Iraqi Bulletin of Geology and Mining

توجد خمسة عشر نوعاً مختلفاً من المخاطر الجيولوجية في العراق، وبالرغم من كونها غير موثقة بشكل جيد، إلا أن سلسلة من خرائط المخاطر الجيولوجية من مقياس 1: 000 250 قد أعدت في الشركة العامة للمسح الجيولوجي والتعدين (جيوسيرف)، والتي تغطى مساحة العراق بتسعة وثلاثين لوحة، إضافةً الى خريطة المخاطر الجيولوجية للعراق من مقياس 1: 000 1000. وهذه الخرائط مرفقة بتقارير توضح أنواع المخاطر الجيولوجية، توزيعها الجغرافي، تصنيفها وترتيبها مع ذكر أمثلة متنوعة توضح الخسائر المادية والبشرية. باستثناء المعلومات الموثقة في جيوسيرف والرصد الزلزالي ومحطات الأنواء الجوية، لا تتوفر معلومات أخرى عن المخاطر الجيولوجية في العراق، إلا ما ندر، وذلك في بعض الكتب التاريخية والجرائد اليومية. اعتمدت هذه الدراسة بشكل أساسي على الخرائط المذكورة في أعلاه، إضافةً إلى أفضل المعلومات الموثقة في مصادر متنوعة عن المخاطر الجيولوجية. وكل نوع من المخاطر الجيولوجية قد صنف بمفهومين: الأول نسبةً إلى الفترة الزمنية المطلوبة في حدوثها، وقسمت إلى ثلاثة أنواع وهي آنية ولمدة عدة أيام، والثانية تستمر إلى 25 سنة والثالثة أكثر من 25 سنة. وأعطيت للأولى ثلاثة درجات وللثانية درجتان وللثالثة درجة واحدة، وهذه بدورها قسمت إلى نوعين: أضرار كبيرة وعندها تعطى نفس الدرجة، وأضرار بسيطة وعندها تعطى نصف الدرجة. والمفهوم الثاني يعتمد على الأضرار الناتجة من جرائها، وقد قسمت إلى خمسة أنواع، ابتداءً من الأولى وهي أضرار بسيطة جداً والى الخامسة وهي أضرار كبيرة جداً في الممتلكات والأرواح. وعليه أعطيت للمخاطر الجيولوجية وزناً معيناً لكل منها، واعتماداً على الأوزان المذكورة في أعلاه فان الوزن الكلي يتغير من مكان إلى آخر في العراق ولنفس النوع. وتم ترتيب المخاطر الجيولوجية نسبةً إلى أوزانها، واستعرضت توزيعها الجغرافي ووضحت في خرائط مختلفة.
أعطيت أمثلة متنوعة لكل من أنواع المخاطر الجيولوجية مع ذكر الخسائر الناجمة في الممتلكات والأرواح في مناطق مختلفة من العراق. وهذه الخسائر مُثلت إحصائياً وظهرت العديد من المناطق الساخنة في العراق. ووجد أن أكثر المخاطر الجيولوجية خطورةً هي الفيضانات والسيول، أما أقلها خطورةً فكانت المناطق النشطة بنيوياً. تم في هذه الدراسة استحداث تصنيفين جديدين للمخاطر الجيولوجية في العراق. وان المخاطر الجيولوجية الناجمة عن الإشعاع الطبيعي قد استبعدت من هذه الدراسة.

تمت دراسة الراديولاريا في تكوين الجياگارا من عمر التيثونيان – البرياسيان من خلال 9 نماذج للمقطع KO/74/690 الواقع في الجناح الشمالي الشرقي لطية سورداش المحدبة، شمال مدينة السليمانية، شمال شرق العراق. جمعت النماذج من قبل جيولوجين الشركة العامة للمسح الجيولوجي والتعدين التي أجرت مسح جيولوجي تفصيلي للمنطقة للفترة 2008 - 2009، حيث ان الدراسات السابقة في المنطقة قديمة وقليلة جداَ، ولم تجرى دراسات حديثة في المناطق المجاورة سوى دراسة واحدة والتي أجراها معلة وآخرون (2004) شمال شرق مدينة السليمانية.
تظهر في المقطع المدروس ثلاث تكوينات وهي من الأقدم الى الأحدث: بارسرين، جياگارا وبالمبو. يتكون تكوين بارسرين من صخور دولومايتية ناعمة التبلور غنية بالطحالب ويتكون تكوين جياگارا من صخور جيرية طينية مليئة بالراديولاريا أما تكوين بالمبو يتكون من صخور جيرية عالية التدلمت. وتم العثور على نوع مهم جداً من الراديولاريا (Dictyomitra multicostata Zittli) والذي يحدد عمر البرياسيان المبكر لأول مرة فى تكوين الجياگارا. ان كثرة وجود الراديولاريا وحجر الصوان هما دليلان على ان الترسيب حدث في بيئة بحرية عميقة متأثرة بمجموعة القلقولة الراديولاري.

يعتبر جبل سنام واحداً من أكثر من مائتين من المقحمات الملحية التي تعود إلى سلسلة هرمز في منطقة الخليج العربي والتي يقدر عمرها بتحت الكامبري. بينت دراسة صخرية وكيميائية لـ 16 عينة من الصخور المنقولة مع المقحمات الملحية وجود عدة أنواع مختلفة من الصخور ذات تراكيب ومناشئ مختلفة، نارية ورسوبية. تم التعرف على عينتين من الصخور النارية عالية المغنيسيوم بمحتوى من الفورسترايت يتراوح بين (90 – 92) mol% مع وجود عمليات تغير إلى السربنتين ونشوء معادن ثانوية ونتيجة ذلك هي الانتغورايت والتالك. تعتبر هذه الصخور من صخور الجبة الأرضية، وهي صخور فوق قاعدية تتكون من الاوليفين أساساً وتصنف على أنها شبه بركانية لتصلبها قرب سطح الأرض، ويعتقد ان أجزاء منها قد اقتطعت وصعدت مع الملح الصخري المندفع إلى الأعلى.
بينت الدراسة وجود شائع للدولومايت الرمادي الداكن، ناعم التبلور الذي أشارت دراسات سابقة إلى وجوده في هذه المقحمات في عدة مواقع في منطقة الخليج العربي. تحتوي هذه الصخور الرسوبية على تراكيب شبيهة بالستروماتولايت، ويعتقد انها ترسبت في بيئة بحرية على حافة الحوض الرسوبي. تظهر عمليات تغير إلى السيليكا واضحة في بعض هذه العينات مع وجود آثار للجبسم فيها. وأظهرت الدراسة وجود عينات من حجر الكلس معاد التبلور وعالي النقاوة وبدون أية تراكيب تدل على أن منشأه في بيئة بحرية ويعتقد انه ناتج ترسيب كيميائي مباشر من محاليل مشبعة قد تكون قد وجدت في الشقوق والفواصل مكاناً مناسباً للترسيب.
وجدت عينة من السجيل يسود فيها معدن الإلايت والكوارتز مع وجود أقل من الكاؤولينايت المونتمورلونايت ومن المحتمل إنها رواسب قارية نهرية. كما أظهرت الدراسة وجود عينة تتكون من الأورثوكليز والكوارتز والجبسم والإلايت والهيماتايت والغوثايت والجاروسايت يحتمل إنها طين بركاني غني بالفلدسبار تعرض إلى عمليات تحويرية مختلفة من ترسيب للمعادن الحديدية بعمليات بايوكيميائية وعمليات التحام بالجبسم ثم التغير إلى السيليكا.

مملحة الشاري التي تعد المصدر الوحيد لكبريتات الصوديوم الطبيعية في العراق، هو منخفض مغلق طولي الشكل يبعد حوالي 150 كم شمال مدينة بغداد. يستلم هذا المنخفض رسوبياته من خلال الوديان الموسمية التي تأتي معظمها من جبل حمرين الذي يحيط هذا المنخفض من الشمال الشرقي والشرق مكوناً بحيرة موسمية. معظم هذه الوديان الموسمية يمر خلال الكثبان الرملية الواقعة بين جبل حمرين ومنخفض الشاري. كونت هذه الرسوبيات القادمة خلال الوديان الموسمية خمسة سحنات، إضافة الى سحنتي الكثبان الرملية والطبقات التحتية. هذه السحنات لها امتدادات وتداخلات عمودياً وأفقياً، وترسبت من خلال خمسة بيئات رسوبية معتليةً الطبقة التحتية. هذه السحنات، من المركز الى الخارج تشمل مجموعة السحنات الحاوية على المجموعة الملحية (سحنة القشرة الملحية, سحنة الوحل الأسود, سحنة الطين الحاوي على الگلوبرايت وسحنة الطين الحاوي على الجبس), سحنة الرمل – الغرين, سحنة الرمل الخشن التي تتواجد جميعها فوق سحنة الطبقة التحتية، إضافة الى سحنة الرمال الريحية التي تتواجد خارج حافات المنخفض. تتميز سماكات هذه السحنات بصورة عامة بالتناقص والتلاشي باتجاه الحافة. ان توزيع هذه الرسوبيات على السطح وبالعمق وشكلها يدل على ان هذا المنخفض هو منخسف طولي باتجاه شمال – جنوب حدثت عملية ترسيب السحنات الرسوبية فيه أثناء عملية الهبوط.

تم اختيار نماذج من مناطق مختلفة على طول خط نطاق ملتحم (درز) زاكروس (شمال شرق العراق) لتحديد أعمار صخور السربنتينايت. إن موديل العمر النموذجي للسترونتيوم من الصخور المرتبطة بمعية الأفيولايت تتراوح بين (80 - 110) مليون سنة المتناغم مع العمر المحسوب سابقا بطريقة البوتاسيوم – الأركون (97 – 118 مليون سنة) والذي يؤكد تكون الأفيولايت وعملية السربنتنة المرتبطة به وفي بيئة تكتونية فوق نطاق الغوران ضمن المحيط (مقدمة القوس البركاني) خلال الألبيان – السينومينيان. هنالك تباين واضح في أعمار الربيديوم – السترونتيوم من (150 – 770) مليون سنة في صخور سربنتينايت الميلانج، والذي يعكس تأثير ظاهرة الميلانج على السربنتينايت الأفيولايتي (المتداخل) والمرتبط بالقوس البركاني فوق نطاق الغوران المحيطي الذي نتج عنه تكون تعاقبات صخور والاش البركانية – الرسوبية في نهاية الماسترختيان. يشير التركيب النظائري للسترونتيوم والنيديميوم أن مصدر السربنتينايت يمكن إرجاعه الى جبة عليا غنية عانت من تغيير في التراكيب مع مرور الزمن نتيجة لتأثير ظاهرة الميلانج. أن عمر التموضع المتوقع للسربنتينايت المرافق لكتلة الأفيولايت هو بحدود 30 مليون سنة, بينما تموضع السربنتنايت الميلانجي بعد الباليوسين –الأيوسين.

تم معاملة رمال السليكا لمنطقة أرضمة في الصحراء الغربية العراقية بالطرق البايولوجية باستخدام الفطر Aspergillus niger وذلك لتحسين المواصفات الكيميائية لهذه الرمال، خاصةً تلك المتعلقة بإزالة أوكسيد الحديد. ان رمال السليكا المحسنة توافق مستويات Fe2O3 المطلوبة لصناعة زجاج الكرستال والتي هي أقل من 0.01%، كما ان كفاءة إزالة أوكسيد الحديد بأستخدام طريقة الإذابة الحيوية (Bioleaching) لوحدها هي حوالي 79.1%، مع محتوى من أوكسيد الحديد حوالي 0.0125%. فيما أمكن تحسين كفاءة العملية بمزج عملية الإذابة الحيوية مع عدد من العمليات الفيزيائية، مثل الفصل المغناطيسي، حيث وصلت كفاءة العملية الى 85.8% وانخفض مستوى أوكسيد الحديد الى 0.0085%. كما تم في هذا البحث مضاعفة كميات الرمال المعالجة مقارنةً ببحث سابق وصولاً الى 100غم من الرمال بالطرق البايولوجية في الاختبار الواحد. وطبقاً للمستوى المنخفض المتحقق من أوكسيد الحديد في رمال السليكا باستخدام هذه الطريقة، فأن هذه الرمال يمكن استخدامها في صناعات عدة مثل صناعة الزجاج البصري وزجاج الكرستال، كما يمكن استخدامها في صناعة أشباه الموصلات وفي صناعة الخلايا الشمسية. بالإضافة الى ما تقدم، فقد أمكن في هذا البحث استخدام عصير التمر واطئ الكلفة بدلاً من سكر الكلوكوز باهض الكلفة في تنمية الفطر وبذلك أمكن اختزال كلفة العملية بشكل كبير.