Abstract
ان العلاقة بين التنشئة الاجتماعية – السياسة من المواضيع التي حظيت بأهمية كبيرة من قبل الباحثين والمختصين في مجال المجتمع والسياسة , وفي مختلف دول العالم, وذلك لمواكبة المتغيرات المحلية والاقليمية والدولية المتسارعة , نظراً لما يترتب على هذه التنشئة من بعد مستقبلي يتحكم في بقاء واستمرار المجتمع والنظام السياسي , فعبر عملية التنشئة الاجتماعية – السياسية يُلقّنْ الافراد قيم ومعايير وثقافة المجتمع الذي يعيشون فيه مما يؤهلهم لأداء أدوار اجتماعية وسياسية تصب في خدمة المجتمع والنظام السياسي, وتؤثر التنشئة الاجتماعية – السياسية في الشعور بالانتماء والولاء الوطني لدى الافراد عبر اسهامها في تقليص آثار التفاوت الاجتماعي المتمثلة باختلاف اللغة والدين والعرق , والتي بالرغم من دورها الحيوي في التنوع الاجتماعي والثقافي الذي يعد مصدر إثراء للمجتمع , غالباً ما تمثل تهديداً لتماسك المجتمع , اذا لم يحسن التعامل مع هذه المكونات المتباينة عبر استراتيجية ملائمة تقوم بها عملية التنشئة الاجتماعية – السياسية بكل مؤسساتها والتي تعمل على غرس ثقافة الايمان المساواة بين الافراد بغض النظر عن الجنس او اللون او العقيدة , كما تؤدي التنشئة الاجتماعية – السياسية دوراً مهماً في تنمية المجتمع والنهوض به عن طريق بناء شخصية المواطن على وفق قيم عملية ووطنية مقصودة بما يحقق إيمانهم بالمواطنة الصالحة التي بدورها تحقق المنفعة المتبادلة بين المجتمع ونظامه السياسي , فَلِكي يشارك المواطن في بناء وطنه مشاركة فاعلة وايجابية مبنية على الوعي او الفهم الصحيح لدوره الفاعل , فلابد من تنشئة سليمة يتفاعل المواطن عبرها مع انظمة دولته ومؤسساتها التي تنظم العلاقات بين افراد المجتمع , فالتنشئة الاجتماعية – السياسية الوطنية الفاعلة التي يتم دعمها وتقويتها بمشاعر الولاء والانتماء للوطن تلعب دوراً كبيراً في الحفاظ على امن واستقرار المجتمع والدولة على حد سواء , وهو الهدف الأوحد والأسمى الذي كان وما يزال محور اهتمام النظم السياسية بصفة عامة وعلم الاجتماع بصفة خاصة.
Keywords
المواطنة، التنشئة السياسية، الحياة السياسية.