Aljanoob Heritage

يتناول البحث تاريخ أُسرة محمّد حرج الوائليّ في الناصريَّة، وأُصولها الاجتماعيَّة، والتاريخيَّة، وفروعها العشائريَّة، وأسباب هجرة جدّهم الأعلى الشيخ (حرج بن مصبّح الوائليّ) إلى النجف، واستقراره هناك، والدور السياسيّ، والثقافيّ، والجهاديّ لأولاده وأحفاده، وأهم الشخصيَّات العلميَّة التي برزت هناك، واستعرض البحث سيرة حفيده الشيخ محمّد حرج الوائليّ، وهجرته، واستقراره في شمال الناصريَّة، ونشاطه الجهاديّ والتبليغيّ مع أولاده الشيخ جاسم حرج، والأُستاذ إبراهيم الوائليّ، والخطيب الشيخ مرتضى حرج، فضلًا عن تبيان الدور الثقافيّ، والسياسيّ لأحفاده في مدينة النصر بعد انتقالهم إليها، وأهمّهم: الدكتور فيصل الوائليّ، والشاعر توفيق الوائليّ، والشيخ زكيّ الوائليّ.

العلَّامة الشيخ جعفر بن محمّد النقدي، واحد من أعلام القرن الرابع عشر الهجريّ. وهو عِماريّ المولد، ونجفيّ التحصيل العلميّ، وكاظميّ الخاتمة، مارس القضاء في العمارة، وكربلاء، والحلّة، وبغداد، وكانت له إسهامات فاعلة في الجوانب الدينيَّة، والاجتماعيَّة، والتربويَّة، وبرز من قلمه الشريف نتاج فكريّ ثرّ، تنوّعت مواضيعه بين العقيدة، والتاريخ، والسيرة، والأخلاق، والأدب. سكن الشيخ جعفر النقدي ما يقارب ثلث عمره الأخير في الكاظميَّة، بعد أنْ نُقلت وظيفته إلى بغداد، ونتيجة لذلك تعزَّزت صلاته بأعلام الكاظميَّة المقدّسة الذين كان يعرفهم قبل حلوله فيها، وبدأت صلات أُخرى مع رجالها من طبقات مختلفة، وسيحاول الباحث فيما يأتي من هذا البحث تسليط الضوء على الصلات العلميَّة والأدبيَّة للشيخ جعفر النقدي بأعلام مدينة الكاظميَّة المقدَّسة.
قُسّم البحث على مقدّمة وأربعة مباحث وخاتمة، ضمّ المبحث الأول: شذرات من سيرة الشيخ جعفر النقدي، ومحطَّات من حياته الدراسيَّة، وأساتذته في النجف الأشرف، وعودته إلى العمارة، وممارسته واجباته الدينيَّة، وتولّيه القضاء، وانتقاله إلى مدن أُخرى؛ نتيجة انتقال عمله، وذكر إجازاته، ووفاته، والإشارة إلى بعض مصادر ترجمته، أما المبحث الثاني فضمّ: الصلات العلميَّة للشيخ النقدي بأعلام الكاظميَّة المقدَّسة، من تلمذته على السيّد هبة الدين الحسينيّ الشهرستانيّ، وإجازاته من: الشيخ محمّد رضا آل ياسين، والسيّد هبة الدين الحسينيّ الشهرستانيّ، والسيّد حسن الصدر، وإجازته للأُستاذ الدكتور حسين علي محفوظ. ثمَّ الانتقال إلى مؤلّفاته، ودراسة مختصرة عن كتابه (تاريخ الإمامين الكاظمين عليهما السلام)، وخُصّص المبحث الثالث: للصلات الأدبيَّة، وتضمّن ما قاله الشيخ النقدي في تقريظ عدد من كتب الكاظميّين، ومقالاته في مجلّة المرشد التي كان يصدرها السيّد الشهرستاني، وتضمّن المبحث كذلك ما قاله من شعر في الكاظميّين بمناسبات مختلفة، من ولادات ووفيات، وتأسيس مكتبة الإمام الصادق - عليه السلام - ، وما قاله الكاظميّون فيه من شعر، أمَّا المبحث الرابع فأُفرد لصلاته بخطيب الكاظميَّة الشيخ كاظم آل نوح؛ نظرًا لتعدّد الصلات بينهما وقدمها التي امتدّت لأكثر من ثلاثين عامًا في العمارة والكاظميَّة، منذ أنْ أقام الشيخ كاظم مجالس الوعظ في العمارة بدعوة من وجهائها. وفيه أيضًا بعض الرسائل المتبادلة بينهما، ونصوص العبارات التي كتبها الشيخ النقدي عند إهداء عدد من مؤلّفاته للشيخ آل نوح، وكذلك ما بينهما من الشعر في مناسبات عدّة. ثُمَّ ختام المبحث بذكر ما وثّقه الشيخ كاظم آل نوح من الساعات الأخيرة لحياة الشيخ جعفر النقدي، ووفاته، وما رثاه به من شعره.

يحاول البحث التوقّف عند نقطة مفصليَّة في أحداث معركة الجمل، ولكنَّها على أهمّيَّتها وارتكازها في جسد الحدث العامّ تكاد تكون مهملة، ولا تحظى بما يناسبها من الاهتمام، وكأنَّها غُودرت سريعًا في ضوضاء المشهد الدامي الذي كانت ألوانه الفاقعة كفيلة بتغييب جزئيَّاته الـمُؤَسِّسة؛ ربَّما لأنّ البعد التحليليّ والنقديّ، وروح البحث لم تكن حاضرة في هموم المؤرّخين الذين ركّزوا على تغطية الصورة الكلّيَّة للأحداث، أو لأنَّ السرد التاريخيّ عادة ما ينشغل بالمنحى السياسيّ، وفواعله الصاخبة (شخوص الأحداث) ليقدّم تاريخًا سياسيًّا تذوب في أثنائه النواة الصلبة التي يتشكّل حولها المشهد. وعليه عادة ما تبرز الشموليَّة والصيغ المطلقة للأحداث، وتَغِيب الخصوصيَّة والنسبيَّة، فتظلّ كامنة كمادّة خام بانتظار من يبحث عنها، ويثيرها، وينتشلها من ركام المشهد؛ ليعيد لها مكانتها، فيُرمّم مجزوءها، ويجمع مشتّتها، ويُبرِز المهمّش منها؛ ليقترب قدر المستطاع من الوقوف على حقيقة الدور الذي أدّته في صياغة الحدث.
وفي موضوع البحث الذي بين أيدينا كانت صورة الحدث الكلّيَّة ومشهده الأخّاذ بتصادم جبهة البصرة وجبهة الكوفة قد غيّب الاستثناءات العميقة لكثير من حيثيّاته المركزيَّة، فغيّب- على سبيل المثال- بسرعة لافتة اهتزاز دور عاصمة الخلافة وخفوته في هذا الصراع، وفقدانها امتيازها القديم على إثره!. كما لم يلتفت لخصوصيَّة التمركز في ذي قار، وقيمته في جسم الحدث ومساره العامّ، وكأنَّ النسق الشامل، والصيغ المطلقة قد ابتلعته تمامًا، فتناست أسبابه، وكأنَّه جاء مصادفة وعلى حين غرّة. فلماذا اختار الإمام (عليه السلام) التمركز في ذي قار؟. وهل جرى ذلك لا على التعيين، أو عن قصد مسبق ومدروس؟ وهل كانت ثمّة استراتيجيا جغرافيَّة وعسكريَّة حتّمت هذا الاختيار؟ وما هي؟ وهل هناك بدائل مطروحة للتمركز أو التعامل مع المعركة بغير النحو الذي تمّت عليه؟
لقد بدا التوقّف في ذي قار- بحسب المشهد العامّ للحدث- ككرة عائمة في فضاء متحرّك. فهل يمكن أن نمنح هذه الجزئيَّة المهمّشة ما يوقفها على أرض صلبة تبيّن محوريَّتها ونسبيَّتها في رسم مسار الحدث وحيثيَّاته اللاحقة؟. هذه هي المهمَّة التي يحاول البحث إنجازها.

يُعدُّ موضوع تاريخ التشيُّع والشيعة من الموضوعات التاريخيَّة المُهمَّة التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بحركة الأُمَّة الإسلاميَّة وتفكيرها، فضلًا عن ارتباطه المناطقيّ في البلدان الإسلاميَّة، ومنها العراق، وتحديدًا في جنوبه في محافظة ميسان، وتطرَّقتْ لهذا الموضوع كثير من المُصنَّفات على تباين اتّجاهاتها العلميَّة، والمنهجيَّة، وفي هذا الاتّجاه جاء بحثنا الذي استعرض موضوعات فرعيَّة مُتعدِّدة: ابتداءً بالتعريف بمحافظة ميسان، ثُمّ التشيُّع فيها عن طريق تلك المُصنَّفات المُتنوِّعة، وارتباط سكان هذه المحافظة بالمرجعيَّة الدينيَّة، والأُسر العلميَّة الشيعيَّة التي سكنت المدينة، ووكلاء المرجعيَّة الدينيَّة، ومساجدها، وقُضاتها الذين هم في الاتّجاه الجعفريّ، ومكتباتها ومراقدها ومزاراتها، وخلص البحث إلى بيان قدم التشيُّع والشيعة في هذه المحافظة، ومقدار الأثر البيِّن الذي أوجده في بناء المجتمع وحركته.

يشتمل بحثي هذا على أربعة مباحث رئيسة، أوّلها هو قراءة تحليليَّة مختصرة لآراء المؤرّخين في نهر ذياب، ابتداءً من مرحلة نشوئه وتوسُّعه وتفرُّعاته الرئيسة التي استُخدمت فيما بعد للملاحة النهريَّة، وسُلِّط الضوء فيه على مَصبَّيه القديم والحديث، وتضمَّن المبحث الثاني مناقشة لتاريخ النهر، وريّ مدينتي (الحسكة ولملوم)، وموقعه بالنسبة لنهر سورا القديم. وعرضنا في المبحث الثالث الأحداث المفصليَّة التي حاولت أن تغيِّر من حالة النهر، أو القرى المستوطنة على ضفافه، وكادت أن تغيِّر تاريخ المنطقة بالكامل؛ بسبب تغيير حالة النهر؛ وذلك لأنَّ هذه المتغيِّرات مهمَّة جدًّا للدراسة التاريخيَّة، وأوردتُ في المبحث الرابع أسماءه التي أُطلقت عليه، وعلى تفرُّعاته الرئيسة في أزمان مختلفة، ابتداءً من العصر البابليِّ القديم، باستثناء الأسماء المناطقيَّة التي تُطلق عليه بشكل مختلف؛ نسبةً للمنطقة التي يمرُّ بها، ثمَّ خلص البحث لأبرز النتائج التي توصَّل إليها.

تناول البحث الواقع السياسيّ، والاقتصاديّ، والاجتماعيّ لجنوب العراق في بعض كتب الرحلات الأوربيَّة للمنطقة، بالاعتماد على أبرز تلك الرحلات؛ لكونها صوّرت ذلك الواقع العراقيّ عمومًا، والمنطقة الجنوبيَّة منه على وجه الدقّة، ولا سيَّما أنَّ هذه المنطقة تُعدُّ حلقة الوصل بين العراق والعالم الخارجيّ في ضوء إطلالتها على الخليج؛ لذا شهدت المنطقة الجنوبيَّة تعاقب الكثير من الرحّالة الأوربيّين، وممَّا لاشكَّ فيه أنَّ غايات هذه الرحلات وأهدافها التي وإن اختلفت مغازيها ومضامينها إلّا أنَّها بالتأكيد تعكس الاهتمام الأوربي بالمنطقة منذ مطلع القرن السادس عشر، عندما بدأ الصراع والتنافس للسيطرة على المنطقة العربيَّة، والتوسّع فيها.

هذا بحث تناول بالعرض والتحليل جانبًا مهمًّا من نتاج شاعر بارز من شعراء جنوب العراق، هو الشيخ باقر حيدر، الذي ينتمي إلى أُسرة دينيَّة، وعلميَّة، وأدبيَّة ـ وتناول البحث ابتداءً التعريف بالشاعر ومحيطه الاجتماعيّ والدينيّ والأدبي، ثمّ انتقل إلى محوريَّة البحث التي تناولت المرجعيَّات الثقافيَّة لهذا الشاعر، المتميّزة بالتنوّع من جهة، والأصالة من جهة أُخرى، وتمثّلت في الثقافة القرآنيَّة والدينيَّة والثقافة الأدبيَّة، ثُمّ الثقافة الاجتماعيَّة بجانبها اللغويّ، وما تركته تلك الثقافات من أثر في شعره، فالشاعر ابن البيئة التي يحيا بها بما تحتويه من مبادئ وقيم وعادات .
لقد ظهرت في شعر الشيخ باقر حيدر تلك المرجعيَّات الثقافيَّة، واستطاع أن يستثمرها أيَّما استثمار في رسم صورة شعريَّة تفاعليَّة مع بيئته والمتلقّين شعره، حتّى غدا شعره قريبًا من جمهوره، غير متكلّف، متينًا في غالبه، وعكس صورة حيَّة تحكي للمتلقّين تاريخيَّة المدينة، وملامحها الثقافيَّة .

من المعلوم أنَّ هناك تعالقًا بين العامّيَّة والفصحى، وتُعدّ الفصحى رافدًا أساسيًا تغترف منه العامّيَّة، وأحيانًا تطرأ تغيّرات على الفصحى. واللغة العربيَّة لم يعترها الجمود، وإنّما تطوّرت بحسب علاقتها بالنسق الاجتماعيّ، فضلًا عن أنَّ التطوّرات باتت موزّعة على الشكل والوظيفة في آن واحد. وقد أظهرت العامّيَّة تحولًا نوعيًا في استمدادها من الفصحى، إذ كانت تصوغ المعنويّ من الحسيّ، وتقوم بتنسيق الانتقال بحسب سياقها الثقافيّ الذي تجيء فيه. فالأوصاف التي التزمت الأرض، أو بعض الحيوانات تحوّلت في العامّيَّة إلى ألفاظ ذات دلالات أخلاقيَّة بعد تجريدها من حسيّتها، وهذا يدلّ على رجاحة عقل العامّيّ. وحصلت تطوّرات دلالية باتجاه تعميم الدلالة مثلما في مفردة (شفلح)، أو انتقال الدلالة كما في مفردة (تلعة)، فضلًا عن أنَّ هناك انتقالًا قليلًا من المعنويّ إلى الحسيّ كما في مفردة (حيرة). لم تنسلخ الدلالة العامّيَّة عن دلالة الفصحى، وإنّما كانت الدلالات متطابقة.

بدأ الشيخ الظالمي (رحمه الله) في رسالته بتحقيق حال الأصل المثبت، وتميزه من غيره، وبيان صوره وخلاصة أقسامه، وكونه على قسمين: ما هو صالح للجعل، وهو الأحكام، وما ليس بصالح، وهو الموضوعات، ثم انعطف إلى بيان مقامات ثلاثة، كان الأول في بيان حال اللازم الشرعي، والثاني في بيان حال الملزوم، والثالث في بيان حال اللازم العقلي والعادي.
ثم انعطف على ذكر استدلال علمائنا على عدم حجية الأصل المثبت، فذكر ثلاثة استدلالات: الأول كان لصاحب الفصول (رحمه الله) والرد عليه، ثمّ ردّ الاستدلالين الآخرين، وذكر تحقيقه في المقام.
وبعد ذلك ذكر ثلاثة تنبيهات ، وختم الرسالة بتحقيق ضابط الأصول المثبتة، وبيان وتحقيق الواسطة الخفية، وبيان بعض الموارد التي فيها شائبة الأصل المثبت.

البحث عبارة عن تحقيق (أربع مسائل) متعلّقة بالإمام المهديّ (عليه السلام) مع أجوبتها، تضمّنتها مخطوطة (الأنوار الجليَّة في أجوبة المسائل الجبليَّة)، لمؤلّفها السيّد عبد الله بن نور الدين الجزائريّ (ت1173هـ / 1759م)، وهذه المسائل الأربع جزء من (70 مسألة) أُخرى في مواضيع مختلفة، كان قد أرسلها السيّد عليّ العلويّ النهاونديّ للسيّد الجزائريّ، فكتب الأخير أجوبتها بكتاب، وسمه بما تقدّم. وقد انتظم البحث في ثلاثة محاور، تناول الأوّل منها التأصيل التاريخيّ لفكرة المنقذ، والمهدويَّة في الحضارات القديمة، والديانات الوضعيَّة والنصّيَّة (اليهوديَّة والمسيحيَّة الإسلام)، أمَّا المحور الثاني فاهتمّ بالمخطوطة، ومؤلّفها، ومنهجه فيها، ومنهج التحقيق للمسائل موضوع البحث، أمَّا المحور الثالث فتضمّن المسائل المهدويَّة المحقّقة.