Iraqi Journal of Humanitarian, Social and Scientific Research

ظهرت فلسفة التصنيع الرشيق كنتيجة لفلسفة أوسع اتسمت بها الإدارة اليابانية في نظرتها وادارتها للأمور وفي كافة الحقول والمجالات , هذه الفلسفة تعرف بـ(فلسفة التحسين المستمر), فالتصنيع الرشيق لم يولد وينمو بعيدا عن ما يعرف بنظام تويوتا الإنتاجي , بل ان الكثير من المفكرين الإداريين والعاملين في مجال الهندسة الصناعية يعتبرونه الوجه الاخر لنظام تويوتا الإنتاجي او احد العبارات التي يمكن استخدامها لمرادف عبارة نظام تويوتا الإنتاجي.
إن مصطلح الرشيق (lean) مشتق من التقليل من استخدام الموارد وعدم التبذير فيها بمعنى تحقيق الكفاءة العالية في استخداماتها. حيث يدور محتوى النظام الرشيق بشكل عام حول تحقيق إنجاز عالي مع التقليل من استخدام الوقت، الخزين، العمل، بعبارة أخرى استبعاد كافة الأنشطة التي لا تضيف قيمة إلى الزبون من خلال المنتج أو الخدمة.
وفي هذا السياق تعد تجربة (شركة تويوتا) نموذج ريادي في مجال التصنيع الرشيق بدأت به في بداية الثمانيات من القرن الماضي مستفيدة من قدرته على انسيابية العملية واستخدام نهج التحسين المستمر في تقليل الهدر والضياعات، فضلاً عن توظيف نظام الإنتاج في الوقت المحدد Just In Time، في تقديم أفضل خدمة للزبائن.

لا تخلو الخبرة الإنسانيّة من شخصيات نالت حظاً من الجدل والاختلاف والخلاف فيها أكبر من غيرها، هي شخصيات يُمكن وصفها بـ”الشخصيّات الجدليّة”.
ولعلّ شخصيّة “ابن تيميّة” مثال جليّ على هذه “الشخصيّة الجدليّة” في سياق عصرنا، فهي من أكثر الشخصيات حضوراً ما بين “أتباع له ولأقواله” و”أعداء له ولآرائه”.
وابن تيمية واحد من هؤلاء الناس الذين طال حولهم الجدل بين مؤيد ومعارض، وما أعتقد أن أحداً في العصر الحديث عرضه مع التحليل النفسي، وربما عرضه بعض الباحثين على مدارس التحليل النفسي، ولكن ونحن في عصر الإرهاب والتكفير الذي هو نتاج فكر ابن تيمية، لابد من إعادة النظر في عقيدة، ومذهب، وفقه ابن تيمية نفسه ؛ فـ”ابن تيميّة” مظلوم مُحرَّف مختزَل عند “أتباعه ومُعظِّميه”، من ناحية ، ومن وجهة النظر الاخرى ،فأنه انسان متعصب يعاني من جملة عقد وامراض نفسية وعصبية افرزتها البيئة التي كان معاصر لها ،وكان ذلك عاملاً مساعداً لليهود الذين كان لهم الدور الكبير في تغذية هذه العقد لطعن الاسلام في الصميم ،وقد اثرت تلك الآراء تأثيراً سلبياً على افكاره التي باتت تهدد العالم الاسلامي باسره ، ولهذا الواقع الاختزاليّ لشخص ابن تيميّة أسباب كثيرة، منها ما يعود لكتابات “ابن تيميّة” نفسها، ومنها ما يعود لأتباعه ومخالفيه ،وبمرور الوقت وتسارع الزمن ،ظهر ما يسمى بالفكر الوهابي الشاذ عن بقية المذاهب الاسلامية ،والذي ذهب ضحاياه الاف المسلمين ليس لهم ذنب الا اعتناقهم ذلك الفكر التيمي المنحرف.