Linguistic Papers

تُعنَى اللسانيات الحاسوبية ــ التي هي فرع اللسانيات التطبيقية ــ بتسخير العقل الرقمي لحلّ القضايا اللغوية، أصواتًا وبنيةً، وتركيبًا، ومعجمًا، وقد كان لظهور المدوّنات الحاسوبية اللغوية (Corpus linguistics) الأثر البيّن في دراسة اللغة، وقد انمازت هذه المدونات بسهولة الاستعمال والمرونة والسرعة في الإنجاز، والدقّة، وقد حظي المعجم العربي بعناية هذه المدوّنات، ولا سيّما المعجم التاريخي للغة العربية في الدوحة، فما على الباحث سوى أن يضع اللفظ المراد الحصول على معناه حتى يظهر له التوثيق التاريخي لذلك اللفظ، برصد معانيه منذ اول استعمال له في النصوص والنقوش المكتوبة إلى العصر الحاضر، وهنا تكمن أهمية هذه المدوّنات في التوثيق التاريخي لألفاظ اللغة وتطوُّرها في الأجيال المتلاحقة.

يتناول هذا البحث أهمِّ أصول الأسماء غير العربيَّة الواردة في القرآن الكريم، فضلًا عن التمييز بين لفظتي (عربيّ) و(أعجميّ) في اللغة والاصطلاح.
وقد تضمَّن البحث محورين سبقهما توطئة، إذ وسمتها بـــ(هـــل في الـــقـــرآن ألـــفـــاظٌ أعـــجـــمــيَّـــة؟!)، وتطرَّقتُ فيها إلى أصلِ لفظتي (عربيّ) و(أعجميّ)، وهل هما بالمعنى السائد الآن؟! وقدِ اهتمَّ المحور الأول الذي وسمته بـــ(أعـــلامُ الأنـــبـــيــاء في الــــقــــرآن) بأسماء الأنبياء (إبراهيم، وإسماعيل، وإدريس، وأيُّوب) -عليهم السَّلام-، وأصَّلتُها وأعطيتُ الأصول اللغويَّة لها، والبتْ في أنَّها عربيَّة أم غير عربيَّة وَفقًا لما وصل إليه البحث، أمَّا المحور الآخر الذي وسمتهُ بــ(أعـــلامُ غـــيـــرِ الأنـــبـــيـــاء في القرآنِ الكريمِ) فقد تطرَّقتُ فيه لأصول بعض الأعلام الواردة في القرآن التي يُشَكُّ في عربيَّتها، نحو: (آزَر، وإنجيل، وإل ياسين، وإستبرق)، وأعطيتُ الأصول اللغويَّة لها وعربيَّة هي أم غير عربيَّة، وختاماً كانت نتائج البحث لما جاء في البحث من حصيلة.

ممّا هو مسلّمٌ به عند جميع الباحثين أنّ الجهود العلميّة الّتي بذلها علماء المسلمين من أجل خدمة كتاب الله تعالى لا تضاهيها جهود أيّ أمّةٍ من أمم الأرض، وحسبنا ما كتبه أولئك الأفذاذ من مؤلّفاتٍ في علوم القرآن، والتّفسير ، وأسباب النّزول، والقراءات ، والإعجاز ، والبلاغة دليلًا على عظم هذه الجهود وندرتها كمًّا ونوعًا.
ولعلّ جهودهم في علم الوقف والابتداء في القرآن الكريم تحاكي ما قدّموه في العلوم القرآنيّة المذكورة سلفًا؛ لأهمّيّته التي يفصح عنها حدّه بأنّه :" علم تمام المعنى في كتاب الله تعالى" ومن هنا جاءت ضرورة تعلّمه وتعليمه للقرّاء ، ولطلبة علوم العربيّة عمومًا، وبناءً على هذه الرؤية العلميّة لا يجد الباحثون بدًّا من أن يسهموا في تتبّع مفاهيم هذا العلم ومساره التّطوّريّ منذ نزول القرآن الكريم، وحتّى مراحل متأخرةٍ من تاريخ القرآن؛ رصدًا لتطوّر هذا العلم في محطّاته التّاريخيّة الكبرى بحسب الظروف والأحوال الّتي آل إليها واقع اللسان العربيّ بعد أن بعدت الشّقّة بينه وبين مناهل لغته الصّافية بسبب اتّساع رقعة العالم الإسلاميّ، واختلاط أبنائه مع أبناء الأمم الأخرى ممّا أورثهم لغةً هجينةً، وثقافةً متنوّعةً مثّلت فيما بعد عائقًا حقيقيًّا حال بينهم وبين هويّتهم اللغويّة والثّقافيّة ، ومن ثمّ أدرك الغيارى من علماء هذه الأمّة خطورة هذا العائق على هويّة القوم الدّينيّة وعلى دستورها الأكبر (القرآن الكريم)، فكان الخطر أكبر ،والتّهديد أشدّ فما كان منهم، وقتئذٍ ، إلّا أن يشمّروا عن ساعد الجدّ، ويكشفوا عن همّةٍ كبيرةٍ في تأسيس علومٍ ستكون مرشدةً لأبناء أمّتهم، وعاصمةً لألسنتهم من اللحن والخطإ في ما يقولونه ويكتبونه، فبتعلّمها سيلتحقون بقوافل العرب الفصحاء، وسيتحدّثون على وفق سنن اللسان العربيّ وعاداته الكلاميّة، كما لو أنّهم يعيشون في عصور الفصاحة التّليدة .
في ضوء هذا المنظور العلميّ ومقتضاه المعرفيّ جاء إسهامنا هذا لبيان مفاهيم هذا العلم وتمييزها عن مفاهيم محاقلةٍ لها ومتقاطعةٍ معها ثمّ تتبّع مساره التّاريخيّ من مرحلة ما قبل نزول القرآن بوصفه جزءًا من طبيعة اللسان العربيّ مرورًا بأهميّته إبّان نزول كتاب الله تعالى في عصر النّبوّة و تلقيه في العصور التّالية وصولًا إلى زماننا الحالي. ويحاول هذا البحث أن يسلّط الضّوء على كلّ ما يمتّ بصلةٍ إلى هذا العلم وأهميّته وتطبيقاته وعلاقته بكشف نقاب المعنى عن تراكيب القرآن، وبيان ما يلحق المعنى من ضررٍ في حال عدم مراعاة أحكامه.
وأمّا بشأن الدّراسات السّابقة فهي ، على الرّغم من كثرتها، لا تتطابق مع ما جاء في هذا البحث من حيث المنهج أو المعالجات، وأمّا المصادر الّتي اعتمدتها فيه فهي متنوّعةٌ من المعجمات، وكتب اللغة ، والتّراجم، وكتب علوم القرآن، ومصادر الوقف والابتداء، والقراءات القرآنيّة، وكتب أحكام التّلاوة. وكُلِّي أَملٌ أَن يُحقِّقَ هذا البحثُ غايَتَهُ ويُسدَّ فَراغًا فِي المكتبةِ العربيَّةِ في علمِ الوقفِ والابتداءِ، وأن ينفعَ طلَبةِ هذا العلمِ.

تناول البحث الاستشراف في شعر بعض شعراء العصر العباسي، وذُكر فيه المسار التاريخي في استشراف المستقبل والاستشراف عند النقاد، فضلا عن تناول استشراف المستقبل في شعر العصر العباسي الأول، وفيه التنجيم و رأي الشعراء في المنجمين وقراءة الأحداث المستقبلية وبعض الأمور الغيبية.