Abstract
يتناول هذا البحث استجلاء ما تحمله الإشاريات الشخصية (personal deictics) من الدلالات في السياق التداولي, إذ يعد مفهوم الإشاريات أحد أهم المفاهيم التي تعنى بها الدراسة التداولية, وتوجد في كل لغة من اللغات بعض الكلمات أو التعبيرات التي تعتمد في بيان دلالتها على السياق الذي تستخدم فيه, ولا يمكن تفسيرها وفهم المقصود منها بمعزل عن سياقها, والتي تتطلب معرفة المتلقي بسياقها الذي قيلت فيه ليتمكن من تفسيرها وفهم مقاصدها, وكذلك معرفة مرجعها (reference) الذي تشير إليه, وبما أن وظيفة هذه التعبيرات الإشارية هي تعويض المشار إليه في المقام الإشاري, لذا كان لها دور كبير في التعويض عن بعض العبارات ومنها المحظور اللغوي لتلطيف الكلام، والذي يتعذر التصريح بها لأسباب معينة قد تكون اجتماعية – ثقافية من قبيل مراعاة اللياقة في الكلام وتجنب الابتذال، أو دفع الضرر كما هو الحال في المجال السياسي على سبيل المثال، وقد تميزت أحاديث أهل البيت (ع) بالتنزه في اختيار الألفاظ والمعاني, وحسن التعبير والتأدب بآداب القرآن الكريم والرسول المصطفى (ص), وذلك باجتناب الألفاظ المحظورة التي تخدش الحياء أو تؤذي الذوق العام والآداب والأعراف ومراعاة الحشمة, ونزوعهم نحو التلطف في الاستعمال اللغوي في كل المستويات, وقد التمسوا من أجل ذلك آليات ووسائل متنوعة في سبيل إبلاغ مقاصدهم لمخاطبيهم بطريقة مهذبة ومقبولة, ومن جملة هذه الآليات التي استعملوها (ع) لتحاشي المحظورات هي الإشاريات .
Keywords
التلطف ، التداولية ، الإشاريات الشخصية ، الحديث الشريف ، أهل البيت (ع) .