Abstract
نهضت الأسواق بدور مهم في الحياة الاقتصادية في الإسلام . إذ ركزت كتب الحديث على معلومات تاريخية قيّمة تمثل حقبة مهمة في تاريخ الأمة ، فقدّمت دراسة وافية لسيرة رسول الله (r) ولاسيما في الجوانب الاقتصادية المستمدة من الواقع العلمي والتطبيقي الذي مورس في عصر الرسالة.
ذكرت كتب الحديث النبوي والتاريخ الأسواق التي أنشئت في عصر الرسالة والتي كان يرتادها النبي (عليه الصلاة والسلام). فقد نشأ الإسلام في بيئة حافلة بالأسواق فكانت محط أنظار العرب من الناحية الاقتصادية .
ولم يقتصر دور السوق على التبادل التجاري فقط , بل يمكننا أن نعده تجمعا ثقافيا في بعض الأحيان . كما لعب دورا فاعلا في الحياة السياسية والدينية والعسكرية .
أشارت النصوص أن النبي ( عليه الصلاة والسلام )اهتم بأمر الأسواق وما يجري فيها من أمور تجارية , لذا حرص على وضع ضوابط تحول دون الغش , فقد مورست عمليات البيع والشراء على نطاق واسع في الدولة الإسلامية ولم تتدخل الدولة ما دامت تسير على وفق مبادئ الشرع .
تعد الأسواق واحدة من أبرز عطاءات الحضارة العربية الإسلامية والأكثر تميزا ، إذ شكلت جزءا حيويا مهما من المدينة الإسلامية ، ومركز الفعالية الاقتصادية والاجتماعية فيها ، فضلا عن وظائفها التجارية المباشرة . وتطورت نظمها في ظل تطور الحضارة الإسلامية . فمن الطبيعي أن تتسع أسواق المدينة بحكم ازدياد عدد السكان وكثرة المهاجرين إليها ، ومن أستقر فيها , فضلا عن نشاط الصنّاع والتجار فيها .
وقد تدخلت الدولة في مراقبة الأسواق بقصد تحقيق العدل بين البائع والمشتري . فكان رسول الله (r) يتفقد الأسواق , ليقف على أحوال الناس وليغيّر الأعراف التي تسودها إلى ما يتناسب مع أحكام الإسلام , حتى صار الأنموذج الأمثل للسوق هو ما أرساه الرسول (r) .