Abstract
فمن المعروف ان جميع الدراسات اللغوية والشرعية تتخذ من القرآن الكريم قواعداً أساسية لها فهو المهيمن على كل كلام ، فأسراره لا تنقطع ، وعجائبه لا تنتهي ، ومهما حاول العلماء الوقوف على اسراره ينهلوا من شهده ما يطيب لهم ، ويأتي الآخرون ليجدوا أنهم لم يبلغوا هدفهم فيكتشفوا الدرر ، وتشكل حروف الجر في القرآن الكريم مبحثاً مهماً لكل باحث بما تتسم به من ايراد كل حرف في مكانه المناسب له من حيث بيان دلالاتها المعجزة للخلق ، ومن بين هذه الحروف اخترنا حرف الجر "في" فوجدته موضوعاً لا يستطيع الباحث أن يلم بأطرافة في بحث صغير ، وان كان مبحث دراستنا مقيد بالقرآن الكريم الا أن المباحث التي يمكن ان يتناولها هذا الحرف في القرآن الكريم كثيرة جداً ، لذا أقتصر البحث بالدراسة لإنموذجاً واحداً ، وهو أثر هذا الحرف في توجيه المعنى القرآني لآية الزكاة ، وهي قوله تعالى:﴿ إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾(1)، وقسمت البحث على ثلاثة مباحث تكلمت في المبحث الأول على أماكن وجود كلمة في القرآنية بصيغها المختلفة ، وكان المبحث الثاني في معاني كلمة "في" القرآنية ، وأما المبحث الثالث فقد كان في آثار كلمة "في" في توجيه المعنى القرآني ، ثم تلت هذه المباحث خاتمة لأهم نتائج البحث ، ثم قائمة للمصادر والمراجع .