Magazine of historical studies and archaeology

أهتم الاقتصاد الإسلامي بالمعاملات المالية المحرمة فبين أسبابها ومقاصدها ووضع لها الشروط والضوابط المحكمة والمتقنة ضمن تشريعات واجبة التطبيق وسارية المفعول، وأنها لم تكن وقتية أو آنية أو لفئة محدودة وإنما للدوام وللكل ، وقد وردت هذه المعاملات في كتب عديدة منها كتاب الموافقات في أصول الشريعة لأبي إسحاق الشاطبي الذي يُعد من الكتب المهمة والقيمة ، فتضمن العديد من هذه المعاملات ، فمنها المعاملات المالية المحرمة بسبب الضرر والخداع ، والمعاملات المالية المحرمة بسبب الغرر والجهالة ، وكذلك تضمن تحريم التعامل لأساليب غير مشروعة مستعملة في الكسب المادي .
وأيضا تضمن كتاب الموافقات للشاطبي مقاصد التحريم لهذه المعاملات المالية ، ومنها وجاب المصالح ودرء المفاسد ، والحفاظ على حقوق الناس ، والحفاظ على الاستقرار ، والابتعاد عن التنازع والانقسام والتلاعب والاحتيال ، وهذا أساس الأمن والأمان والبوصلة نحو تحقيق ما يصبوا إليه أي مجتمع من نهوض وتطور ورقي .
هذه الأسباب دعتني إلى إختيار دراسة المعاملات المالية المحرمة لكي نجليها أمام المتعاملين بالمال ويعرفوا مضارها فيتجنبوها ، سيما وإن هذه المعاملات قد وردت في كتاب الموافقات لعالم جليل وهو الشاطبي الذي عُرف عنه بسعة العلم والفكر والريادة والتميز في المقاصد ، أقتضى هذا البحث أن أقرأ كتاب الموافقات كله ، ومن المعلوم انه ليس بالأمر السهل أو اليسير بسبب تخصص الكتاب بأصول الفقه ومقاصده ، فيحتاج إلى جهد كبير لمعرفة الاصطلاحات الخاصة بهذا العلم ، إلا إن أهمية الموضوع تستدعي بذل الجهد لإتمامه بما يخدم الصالح العام .

جرت العادة عند الشروع في أقامة عدد من المشاريع أو المؤسسات الخدمية، ولاسيما في المناطق التي كانت في السابق ذات أرث آثاري وحضاري عريق ،وبهذا الخصوص فأن المستوطنات الأثرية القديمة أو أحيانا تكون آثار لاتزال شاخصة في مناطق أستوجبت الضرورة الأقتصادية أو الخدمية وهكذا أن تقوم في هذه المناطق ،وهنا يصبح من الصعوبة التضحية بأرث تاريخي وحضاري يرتبط بحياة الانسان وأنجازاته عبر مراحل التاريخ وكل مايحمله ذلك من أحساس وشعور في حفظ هذا الأرث العريق وبين الضرورة الواجبة في تقديم خدمة عامة .
ومع هذا كله ظهر مايعرف ب(علم الآثار الأنقاذي ) (Rescue Archaeology) لكي يأخذ دوره في أقل تقدير في توثيق مواطن ومعالم الآثاروالحضارة وأنقاذ ما يمكن أنقاذه من آثار شاخصة أو مستظهرة ،من خلال أعمال المسح والتنقيب السريع بما يتناسب مع الوقت لأعمال المشروع وفي ظل هذه الظروف يكون العمل سريعا في أستقطاب أكثر من بعثة آثارية لأنجاز العمل أذ يصبح العمل بمثابة خلية نحل ضمن هذا الأطار(سالم يونس حسين،1988،ص1) .
وعلى هذا الأساس كان مشروع أنقاذ آثار سد حديثة أو( سد القادسية ) ،وهو ثاني أكبر سد في العراق بعد سد الموصل، ويقع هذا السد شمال مدينة حديثة في محافظة الأنبار وذلك على نهر الفرات ويبلغ طوله 9كم وبأرتفاع 57م ،فقد كان الهدف الأساس من أنشاء السد هو لأغراض توليد الطاقة الكهربائية وتنظيم مياه النهر للأستفادة منها لأغراض الزراعة ،تم الشروع بالسد في عام 1977وأكتمل في عام 1987 وذلك من قبل شركة يوغسلافية وبالتعاون مع الأتحاد السوفيتي السابق

شهدت بلاد الرافدين العديد من الانجازات الحضارية والعلمية على كافة الاصعدة وميادينها، وتأتي في مقدمة هذهِ الانجازات الكتابة المسمارية على الرقم الطينية وما حوتهُ في طياتها من علوم ومعارف، والتي وصلت الينا الآلاف منها عن طريق التنقيبات أو عن طريق المصادرة، وقد حُفظت معظمها في مخازن المتحف العراقي والبعض الآخر في المتاحف العالمية، يتضمن البحث دراسة مجموعة من هذهِ النصوص الغير مدروسة، من مجموعة النصوص المصادرة والتي لم تصل الى المتحف عن طريق التنقيبات العلمية النظامية بل جاءت عن طريق مصادرتها من قبل الهيئة العامة للأثار (المتحف العراقي)، وهي من النصوص الاقتصادية التي تشكل الغالبية العظمى من بين النصوص المتوفرة لدراسة الباحثين والطلبة، وتتميز هذه النصوص بكونها تضم مواد اقتصادية متنوعة تكشف للباحثين جزء من واقع الجوانب الاقتصادية لسكان بلاد الرافدين آنذاك، فضلاً عن كونها تضم في طياتها مجموعة من اسماء الاعلام سواءً اسماء الاشهر التي تعطينا لمحة عن الحياة الاقتصادية، أو اسماء الاشخاص التي تعرفنا بجوانب بسيطة من الحياة اجتماعية، كذلك تزودنا النصوص الاقتصادية بأسماء مهن وحرف نتعرف من خلالها عن كيفية اجراء التعاملات والتبادلات التجارية، كما أن النصوص الاقتصادية تزودنا في أغلب الاحيان بصيغ تاريخية يتم من خلالها معرفة تاريخ النص والسنة التي دَون بها، والنصوص التي تم دراستها في هذا البحث جميعها تعود الى السنة التي نُصب فيها كاهن مدينة اريدو وهي السنة التاسعة والاخيرة من حكم الملك آمار-سين، ثالث ملوك سلالة اور الثالثة (2112-2004ق.م) والذي تولى الحكم بعد أبيه شولكي، ودام حكمهُ تسعة اعوام، عمل فيها العديد من الانجازات سواءً السياسية أو الحربية كتدمير مدن كيماش وخارشي واربيلوم وخوخنوري، أو الجوانب الدينية كعمل عرش للإله أنليل أو تنصيب كاهن الالهة أينانا المعروف بـ(En-maḫ-gal) وكاهن أريدو موضوع البحث.

يكتسب العنصر البشري أهمية متعاظمة ومتميزة في ظروف التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة والمستدامة، على اعتبار أن تكوين رأس المال البشري يمثل الاساس في كل تنمية وتطور لكونه الموجه والمسيطر على رأس المال المادي، الذي يشكل بدوره العنصر الآخر من عناصر البناء، سيما ان العنصر البشري بطبيعته يعمل بنحو أو بأخر على جعل نتاجاته وانجازاته المادية والعلمية والفكرية متأثرة به، ان لم نقل منحازة لتكويناته وشخصيته ونظرته لكثير من اهتماماته، ومن هنا تتضح أهمية التعليم والتعليم الجامعي بنحو خاص في تكوين العناصر البشرية العلمية والمنتجة، التي يتميز دورها في تحديد حجم ونوعية المتطلبات البشرية المؤهلة والقادرة على استيعاب متطلبات التنمية والقيام بمهامها والتزاماتها، مما يجعل التعليم الجامعي عاملاً حيوياً في التغيرات الاجتماعية البنيوية في ضوء احتياجات الدولة والمجتمع الامر الذي عمل عليه في مركز التعليم المستمر في جامعة بغداد للمدة 1983- 1990. على الرغم من ذلك فان استمرار عمل المركز بنحو صحيح يتطلب الانفتاح والاطلاع على تجارب الاخرين وتطورها على مستوى التعليم المستمر وبعكسه تصبح انشطة المركز انشطة ادارية لا تتوافق مع متطلبات العلمية والتنمية وتطور الدولة والمجتمع.

يعد تنظيم المال العام والرقابة المالية وهو من اساسيات الاقتصاد الاسلامي , وقد كانت التنظيمات المالية في عهد الرسول صلى الله عليه واله وسلم من اولياتها التأكيد على اهمية العمل , وعدم تأخير العطاء حيث كان لا يبقي مالا وكان يوزعه حال استلامه ولا يدعه ليلة واحدة في داره , وكان ابو بكر الصديق وعمر بن الخطاب يوزعون الاموال حال استلامها وكذا اهتدى الخلفاء الراشدون رضي الله عنهم من بعده , حيث كانوا لا يحتفظون بإي فائض من المال للاعوام التالية وانما كانوا يتعبرون ابقاء الاموال في ذلك الوقت نوعا من الاستئثار بالاموال .
وكان التنظيم الاداري المالي في العهد النبوي الشريف بسيطا يتناسب مع صغر الدولة ووارداتها , وهذا يدل على مرونة التنظيم وملائمته للواقع , وكان يرسل السعاة بنفسه ويحاسبهم بنفسه ايضا , واسس اقتصاديات الزكاة والصدقة وموارد صرفها , وقسم اقتصاديات الغزوات والفتوحات من موارد متعددة من الغنائم والفئ والجزية والفداء .
وارتبط التنظيم الاداري للدولة بالتنظيم المالي فان الرسول صلى الله عليه واله وسلم كان النواة الاولى للجهازين المالي والاداري وشؤون السياسة الداخلية والخارجية , ويتضح من العدد الكبير من الكتبة والاداريين والمحاسبين الذين كلفهم بتدوين وكتابة الوقائع والعهود وخاصة التي كانت ترسل الى الملوك ورؤساء الاجناد لتبليغ رسالة الاسلام او الخيار بين الجزية والقتال , وشملت مواثيق ومعاهدات مع النصارى واليهود وعقود مع القبائل وكُتب الامان الى الملوك والامراء : ( الروم , والفرس , والحبشة, ومصر, وعمان ,واليمامة , والبحرين , والشام , وغيرها...) , وكان الهدف منها اقامة العلاقات والتبادل التجاري والدعوة الى الاسلام وتأمين الطرق التجارية .

نسلِّط الضَّوء فِي هَذِه الدِّراسة على تأْثيرات فُنُون الشَّرق الأدنى اَلقدِيم فِي نَقش بِيستون لِلْملك داريوش الأوَّل (522 - 486 ق. م)، اَلذِي يَتَضمَّن دِراسة: مَكَان النَّقش وأهمِّيَّته، والتَّأْثيرات الدَّلاليَّة والفنِّيَّة فِي النَّقْش، وتتمَثَّل تِلك التَّأْثيرات فِي تجسيدات: التَّعالق بَين الإله والْمَلك، ومشهد اَلمَلِك المنتصر، وَتصوِير الأسرى .