Journal of African Studies

إنَّ ثمة حقيقة ثابتة إزاء احتمالات المستقبل، هي أنَّه من المحتم أنْ لا تستطيع اقلية في ميزان القوى المتعددة الاستمرار في السيطرة على الأغلبية إلى ما لا نهاية عن طريق استخدام القوة، أو تطبيق نظام انتخابي يقوم على ارقام خداعة، كما اثبتت التجارب لسكان هذه البلاد، انهم لن يحصلوا على أي تقدم سياسي أو اجتماعي إلا بعد كفاح مرير وتهديد بالثورة ،إنَّ انتصار الأغلبية الافريقية هو الحقيقة الوحيدة المؤكدة في مستقبل الوجود الافريقي .

يتناول البحث دور الدكتور عماد الدين خليل في تسليط الضوء على التغلغل الصهيوني والإسرائيلي في القارة الأفريقية، حيث بيّن كيف استغلت إسرائيل العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية لتحقيق أهدافها. بدأ التغلغل الإسرائيلي في أفريقيا منذ خمسينيات القرن العشرين، مستغلةً الفرص لبناء علاقات مع دول أفريقية عبر تقديم المساعدات وتدريب الكوادر. كما أشار البحث إلى أساليب إسرائيل في التأثير على القادة الأفارقة واستقطاب الطلبة المسلمين لتغيير توجهاتهم. خلُص البحث إلى أن إسرائيل نجحت في كسر العزلة الدولية من خلال تعزيز نفوذها في أفريقيا، مما يشكل تهديدًا للأمن القومي العربي والإسلامي.

يقع إقليم تيغراي في الشمال الغربي لدولة أثيوبيّا كما هو معروف، ويعد الإقليم موطناً لحضارة اكسوم الغابرة كما هو معلوم، والتي برز فيها عددٌ من الشخصيات في وقتٍ مبكر، بل إنَّ قائداً محلياً من تيغراي هو كاشاي ميرشا كان قد استلم الحكم في البلاد باسم الإمبراطور يوهانس في المدة (1872-1889)، وبرز دور إقليم تيغراي عندما وقع العبء الأكبر للحرب على التيغرايين، حتى أنَّ نحو عشرين معركةً كبرى قامت على أرضها من عام 1896 إلى الغزو الإيطالي عام 1935.
حاول أفرادٌ من إقليم تيغراي، لاسيما في الخمسينيات والستينيات، إنشاء جيشٍ منظمٍ منهم هيلي مريم والذي برز دوره في ثورة الفلاحين في المدة (1942-1943)، وتأثر هؤلاء بالكفاح المسلح في إريتريا في عام 1961 إلى حدٍّ ما، فضلاً عن استياءهم من الحكومات الأثيوبيَّة التي تركت تيغراي في بؤس ويأس شديدين.
توِّج كفاح شعب إقليم تيغراي بتأسيس جبهة تحرير شعب تيغراي في عام 1975 كحركةٍ ثوريةٍ تهدف للإطاحة بالديكتاتورية التي حكمت أثيوبيّا، برزت الجبهة كامتدادٍ للحركة الطلابية الأثيوبيَّة، حيث عملت على تنفيذ افكارها على ارض الواقع عبر تعبئة السكان، وتكلَّل كفاحها بالاستيلاء على سلطة في أثيوبيّا.
اكتسبت جبهة تحرير شعب تيغراي اهميتها في عموم البلاد من دورها الرئيس في اسقاط الحكم العسكريّ بقيادة منغستو هايلي ماريام، وزاد دورها بعد الهيمنة على الحكم، والاستحواذ على المناصب الرئيسة في الدولة، وتسلم زعيم الجبهة ميلس زيناوي (1955-2012)، على الجيش واجهزة المخابرات، ومن جانب اخر يمكن القول أنَّ انتصار الجبهة في الحرب الاهلية الأثيوبيَّة، كان انتصارا للأقليات التي عانت الحرمان خلال الحكم الامبراطوري.

يهدف البحث الى تسليط الضوء على دور الولايات المتحدة الأمريكيّة في إبرام اتفاقية فض الاشتباك بين القوات المصريّة والقوات الإسرائيليّة عام 1974، والتي كانت المحرك الاساس لهذه الاتفاقية رغم المحاولات الدّوليَّة في مؤتمر جنيف نهاية عام 1973، والقرارات التي نتجت عنه، إلَّا أنَّ النتيجة كانت غير مواتيةٍ لعدم التوصل لحلٍّ يرضي أطراف الصراع، فكانت هناك عدَّة عوامل سرَّعت التحرك الأمريكيّ نحو إبرام الاتفاقية، ابرزها الحظر النفطي والقيود المفروضة على الإنتاج من قبل الدول العربيَّة المنتجة للنفط، فضلاً عن الخوف من قيام الاتحاد السوفيتي بأخذ زمام المبادرة، أو محاولة دول عربيَّة مثل سوريا وليبيا، اقحام نفسها في هذا الصراع، وفي هذه الحالة خلق المزيد من التأخير والارتباك؛ لذلك عملت الجولات المكوكيَّة لوزير الخارجيَّة الأمريكيّ هنري كيسنجر، على تقريب وجهات النظر المصريّة /الإسرائيليّة، حول الوصول لاتفاقٍ لأنهاء حالة الاشتباك بين القوات العسكريَّة للطرفين.

انصب الاهتمام على تتبع مسار العلاقة الإسرائيلية – الافريقية, وذلك عبر مراحل تاريخية, في محاولة للكشف عن طبيعة تلك العلاقة, لقد أسهمت مجموعة من المتغيرات الدولية والإقليمية في توجيه الأنظار الإسرائيلية صوب افريقيا، لاسيما الأهداف الصهيونية منذ نشأتها في أواخر القرن التاسع عشر، نجد انها ترمي الى السيطرة الاقتصادية والسياسية على افريقيا, وهذا ما تأكده الأهمية الاستراتيجية التي تتمتع بها القارة الافريقية بالنسبة للسياسة الصهيونية، من هنا ضرورة معرفة الرابطة التي تجمع إسرائيل والقارة الافريقية, اذ تعتبر نموذجا يدلل على طبيعة العلاقات التي تلتقي حولها الأنظمة ذات الأيديولوجية المتشابهة، والتي تتخذ من العنصرية الدينية والعرقية الطائفية أساسا لها, وان لم تكن ثمة حاجة الى تأكيد العنصرية الصهيونية، وأيا كان الامر فان إسرائيل تسعى الى تحقيق أهدافها التوسعية بحسبانها قوة إقليمية على حساب الأنظمة الافريقية.

ولد احمد تيجان سيلا في الثامن عشر من شهر كانون الثاني(يناير) عام 1948في مدينة فريتاون (FREE TOWN) عاصمة سيراليون (الفولاني، ابراهيم، 2024)، وهي بلد يقع في غرب إفريقيا يسكنه (70% ) من المسلمين، وقد استطاع احمد من حفظ الكثير من متون الكثير من الكتب وبعد اتمام دراسته بفترة وجيزة صار احمد معلما وتم تعيينه في احد مدارس مدينته واصبح معلما مشهورا في مجتمعه. سافر الشيخ أحمد الى ايران في العام 1975، واكمل فيها دراسته المتوسطة والبحث الخارجي، وتابع دراسته الدينية في مجال الدراسات الإسلامية في جامعة دار التبليغ الإسلامية ليقدم فيها لدراسة الماجستير في هذا المركز الإيراني، كانت معظم محاضرات الشيخ احمد وخطبه تتركز في مواضيع، كانت تهم المجتمع الافريقي في سيراليون واهمهاكان في مجال حقوق الإنسان الافريقي والعدالة وحقوق الطفل، والحقوق السياسية للفرد الافريقي، وضمان حقوق المرأة،كما كان من اشد المدافعين عن حقوق المسلمين الافارقة وكان الشيخ احمد تيجان من العلماء الافارقة الذين نادوا بالوحدة الإسلامية والتقريب بين المذاهب لذا فقد أدى الشيخ احمد سيلا دورًا بارزًا ومهما ومشرفا في إحلال عملية السلام في بلده سيراليون اثناء الحرب الاهلية في سيراليون، وفي يوم الخميس الرابع والعشرين من حزيران (يونيو) عام 2021، توفي الشيخ أحمد تيجان سيلا مودعا الحياة الفانية إلى الباقية، بعد حياة مثمرة من الكفاح والجهاد لنشر الإسلام ومعارف أهل البيت عليهم السلام.

وُلد روبرت موغابي في 21 شباط 1924 في زيمبابوي (روديسيا الجنوبية سابقًا)، ودرس في جنوب إفريقيا وغانا حيث تأثر بالفكر الماركسي. بدأ نشاطه السياسي عام 1960 معارضًا التمييز العنصري، وأسس حزب ZANU لتحرير زيمبابوي. قاد حرب عصابات ضد الحكومة العنصرية، مما أدى إلى استقلال زيمبابوي عام 1980. تولى رئاسة الوزراء ثم الرئاسة، لكن حكمه شهد تدهورًا اقتصاديًا وسياسيًا. أُجبر على الاستقالة عام 2017 بعد احتجاجات شعبية، وتوفي عام 2019.

تعتبر منطقة شمال أفريقيا واسعة في نصف الكرة الشرقي، وتمتد إلى الجنوب والغرب، والتي تغطيها عند برزخ السويس. وهي كتلة أرضية كبيرة تقع بين خط العرض الشمالي وخط العرض الجنوبي من خط الطول الجنوبي إلى خط الطول الغربي. وهي غير متساوية الشكل وأقرب إلى التكوين على شكل كمثرى ورأسها مواجه للجنوب. وقاعدتها على البحر الأبيض المتوسط، يصل أقصى طرف جنوبي للكوكب بين المحيطين الهندي والأطلسي عند طرف المسلات، على مسافة 5000 ميل من أبعد نقطة عند الرأس الأبيض في تونس.