Abstract
يتناول البحث دراسة لاحد الجوانب السياسية المهمة في بلاد آشور ودليل معرفة الأبعاد الحقيقية التي أدت في نهاية المطاف الى إنهاك ماكنة الحرب الآشورية وسقوط نينوى عام 612 ق.م، إذ بات من المؤكد من استقرار الحوليات الملكية الآشورية وتحليل مضامينها، فضلا عن ما ورد في بعض نصوص الاقوام المعاصرة لبلاد آشور إن هناك جملة من الأدلة النصية المباشرة وغير المباشرة أمكننا تشخيصها تفصح عن إخفاقات عاناها الملوك الآشوريون في سياساتهم الخارجية ومنازلاتهم العسكرية لأسباب تطرقنا إليها بشيء من التفصيل في متن البحث، إذ قسم البحث إلى محورين أساسيين يمثل الأول عرض أدلة الإحفاق غير المباشرة والمتمثلة في ظاهرة الإدعاء بالنصر وقهر الأعداء فضلا عن بيان المبالغة في ذكر خسائر الاعداء البشرية، وهي سمة تجاوزت الحقيقة في ذلك تبعاً لاستقراء تطور الاحداث السياسية في بلاد آشور، وطبقاً لما ورد على لسان الملوك الأبناء والأحفاد المنافية لحقيقة ما ورد في حوليات آبائهم الملوك فضلا عن التناقض الواضح في بيان خسائر الاعداء البشرية في النصوص الملكية ذات المضمون الواحد، في حين تناول المحور الثاني عرضاً لأدلة الإخفاق المباشر، إذ قسم هذا المحور الى شطرين تناول الاول منه أدلة الأخفاق السياسي والمتمثلة في امتناع عدد من المدن والممالك التابعة للنفوذ الآشوري عن تقديم الإتاوة لملوك بلاد آشور، في حين خصص الشطر الثاني لبيان الإخفاقات العسكرية وهذا ما أمكننا نلمسه في النصوص الآشورية وتوسعاتهم العسكرية في المنطقة إذ قسمت أدلة الاخفاقات العسكرية تبعا للجهات والأقوام التي حاربوها.