بوساطة تأثيرها عليهم، فالشعر نتاج بيئته، والشاعر ابن البيئة، وعلى ذلك اختلف الشعر في الأندلس عنه في المشرق، ولا اتفق مع من حاكم الشعر الأندلسي قياساً بقرينه المشرقي واتهمه بالتبعية له، إذ لكلٍّ منهما شُعراؤه وبيئته المنتجة له، فالشعر في الأندلس هو شعر أندلسي ذو طابع خاص، له متلقيه ومتذوقه الخاص الذي يجد فيه ما يُغني احساسه، ويعيش معه متعة احساس الذائقة الشعرية، أما الشعر في المشرق فهو شعر خاص بأبناء المشرق، له بيئته الخاصة التي تختلف عن نظيرتها الأندلسية، نعم لا يمكن ان ننفي التأثير والتأثر بين المجتمعات الثقافية، إلا ان ذلك لا يُعطينا الحق أن نسم الثقافة الأندلسية عامة بالتبعية للمشرق، وإنّما يمكن أن نقول بالتأثر بها.