Journal Dawat

هذا بحث يسلط الضوء على ظاهرة أسلوبية سياقية في لغة القرآن الكريم تتجلى في تعانق أحرف الجواب ( لا، كلا ، بلى ) والقسم في سياق واحد من التركيب . والتعانق في اللغة يعني التتابع والتقارب والتداني بين مقطعين أو أكثر في الكلام . فما سرّ هذا التعانق 0 وبماذا فسَّر علماء العربية – قدماء ومحدثون – هذه الظاهرة الأسلوبية 0 وهل هو أسلوب شائع في كلام العرب في عصر الفصاحة والبلاغة 0 وما الأغراض المتوخاة من هذا التعانق والاقتران ؟ هذه الأسئلة وغيرها كانت الباعث على هذه الدراسة التي حاولت فيها الإجابة عن تلك الأسئلة بالوقوف عند أمثلة لهذه الظاهرة الأسلوبية في القرآن الكريم عزَّزتُها بأمثلة أخَرَ من الحديث الشريف ، ونصوص نهج البلاغة، والشعر العربي الفصيح ؛ لتبيين البعدين النحوي والدلالي لهذه الظاهرة بمناقشتها وتحليلها على وفق منهج علمي في ضوء النظريات اللسانية الحديثة وآراء علماء العربية المتقدمين والمتأخرين . وقد تبيَّن لنا أن إدخال حرف الجواب على القسم بأنواعه ووسائله المتعددة هو أسلوب مستفيض في اللسان العربي ما زال مستعملا في لغتنا العربية بمستوييها الفصيح والعامي يستعمله المتكلمون بالعربية لتوكيد النفي وتعظيم المقسم عليه وتفخيم شأنه ، أو ردًّا وجوابا لكلام قد مضى وتقدّم ، أو نفيًا للحاجة إلى القسم على أمور يقينية ثابتة لا يتطرق إليها الشك أبدًا ، ويرمي إلى التأكيد والتقرير والتأثير .

يرصد البحث موضعا تأسيسيّا ورياديّاً للإمام الصادق(عليه السلام) لم يلتفت إليه الدارسون، وهو وضع الأسس المنهجيّة للعلوم بقيامها على النظر والتدبر والبحث عن العلل الكامنة خلف الظواهر الملاحظة ، فلا يكتفي الإنسان بما يراه ويسمعه بل عليه أن يكشف عن النظام الكامن خلف ذلك، وعلى قدر تعلق الأمر بنا في مجال تخصص الدراسة النحوية لاحظت أن كلام الإمام الصادق(عليه السلام) وتوجيهاته العلميّة قد أسهمت إسهاما فاعلا في تطور الدرس النحويّ عند الخليل وسيبويه، وقد ورد هذا الموضع فيما أملاه الإمام على صاحبه المفضل بن عمر الجعفيّ، وقد عرف هذا الإملاء بـ( توحيد المفضّل).
وفي هذا الصدد ذكر الإمام أن هؤلاء الذين ينكرون وجود الله وتدبيره للكون، بمنزلة العميان الذين إذا دخلوا داراً قد بنيت أتقن بناء وأحسنه، وفرشت بأحسن الفرش، وأفخره، وأعدّ فيها ضروب الأطعمة والأشربة والملابس لا يستبينون الحكمة فيه سواء بأجزاء ذلك الدار أم بهيأته الكليّة؛ فهم لا يُبْصِرون بِنْيَة الدّار؛ بل هم يتعجّلون ذمّ الدّار وبانيها؟. والحقيقة أنّهم لم يسارعوا إلى ذلك إلّا بعد أنْ عَزِبت أذهانهم عن معرفة الأَسباب والعلل في الأشياء. إنّ هذا المنحى العلمي عند الإمام الصّادق(عليه السلام) الكاشف عن فهم عميق لما يحيط بالإنسان، وعدم الاكتفاء بالظّاهر منه، واشتمل على دعوة منهجيّة يعكسها مستويان للنظر:
المستوى الأول: الرؤية الكليّة والطّابع الافتراضيّ المقترن بها باستعماله التّشبيه بالدّار بوصفه بنية كليّة.
المستوى الثانيّ: التأسيس البنائيّ أو بالأحرى الإنشائي الناظر الى كيفية تكوّن الأشياء وكيفية امتداد أجزائها وترابطها الخطيّ أفقيّا أو عموديّا. وهو الذي يُلمَح من استعمال الإمام لفظة الدّار التي تشتمل على البناء والأجزاء التي يستند بعضها الى بعض.
ولقد كان هذان المستويان حاضرين في الجديد الّذي أتى به الخليل وسيبويه، الّلذان كانا قد قدّما
درساً نحويّاً مختلفاً عن الدّرس النّحويّ عند معاصريهم من النّحويّين، فهذا الخليل قد أخذ بقول الإمام الصادق في النظر الكليّ والطابع الافتراضي، وإظهار العلل بل اقتراحها لمسالك العرب في كلامها
وقد عاب سيبويه على النّحويين اكتفاءهم بالشكل ومعرفة الاعراب. وبهذا فإنّ ريادة منهجيّة يجب أن تسجل للإمام الصّادق ومن ثمّ لتلميذه الخليل، كان لها الأثر الفاعل في التأسيس لمسار جديد في علم النّحو، ونظرياته ولا سيَّما عند سيبويه. وهي تكشف أسس الانتقال الى المرحلة الجديدة بعوامل من داخل البيئة التي نشأ بها النّحو العربيّ وتطوّر، مفنِّدة زعم الزّاعمين بآثار خارجيّة أثرت في تكوين هذا العلم وتحديد مساراته.

فهذا بحث تناولنا فيه أبرز أنماط الجملة الاسمية المثبتة ودلالاتهـا فـي (الصحيفـة الصادقيـة ) والتـي هي عبارة عن مجموعة من أدعية الامام الصادق (ع) الذي يمثـل أحد أهـل البيت الذيـن أذهب الله عنهـم الـرجس وطهـرهـم تطهيـرا , فهو بهـذا يمتلك بعـدا دينيـا يتمثـل بحجيـة كلامـه فضلا عـن قصديــة كـل حـرف فيـه , ثـم أنّـه يمـتلك خصوصيــة أخـرى تتمـثـل بانتمائـه إلـى مـا يعــرف فــي الدراسـات اللغويـة بـ ( عصر الفصاحة ) وهذا كلـه يعطـي أهميـة كبـرى للنص المـدروس , فضلا عـن أن البحث يمثـل محاولة لنفض غبار الظلم والإهمال عن تراثهم الدفين. لقد حاول الباحث جاهداً الوقوف على المعاني والدلالات التي يؤديها كل نمط من تلك الأنماط مع إبراز خصوصيته وبيان اختلافه عن الأنماط الأخر , ذاكر السياقات والمقامات التي يرد فيها , مستعملا المنهج الدلالي التحليلي للوصول إلى قصد المتكلم , قاصداً بذلك كله الكشف عن دقة الإمام الصادق ( ع ) في إيراد كلامه وفـق ما يقتضيـه المعنـى ويتطلبـه , مسلطاً الضوء علـى العلاقـة الوطيـدة بيـن السيـاق والنمـط ؛ إذ إنَّ معنـى كـل نمـط يتغيـر تبعـاً لاختـلاف ظـروف القـول ومـلابسـاتـه.

لم يعرف العرب قبل الخليل بن أحمد الفراهيدي (ت175هـ) المعجم اللغوي ؛ لأنّ دلالة الألفاظ ومعانيها محفوظة في صدورهم ؛ فقد كانوا يحفظون في ذاكرتهم ولا يسجلون ما يحفظون لكن بعد دخول الأعاجم في الإسلام واختلاطهم بهم ظهرت العجمة على ألسنة العرب فخيف على العربية من ضياع قواعدها واختلاف دلالة ألفاظها، فاتجه العلماء إلى المحافظة عليها وصيانتها من الإنحراف والإبتذال والضياع وشيوع اللحن فشمروا عن ساعد الجدّ في مواجهة هذا الخرق باتجاهين اثنين:
أحدهما: مواجهة اللحن الإعرابي المتعلق بخرق قواعد النحو والإعراب في الكلام العربي، والآخر: مواجهة اللحن اللفظي المتعلق ببنية الكلمة وصيغتها ودلالتها سواء في التركيب أم خارجه وهذا هو الذي يهمنا في البحث , وكان للخليل الباع الطولى في ذلك إذ اتبع نظاما لم يسبقه أحد في جمع الألفاظ وترتيبها فهو لم يتبع النظام الهجائي ولا الألفبائي بل اخترع طريقة رياضية لذلك مبنية على تقليبات الجذر اللغوي , ومخارج الأصوات وترتيبها بحسب موضع ولادتها وتقسيم الألفاظ بحسب الأبنية الى البناء الثنائي والثلاثي والرباعي والخماسي , وقد أفاد البحث من هذه المفردات في الكشف عن المنهج الرياضي الذي اتّبعه الخليل في عمله المتمثّل بمجموعة من المعادلات الرياضية التي تحسب عدد الألفاظ لكل بناء وبمجموعها تحسب عدد الجذور اللغوية في العربية , فضلا عن إمكان معرفة تسلسل كل جذر منها , وفصل المستعمل منها عن المهمل من الألفاظ .

هذا البحث يتناول مادة ( جَهِلَ ) في التركيب القرآني ؛ لما لهذه اللفظة من خصوصية ومكانة متأتية من صيغها المتعددة في النص القرآني , بين الفعلية والاسمية والمصدر وصيغة المبالغة وغيرها , فكان من الضروري تتبع دلالة هذه اللفظة عند اللغويين وأصحاب المعاجم من جهة , ودلالاتها في القرآن من جهة أخرى , فاللفظة في الاستعمال القرآني يعتريها الكثير من التغيير على مستوى الدلالة , أو البنية , فضلاً عن أنّ السياق يؤدي دوراً فاعلاً في توجيه المعنى العام للنص واللفظة بوجه خاص .
وبعد , فهذه محاولة لدراسة لفظة من ألفاظ القرآن الكريم , لعلنا نكون قد أسهمنا في طرح بعض دلالاتها , فإنّ وفقنا فلله الحمد والمنة , وإلا فحسبنا أننا حاولنا , والله من وراء القصد , إنّه نعم المولى ونعم النصير.

شغلت الحداثة الأجيال الشعرية العربية المعاصرة، إذ أخذت تهتم بما يُترجم ويُنقل من الأدب الغربي، فظهرت محاولات لتجديد النص الشعري والخروج به من دائرة النصية التراثية التي اعتمدت عمود الشعر لعدة قرون، وقد تعددت المحاولات التجريبية للخروج بالنص الحديث نحو الإبداع والتجديد، بدءاً من مستوى الشكل العام للنص والكتابة والترتيب اللفظي والتركيبي إلى المستوى الدلالي والتوظيف الرمزي والاشتغالات الأخرى .
فاهتمت الدراسة برصد التجريب اللفظي الذي لحق النص الشعري في الشعر العربي الحديث في العراق، فوقفت على توظيف الألفاظ المحكية والعامية في محاولة التقرب من دعوة إليوت الذائعة الصيت ومناداته بتوظيف المحكي والعامي في النص الشعري، ثم تبع ذلك العديد من المحاولات التي لا تخرج كثيرا عن تلك الدعوة والتي تحاول فض الحاجز بين النص والمتلقي ممّا تصيّر من الشعر نصا مقروءا من قبل الجميع فلا يخص متلقيا من دون آخر، وهذا ما كانت تتطلع له الأجيال الشعرية الحديثة، فقد رافق شهوة الكتابة توظيف الألفاظ والتراكيب الصوفية الفكرية فضلا عن الألفاظ الأجنبية والعلمية والفنية التي أخذت تتداول في اللغة العامة والمحكية في الصحف والمجلات وفي مجمل

لا يخفى على المتدبر في النّص الأدبي أن الكلمة تحيا وتموت وتنمو في السياق الكلامي سواء أكان كتابيّا أم شفاهيًا، وتذبل وتموت إذا فصلت عن سياقاتِها؛ لذا تعدّدت دلالات الكلمة بلحاظ السياقات التي تعيش فيها، وتحيا وتنمو كذلك الخطابات الكلامية الخبرية والإنشائية، وتنوّع سياقاتها الإنتاجية والتوليدية بلحاظ السياقات المختلفة والمتنوعة.
وقد عكف البحث على اقتناص هذه السياقات في ضوء أسلوب النداء، وهو من الخطابات الإنشائية التي جمعت في الخطاب العربي بقولهم:
مُرْ وانه ثُمّ وسَلْ واعرض لحرصهم تمّنٍ وارجُ فذاك النّفي قد كمُلا
وجعل النّص العلويّ ( نهج البلاغة) الأرض الخصبة لتفرّق سياقات هذا الأسلوب الإنشائي؛ لأنّه قد اضطّم على مواضعَ كثيرةٍ مما حدانا بأن نرقب هذه المواضع بمرقاب التأمل ومنظار التأمل لكشف السياقات الإنتاجية المتنوعة لهذا الأسلوب.
إنّ أهم قطاف هذا البحث، هي:
1- ظهر أنّ البلاغيين من أكثر علماء العربية تناولًا للمعاني المجازية لأسلوب النداء.
2- إن مصطلح السياقات الإنتاجية والتوليدية أقرب إلى الواقع من مصطلح المعاني المجازية.
3- إن الدلالة المطابقية للنداء هو التنبيه لا الدعاء الحضوري في ضوء الاستعمال، وانّ تقدير الفعل (أدعو أو أنادي) لا ينسجم مع الاستعمال الخطابي في اغلب الأحايين.
4- كشف البحث عن سياقات إنتاجية توليدية متعددة لأسلوب النداء في نهج البلاغة، ويظهر أن التنوع الخطاب العلويّ كان له أثرٌ في تنوع هذه الدلالات.
والحمد لله ربّ العالمين أولاً وآخرًا، وصلّى الله على محمّد وآله.

كتاب (العربية والأمن اللغوي) محاولة في وضع الوسائل التي تحقّق الأمن للعربية، فهو حاجتها كحاجة الأمة العربية إلى الأمن الاقتصادي والأمن السياسي والأمن الغذائي، وتحتاجه ليعيد إليها نشاطها وحيويتها مثلما كانت في عصور من تاريخها، سأتحدث في هذا البحث عن وسائل الأمن اللغوي التي ذكرها الدكتور زهير غازي زاهد في هذا الكتاب ، وأوضح أنه لو أُحسن استعمالها بوعي وحرص على مستقبل هذه الأمة لأمكننا أن نحصل على النتائج المنشودة، ولخفّفنا من ثقل هذا اليأس الذي أخذ يمتدّ إلى آفاقنا، ونجلبه أحياناً بقصر النظر في تقدير الأحداث ونتائجها، وأحياناً بجاذبية الأطماع والمكاسب الفردية المؤقَّتة والسلطوية مهما طال أمدها، فيكون أثرها الجماعي الضّار أوسع وأقسى من فائدتها.
والغرض من كتابة هذا البحث هو الوقوف على وسائل الأمن اللغوي التي تحقق سلامة العربية وحمايتها فضلا عن بيان ما قدمه الدكتور زهير غازي زاهد في هذا الكتاب من جهد طيب ، وقد قسمته على محاور عدة ، هي :
أ- السياسة اللغوية الموحدة .
ب- العمل الجادّ لتعريب التعليم والعلوم المختلفة وتدريسها في مراحل التعليم قبل الجامعة ثم المراحل العليا.
ج- المصطلح- وضعه وتوحيده .
د- اللغة ومناهج الدراسة.
هـ- العربية واللهجات .
و- الاتّساع اللغوي وإتباع المرونة تجاه الجديد والشائع مع مراعاة الفصاحة:
لكل بحث هدف أو غاية فقد ختمت حديثي بخاتمة سطرت فيها أهم ما ابتغيه من كتابة بحثي هذا ، ومن الله التوفيق .

يعد المنهج الدراسي من أهم الوسائل التي تساعد المربي في تحقيق الأهداف التربوية ، ولابد لهذا المنهج من أن يكون معدا إعدادا سليما وواضحا للملتقي كي يساعده على التطور والرقي لمراحل متطورة فيما بعد.ولابد لكل منهج من المناهج الدراسية من أهداف يرجى التوصل إليها باستخدام عدة طرق وأساليب تخص المؤسسة التعليمية تارة وعلوم تخص المادة العلمية تارة أخرى .وقد سلّط البحث الضوء على منهج الدرس البلاغي في الحوزة العلمية لما أشيع أنه قد أهمل.وبذلك سوف تكون خطة البحث مرتسمة على ثلاثة مباحث ، تناولت في المبحث الأول هدف الحوزة العلمية في النجف الاشرف حيث ألقيت الضوء على الهدف الرئيس للحوزة وهو إعداد جيل من المجتهدين يتمكنون من استنباط الأحكام الشرعية الفرعية من أدلتها التفصيلية.أما المبحث الثاني فقد تناولت فيه المراحل الدراسية في الحوزة العلمية حيث قام البحث بسبر المراحل الدراسية الثلاث،المقدمات، والسطوح، والبحث الخارج، وقد سلّط البحث الضوء على مرحلة المقدمات وخصوصا الدرس البلاغي.ثم تناول البحث الدرس البلاغي بين الحوزة والأكاديمية في المبحث الأخير.

هذه الدراسة تحاول الإجابة على الأسئلة التالية: ماهو واقع اللغة في المغرب؟ واي براديغم (نموذج) لغوي يوجد في المدرسة المغربية؟ وما موقع اللغة العربية داخل هذا البراديغم؟ واي نموذج لغوي نراه مناسب للتعليم؟ واخيرا: هل التعدد اللغوي يؤدي الى التداخل او اللحن في اللغة الرسمية؟
سيتم التركيز في الجواب على هذه الأسئلة على المواضيع التالية واقع اللغة في المغرب -:التعدد اللغوي –التداخل اللغوي -ثم اللغة و الهُوية و الثقافة الوطنية.