Alustath Journal for Human and Social Sciences

إنَّ هذه الدراسة تسعى لبيان مدى الاهتمام بأصول بناء الجملة العربية عند المحدثين، وأصحاب دعوى الاصلاح النحوي منهم خاصةً، بعد أن لم تنل الاهتمام المطلوب من النحويين الأوائل. وتتمثل أهمية هذه الدراسة في أنها تساهم وبنحو جاد في تركيز البحوث التي قلَّمــا طُرِقت في الدرس النحوي القديم، إذ إنَّ البحث في بناء الجملة – نحوياً – هو من البحوث الحديثة في النحو العربي .فضلاً عن أن مثل هذا البحث في دراسة بناء الجملة يكاد يجمع النحو من أطرافه، فهو يحتاج الى احاطة واعية بما قيل في تركيب الجملة، زيادة على الصعوبة البالغة في تحديد ما يراد بالجملة، وهي صعوبة تبرز من خلال كثرة التعريفات للجملة والتي بلغت أكثر من (280) تعريف يختلف بعضها عن البعض. على أن هذه الدراسة تسعى الى ايضاح الدلالات، زيادة على أنها تؤرخ لجهد علمي بدأ منذ عشرينيات القرن الماضي على يد علماء عراقيين وغيرهم من علماء العرب. وأخيراً أسأل الله تعالى أن يوفقني لإنجاز هذه الدراسة بوصفها محاولة للانطلاق من جيد التراث النحوي العربي الى آفاق علمية أفادت من الدراسات الحديثة في مجال الدراسات اللغوية .

إذا كان النقد فعالية إبداعية تحمل خصائص متمايزة من خصائص الكتابة فهل استطاع أن يسهم في رفد دائرة النص الإبداعي وتوسيعها ؟! وهل تبنى مهام أخرى فضلاً عن مهماته في الفحص والتحليل وإطلاق الأحكام حاول من خلالها انتشال الأدب من أفخاخ انحطاطه ومآزق اشكالياته ليعيد إليه قدرته على أداء وظيفته الإنسانية السامية ؟! هذه وغيرها أسئلة عندما أحلناها إلى دائرة المشهد النقدي الأدبي في العراق وخطابه المعرفي انبثقت هذه الورقة البحثية.

عالجت (مواجع الشتات) للروائي السوري عبدالكريم ناصيف الصادرة عام 2002م الوضع العربي والتشرذم الذي اصابه وحاول برؤيته الروائية ان يلج الى اعماق الوعي العربي، والبحث عن روابط الارث الحضاري واللغوي والتاريخي لهذه الامة وتفعليها لإنقاذها من هذا الشتات ولعل هذه المعالجة تتأتى من تربية قومية صقل بها جيله.
وتعد هذه الرواية من الروايات السياسية التي تتخذ من الواقع السياسي عالما تدور فيه احداثها لذا نجدها تلج الى عمق المجتمع وتبحث عن خفاياه وتكشف مكامن الخلل الذي استشرى فيه.

تُعدُّ ممارسة (نقد النقد )عند الشريف المرتضى محورًا رئيسًا في خطابه النقدي، إذ يتبين لقارئ مدونته النقدية منهجه في محاورة الآخر، وذلك يتجلى في كتابه النفيس(غرر الفوائد ودرر القلائد) المعروف بأمالي المرتضى، الذي يقع في مجلدين وكتابه(الشهاب في الشيب والشباب) وكتابه (طيف الخيال). وهذا البحث يهدف إلى دراسة خطاب نقد النقد في الكتب المذكورة، والاشتباك معه من أجل محاورته ، وكشف عّما يضمره هذا الخطاب. ومن هنا يفترض البحث تساؤلًا مفاده: هل اقتصر ناقد النقد على ترديد المتداول النقدي أم سعى للاستزادة العلمية والتعميق الفكري ؟ وتأتي أهمية هذا البحث من أنَّه محاولة لتأصيل مفهوم نقد النقد في التراث النقدي عند العرب من خلال نقد الشريف المرتضى على نقد الآمدي . وقد جاءت الدراسة في مبحثين: الأول عن مفهوم نقد النقد عند العرب قديمًا وحديثًا. والمبحث الثاني : يتناول مؤشرات نقد النقد عند الشريف المرتضى ، وبما أن نقد النقد له موضوعه الخاص الذي يشتغل عليه ،فإن منهج البحث سيقوم على وصف الخطاب النقدي وتحليله، ومن ثم على منهج الموازنة الذي ينتج عنه تقويم هذا الخطاب .

مرت الحركة النسوية في العالم بحركات فكرية وايديولوجيات متعددة ، ونظريات مختلفة ، وتأثرت بكتابات عددٍ من بعض الأدباء والمفكرين ، أمثال : جون سيتورات ميل ، وجان جاك ، روسو ، وغيرهم ، إلاَّ أنها استقرت وتميزت في حدود الادب والفن، لذا جاءت النصوص الادبية لتعبر عن تطلعات المرأة في الحياة والمجتمع ، أو لتطرح قضية المرأة الاساسية في حريتها ، ونصرتها والدفاع عن حقوقها الانسانية والاجتماعية ، فضلاً عن صراعها التاريخي للمساواة بالرجل ، لذا جاء هذا البحث للحديث عن تلك الملامح النسوية في أدب القاصة ( ابتسام عبدالله ) سيما في مجموعتها القصصية (بخور) ، اذ تعرض لنا من خلال كتاباتها قضية المرأة الشرقية ولا سيما المرأة العراقية في مدة الحرب ، اذ تتبنى القاصة مجموعة من القضايا التي تهم المرأة مثل الهيمنة الذكورية ، والهروب من قيد الرجل ، والتحرر من العادات والتقاليد والاعراف الاجتماعية ، والحديث عن الجسد والحب والحرية من خلال لغة جميلة واسلوب فني رائع .

إنّ هدف الدراسة هو الكشف عن المسائل الخلافية عند البلاغيين ؛ بغية التعرّف على وجهات النظر في الدرس البلاغي ، وطريقة تفكير وتحليل العقل البلاغي آنذاك ، ممّا يُرشدنا إلى الانفتاح الفكري . وسُلّطت عدسة البحث على أحد فنون علم المعاني ، ألا وهو فنّ القصر ، لِما حَظِي به هذا الأُسلوب من اهتمام بلاغي . وإنّ هذا البحث يمكّن القارئ من التعرّف على المرجعيات الفكرية للبلاغيين ، إذ كان لها الأثر الأبرز في نشاط الخلافات ، فلكلّ عالم رافد فكري , انعكس على الفروض والتحليلات البلاغية. وبما أنّ تكوّن الدلالة الإنزياحية يُولّد انفتاحاً على الآفاق التأويلية ، جعل علماء البلاغة يبحثون في البنية الكلامية للقصر، التي كانت مساحةً رحبةً لتصاعد الأصوات الخلافية بينهم ، وكثرة الجدل التحليلي لنصوص مختلفة. ودارت الخلافات بينهم حول المصطلح , والإجراء ,والتحليل , وتوجيه الشاهد البلاغي ، ممّا جعلنا نسلط الضوء على هذه المسألة , التي تناثرت في الكتب البلاغية ، واخترنا الخلافات في أُسلوب القصر ليكون مرتكزاً بحثياً، وفق تحديد زمني ، لئلا يصاب البحث بالترهل ، وضياع للمادة العلمية ، ولأنّ القرن الثامن الهجري شهد استقرار المصطلحات البلاغية ، فجاء العنوان موسوماً بـ(القصر في خلافات البلاغيين حتّى نهاية القرن الثامن الهجري) .

هذا البحث يتناول الألوان و بداياتها، وتسميتها، وتطورها، ويدرس الألوان الأساسية والفرعية في لغات العالم، ويتحدّث على تقسيم الألوان في اللغة العربية على الألوان الأساسية والفرعية، ويذكر القاعدة التي اعتمدت العرب عليها في اشتقاق الألوان الأساسية والفرعية، ويبحث دلالات الألوان الأساسية في المعجمات العربية القديمة منها والحديثة، وعلى هذا جاء هذا البحث في مقدمة وتمهيد ومبحثين وانتهى بأهم النتائج التي توصل إليها، مع ذكر المصادر والمراجع التي اعتمد عليها البحث.

يخلص البحث في نتائجه ومخرجاته إلى أن العلاقة بين الزمان والمكان في الفعل علاقة متصلة وتلازمية تكشف عن جريان الحدث فيهما وتحيّزهما في بنيته وأحواله، ولاسيما أن البحث الفلسفي في جذور هذين الأساسين يظهر أن حركة الزمان ومتغيراته تتجلى في فضاء المكان؛ إذ إنّ الأزمنة ليست إلا متغيِّرات عن أوضاع متحيِّزة مكانيًّا. وقد تحصّل النظر في الدلالة الصرفية والنحوية للمكان على استدلالات تؤكد تَشرّب الجذر اللغوي للفعل في العربية على دلالة المكان وذلك لوجود قرائن لفظية أو معنوية تؤيد ما حاول البحث الوصول إليه أو إثباته.

اشتمل البحث على مقدمة وتمهيد ومبحث وخاتمة أما المقدمة فتضم أسباب اختياري للموضوع ، والمنهج الذي سرت عليه في البحث ، وخطة البحث ، وأما التمهيد فهو في معنى المطلق والمقيد ، وأما المبحث فيشمل ثلاثة مطالب:
المطلب الاول: في حالات المطلق والمقيد ، والمطلب الثاني : مسألة حمل المطلق على المقيد. والمطلب الثالث: في أثر الخلاف في حمل المطلق على المقيد في الفروع الفقهية ، وأما الخاتمة فتشمل على أهم النتائج التي توصلت إليها في البحث .

هذه مسألة قديمة في بحثها تأصيلاً وحكماً عند علمائنا؛ إذ لم يحسم أمرها عند أهل اللغة في كون "لاتَ" فعلاً، وفي كونها حرفاً، وهذا يجرنا بالضرورة إلى إعمالها عند من جعلها حرفاً عاملاً مثل "إنَّ"، وعند من جعلها فعلاً عاملاً شبيها بـ "ليس". أو أنَّ "لاتً" قد جرى عليها النحتُ والتغيير، واستعملت في نفي الزمن خاصة، وبين أن تكون مركبة وأن تكون غير مركبة. فقد عرض الباحثُ لآراء العلماء في شأنّها، وحقيقة ضبطها وتحريكها بالحركات الثلاثة، وفي عملها وحقيقة ضبط ما دخلت عليه بالحركات الثلاثة أيضاً، فهي مسألة تردّد العلماء فيها، ومنهم أبو حيان الاندلسي، فمّرة صّرح بفعليّتها، ومرّة ذهب إلى حرفيّتها، ولم يُعطِ حكماً صريحاً واضحاً يحسم هذا الخلاف.

لاشك في أن كل أمة تبحث عن حالات التألق في نتاجات أبنائها الفكرية والادبية على مرّ العصور، حتى إذا ما أكتشفت عما فيها من عمق ابداع تراها تسارع للاعلان عن ذلك تثبتاً لموقعها المتقدم في عالم الابداع العالمي، ولا بد عندئذ من شهادات تثبت هذا الادعاء، ويبدو ان هناك بعض الاشارات التي تذهب إلى ان (رسالة حي بن يقظان) هي شكل من اشكال القصص لكن هذه الاشارة لم تصل بالمتلقي إلى درجة اليقين، وعندئذ لا بد ان يؤكد حقيقة هذه الاشارات او نطوي صفحاً عنها، ولكن بعد اعادة النظر فيها بشكل علمي يستند إلى منهجية البحث العلمي، ظهر أنها لم تكن الا قصة او رواية بالمعنى الصحيح ، ولم يكن ذلك أدعاءً بعد ان أثبت هذا البحث الكثير من القدرات الابداعية فيها إلى جانب القدرات الفنية وما تتوافر فيه من آليات السرد التي ترتفع بالفن القصصي إلى مستويات الابداع من خلال الفكرة والحبكة والشخصيات والاحداث وطبيعة الازمات التي تدور داخل هذه الرواية، ولما تتضمنه من صراعات داخلية او خارجية منطلقة من واقع خاص ومتميز ولاسيما ان بطلها (حي بن يقظان) فقد كان أنموذجاً بشرياً فريداً من نوعه، وهذا الأختيار لهذه الشخصية النادرة لم يكن أعتباطاً، وانما كان أختياراً قصدياً من لدن كاتبها (ابن طفيل الاندلسي (500-581هـ) ) وهو في ذلك يهدف إلى تحقيق فكرة فلسفية، حاول ان يوظفها من خلال هذا العمل الابداعي وبشكل موفق وناجح، مما هيأ الظروف لتكون اول رواية فلسفية تبحث في معضلات انسانية عويصة ومن أهم هذه الافكار الوصول إلى حلول ناجحة حول الجدل الذي كان يدور بين القائلين بأفضلية الشريعة على الحقيقة او القائلين بأفضلية الحقيقية على الشريعة الا إنه توصل من خلال هذه الرواية إلى انه لا خلاف بينهما وان كلاً منهما يهدف إلى معرفة الخالق الموجد لكل هذه الاشياء، ولكن لابد من الفطرة الصافية التي فطر عليها (حي بن يقظان) والعبادة التي نشأ عليها (آسال) فهما وجهان للحقيقة التي يبحث عنها الجميع من اجل الوصول إلى تحقيق عالم السعادة التي رمز اليها ابن طفيل في تلك الجزيرة النائية التي هي مظهر من مظاهر المدينة الفاضلة وهذا ما ظهر من خلال هذا البحث.

تنوعت الدراسات التي تناولت الشخصية بالدرس والتحليل، فكانت المحصلة التعدد في وجهات النظر والتباين المستند إلى اختلاف المرجعيات النقدية، فمن المقاربات السيكولوجية والواقعية إلى المناهج البنيوية والسيميولوجية، انتقلت الشخصية من مدارها الإنسانيّ إلى مرحلة الكائن الورقيّ، كما ذكر رولان بارت, ومن الشخص إلى الشخصية بحسب تعبير ((ميشيل زرافا))، حيث ينتقل الإنسان من الواقع العيانيّ إلى الشخصية المتخيلة في الذهن، أي أنَّ مفهومها يتجلى من وظيفتها المرجعية لا من سياقها الأسلوبي، وكأن المبدع يعبر عن فلسفة خاصة ساكنة خلف الملامح العامة لها, أو حين تصويره البطل في النص الأدبي المنتج. ولما كان الشعر من أكثر فنون العرب قولاً وعناية بتصوير الإنسان في علاقته بالمجتمع؛ لذا تمظهرت فيه الشخصيات بدلالات مضاعفة، تختزل موقف النقاد الحائر بين الصورة الإبداعية وبين تصور المبدع الأنوي الذي يظهر صورة الشخصية الواقعية، من هنا عمد دعبل الخزاعي إلى تقنيات وآليات سردية لإظهار ملامح الشخصية, ورسم صورتها النصية، حتى شكل الحوار والحدث والسمات والصفات عاملاً مساعداً مهماً لإظهار الشخصية, وهي تؤدي دورها الفاعليّ، فيشعر بها المتلقي, وهي تتحدث, وتعمل, وتمارس وظيفتها بسمات مخصوصة داخل النص.

يعد الشاعر الهندي (محمد إقبال اللاهوري) واحدا من الشعراء الكبار الذين لمع نجمهم في سماء شبه القارة الهندية في المائة عام الأخيرة؛ بل يمكن القول إنّه أصبح ظاهرة أدبية كبيرة في عالم اليوم، وقد كتبت عنه مؤلفات وأبحاث كثيرة. من المظاهر المهمة فی شعر إقبال انعکاس المفاهیم الصوفیة والعرفانیة فی أشعاره وأفکاره .فجاء البحث بعنوان: (رموز التصوف والعرفان في شعر إقبال اللاهوري).

الإسقاط النفسي؛ يعد من الموضوعات التي يتم استخدامه فی مجال علم النفس ویطلق على حالة یقوم الانسان فیها بإلقاء النواقص و الصفات السیئة لَدَیه ِ أو الصفات التی یعتقد بأنها لیست مقبولة و هو یکرهُها على آخرین أو علی عناصر خارجية کما تجلّت ظاهرة الإسقاط فی الأدب حيث يمكن مشاهدتها من خلال أشعار الشعراء. حاول الشعراء ليلقي ما لايروقهم من مظاهر الحياة على سائر الناس وعلى الدهر. ومن بين شعراء الفارسية والعربية قام خيام نيسابوري و ابن الرومي بتصوير مظاهر الإسقاط في أشعارهما فحال الباحثان أن يلقيا الضوء عليها و يدرسان أسلوب الشاعرين والعناصر التي جعلتهما ليتمسكا بهذا الأسلوب. هذه الدراسة تتمثّل في حقل الأدب المقارن والتي تدرس شعر الشاعرين في ضوء المنهج التحليلي والوصفي. والشاعران من الجانب المدلالي يعزوان قضايا مثل الفساد، والظلم، والمحن، والمصائب وكذلك العناصر المهلكة إلى سائر الناس، والموجودات، وخاصة الدهر حيث يمكن القول إن ظاهرة الإسقاط تنبعث من روؤية الجبر ونزع الاختيار من الإنسان كما يتسم شعر الشاعرين من الجانب التصويري والاسلوبي بتصاوير تشكلّت من التشخص والصور الشاخصة.