Journal of Al Imam Al-Adham University College

فإن الأحكام الشرعية نصف التكاليف؛ لأن مراد الله تعالى قسمان قسم
طلبه طلباً جازماً أو غير جازم، وقسم نهى عنه نهياً جازماً أو غير جازم، فلما كان النهي
في شرعنا في هذه المنزلة كان من الأهمية أن يدرس بعناية، وعبادة الله تعالى بالإمتثال
لنواهيه التي تضمنتها احكام القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة

إن الكلام عن صحيح الإمام مسلم والرواة الذين نقل عنهم أحاديث
صحيحه هو كالكلام عن الشمس في رابعة النهار والبدر المنير لظلمات الأسحار الغاية
منه هو التذكير والاستنارة والاستفادة من همة هؤلاء الرجال الجبال بعد أن حاول
المفسدون أن يعيثوا بأفكارنا وثوابتنا ومصادر تلقينا لهذا الدين العظيم بشتى ألوان
الفساد والتشكيك

فقد أحدث الإسلام تغييراً نوعياً وكمياً في حياة البشرية بما أسسه من
فكر تغيرت به نفوس معتنقيه أولاً فأحدث ذلك تغييراً في مجتمعاتهم فتغير به وجه
الدنيا، وأضاء سماء الإنسانية بنجوم آيات الكتاب والسنة تدلها على ما يسعدها في
الدارين.

فمعاملاتنا المالية المعاصرة كثيرة متعددة متجددة، فيها الحلال الب ،ِّني
وفيها الحرام الب ،ِّني وفيها المتشابهات، والأمر يسير بالنسبة لما استبان من الحلال
والحرام، غير أنَّ المشكلة حقا في الأمور المشتبهة التي لا يعلمها كثير من الناس؛ لذلك
توجب على علمائنا دراسة مثل هذه المعاملات دراسة وافية حتى يستبين حلُّها أو
حرمتها ، فانْ لم يتضح جانب الحل أو الحرمة في معاملة من المعاملات فما عليهم إلا أن
يعلنوا أنها لا تزال من المتشابهات وعلى المسلم أن يستبرئ لدينه وعرضه إلى أن تستبين
فتصبح من الحلال أو الحرام

يعد مصطلح الخطاب من أكثر المصطلحات شيوعاً في الدراسات الانسانية لغوية
كانت أو أدبية أو نقدية أو فلسفية أو أصولية ، وهو مصطلح له جذوره التاريخية
العميقة سواء عند العرب او الغرب .
يتكئ النقد العربي الحديث في فهمه لمصطلح الخطاب على النقد الغربي الحديث،
هذا النقد الذي يتصل بموروثه وأصوله الفلسفية القديمة في فهمه لهذا المصطلح ،
على عكس الفهم العربي له الذي ينقطع عن أصوله العربية القديمة

يقول الله تعالى }يَاأَ اُّهيَ الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ{ ]سورة ا اْملَئِدَةِ: آية 67 [.
فأمة الإسلام أمة بلاغ وتبليغ وأمة اقرأ وقد اعتنى أهل العلم من سالف الأزمان
بهذه القضية المهمة وهي تبليغ العلم والحكمة والخير للأمم ولم يتقاعس العلماء عن ذكر
هذا البلاغ للعلم وأن بذلوا له الغالي والنفيس مادياً ومعنوياً فلم يجاملوا ولم يتصنعوا أو
يصانعوا أحداً في بيان الصواب متأسين بقول الله تعالى }وَ رَجيِْمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَ أَنْ
لا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى{ ]سورة ا اْملَئِدَةِ: آية 8[.

إن تفسير النصوص وفق المناهج الأصولية التي بينها العلماء على مختلف مشاربهم
يعد ركيزة اساسية نحو بلوغ المعنى الذي سيق لأجله النص وهو ما يتطلب توظيف
القواعد والقرائن التي يعد السياق من أهمها لأنه يحدد المعنى المقصود من خلال دراسة
سياق النص عند عدم معرفة المراد لتعدد معاني اللفظ.

فقد كثر الكلام في الآونة الأخيرة عن حكم الإسلام في قتل المرأة غسلاً
للعار أو بدافع الشرف بسبب اهتمام منظمات حقوق الإنسان والمنظمات النسوية بهذه
القضية التي أضحت تزادا ضحاياها يوما بعد يوم.
وقد وجَّهَ المناوئون للإسلام أصابع الاتهام لهذا الدين الحنيف بأنَّه وراء كل ما يجري
من قتلٍ للمرأة واتهامها بارتكاب الزنى أو ما يخل بالمروءة والشرف.

. فإن من أشرف الأعمال وأعلى المنازل وأجل النعم على العبد أن يوفقه
الله الى النظر في كتابه والتبصر بآياته والعمل بأحكامه والسير على هديه، يقول تعالى:
چ ڄ ڄ ڄ ڄ ڃ ڃ ڃ ڃ چ چ) 1(. وقال تعالى:
چ ڳ ڳ ڱ ڱ ڱ ڱ ں ں ڻ ڻ ڻ ڻ ۀ ۀ ہ چ) 2(،
وتتضح أهمية الموضوع من خلال عدة أمور: فمن خلاله يمكن التعّرف على إعجاز
القرآن ببلاغته وفصاحته كما أن هذا الموضوع أصل في فهم معاني كلام الله، فتفسير
القرآن باعتبار مقاصد السور يجعل كلام الله مؤتلفاً منتظماً على نحو كمال نظمه ومعناه،
وتكون السورة معه كالبناء المرصوص، وكالعقد المتناسق،

الحمدلله الذي حفظ دينه وعلم الانسان مالم يعلم، وأصلي وأسلم على سيدنا محمد
الذي بعثه الله يتلو على الناس آيات الله ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة ويعلمهم
مالم يكونوا يعلمون.
أما بعد .. فهذا شروع في خطوات هذا البحث أبدؤه بأسباب الاختيار.
*سبب اختيار البحث
فالعلم إمام العمل، والعمل رديف الإيمان والإخلاص شرط القبول وإنما الأمور
بمقاصدها. بعد هذه الكلمات الحسان أتوجه بقلمي ليسجل لنا على هذه الوريقات
سبب اختيار الباحث لهذا الموضوع:

من المعلوم أن توثيق الراوي يعتمد على ركنين أساسين هما العدالة والضبط، وأهمية
الضبط في قبول الرواية كانت محل اهتمام المحدثين في عصر الرواية، وقد كان الضبط
عند الأئمة أحد أركان المنهج النقدي، فها هو أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه يشترط
الضبط لمن ينقل قوله، فيقول رضي الله عنه: )فإني أريد أن أقول مقالة قُدِّر لي أن أقولها
لا أدري لعلها بين يدي أجلي، فمن وعاها وعقلها وحفظها فليحدث بها حيث تنتهي
به راحلته ومن خشي أن لا يعيها فإني لا أُحلُّ لأحد أن يكذب علي() 1(، فكيف بحديث
رسول الله صلى الله عليه وسلم.