Thi Qar Arts Journal

يعد عقد البيع من أهم العقود في مجال المعاملات اليومية للإنسان ونظراً لأهميته القصوى جاء البحث ليتطرق إلى العيب في المبيع وذلك لسعة انتشاره وازدياد مشكلة ظهور العيوب في المعاملات وكيفية إسقاطها للالتزام بعقد البيع إذا ظهرت ، ويعزو البعض ذلك إلى تعقيدات الحياة العصرية وتطور أساليب الغش والاحتيال في المجالات المتعددة .
والسيد محمد كاظم اليزدي (قده) الذي تغدو اليوم مصنفاته الفقهية على مستوى المتون أو في كتاباته في البحث الاستدلالي مرجعاً أساسيا تدور عليه رحى البحث الخارج في حوزات النجف الأشرف وغيرها لمن جاء من بعده من الفقهاء فأصبح كتابه العروة الوثقى مدارا للبحث الخارج ومحطاً لأنظار المجتهدين، لذا تم اختيار هذه الجزئية من البحث المتعلقة باختيار المسائل الأساسية بالعيب في المبيع بعرض موقف السيد اليزدي (قده) منها، فانطوت خطة البحث على ثلاثة محاور : مسبوقة بمطلب تمهيدي تناول (تعريف العيب في الفقه والقانون) مع بيان الجانب التجديدي والمحور الأول : شروط الالتزام في العيب. ببيان تأثير العيب على قيمة المبيع سلباً وقدم العيب و خفاؤه وعدم علم المشتري به .
المحور الثاني : أحكام العيب وجاء البحث بهذا الجانب في الأحكام المتعلقة بالعيب في المبيع كإعلام البائع بالعيب وحق المشتري بالرجوع على البائع مع عرض ملخص عن نظرية التقادم وأثرها على الحق .
المحور الثالث : مسقطات خيار العيب فتناول البحث مسقطات المسؤولية عن العيب كهلاك المبيع المعيب و ظهور عيب جديد في المبيع بعد التسليم وتصرف المشتري في المبيع المعيب وتحول المبيع المعيب إلى شيء آخر .

أن الحماية القانونية لكتمان السر الوظيفي تستمد قوتها القانونية من قوة النصوص العقابية والتي بدونها يبقى التزام الكتمان التزامآ أدبيا غير ملزم للإفراد ولا يوجد مانع قانوني يحول دون اجتماع وتحريك الدعوى التأديبية والمدنية والجنائية ،لهذا يجب أن يعرف كل موظف الالتزامات الوظيفية الملقاة على عاتقه والمنصوص عليها في القوانين ليطبقها على أحسن وجه ،وان أي إخلال من الموظف بهذا الشأن سواء كان الإخلال ناتج عن قصد او عن إهمال فسوف يترتب عليه مسؤولية تأديبية مناسبة دون ان يحول ذلك من المتابعة الجزائية والمدنية عند الاقتضاء.

التوقيع ((هو الكتابة على الرقاع و القصص بما يعتمـده الكاتب من أمر الولايات والمكاتبات في الأمور المتعلقة بالمملكة والتحــدث عن المظالم , وهو أمر جليل و منصب حفيل , إذ هو سبيل الإطلاق و الوصول و القطع و الولاية و العزل))( ) , و الدكتور شوقي ضيف قال هي ((عبارات موجزة بليغة تعود ملوك الفرس ووزرائهم أن يوقعوا بها على ما يقدّم إليهم من تظلمات الأفراد في الرعية وشكاواهم))( )
وكما نعلم إن التوقيعات فن من فنون النثر كان ازدهارهـا من العــصور الأولى من بزوغ فجر العصر العباسي الأول, إذ حاكــى خلفاء بني العباس ووزرائهم ملوك الفرس ووزرائهم في هذا الصنيع ( )ويتميز هذا النوع من الفنون بالإيجاز , والبلاغة , و الدقة و الوضوح , و البعد عن الغمــوض ممــا أعطى معانيها قدراَ كبيراَ من البساطة وعدم الإيهام والعصر الفاطمي كغيره من العصور الإسلامية ظهر فيه فن التوقيعات وازدهر , حتى وظفه الخلفاء في الرد علــــــى المكاتبات, والعقود والشكايات , وتولية المناصب و الوزارات , ومن مثل ذلك توقيع الخليفة الفاطمي ( القائم بأمر الله ) حين سمع صراخاَ عالياَ وبكاءَ , فكتب إلى جوذر توقيعاَ جاء فيه (( يا جوذر سـألنا عن البكاء فقيل انه في دار مسلم عفا الله عن المسكين , و أعلموني انهم بكوا له على الطريق , وهذا ما لا يصح أن يكون على احد من الناس من البكاء على أمير المؤمنين ومولى الخلق اجمعين صلوات الله عليه وبركاته على تلك النفس الطاهرة الزكية فعزِّ ولده المسكين وعياله , ومرهم برفع البكاء غدا إن شاء الله ))( ), ومثله توقيع الخليفة الفاطمي (المعز ) على حاجة تقدم بها عامله جوذر يسترحمه ويتضرع إليه (( اسأل الله ياجوذر إن يهبنا عافيتك ,ويكشف ضرك حتى تشاهد معنا ما كنت تأمله بفضل الله , وحاجتك تصل إليك من رضانا باجزله مقرونا بالعظيم من حبائه وطب نفسا , فأنت والله على خير وأمن بفضل الله وسعة رحمته ))( ).وتوقيع الخليفة على الطلب المقدم من قبل جوذر في حاجته إلى حصر رفيعة لفرش الموضع الجديد من القصر ((استعملها لنفسك من خير السامات , و أجود الصنعة من فضلنا , فما حرم الله عليك ذلك , و الحمد لله ))( ) لقد اعتمدنا في هذه الدراسة على المنهج التحليلي , وأدواتنا في ذلك التحليل, والتفسير , والمقارنة ,والاستقصاء, والاستنتاج .