Alustath Journal for Human and Social Sciences

الالتزام مصطلح حديث عرفته الدراسات النقدية وقد كشفت من خلاله عن مقدار ايمان الشعراء بالمبادىء التي يؤمنوا بها دفاعا وتضحية، ان واقعة الشهادة في كربلاء والتي عرفت بمعركة (الطف) مثلت صيحة وثورة بوجه ظلم الحاكم الجائر يزيد بن معاوية واتباعه حتى غدت نبراسا يقتدي بها الثائرون فكانت ثورة الحسين،وآل بيته ثورة ابدية بوجه الظلم في كل عصر واوان،وقد التزم شعرائها بالخط الفكري الذين آمنوا به والذي تجسد بشخصية حفيد رسول الله، فكان الكميت ابن زيد الاسدي ودعبل بن علي الخزاعي ،وغيرهم، انموذجا لهذا الالتزام الذي تبين في تراكيب وصور وابنية قصائدهم في حين مثل الاخر خروجا على هذا الاتزام فأصيب بالندم والحسرة.

(الرحمن) اسم من اسماء الله الحسنى اختص به الله تعالى دون غيره، وقد تكرر هذا الاسم الشريف في سورة مريم وحدها ست عشرة مرة، وهو تكرار لافت للنظر. وقد حاول البحث الوقوف على المعنى الدقيق للمفردة وأصولها والاراء التي قيلت فيها، ثم تتبع اللفظة الشريفة في السورة المباركة وحاول الوقوف على سر شيوعها فيها، والمناسبة بينها وبين السورة السابقة لها واللاحقة لها، واسرار استخدامها في كل آية وردت فيها، ومناسبتها للسياق الذي وردت فيه.

لقد تطور الأدب الحديث إلى موجة الأدب للحياة, والأدب الهادف والأدب الملتزم الذي اخذ هذا النوع يتأثر بالبيئة والأوضاع المثارة التي تعرضت لها الأمة العربية, فضلاً عن تأثير الثقافة الغربية, ممّا اثر في حركة تطور مفهوم الأدب والنقد؛ لذلك فإن الشعر لم يشذ, ولم يكن أمامه من سبيل يبعده عن الالتزام, وكانت كل العوامل تتجه نحو الالتزام. فأنغمس الشعراء في الحياة العربية؛ ليترجموا واقعهم؛ ويشاركوا مجتمعاتهم الهموم والاحزان والافراح؛ وانعطفوا على معضلات القرن العشرين،ومشكلات الانسان العربي، وتحولات واقعه ، وايمانه بالنضال؛ وعالجوها بابداعاتهم وقدراتهم على الرغم من معاناتهم. وكان من بين الشعراء سيد قطب، الذي قدم شعره ايقاعا لتلك التحولات والثورات، فقد اندفع نحو تحقيق مستقبل مشرق، فبحث عن الانسجام مع الاخرين؛ ليرفد الواقع بشعره الذي ترجمه الى مواقف؛ لتحقيق الاهداف عبر نتائجه؛ لتكون رسالته الالتزام بالقيم والمثل العليا من خلال شعره.
ان درجات الالتزام متفاوتة، وربما يثار في هذا المجال،جماليات اللغة، كون الجمال وحده يعد روح الادب، وليس الشكل مايميز الادب من المعارف الاخرى بل ان الحد الفاصل بين لغة الادب واللغة العلمية هو الجمال.
لقد استطاع الشاعر سيد قطب من خلال شعره الملتزم ان يرتقي بافكاره واهدافه الموسومة للمحافظة على ذلك الشعر الذي لم يكتبه الا بدمه المحترق، حتى يستقر ما املاه عليه قلبه من اجل الاخرين. لقد قدم الشاعر مفردات متوجهة نابضة بالعطاء، عبر فضاءات العاشق للحرية،وحب الوطن،والدفاع عن قضايا الشعب المصيرية. فقدم لنا الشاعر عصارة أفكاره؛ لتكون مصباحا منيرا للاجيال، فرسم في شعره منهجاً يستحق الوقوف عليه،وتحليله،كونه يحمل في طياته تربية الذوق،وتعظيم الفضائل والايثار من اجل وحدة المجتمع والتفاني في العمل من اجل البقاء؛ ليكون اشراقة امل للاجيال اللاحقة وفاءً منه للحرية،والكرامة، ووحدة الصف.
نحو الالت ا ز. فانغمس الشع ا رء في الحياة العربية؛ ليترجموا واقعي؛ ويشاركوا مجتمعاتي اليمو والأح ا زف والأف ا رح؛
وانعطفوا عمى معضلات القرف العشريف, ومشكلات الإنساف العربيّ , وتحولات واقعو؛ وايمانو بالنضاؿ؛ وعالجوىا
بإبداعاتي وقد ا رتي عمى الرغ مف معاناتي. وكاف مف بيف الشع ا رء سيد قطب, الذي قد شعره إيقاعا لتمؾ
التحولات والثو ا رت , فقد اندفع نحو تحقيؽ مستقبؿ مشرؽ, فبحث عف الانسجا مع الآخريف؛ ليرفد الواقع بشعره
الذي ترجمو إلى مواقؼ ؛ لتحقيؽ الأىداؼ عبر نتاجو؛ لتكوف رسالتو الالت ا ز بالقي والمثؿ العميا مف خلاؿ شعره.
إفَّ درجات الالت ا ز متفاوتة, وربما يثار في ىذا المجاؿ , جماليات المغة , كوف الجماؿ وحده يعدُّ روح الأدب,
وليس الشكؿ ما يميز الأدب مف المعارؼ الأخرى بؿ إفّ الحد الفاصؿ بيف لغة الأدب و المغة العممية ىو الجماؿ.
لقد استطاع الشاعر سيد قطب مف خلاؿ شعره الممتز أف يرتقي بأفكاره وأىدافو الموسومة لممحافظة عمى ذلؾ
الشعر الذي ل يكتبو إلا بدمو المحترؽ, حتى يستقر ما أملاه عميو قمبو مف اجؿ الآخريف . لقد قد الشاعر مفردات
متوىجة نابضة بالعطاء, عبر فضاءات العاشؽ لمحرية, وحب الوطف, والدفاع عف قضايا الشعب المصيرية . فقد
لنا الشاعر عصارة أفكاره؛ لتكوف مصباحا مني ا ر للأجياؿ , فرس في شعره منيجاً يستحؽ الوقوؼ عميو, وتحميمو,
كونو يحمؿ في طياتو تربية الذوؽ , وتعظي الفضائؿ والإيثار مف أجؿ وحدة المجتمع و التفانيّ في العمؿ مف اجؿ
البقاء؛ ليكوف إش ا رقة أمؿ للأجياؿ اللاحقة وفاءً منو لمحرية, و الك ا رمة, ووحدة الصؼ .

الغضب انفعال من الانفعالات الرئيسة عند الإنسان، والانفعال هو اضطراب حادّ تتعطل في أثنائه جميع أنواع النشاط الأخرى التي يقوم بها الإنسان، ويصبح نشاطوه مركزا حول موضوع الانفعال، وهو ينشأ في الأصل عن الاضطراب.
والغضب واحد من الانفعالات التي ظهرت في القرآن الكريم، وقد تعددت الإشارات اللغوية التي أشارت إلى هذا الانفعال، اذ ظهر عن طريق اكثر من لفظ، وقد تجلت هذه الالفاظ حسب كثرتها كما يأتي: (الغضب،والغيظ، والسخط)؛ ونتيجة لتعدد الاشارات اللغوية التي اشارت الى انفعال الغضب، فقد انقسم البحث على ثلاثة اقسام تقدمها مهاد نظري كان هدفه التعريف بانفعال الغضب في علم النفس، وبيان دوافعه ومسبباته،ثم بيان نوعية الرئيسين وهما: الغضب الصحي،والغضب الهدام.اما القسم الاول،فقد تحدثنا فيه عن تمظهرات الغضب في القرآن الكريم وانواعه، في حين تحدثنا في القسم الثاني عن تجليات الغيظ في القرآن وانواعه، وجاء القسم الثالث ليسلط الضوء على السخط وعلاماته اللغوية التي ظهرت في النص القرآني،ثم اتبعنا البحث بخاتمة ذكرنا فيها اهم النتائج التي تم التوصل اليها.

التعليل في البحث النحوي يتسق مع العلة في تفسير الظاهرة اللغوية، والنفوذ الى ما ورائها،وشرح الاسباب المقتضية لبناء الحكم النحوي،وينتظم معها في تخطي الحقائق اللغوية،وصولا الى المحاكم الذهنية الصرف. ولاريب في ان العلماء اختلفوا في العلة النحوية،فمنهم من عدها اصلا مستقبلا من اصول النحونومنهم من عدها ركنا من اركان القياس الذي لا يتم الا بها، فهي التي تجمع بين المقيس والمقيس عليه،وبمقتضاها يجب للمقيس حكم المقيس عليه. ويستبين الرشد من القول ان التعليل النحوي نشأ بهدف تعليمي يكمن في تعلم كلام العرب،وكيفية نطق النصوص،وتحديد الوظائف النحوية،ووصف الواقع اللغوي،ثم نما،وارتقى،واخذ ينحو منحى قياسيا، يرمي الى الربط بين الظواهر المختلفة من طريق لحظ ما بينها من صلات،وطرد الاحكام، ثم نضج،وازدهر،وصار جدليا نظريا يهتم بضرورة منطقة الظواهر والقواعد والعلل جميعا،ويرمي الى اثبات حكمة العرب، والكشف عن صحة اغراضهم،ومقاصدهم في موضوعاتهم،وهو مع ملامحه المميزة هذه مر بمراحل ارتٌاء عند النحاة،خضع فيها لتيارات عقلية متفاوتة. وفي هذا البحث درست التعليل النحوي عند ابي اسحاق الشاطبي المتوفي سنة(790) للهجرة في كتابه «المقاصد الشافية في شرح الخلاصة الكافية»،لما رأيت انه اكثر من التعليل عند الاستدلال، وان فيه مادة وافرة،تعضد في اعداد بحث علمي،يرفد نظرية التعليل في الدرس النحوي.

ضم البحث ثلاثة محاور رئيسة، درست في محورها الاول الوحدة الموضوعية للقصيدة، ثم عرجت على دراسة الصورة الشعرية التي انفتحت على صورة المرأة والخمرة والمديح والوشاة والفخر والهجاء، ثم تابعت منجزات فنية داخلية منحت القصيدة حيوية الاداء وقدرة التعبير تمثل في اطار الايقاع الموسيقي الذي استقطب الزخم النفسي والفكري للشاعر، وانتهى البحث بخاتمة لخصت اهم نتائج تلك الوقفات.

تعرض البحث لبيان احد اهم الجوانب العامة والظواهر المهمة التي لا بد من توافرها لمن يروم الفهم السليم والمتكامل للنصوص العربية والشرعية على حد سواء؛ ولا سيما القرآنية منها؛ فجاءت الدراسة في خمسة مباحث، تناولت في المبحث الاول ضرورة التعامل مع النص كوحدة واحدة لا اجتزأ فيها ولا بتر، واثر ذلك في تحقيق التكامل، في حين درست في المبحث الثاني ظاهرة السياق واثرها في تحقيق التكاملية، وعرجت في المبحث الثالث على دراسة اثر تضافر العناصر الغوية وتكاتفها وتكاملها في اداء المعنى، وجاء المبحث الرابع ليسلط الضوء على اهم العناصر والظروف الملابسات والاعتبارات الاخرى ومدى اسهامها في تحقيق التكامل بغية بلوغ الفهم التام،ودرست في المبحث الخامس والاخير طريقة الاداء اللغوي واثرها في توجيه النص تحقيق التكامل؛ لتأتي الخاتمة بعد ذلك لتكتنف نتائج البحث واهم ما توصل اليه،متلوَّة بسرد مسلسل ومفصل لاهم المصادر والمراجع التي افدت منها في اثراء المادة العلمية للبحث.

يسلط هذا البحث الضوء على احدى قصص القرآن الكريم، الا وهي(قصة ابني آدم) التي تجمعها الايات: السابعة والعشرون، والثامنة والعشرون، والتاسعة والعشرون،والثلاثون، والحادي والثلاثون من سورة المائدة المباركة، وستكون الدراسة اللغوية هي المرتكز الذي يقوم عليه هذا البحث، لذا اقتضت طبيعة الدراسة ان يتم تقسيم البحث على عدة محاور، هي: معجم القصة،القضايا اللغوية،القضايا الصرفية، القضايا النحوية،القراءات القراءات القرآنية،المعنى العام للقصة، الدروس والعبر،ثم خاتمة تضمنت اهم النتائج التي توصل اليها البحث.

قد يبدو عدد من الألفاظ القرآنية أنَّها من الألفاظ المتفقة في المعنى أو المتقاربة في الدلالة, وحين النظر الدقيق يتضح أنَّ لكلّْ لفظة دلالة مستقلة .
ومن هذه الألفاظ ألفاظ السَّوْق الجماعيّ, فقد ذكر القرآن الكريم أنَّ النَّاس يحشرون على هيأة وفد وفوج وأفواج وزُمَر, ولا شكَّ في أنَّ كلَّ هذه الألفاظ تشترك في دلالتها على الجماعة, غير أنَّ القرآن الكريم فرَّق بينهنَّ, فكلمة
(وفد)تدلُّ على الجماعة المكرَّمة التي تكون أوَّل من يدخل الجنَّة, وكلمة(فوج)بصيغة المفرد تدلُّ على الجماعة الكبيرة التي تدخل النَّار, لذلك لم ترد في القرآن الكريم إلا على سبيل الذمّْ, وكلمة (أفواج) بصيغة الجمع تدلُّ على
النَّاس جميعاً عند جمعهم في أرض الحساب, وكلمة (زُمر) تدلُّ على الجماعة الذاهبة؛ إمَّا الى الجنَّة, وامَّا إلى النَّار, والبحث الذي بين أيدينا يبحث دلالة هذه الكلمات, وعلة اختيارها في سياقها.
وقد قسم البحث على مقدّمة وثلاثة مباحث وخاتمة.
المبحث الأول: معنى )وفداً( وسبب اختيارها.
والمبحث الثاني: معنى )فوجاً وأفواجاً( وسبب اختيارهما.
أمَّا المبحث الثالث: معنى (زمراً) وسبب اختيارها.
ثمَّ ختمت البحث بخاتمة ذكرت فيها أبرز النتائج.