Abstract
إن هذا البحث يتناول سورة (العاديات) بيانيًا ودلاليًّا, وكونه بيانيا فهو على صلة بالقضايا النحوية واللغوية أو البلاغية, وكونه دلاليًّا فهو على صلة باللغة أيضا, وبالمفردات معجميا أو دلاليًّا. فالسورة مبدوءة بالقسم, ثم تطرقت إلى صفات الإنسان, ثم تطرقت إلى مشهد من مشاهد البعث بعد الموت, وتذكير الإنسان بمصيره المحتوم.وقد بينت في هذا البحث دلالة القسم, والمقسم به ومميزاته وصفاته في الآيات التي بعده.فقد ابتدأ تعالى السورة بالقسم بـ(العاديات), فقال: ﱡﭐ ﲡ ﱠ, وقد ذكرت معنى (العاديات) لغة. كما بينت سبب اختيار هذه اللفظة وما تعطيه من دلالات وارتباط وثيق بينها وبين الآيات بعدها, والتي تخصها بيانيا ودلاليّا.كما بينت في الآيات التي تخص ذكر الإنسان وصفاته من كند وحب للخير النواحي اللغوية والنحوية والبيانية وارتباطها بالمقسم به وصفاته دلاليّا. وبعد ذلك, انتقلت إلى الآيات التي تذكر البعث بعد الموت وتذكّر الإنسان بمصيره وحسابه على أعماله, وبيّنتها من حيث اللغة والدلالة.ويجدر بي أن أذكر بأني قد تطرّقت إلى آيات عدة من سور القرآن الكريم, وكان الغرض من ذلك البيان من حيث المقارنة بينها وبين آيات في سورة (العاديات) , أو بيان متشابه لفظي بين آية من آيات (العاديات), وبين آية في سورة أخرى بحسب ما تقتضيه المفردة أو الآية ككل من دلالة أو تشابه في التعبير. وأرجو أن أكون قد وفقت في طرحي لهذا البحث, والله ولي التوفيق.