AL-MUBEEN

هذا البحث يدرس نظام الترابط في خطاب الإمام علي (عليه السلام)، الذي تحدده مجموعة من الشروط والعلاقات والأحداث، ومع الحجاج يشكل تعالق وتناسق، إذ لا يقتصر دلالة عملهم على أجزاء من الخطاب فحسب، بل يكون أشمل وأعم، إذ يشكل شبكة من التلائم على مساحة الخطاب، فالحِجاج اللغوي عند ديكرو يعد توجيه صرف، تفضحه البنية اللغوية المجردة، وإن تصريف المتكلم لملفوظه يتم عبر روابط حجاجية؛ لذلك تتجه هذه الدراسة إلى إبراز دور الوظيفة الحجاجية لخطاب الإمام علي (عليه السلام) على أساس أن ما من ملفوظ إلا وله موجه نحو نتيجة معينة؛ لأن بنية اﻟﺤﺠﺎج تعد أﻛﺜﺮ ﺑﻨﻴﺔ يمكن اﻻﺷﺘﻐﺎل ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ الخطاب ﻟﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﻀﺎﻳﺎ مطروحة ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ إﻟﻘﺎء اﻟﺤﺠﺔ وتأكيد المطلب، وﻟﻤﺎ ﻛﺎن اﻟﺤﺠﺎج ﻣﺠﺎﻟﻪ الخطابة أو هو أﻗﺮب إﻟﻰ اﻟخطابة، ﻛﺎن اﻟﻐﺮض ﻣﻦ هذا اﻟﺒحث إﺑﺮاز المقصود اﻟﺤﺠﺎﺟﻲ ﻓﻲ خطاب الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، ﻣﻦ ﻫﻨﺎ، سيكون هذا البحث ﻣﺤﺎوﻟﺔ للكشف ﻋﻦ اﻟروابط اﻟﺤﺠﺎﺟﻴﺔ ﻓﻲ خطاب الإمام(عليه السلام)، وقسم البحث على مقدمة وأربعة أنواع من الروابط وهي: روابط التعارض الحجاجي، روابط التساوق الحجاجي، روابط التعلٌل الحجاجي، روابط العطف الحجاجي.

ملخص
المناجاة هي الخطاب الصاعد في مقابل النص القرآني الذي يمثل الخطاب النازل من السماء. وهي تستحضر (متلقيًا كونيًا) من خلال السمة التهذيبية والإقناعية التي تحملها، فهي أسلوب طلبي، ولكنها بلغة إقناعية، وقد تضمنت المناجاة الشعبانية «مسائل القرآن بلسان آخر، الذي هو لغة لسان الأئمة». إنَّ هذه الدراسة تسعى إلى بيان الملامح الأسلوبية للحجاج الذي تضمنته المناجاة الشعبانية بوصفها خطابًا اقناعيًا انطلاقا من معطيات الحجاج اللغوي، من خلال الوقوف على تقنيات الحجاج فيها وبيان الملامح الاسلوبية لحجاجية النص.

يحاول البحث أبراز الدور البطولي للامام علي في حروبه جميعا ضد اليهود سواء في المدينة أو خارجها، فضلا عن دوره العسكري في حسم المعارك حيث قتله لأبطال يهود خيبر ومن أشهرهم المعروفين بالشجاعة وهما الحارث ومرحب وكذلك قتله لعزورا بطل يهود بني النظير المعروف بالجرأة والشجاعة، مما أدى لإستسلامهم.
وقد كان اسم علي يرهب اليهود، حينما سمعوه يقول: أنا الذي سمتني أمي حيدرة، مما أدى إلى هزيمتهم إلى حصونهم، ولما رأوه بنو قريظة مقبلا عليهم، قالوا: قد جاءكم قاتل عمرو، فاستسلموا.
ان هذا الدور المتميز الذي أبداه الإمام علي في الجانب العسكري ضد التآمر اليهودي في عهد الرسول محمد إنما جاء بسبب المؤهلات التي امتلكها الإمام علي، حيث التربية العسكرية الناشئة عن الوراثة الهاشمية والتنشئة النبوية، فضلا عن صفاته النفسية والجسدية، ووعيه وإدراكه، وإقدامه وعزمه، وما ناله من تأييد إلهي بالآيات القرآنية، والملائكة.

بعد التوكل على الله شرعنا بموازنة بين كتاب العهد الذي كتبه الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) لعاملهِ مالك بن الحارث الأشتر لمَّا ولاه مصراً، وكتاب الأمير لنيقولا ماكيافللي، وجدنا في بحثنا هذا من الأفكار المشتركة الكبرى بين الكتابين من بينها: أنَّ الأساليب التركيبية تكاد تكون قريبة من حيث الأطر العامة، لكنها متباينة من حيث المعاني الدقيقة فهما يشرِّعان للحاكم تشريعات من خلالها يستطيع أن يبني دولة مؤسسات كلاً حسب فلسفته ونظرته الخاصة، فكتاب العهد استند إلى تشريعات إسلامية منبعثة من روح القرآن الكريم، وكتاب الأمير مبني على نظريات وملاحظات الكاتب فهو يملي على الحاكم من خلال تجربته في الحياة وملاحظاته الدائمة وقراءته للتاريخ قراءة تكاد تكون مستفيضة، فأسقط سقطات التاريخ على كتابه بأسلوب تحذيري متفلسف جاعلاً من الأمير الحاكم والمشرع والمنفذ الأوحد، وكل شيء يدين له حتى وإن حصل على الحكم بالمكر والخديعة، فما إن يجلس على كرسي الحكم يصبح له الحق بالتصرف بجميع مقدرات الشعب؛ ومنها الأرواح والأعراض، وهذا الأسلوب اسلوب دكتاتوري نازي نهى عنه كتاب العهد فهو على النقيض من كتاب الأمير، فكتاب العهد لا يُجيز للحاكم أن ينبز ببنت شفةٍ بغير حق وينهاه عن المكر والخديعة والتعدي على حقوق الآخرين.

تتناول هذه الدراسة الأدب الوصفيّ الحِكَميّ والتسجيليّ و البیانيّ المفاهیميّ في نهج البلاغة . ويستبين شأنها من مبدعها الذي صرّح في كلامٍ له قائلاً: «إنّا لَأُمراءُ الكلام وفينا تنشّبت عروقه، وعلينا تهدّلت غصونه» . و هو الذي قال له النبيّ (صلى الله عليه وآله) حديث له بعد هبوط الوحي: «إنّك تسمع ما أسمع وترى ما أرى» .
وحسبُ الدراسة آيةً بيّنةً على عظمة المُنشئ وسموّ مقامه. وكذلك على حظّ الموسومين في الأقسام المذكورة من الأدب الوصفيّ وغيرها . وأُسلوب الإمام عليه السلام في وصف الأشخاص والأشياء هو الأسلوب الوصفيّ الحقّ حقّاً. وهو عنصر مهمّ من عناصر النظرة التقويميّة في الحياة، التي تدلّ على اهتمام خاصّ بما يجري، وعلى تفاعل مؤثّر تستقيم به الحياة. وهذا الأُسلوب الوصفيّ في النهج ليس لذاته ولا للاحتراف ولا للمتعة الشخصيّة أو الترف الأدبيّ، بل هو أُسلوب رساليّ هادف معطاء لخدمة الدين والعلم والأمّة والقيم السليمة.
والجديد في هذه الدراسة هو بيان رساليّة الأسلوب الوصفيّ وصدقه بعد كشفه واستنباطه من كلام الإمام عليه السلام وبلورته وعرضه كفنّ مستقلّ من فنون الأدب. والهدف منه هو الكشف عن الأشياء وإبانته لها، وتفعيل القدرة على التعبير والتحليل، والتنبيه على ضرورة حمل الرؤية التقويميّة للحكم على الأشياء ، والتفاعل مع مجريات الأُمور تفاعلاً إيجابيّاً نافعاً. وحريّ بالذكر أنّ هذه الدراسة مواصلة لدراسة قبلها تناولت الوصف التعليميّ في نهج البلاغة ، ونشرت في مجلّة الكليّة الإسلاميّة الجامعة. فهذه الدراسة هي الحلقة الثانية في الأدب الوصفيّ.

إن القراءة التداولية لصورة الدنيا في نهج البلاغة من خلال التمثل الدلالي والحجاجي لأفعال الكلام التي أراد بها الإمام علي (عليه السلام) أن يجعل لمواعظه أثرا فاعلاً في المتلقي، لا تقتصر على منهجية التصنيف لتلك الأفعال، بل تقصي مداخل الاستدلال فيها، وتأويل أغراضها المنجزة التي يقصدها المتكلم، وهذه الاغراض تكمن في النسيج التركيبي لمعناها الحرفي، وأثارها في المتلقي. كلما استبطنت أفعال الكلام نزوعاً استعارياً يتمثل حقيقة الدنيا في ظاهرها وباطنها، اتسع ناتجها الإنجازي في وعي المتلقي، وشكلت سلطة معرفية يمكنها التحكم في سلوكه بالتعديل وتغيير قناعاته.
ولا يمكن الفصل بين الأفعال التي يتألف منها فعل الكلام سواء بنسقها الثلاثي عند أوستين، أوالرباعي عند سيرل، بل هو فعل واحد ينطوي في ضوء شروط الملاءمة على منطوقه الاستعاري في تأويل الفعل الغرضي أوالانجازي الذي يجعل من اللغة أداة لبناء العالم والتأثير فيه.

من الموضوعات المهمة والحساسة التي لها مساس بالإنسان، هو موضوع التنشئة الاجتماعية، والتي يجب أن تتضافر الجهود وتكثف الدراسات الأكاديمية باختصاصاتها المختلفة وخاصة الدراسات الإنسانية مثل علم النفس الاجتماعي، وعلم الاجتماع، الجغرافية من جهة دراسة أثر البيئة في التنشئة الاجتماعية. ونتيجة للظروف الاستثنائية التي يمر بها البلد والتي ألقت بضلالها وأثرت على سلوك الإنسان العراقي وتربيته. لذا فالدراسة محاولة متواضعة للتعرف على سير العلاقة بين الإمام علي (عليه السلام)، والصحابي الجليل ميثم التمار (رحمه الله)، وما أنتجته هذه العلاقة من النتائج التي يمكن عدها دروسًا تربوية وأخلاقية، وتصحيح العلاقة بين التلميذ والأستاذ مثلا، وحلاً للكثير من الانحرافات السلوكية والفكرية التي يعاني منها شبابنا اليوم.