Adab AL Rafidayn

يُعتبر بحثنا دراسة تحليلية الهدف منها تحديد إمكانية استغلال المقالات من الصحافة الرقمية كأداة تعليمية في فصل تعلم اللغة الفرنسية بوصفها لغة اجنبية. يمكننا أن نلاحظ بأن الصحافة الرقمية الفرنسية هي وسيلة فعالة لكل متعلم يرغب في تحسين مهاراته اللغوية لأنها مصدر دائم للمعلومات. بأمكاننا القول ايضاً بأن المقالات الصحفية تعمل كغذاء للعقل وثراء ثقافي، مما يساعد على توعية المتعلمين بالثقافة واللغة الفرنسية. هذا البحث عبارة عن دراسة عملية يعتمد نهجها على الملاحظة ، بالإضافة إلى استبيانين حول استخدام الصحافة الرقمية في فصل تعلم اللغة الفرنسية، أحدهما مخصص للتدريسين والآخر موجه للطلاب في قسم اللغة الفرنسية / جامعة الموصل. نحاول تركيز جُلً اهتمامنا على تحليل البيانات من أجل الحصول على نتائج مرضية والإجابة على الأسئلة والفرضيات المتعلقة باستخدام الصحافة الرقمية في صف تعلم اللغة الفرنسية

السخرية هي نوع من الفكاهة. إنها طريقة في الكتابة تمزج بين الموقف النقدي والذكاء والفكاهة في محاولة لتحسين البشرية والمؤسسات الإنسانية. تهدف هذه الورقة إلى دراسة مشكلة الترجمة الساخرة من العربية إلى الإنجليزية. وتحاول معرفة المجالات الأكثر إشكالية في ترجمة النصوص العربية التي تتضمن السخرية. ومن المفترض أن العناصر الثقافية هي أكثر القضايا إشكالية في تقديم مثل هذه النصوص. ومن الناحية النظرية يقدم البحث نبذة مختصرة عن مفهوم الهجاء وأنواعه. ومن الناحية العملية، تم تحليل بعض النصوص العربية التي تحتوي على الهجاء وترجمتها الإنجليزية من حيث التحقق من قدرة المترجم على الحفاظ على تأثير الهجاء من خلال التعامل مع العناصر الثقافية الخاصة الموجودة في هذه النصوص. وقد تم اعتماد نموذج نايدا (1964) للترجمة لوصف نوع الترجمة المستخدمة في ترجمة هذه النصوص. وأخيرا، يخلص البحث إلى بعض الاستنتاجات حول أهمية فهم الخلفية الثقافية لكل نص ساخر عند ترجمته إلى اللغة.

يعد التفاعل بين المتعلم والمعلم عنصرًا أساسيًا في تدريس اللغة الفرنسية بوصفها أجنبية . يتيح التفاعل للمتعلم طرح الأسئلة والتعبير عن نفسه وتوضيح الشكوك، مما يسهل الفهم. ويمكن للمعلم من جانبه أن يعدل منهجيته وفقا للاحتياجات الفردية، وبالتالي تعزيز فعالية التدريس. كما يعزز هذا التفاعل ثقة المتعلمين وتحفيزهم، مما يخلق بيئة مواتية للتعلم النشط.
لقد أدى ظهور التعلم عبر الإنترنت إلى إعادة تشكيل التفاعل بين المتعلم والمعلم. توفر أدوات التكنولوجيا فرصًا جديدة للمشاركة والتعاون والمرونة. ومع ذلك، يمكن في بعض الأحيان تقليل الاتصال الجسدي، مما يتطلب تكييف أساليب التفاعل للحفاظ على المشاركة والتفاهم. في سياق تعلم الفهم والتعبير الكتابي في فصل اللغة الفرنسية بوصفها اجنبية، يلعب التفاعل بين المعلم والمتعلم دورًا مركزيًا. إنه يعزز توضيح المفاهيم وحل المشكلات وردود الفعل الفورية. تسمح عمليات التبادل اللغوي للمتعلم بتلقي نصائح محددة لتحسين مهاراته اللغوية وطرح الأسئلة لتوضيح سوء الفهم. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمعلم تقديم أمثلة ونماذج ملموسة، مما يسهل فهم الهياكل والقواعد النحوية. و يقوي هذا التفاعل الدافع ويشجع الممارسة النشطة ويحفز الإبداع في التعبير الكتابي.

يهدف هذا البحث إلى استكشاف وتحليل التأثير الذي يمكن أن يكون لفهم الرياضيات على الأخلاق والإدراك الاعتقادي للفرد. ويتناول البحث عناصر الفلسفة الرياضية التي قد تتسبب في تشكيل القيم والأخلاق للأفراد الذين يشاركون في دراسة الرياضيات بشكل عميق. حيث يتمحور التحليل حول كيفية تكامل الرياضيات مع العقلانية وكيف يمكن أن يؤدي هذا التكامل إلى تشكيل وتعزيز القيم الأخلاقية. تعتمد الدراسة على المنهج التفسيري لفهم التجارب الشخصية والمعاني التي يضفيها الأفراد على فهمهم للرياضيات وكيف ينعكس ذلك على قيمهم وأخلاقياتهم. يتضمن البحث استعراضًا نقديًا للأدبيات ذات الصلة. وبينت النتائج أن هناك تأثيرًا إيجابيًا لفهم الرياضيات على الأخلاق والإدراك الاعتقادي، حيث يسهم التفاعل العميق مع الرياضيات في تشكيل وتطوير قيم الأفراد وفهمهم الشخصي للعالم.

يعدّ الشاعر الفرنسي لويس اراغون من اعلام الشعر الفرنسي في القرن العشرين وواحد من الأعضاء البارزين للحركة السريالية وقائد في المقاومة الفرنسية ضد الاحتلال.
يتناول المقال دراسة تلقي ثلاثة تراجم لقصيدة عيون إلزا للشاعر لويس اراغون في العالم العربي. تأتي اهمية الدراسة من اهمية لويس اراغون نفسه، شاعرا لكل الظروف. فالموضوعان اللذان غلبا على جميع كتاباته، الحب والمقاومة، جامعان لكل زمان ومكان. فضلا عن ان اراغون تناولهما بأسلوب جمع بين التراث القديم والحديث، فنجد في شعره بطولة القرون الوسطى مثلما نجد روح المقاومة ضد الاحتلال الألماني، وحب صادق مشابه للحب العذري لتريستان وايزوت.
نتطلع في هذه الدراسة الى معرفة كيف تم نقل شعر اراغون الى اللغة العربية سيما ان شعره يحمل من الغموض بقدر ما يحمل من الوضوح والانسيابية.
أشّرت الدراسة وجود إختلاف واضح بين الترجمات الثلاث وتفاوت في مستويات نقلها للنص الفرنسي الى اللغة العربية، وهذا امر طبيعي أن لا يتطابق مترجمان او اكثر سواء في ترجمة النص او في مستوى نقلهم لهذا النص. لكن ما ينبغي التأكيد عليه، كنتيجة للبحث، وجود بعض الاختلافات بين التراجم والنص الاصلي، إختلاف قد يصل، كما بيّنا، الى مستوى الإخفاق الذي يبتعد بالترجمة عن النص المُترجم، بمعنى آخر لم تكن الترجمة، في بعض الأماكن، موفقة ببناء نص عربي مكافئ للنص الفرنسي.

يعد هذا البحث بمثابة استقصاء لاراء الطلاب بخصوص مادة النقاش الأكاديمي كأداة تعليمية لتعليم اللغة الانكليزية لغير الناطقين بها. أجريت الدراسة في قسم اللغة الإنجليزية، كلية اللغات، جامعة دهوك حيث شارك 30 طالبا من القسم المذكوراعلاه طوعا في هذه الدراسة. طبق البحث الطرائق النوعية والكمية لجمع البيانات وتحليلها، حيث استخدم الاستبيان كأداة الاستطلاع اراء الطلاب. يتكون الاستبيان من 15 سؤالًا محدد الاجابة وسؤالين اخرين غير محددي الاجابة . تم تحليل البيانات الكمية باستخدام الإحصائيات االاولية والنسب المئوية والتكرارات، بينما تم تحليل البيانات النوعية باستخدام التحليل الموضوعي كأداة لتحليل البيانات. إجمالا ،بدت النتائج مشجعة للغاية، حيث تشير إلى أن غالبية الطلاب لديهم اراء إيجابية تجاه المشاركة في صف المناظرة الأكاديمية. على وجه التحديد، أفاد أكثر من 90% من الطلاب أنهم يشعرون بالارتياح تجاه ارتياد فصل مادة النقاش الاكاديمي ، ويجدون أن لها اثرا فاعلا في تطوير كفاءتهم اللغوية. علاوة على ذلك ، اعرب عدد كبير من الطلاب بنسبة (86.6% إلى 96.6%) عن أن هذا المنهج التعليمي , مادة النقاش الاكاديمي , ساعدهم على تحسين مهارات التفكير النقدي والتحفيز والعمل الجماعي والمشاركة الفعالة بينما أعرب عدد قليل فقط من الطلاب بنسبة (3.3٪ إلى 20٪) عن عدم موافقتهم على وجود تاثير إيجابي لمادة النقاش حيث يواجه بعض الطلاب بعض التحديات مثل: ضعف اللغة في التعبير عن الأفكار والنقاش مع الآخرين، الشعور بالخجل وعدم الثقة بالنفس وعدم وجود الوقت الكافي داخل الصف للمناقشة بشكل مريح. باختصار، على الرغم من التحديات التي يواجهها الطلاب عند المشاركة في النقاش الاكاديمي، تسلط النتائج الضوء على دور مادة النقاش الأكاديمي الايجابي في تعزيز إتقان اللغة لدى الطلاب، والتفكير النقدي، والتحفيز، ومهارات العمل الجماعي. تشير النتائج ايضا إلى أن دمج مادة النقاش في المنهج الدراسي قد يكون مفيدًا لتعزيز خبرات التعلم لدى الطلاب وتنمية مهاراتهم المذكورة آنفاً.

رواية "الخرطوم الذي فعل الضرر" لتانيا جيمس (2015) هي رواية حديثة تتناول قضايا بيئية عالية الأهمية. تصوّر الرواية حياة فيل صغير، يُطلق عليه لاحقًا اسم "حفار القبور"، وتطوره لاتجاه معادٍ تجاه الجنس البشري.في طفولته يشهد حادثة قتل أمه على يد صيادين ليتم قطع ذيلها لأغراض السحر وقتل فيل آخر ذكر لأنيابه. يتم احتجازه ليتم تربيته للترفيه مما يتطلب أن يخضع لجلسات تدريب مسيئة للغاية. ينجح في النهاية في كسر السلسلة واستعادة حريته، ولكن بموقف مختلف تجاه البشرية. على الرغم من أن الرواية تُروى من وجهات نظر مختلفة من خلال شخصيات مختلفة، في الغالب بشرية، باستخدام السرد من الشخص الأول، إلا أن التركيز الرئيسي للرواية هو على "حفار القبور". تهدف الدراسة الحالية، من خلال وجهة نظر انسجامية بيئية-ثقافية نهجية نحو الرواية المعنية، إلى معالجة أفكار مثل النفاق السياسي البيئي ما بعد الاستعماري، والصراع بين الأنواع، والبيوسنترية البيئية في السرد. تختتم الدراسة بالرواية المذكورة كمنصة غنية لاستكشاف وتجريب القضايا البيئية الحديثة بنهج مصاب بالاستعمار في الإعداد.

إن مسألة أخذ رؤية قراء نص اللغة المستهدفة في الاعتبار أثناء عملية الترجمة كانت منذ فترة طويلة موضوعًا للنقاش بين العلماء. تشير مثل هذه المعتقدات إلى أنه من أجل احترام الثقافة والقيم الاجتماعية والأعراف الخاصة بمجتمع معين، يجب إجراء تغييرات على النص المستهدف. ومع ذلك، عادة يقوم المترجمون باجراء هذه التغييرات حيث يعتبرون أنفسهم ممثلين للمجتمع بأكمله. اقتصرت مجموعة الأبحاث التي أجريت على قراء نص اللغة المستهدفة على المقارنات بين النص المصدر والنص المستهدف، وكان المشاركون في الغالب من الأكاديميين أو أولئك الذين لديهم إمكانية الوصول إلى كلا النصين. هناك نقص في الأبحاث المتعلقة بالقراء الذين قرأوا هذه الترجمات وليس لديهم إمكانية الوصول إلى النص المصدر، وما إذا كانوا يوافقون على التغييرات التي أجراها المترجمون . تهدف الدراسة الحالية إلى أخذ رأي القراء فيما يتعلق بمجموعتين من النصوص المترجمة، ترجمة كاملة وترجمة متغيرة، والتعبير عن رؤيتهم للعالم بناءً على نظرية الهجين اللغوي لكلينجر (2015).تم أخذ البيانات المختارة من روايتين، الأولى هي رواية "ما تخبئه لنا النجوم" للكاتب جون جرين و الثانية هي "زهرة الهيبيسكوس البنفسجية" للكاتبة تشيماماندا أديتشي. وكانت النتائج الرئيسية للدراسة هي أن القراء يفضلون الترجمة الكاملة على الترجمة المتنوعة لأن النصوص كانت أكثر دقة ولها وصف أكثر فعالية. علاوة على ذلك، فقد تبين أيضا أن القراء يرفضون فكرة الحذف في الترجمة، لأنه يفصل القراء عما يريد مؤلف النص المصدر إيصاله.

تسعى هذه الدراسة إلى الوقوف على ألفاظ الحيوان التي رواها الأصمعي في غريب الحديث لابن الجوزي، بمنهج وصفي واستقرائي ثمَّ تحليل هذه المرويات بإرجاع الألفاظ الواردة في تلك المرويات إلى أصولها سواء أكانت أصولا ثلاثية أم رباعية ثمَّ تقصي المعنى الذاتي لتلك الألفاظ في المعاجم اللغوية قديمها وحديثها ، ثمَّ محاولة الكشف عن ظلال الألفاظ وما يؤديه السياق من دور في تحديد دلالة الألفاظ بالإفادة من المستوى التركيبي الذي سيتمركز حوله المعنى الوارد في النص .
عرض البحث في مبحثيه موجز حياة الاصمعي وابن الجوزي وعلم الدلالة والمجال الدلالي لألفاظ الحيوان وما يتعلق به.
وكان البحث قد استقى مادته من أفاضل الكتب التي تزخر بها مكتبتنا العربية, ومن ذلك: المعجمات ، وكتب الحديث الشريف ، وكتب غريب الحديث ونذكر هنا، "غريب الحديث" لابي عبيد (ت: 224هـ) و"غريب الحديث" للخطابي (ت: 388 هـ) و"النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير (ت: 606هـ).

تعالج هذه الورقة البحثية نظرية الاستلزام الحواري في جزء من الموروث اللغوي الشعبي في الموصل وهي الأمثال الشعبية، وتحاول أن تكشف عن المعاني الدلالية المستلزمة لصريح الكلام، وتأتي أهمية الدراسة من كونها تقف عند الجانب المنطوق في إطار التحاور من اللغة، إذ يمكن من خلال تطبيق نظرية الاستلزام التوصل إلى مكامن الثراء اللغوي ومراكز الإبداع في تعدد المعاني وتباينها من خلال الغوص في الإضافات اللغوية والسياقية التي تبث الروح في الألفاظ الجامدة. وقد اقتضت خطة البحث أن يُقسم إلى خمسة مباحث، إذ اختص المبحث الأول بتسليط الضوء على مفهوم المثل وخصائص اللهجة الموصلية، و تناول المبحث الثاني مفهوم الاستلزام الحواري ومبادئه عند (غرايس)، أما المباحث الأخيرة فقد شكلت الجانب التطبيقي من الدراسة، وهي تمثلات لخرق مبادئ الحوار وما ينتج عنها في عينة من الأمثال الموصلية.

يقدم هذا البحث بين صفحاته دراسة لبعض الألفاظ الواردة مرتين في القرآن الكريم بجذر واحد وبصيغة واحدة، وبيان بعض المظاهر الدلالية التي وردت عليها هذه الألفاظ؛ فجاء البحث في ثلاث فقرات مسبوقة بتوطئة لكل فقرة؛ الأولى: الفروق الدلالية، وفيها ألفاظٌ فرّقنا بينها وبين ألفاظ أخرى متقاربة في المعنى؛ فبينا ما بين اللفظين من فروقٍ دلالية مع بيان العلاقة بين تلك الألفاظ كما في لفظي (أثاثاً – متاعاً) مثلاً، وتناولنا مجموعة من هذه الألفاظ؛ سيرد ذكرها في موضعها. والثانية: ألفاظ قيل فيها إنها معربة وردت في القرآن الكريم فبينا ما المعرب، ومن هذه الألفاظ مثلاً لفظ (أواه، التابوت) وغيرها مما سيأتي ذكره لاحقاً. والثالثة: ألفاظٌ وردت في القرآن الكريم في معنى (اللامساس) كلفظِ (أخدان، رفث) وغيرها، وسنبين ما في هذه الألفاظ من معانٍ في هذا البحث.

ظهرت منطلقات النظريّة الوضعيّة في بواكير الدرس الفلسفي اليوناني, وتشكّلت أبعادها في المباحث اللغوية الغربية والعربية القديمة حتى أضحت رافداً للمنجز اللغوي المعاصر, وقد شكّلت الدلالة اللفظيّة الوضعيّة مكوّناً رئيساً للمباحث العلميّة في الدرس الفلسفي, نظرا لطبيعة البحث في الدرس الفلسفي القائم على فهم حقيقة الموجودات والتي يوصل إليها بطريق المسمّيات, فبحثوا اللغة لأجل فهم الوجود كما ينبغي, ولذا اتّسمت مباحثهم التأصيليّة لعلم الوضع بالعمق النظري والبعد المنطقي في آنٍ واحد, ولذا يتوجّب علينا في هذا البحث أن نقدم عرضاً مناسباً للوقوف على جذور (النظريّة الوضعيّة) واستئثارها باهتمامات الفلاسفة انطلاقاً من الفلسفة اليونانية ومروراً بالفلاسفة المسلمين ثم الفلسفة المعاصرة, مبينين أهميّة الرؤية الفلسفيّة في تقرير المواضعة والعقد الاجتماعي على هذا النظام الرمزي المسمّى بـ (اللغة).

عُني الزركشي في كتابه (البرهان في علوم القرآن) والسيوطي في كتابه (الإتقان في علوم القرآن) بأصول التفسير النحوية وتطبيقاتها عند المفسرين، وتنوعت هذه الأصول عندهما ، فكان منها ما هو متعلق بما ينبغي على المفسر أن يراعيه، ومنها ما هو متعلق بما ينبغي على المفسر أن يجتنبه فضلا عن أُصول أُخر، ونتناول في هذا البحث ما ينبغي مراعاته من أُصول التفسير ، فقد ذكر الزركشي والسيوطي أصولًا نحوية عدة تتعلق بما على المفسر أن يراعيه في تفسير القرآن الكريم ليكون تفسيره مقبولًا وموافقًا لضوابط التفسير.
فالسيوطي ــ كما يبدو ــ نقل هذا الأصل عن الزركشي ، ولكنه لم ينقله بنصه، وإنما كان هناك اختلاف بينهما في موضع ذكره ، وفي التقديم له، والتعليق عليه ، وهذا الأصل لم يذكرا تطبيقًا مباشرًا له ، وإنما فرعا على هذا الأصل أصولًا أُخر وأوردا تطبيقًا له كما في الأصول التي تأتي تباعًا.

تناول البحث العتبات النصيَّة في الدراسات النقديَّة بالعرض والتأصيل؛ إِذ ورد في مضمونه ثلاثة مطالب ضمَّ المطلب الأَوَّل: مفهوم العتبات النصية لغة واصطلاحًا، وضمَّ المطلب الثاني : العتبات النصية في الدراسات النقدية الغربية، وضمَّ المطلب الثالث: العتبات النصية في الدراسات النقدية العربية.
وقد واجه مصطلح العتبات النصيَّة إرباكاً في ضبطه رافقه اختلاف في التسميات انعكس على المفاهيم الواردة في سياقات مختلفة مما تسبب في كثرة المصطلحات في الساحة الثقافية العربية (عتبات النص، مكملات النص، المناصة، النص المحيط، لوازم النص، النص الموازي، المصاحبات، النص المحاذي، محيط النص، النص المصاحب، أهداب النص، سياج النص ...)؛ لذا لا بد أن نسلم أنه لا يكفي تعريب العلوم بالترجمة وحدها، دون أن يكون لنا القدرة على ضبط المصطلح وابتكار علومه أو مسايرته وإلّا فسنكون قد أسهمنا في البحث عن المرادفات على درجة تفوق إسهامنا في إِنتاج المعارف والعلوم.

حظي المكان بأهمية كبيرة عند الإنسان منذ القدم إذ به يعبر عمّا يختلج في نفسه من مشاعر وأحاسيس ولا سيما عند المرور ببعض الأماكن التي يكون فيها للإنسان ذكريات مرتبطة بها ، وقد كان المكان ذا أهمية في المجالات الإبداعية كافة إذ مازال يحظى باهتمام الباحثين والنقاد لأهميته في حياة الإنسان خاصة والشعراء عامة ، وقد كان ذا أهمية عند بعض النقاد الغربيين من أمثال غاستون باشلار في كتابه (جماليات المكان) الذي تناول فيه أهمية بعض الأماكن عند الإنسان .
قد شكل المكان رمزا من رموز الشعرية في الأدب العربي قديما وحديثا، ولكن لم يلتفت إليه بوصفه عاملا مؤثرا في تداعيات الذكرى إلا حديثا ، فقد جاء سعي الخنساء في شعرها الذي رصدت فيه محامد كل من أخويها وزوجها، مبرزة حدود المكان الذي شهد بعض صولاتهم في الحرب، أو جودهم وكرم أخلاقهم في السلم ، فكان لزاما أن تعبر تعبيرا صادقا عن خصوصية الأماكن التي شهدت معايير انفراد المُتَذكر بأبرز المميزات التي اتسم بها.

يتناول هذا البحث بالقراءة النقدية مصطلح التغريب ومفهومه ، هذه المصطلح الذي ظهر مع كتابات الشكلانيين الروس ولاسيَّما شكلوفسكي، وقصد به الخروج عن المألوف في الأدب وعلى مستويات مختلفة تخص اللغة الأدبية بمختلف مظاهرها الإيقاعية والصورية والدلالية والبنائية، ولهذا تداخل هذا المصطلح مع مصطلحات اخرى كالشعرية والانزياح، كما أن مفهومه اقترب من مفاهيم مصطلحات أخرى مجاورة له ، وهذا كله استدعى منا إعادة قراءة المصطلح ومفهومه من أجل بيان تلك الإشكاليات المتعلقة به .مع أمثلة محدودة تطبيقية من شعر نامق سلطان كون البحث يشتغل في التنظير أكثر منه في التطبيق .
ومن الناحية الصرفية فإن صيغة ( غرَّب) تأتي على وزن ( فعَّل ) للدلالة على التكثير غالبا، ويقال الأغلب في فعَّل أن يكون لتكثير فاعله أصل الفعل، بمعنى المبالغة فيه، فالملاحظ هنا أن الفعل ثلاثي مزيد بالتَّضعيف مما يترك أثره الصرفي على الناحية الدَّلالية من حيث الزِّيادة والتَّعمد والقصدية في الخروج عن كل ما هو مألوف .

تناول البحث شخصية علمية نحوية كان لها أَثر علمي كبير بمؤلفاتها الكثيرة، ومن دواعي سرور المرء أن يشارك دراسة وتحقيقًا في علم من علوم العربية ألا وهو علم النحو الذي لا يُستغنى عنه في دراسة كل العلوم الاخرى، لذا يسمى بعلم الآلة الذي لابُدَّ منه في حفظ اللسان من الخطأ واللحن في الكلام، وبناء على ذلك وقع الاختيار في هذا البحث عل تقديم دراسة تنولنا فيها ترجمة البولوي ومنهجه وموارده في كتابه مفيد الإعراب الذي انجزنا تحقيقه في اطروحتنا الأكاديمية التي لم تناقش بعد، وقد اقتضت طبيعة الدراسة في هذا البحث تقسيمه إلى ثلاثة مباحث تناول في الاول دراسة ترجمة حياة عيسى بن علي البولوي، والمبحث الثاني خصصناه لمناهجه في كتابه مفيد الاعراب، والثالث لدراسة موارد المؤلف في الكتاب، فإنّ كنت قد وفقت في ذلك فالتوفيق كله من الله، وإنْ اخفقت فحسبي اني بذلتُ جهد المقل فيه وما كان به من خطأ فمن نفسي .

سعى الأدب العربي منذ نشوئه إلى التفنّن بوسائل التعبير فيه؛ فانصرفَ إلى الإيجاز، وانفرد بالبيان السريع للمعنى ، والتناص بابٌ من أبواب التعبير عن المكنون والإفصاح عن المخزون بتحايلٍ أسلوبي ماتِع يكسر قيد القراءة، ويحرّر النص المودع فيه من جمود الفكرة إلى فضاء الصوت والصورة لتصير القصائد لوحات مرئيّة، ونوافذ مفتوحة موافقة لذات الشاعر، فضلًا عن أنّ المفارقة شكّلت مظهرًا بارزًا في شعر الشاعر أحمد جار الله ياسين حتى صارت سمتًا وسمةً عُرِفَ بها؛ فقد لخّصتْ تجربته الشعريّة في (الأدب الساخر)، وجاءت على درجةٍ ناضجةٍ وواعية، ومفعمة بالمضامين الثقافيّة المستمدة من الواقع، مرّر بها تقنية التناص التي عالجت نواحي عديدة ترتبط بالإنسان والمجتمع، والسياسة، والأدب، فمالَ فيها إلى تشكيل إيقاعٍ عفوي تلقائي بسيط مقدّم لجمهورٍ واسع يتحاور معه بلغته الحياتيّة التي يفهمها، وبمشاكله التي يعانيها، وهو مع هذه اللغة العصريّة السهلة قد شحن عباراته الشعريّة بطاقاتٍ دلاليّة امتدت إلى قراءات فكريّة مدهشة استحدثها بلغةٍ شعريّة يفهمها القريب، والبعيد، كما استحضر تقانات كثيرة استهدفت تصوير الواقع وأحداثه بآليات الحداثة فنوّع أشكالها ، تارةً يجعلها في عنوان القصيدة، وتارةً في عنوانات دواوينه، ويوزّعها بين التصوير والحسّ الدرامي الممتزج بالتهكم والسخرية، فقلما خلا نصٌّ من السخرية والتهكم؛ فقد تماهت السخرية في أغلب النصوص الشعريّة؛ لأنّ السخرية كانت فرصةً للنجاة والهرب من الواقع، ومحاولةً جادّة للقدرة على العيش.

التوازي التركيبي من بين المصطلحات التي لقيت عناية كبيرة في الدراسات التي تعتني بتحليل الخطاب ، وقد نقل هذا المصطلح من المجال الهندسي إلى مجال تحليل الخطاب شأنه في ذلك شأن الكثير من المصطلحات الرياضية والعلمية التي نقلت الى مجالات اخرى .
وقد حاول بعض الباحثين المحدثين التأصيل لمفهوم التوازي من خلال التراث البلاغي العربي وأشاروا إلى أن النقاد العرب القدماء تنبهوا لأشكال بلاغية كثيرة ، تندرج تحت مفهوم التوازي وتتصل به اتصالا كبيرًا، مثل: ( التصريع ، الترصيع ، التناسب ، المماثلة ، التكرار ، ورد العجز )، وأن النقاد العرب القدماء كانوا على وعي تام بخاصية التوازي؛ أنهم أولوها عناية خاصة.

لقد قرأت ديوان الملك الأمجد مراراً، و أبهرتني كثيرا جزالة لغته، وامتلاكه زمامها ، وقدرته على تطويعها، بما له من لسان مُفَوّه، ومقدرة على رصد الواقع، شعراً، دون إسفافٍ، أو فُحْشٍ في القول صريحه أو مُضْمره، وترَفُّعُهُ عن البذيء من القول وصفاً أو تلميحاً، والتزامه بتقاليد المكان والزمان، ومخاطبته محبوبة شرقية الملامح، والهوية، والجمال، وبكاؤه على الأطلال، ولوعته حين يقف على الدور البائن أصحابها، والأيك التي بانت، وعتابه المحبوبة والصحاب بلسان عفيف متغزل متيم يعكس أخلاق ملك عفّ اللسان، نقي الضمير والقريحة ولمَّا استفضت في القراءة عنه، وجدت الملك الأمجد شاعراً بارعاً في نظم الشعر في عصره، تفوق على أقرانه من الشعراء؛ أنشأ مذهباً شعرياً خاصاً به يجسد الواقع حوله بصورة جميلة قررت الكتابة عنه، وبما أنني مهتم بالدراسة البلاغية، فسأتناول في هذا البحث دراسة المحسنات البديعية في ديوان الملك الأمجد الطباق والمقابلة أنموذجًا.

يعدُّ التقاطب من أَبرز الوسائل في تشكيل الصورة الشعرية، التي ترتكز على فاعلية الثنائية الضدية في النص الشعري، فإنه الكفيل بإنتاج صور تتسم بطاقات دلالية وايحائية عميقة، لها القدرة على إثارة مشاعر المتلقي من خلال جمالية الألوان وموحياتها الرامزة والمتنوعة إلى حيث تقتضي حالته الشعورية المتناقضة، لقد أوجد الشاعر الأعمى التطيلي تناغماً لونياً بين الألوان المتضادة، ولا سيما بين (الأبيض/والأسود)، إذ جمعهما في كثير من المواطن وأهمها ما يتعلق بخطوب ومصائب الزمن ونوائبه، وانجلائها بالبياض والاشراق، كما وردا في مواضع كثيرة في وصف شجاعة الممدوح وكرمه المتسع كاشفاً لهذه الغمة في كل نوائب الدهر ومصائبه. وكان للتقاطب اللوني غير المباشر حضور وانعكاسٌ واضح في شعر الأعمى التطيلي، والذي مثل سمة مميزة قادرة على اكتشاف العلاقات الكامنة بين الظواهر، والجمع بين العناصر المتضادة والمتباعدة وفي كلام واحد للايضاح أو للجمال الفني.

يمثل الجناس ظاهرة بلاغية صوتية ناتجة عن التأثير والجناس بين الأحرف المكونة للفظ ما عن طريق التقارب المخرجي ، فهي نتاج لتناسب وحدة لغوية صوتية مع وحدة لغوية صوتية أخرى يجمعهما التركيب، وتآلفه اللغة، ويستسيغه السمع، وتستأنس به النفس، ويستجيب له المخاطب عن طريق فرع أذن المتلقي بقبول البلاغة، لما في ذلك من حمل لإحداهما على الأخرى ولتجاورها، وينتج عن ذلك دلالات لها أثرها الواضح في توجيه المعنى الوجهة التي يرومها المبدع .
الشعر يستمد قيمته من قدر الأثر الذي يبقيه في نفوس متلقيه ؛ إذ ينبع من روح الشاعر ومن لغته إيقاعياً وصوتاً خاصاً يرتكز عليه ارتكازاً أساسياً في بناء موسيقاه، وقد كان شعر الهذليين مفعماً بالتجانسات الصوتية نظراً لخصوبته، وتنوع أشكاله، ومضامينه، وعن طريق التدفق الشعوري للشعراء في الأبيات الشعرية.

لقد سعى البحث لتسليط الضوء على المستوى الجمالي لفن التشبيه الذي يعدُّ أحد أهم فنون البلاغة العربية من خلال اختيار بعض النماذج المنتخبة، وهذا الفن يشكل بنسبته أعلى الفنون الواردة في دواوين الشاعر وعلى اختلاف انواعه التشبيه المجمل والمرسل والبليغ وغيره، إذ يمثل صورة أدبية بلاغية عالية في التعبير عن مراد الشاعر ومبتغاه، للوصول الى أجمل الصورة الشعرية التي يرسم فيها الفاظه ومعانيه ليعبر عن الغرض الذي هو بصدده، فكان لهذا الفن فضلاً عن علامات الترقيم بما فيها من الفواصل النقطية بين الكلمات وتشكيل السواد والبياض، الدور الفعال في إِيصال الفكرة وذلك بما تضمنه من صور شعرية محبوكة وتشكيل بصري متقن للوصول أخيراً الى تفكيك المنظومة العنوانية في القصيدة المعاصرة، تضمن البحث تمهيداً لمفهوم التشبيه وأهميته ، ثم إضاءة لحياة ومنجزات الشاعر أحمد جار الله ياسين، وأخيراً تحليلاً لمختارات من قصائده تضمن الاشارة الى جماليات فن التشبيه والتشكيل البصري.

يناقش هذا البحث حركية الزمن لثلاثية بيروت مدينة العالم للروائي اللبناني ربيع جابر، إذ إنَّ هذه الرواية قد تضمنت قراءة حاضرة للتاريخ استلهم فيها الكاتب تقنية الوعي الذاتي الانعكاسي التي تُعد إحدى سمات رواية ما بعد الحداثة، ما أدى إلى تعدد المسارات الزمنية الناظمة للحبكة الروائية.
وتسعى الدراسة لتسليط الضوء على كيفية بناء الرواية لنظامها الزمني، وكيفية استثمار الروائي لهذه التقنية الما بعد حداثية في تحقيق انتقالاتٍ زمنية متباعدة تمتد بين القرنين التاسع عشر والحادي والعشرين، فضلا عن التوقف عند ملامح الزمن الدائري التي تجلت في الرواية وتناولتها الدراسة بالبحث والتحليل.
ولم تغض الدراسة الطرف عن المفارقات الزمنية النمطية التي تتحكم في ايقاع الزمن الروائي كالاستذكار والاستباق فضلا عن الوقفات الوصفية التي تؤدي وظائف متعددة كتعطيل السرد فضلا عن الوظيفة البلاغية الجمالية.
وقد سعت هذه القراءة الوصفية التأويلية للوقوف على حركية الزمن في هذه الرواية التي مثلت مواكبة الرواية العربية للمستجدات الفكرية كافة لما بعد الحداثة التي ظهرت في الغرب.

يقوم هذا البحث على بيان منهج فخرالدين بن نجيب بن عمر المعروف بـ (فخر الدين قباوة) المولود في حلب سنة(1933م) في كتابه (إعراب كتاب رياض الصالحين) في إعراب الجمل سواء أكانت من الجمل التي لا محل لها من الإعراب أم من الجمل التي لها محل من الإعراب ، فضلا عن إعراب المفردات التي تركبت .
يلحظ المصطلح على الجمل العربية بنوعيها : التي لها محل من الإعراب ،والتي لا محل لها من الإعراب ، ظاهرة التوافق بين تسمياتها الاصطلاحية وما تؤديه من معنى
وقد عني (فخر الدين قباوة) في كتابه (إعراب كتاب رياض الصالحين) في بيان الجملة الابتدائية التي هي من جملة ما عني به في كتابه هذا ، من حيث كيفية تناوله للجملة الابتدائية ، ومنهجه في بيانها مما يكشف عنه البحث. ومن ذلك الجملة الابتدائية التي سميت بذلك لوقوعها في بداية الكلام ،الا أن ابن هشام يرى أن تسمية هذا النوع من الجمل بالمستأنفة أوضح ؛ لأن مصطلح (الابتدائية) يوحي بالخلط بينها وبين الجملة المصدرة بالمبتدأ ،ولو كان لها محل ،والحق أن ما أثاره ابن هشام وارد ، فكثيرا ما كان النحاة يطلقون على الجملة المكونة من المبتدأ والخبر اسم الابتدائية ،الا أن اقتراحه تسميتها بالمستأنفة يؤدي إلى اشتراك المصطلح مع الجملة المنقطعة عمّا قبلها لفظا ، أو لفظا ومعنى ، لذا لا بد من التفريق بين الجملتين الابتدائية والاستئنافية ،وهو ما أشار إليه غير واحد من المحدثين .
وأن النحاة قسموا الاستئناف الى قسمين : أحدهما استئناف نحوي ،والآخر : استئناف بلاغي وعند البحث في العلاقة التي تربط بينهما يتبين أن بينهما عموماً وخصوصاً . إذ إن جملة الاستئناف النحوي هي المنقطعة عمّا قبلها صناعيا ، في حين تكون جملة الاستئناف البياني " جوابا لسؤال مقدر .
أما الجملة المعترضة فهي : جملة تعترض بين كلامين ،تفيد زيادة في معنى غرض المتكلم .
ولم يخرج مفهوم النحاة للجملة الاعتراضية عن مفهوم البلاغيين ، إذ قال الرضي : " ونعني بالجملة الاعتراضية : ما يتوسط بين أجزاء الكلام ، متعلقا به معنى ، مستأنفا لفظا " . أو هي : جملة صغرى تتخلل جملة كبرى على جهة التأكيد . وقد أخذ مصطلح الاعتراض طريقه إلى مصنفات النحو الأولى في وقت مبكر ، فإن كان سيبويه لم يستعمله في كتابه ،وإنما استعاض عنه بمصطلح ( الفصل ) .فإن أبا زكريا الفراء استعمله بدلالته العلمية المعروفة ، وبالمثل استعمله الزجاج في معانيه في حين فصّل ابن السراج القول فيه وفي مواضعه ، بما يدل على استقرار المصطلح نسبيا في التأليف النحوي عند مطلع القرن الرابع من الهجرة النبوية .
ومن معالم الجملة المعترضة اقترانها بأحرف الاعتراض كالواو والفاء وحتى وهي من حروف العطف التي خرجت عن أصل معناها . وقد أشارت طائفة من العلماء القدماء إلى هذه الأحرف كالخطيب القزويني (ت: 739ه) ، والشريف الجرجاني ( ت: 816ه) ، والشنواني (ت: 1019هـ) .وبهذا يتضح عدم دقة ما زعمه الدكتور فخر الدين قباوة من أنه جمع أحرف الاعتراض"وهي مما أغفله القدماء والمعاصرون".
ومما تجد الإشارة إليه أن اقتران الجملة المعترضة بهذه الأحرف ليس أمرا لازما ، كما فهم ذلك بعض السابقين ، بل قد ترد مقترنة بها أو خالية منها ، كما هي الحال مع الجملة المستأنفة . تنوع منهج فخر الدين قباوة في بيان الجملة الابتدائية ومن ذلك اكتفاؤه ببيان أنها ابتدائية وقد يتعرض لإعراب أجزاء الجملة .
إن مفهوم الجملة الكبرى والصغرى عند فخر الدين قباوة يختلف عن مفهومها عند ابن هشام يذكر جملة ابتدائية مقدرة ويبين أنها لامحل لها من الإعراب .

يهدفُ هذا البحث إلى دراسة العلاقات الحربيَّة بين الأندلسيّين ومملكة الفرنجة في عهد الأمير الأمويِّ الحكم الربضيّ (180-206هـ/796-821م)، بالاعتماد على المنهج التاريخيّ الوصفيّ والتَّحليليّ. فتطرَّق أوَّلاً إلى أطماع الفرنجة في الأراضي الأندلسيَّة في عهد الأمير هشام الرِّضا (172-180هـ/788-796م) وجهوده في التَّصدّي لها. ثمَّ تناول استغلال الملك الفرنجيِّ شارلمان (151-198هـ/768-814م) لانشغال الأمير الحكم في مواجهة التَّمرُّدات الدّاخليَّة، وقيامِه بالتَّحالف مع قادة المتمرِّدين بهدف مهاجمة المدن الأندلسيَّة الشَّماليَّة. واستعرض البحثُ الحملات العسكريَّة التي جرًّدها الحكم ضدَّ الفرنجة، والتي حقَّقت جيوشُه النَّصرَ في معظمها. وعُدَّ سقوطُ برشلونة بيد الفرنجة عام 185هـ/801م وعجْز الحكَم عن إنقاذها، الحدثَ الأخطر في عهده، إذ أصبحتْ تمثِّل قاعدة انطلاق لهم من أجل مهاجمة المدن الأندلسيَّة الأخرى، وبخاصَّةٍ طُرطوشة. وعلى الرَّغم من إخفاق حملاته العسكريَّة في إحداث تغييرات جيوسياسيَّة دائمة، إلا أنَّها نجحت في الوقوف في وجه محاولات الفرنجة التَّوسُّع في الأراضي الواقعة جنوبيِّ برشلونة، كما ساهمت في إنقاذ بعض المدن من السُّقوط النِّهائي، كتطيلة عام 187هـ/803م، وطرَّكونة وجيرونة عام 195هـ/811م.

عدت دراسة موضوع دور علماء الانصار في العلوم الدينية في خراسان وبلاد ما وراء النهر ( من القرن الثالث الهجري حتى نهاية القرن السابع الهجري / القرن التاسع الى القرن الثالث عشر الميلادي ) من المواضيع المهمة إذ أسهموا في مجالات العلوم والمعارف الدينية ونجد بينهم علماء في علم القراءات والتفسير والحديث والفقه والتصوف وتولى قسم منهم وظائف مثل الفتوى والقضاء والتدريس في المساجد والجوامع وغيرها . إذ أهتم علماء الانصار في العلوم الدينية وأشرنا الى شيوخهم وتلاميذهم ومصنفاتهم واخبارهم ورحلاتهم وصفاتهم وجهودهم في نشر العلم مع ذكر نسبهم وجذورهم التاريخية وقبائلهم وبطونهم والقابهم والتأكيد على سنوات ولادتهم ووفياتهم ومنازلهم واخبار اعلامهم ومشاهيرهم . إذ قُسم البحث الى مقدمة والتمهيد من حيث الموقع الجغرافي لخراسان وبلاد ما وراء النهر كما وقُسم العلماء حسب العلوم الدينية من حيث علم القراءات والتفسير والحديث والفقه وعلم الكلام وكذلك التصوف .

لم تكن الثورة التي حصلت في مصر عام 2011 لتحصل لولا وجود قاعدة جماهيرية كبيرة حرّكت الاحداث واخرجت مئات الآلاف من الشعب المصري ، بل وصل العدد الى الملايين في بعض الاحيان الى الشارع للتعبير عن سخطهم ومعارضتهم لنظام حكم الرئيس السابق محمد حسني مبارك .
ونشير في هذا البحث الى الحركة الابرز والاكثر شعبية والتي كان لها الدور الاساسي في تحريك الشارع المصري وهي الحركة المصرية من اجل التغيير والتي عرفت اختصاراً بحركة – كفاية – باللهجة العامية المصرية , والبحث في تاريخ تلك الحركة من حيث النشأة والظهور ودورها في ابرز الاحداث التي وقعت في مصر في مدة الحركة والتي بدأت منذ 2004 واستمرت لغاية 2015 عندما صدر امر من الحكومة المصرية بالغاء تلك الجمعيات والحركات كافة التي لها دور سياسي بارز.

يهدف هذا البحث إلى دراسة المصادر التي اعتمد عليها القرطبي، في تدوين السيرة النبوية من خلال تفسيره (الجامع لأحكام القرآن والمبين لما تضمن السنة وآي الفرقان)، تلك المصادر التي سميت بكتب المغازي والسير، إبتداءً من القرن الأول الهجري وإلى مصادر السيرة النبوية في عصر القرطبي نفسه، شأنه في ذلك شأن أي مفسر آخر، لكن تميّز القرطبي بإعطاء أهمية لأحداث السيرة النبوية في تفسيره، إذ كان لزاماً أن يعتمد على كتب المغازي في شرح الآيات المتعلقة بالرسول ﷺ ودعوته وهجرته وجهاده في كلا العهدين المكي والمدني.
وقد ظهر من خلال الدراسة كيفية اهتمام الجيل الأول من المسلمين بدراسة السيرة النبوية، في وقت مبكر وذلك منذ عصر الصحابة والتابعين رضي الله عنهم، والعصور التي تلتها، كما تطرق البحث إلى ذكر كتب السيرة النبوية التي دونت في القرنين الأول والثاني الهجريين/ السابع والثامن الميلاديين، والقرون التي بعدها وصولاً إلى عصر القرطبي، مبيناً أهم الكتب التي اعتمدها القرطبي في تفسيره عن المواضيع التي لها علاقة مباشرة بأحداث السيرة النبوية.

تعود الجذور التاريخية للطائفة النصرانية النسطورية الى حقبة الحكم الساساني في العراق يشاركهم فيها اقلية من معتنقي المذهب اليعقوبي, وكانت المدائن عاصمة الدولة الساسانية مركزاً لرئيس النساطرة والذي عرف فيما بعد بمنصب الجاثليق واستمر ذلك حتى بعد قيام الدولة العباسية واتخاذ بغداد عاصمةً لها.
والجاثليق وظيفته تعيين ونقل الاساقفة والمطارنة من جميع البلدان التابعة له, والتي كانت في أواخر القرن الخامس الهجري تشمل كلاً من المشرق الاسلامي والصين, وكان منصب الجاثلين في أواخر العهد العباسي يكتب له عهد من الخليفة العباسي يجعل سلطته رسمية على رعيته ويفرض عليهم الطاعة ويحكم فيها بينهم بما يجيزه شرعهم.
لم تكن أحوال نصارى العراق في عهد المغول الايلخانيين على حالة واحدة, بل كانت تتغير بتغير الحكام, فحكامهم الذين كانوا يدينون بالنصرانية احسنوا الى رؤسائها وأعفوا رعاياها من الجزية ومنحوهم براءات تؤيد ذلك, فأعان هولاكو النصارى لان زوجته كانت نصرانية, وبلغ من رعاية المغول للنصارى أن ساهم بعض الايلخانات أو ممثلوهم في تنصيب رئيسهم الديني الأعلى(الجاثليق) في احتفالات رسمية تقام تحت رعايتهم, فنجد أن أختيار الجاثليق في العهد الايلخاني كان يتم اولاً بترشيح من زعماء النصارى, وكان للجاثليق دور كبير في الدولة المغولية الايلخانية وذلك بالتخفيف عن الرعايا النصارى بجزء من العقوبات التي كانت تفرض عليهم من قبل حكام المغول.

يتناول البحث قضية تاريخيَّة ينبغي تسليط الضوء عليها، وهي موقف الأَقلية الدرزيَّة من التجنيد في جيش الاحتلال الإِسرائيليّ، فقد ركَّز اليشوف الجديد - وهم اليهود- جهدهم في تأسيس بُنية اقتصادية وسياسية وحضارية في إطار مفاهيم انعزالية تفصلهم عن العرب، لقد تسببت المفاهيم في حدوث توتر وصراع بينهم وبين العرب، واليشوف مصطلح استُعمل للدلالة على اليهود ومنظماتهم في فلسطين منذ الهجرة اليهودية الاولى إلى فلسطين عام 1882م، وهي عبرية تعني التوطين، وتشير إلى الجماعات اليهودية التي استوطنت في الأراضي الفلسطينية.
عمل اليهود على إِقناع القيادات الدرزية أن التعاون مع إسرائيل من شأنه أن يعود بالفائدة على تلك القيادات والاعتراف بها بوصفها طائفة مستقلة، وإِقناع زعماء الدروز بالسماح للشباب الدروز بالانضمام إلى وحدة الاقلية والتجنيد في جيشهم جيش الاحتلال

يختص البحث بمعركة من معارك التاريخ الإسلامي ولكنها لم تقع بين المسلمين وأعدائهم، بل وقعت بين طائفتينِ من المسلمين وهما الزنكيون والأيوبيون وهي معركة تل السلطان في سنة(571ه/1176م). إذ انتهت بتغيّر ميزان القوى بينهما، و كانت نتائجها أن أضحت الدولة الأيوبية ذات النفوذ الأقوى في بلاد الشام ومصر، في حين خسرت الدولة الزنكية نفوذها فيهما واقتصر نفوذها على الموصل وحلب والموصل والجزيرة الفراتية، وأصبح السلطان صلاح الدين الأيوبي يحكم مصر وبلاد الشام فضلاً عن اليمن، وكان الهدف من البحث معرفة رأي المؤرخين المسلمين في المعركة، فضلاً عن نقلهم لأحداثها. وقد يكون ذلك الاختلاف بسبب مواقف سياسية قائمة بين المؤرخ وطرفي المعركة سلبا أو ايجابا.

تعد الرعاية الاجتماعية في العصر المملوكي في بلاد الحجاز ذات اهمية كبيرة لما تضمنته هذه الحقبة من راعية اجتماعية و اهتمام بالاوقاف فانتعشت منطقة الحجاز وتكاثر قاطنوها والقادمون اليها بعد ان اولى سلاطين الممالك وأمراؤهم بلاد الحجاز كل رعاية واهتمام واستطاعوا بجهودهم المادية والمعنوية تقديم الرعاية الاجتماعية لنيل الثواب وترسيخ سلطتهم الدينية في بلاد الحجاز (الحرمين مكة والمدينة ) فكانت بلاد الحجاز من ضمن البلاد الاوسع والاكثر اهتماما من قبل المماليك من بقية الولايات لتعزيز سلطتهم واضفاء الشرعية عليها بعد محاولة احياء الخلافة العباسية، وقد تناولت هذه الدراسة العصر المملوكي من( 648ه الى 923ه – 1250م الى 1517م)

تعدُّ مدينة غرناطة واحدة من مدن الاندلس وممالكهُ التي أدت دوراً كبيراً بعد انتهاء الفتنة وتشكل دول الطوائف، وقد كان لموقع مدينة غرناطة المتميز دور في صياغة تاريخها في تلك الحقبة، فكانت حاضرة دولة الاسلام في الاندلس وبوابته نحو الثغور الاندلسية، تناوب على حكمها بنو زيري الذين حاولوا استعادة امجاد المسلمين في الاندلس من خلال دولتهم تلك.
ويُعد (زاوي بن زيري) زعيم بني زيري في تلك الحقبة، اذ يرجع له الفضل بإقامة دولة بني زيري في بلاد الأندلس لما قدمهُ من تضحيات لغرض تحقيق هدفه، ولما استقرت الأمور عاد إلى المغرب وعاش آخر أيامهُ فيها تاركاً المُلك.
ثم تولى الحُكم احد أشهر ملوك غرناطة وهو الامير (باديس بن حبوس) والذي توسعت في عهده الدولة الزيرية ليصبح لها شأن كبير، وعلى الرغم من حزم باديس وشدته الا انه يُعاب عليه تقريبهُ لليهود، جاعلاً منهم الوزراء فضلاً عن إشراكهم في الحكم، وقد قاموا بتدبير المكائد لدرجة أنهم قاموا بقتل ولي العهد الامير (بلكين بن باديس).
وقد تولى الحكم من بعده حفيده الامير (عبد الله بن بلكين) اذ سقطت في عهده دولة بني زيري على يد أمير دولة المرابطين ابي يعقوب (يوسف بن تاشفين) وقد أنزل ابن بلكين عن الحكم وقام بنفيه الى بلاد المغرب في مدينة اغمات ليعيش ما بقي من عمره هناك.
وتكمن أهمية هذا البحث في كونه يركز على مرحلة التأسيس والتطور الحضاري للمملكة، فرغم تناول الموضوع من قبل اكثر من باحث بشكل جزئي إلا أن هذا البحث قدم رؤية شمولية للموقع الجغرافي للمنطقة وتسميتها وابرز حكامها.

يمكن تلخيص اهمية هذا البحث من خلال الحديث عن ماهية الآثار التي شكلها كل من الواقع السردي للتاريخ من جهة والتي تعني اصل الحدث الذي وقع في مدة زمنية معينة دون اعطائها شروحات وتفسيرات فكرية ، وبين اهمية المنطق الفكري في منح التاريخ نوعاً من القيمة والاهمية العلمية على شاكلت العلوم والمعارف الانسانية الاخرى في هذا الوجود، وهذه هي عين الاشكالية التي تناولها الكثير من الافكار والفلسفات منذ القدم، الا ان ماميزها في الزمن المعاصر انها وصلت الى قمة ظهور تلك التيارات المختلفة التي منحت التاريخ تلك الجدلية والتباين في المنهج والطرق المفضلة في كتابتها.

إن المسلمين قد حافظوا وصانوا بعض آثار النبي () بعد وفاته مثل الأقداح والبُرَد, مما احتفظ به بعض الصحابة رضي الله عنهم, وورث عنهم ذلك أولادهم أو التابعون وأتباعهم في قرون عديدة. وغاية هذا البحث بيان دور الامة في المحافظة على تلك الآثار وصيانتها بعد أن تناقلتها الأجيال جيلاً بعد جيل يحافظون عليها ويتبركون بها ويرونها لمن لم يدرك النبي () ؛ وكيف أن طيبها ما زال فواحاً عليها فكل ما لبسه أكسبه طيباً لا يفارقه.
قُسِمَ البحث إلى مبحثين مسبوقين بمقدمة, تناول المبحث الأول الأقداح التي شرب بها رسول الله () الماء, سواء كانت تلك الأقداح له أو لبعض الصحابة ولكن شرب بها النبي() الماء, وكيفية صيانتها وصور الاعتزاز بها وإطلاع طلبة العلم عليها والشرب بها, بينما تطرق المبحث الثاني إلى بُرَد النبي () وأرديته وكيف صانها الصحابة والتابعون, ومن اشتراها وكيف وصلت إلى الخلفاء الأمويين ثم العباسيين, حتى صارت من شارات الخلافة يلبسونها في العيدين وعند استلام الحكم والخلافة,

لا تتوقف وظيفة الامثال عند رسم معالم الحياة الاجتماعية ورصد انماط السلوك الانساني ، بل تتعداه الى تقديم نموذج يقتدى به، ولكون المرأة محور الحياة في البيت وخارجه ، فقد تناولت الامثال في الوانها المختلفة منها: الأم والأخت والأبنة والزوجة والحماة والضرة وغيرهن ممن ورد ذكرهن في الأمثال الشعبية، سواء على لسان النساء انفسهن، او على لسان الرجال ذماً او مدحاً لهن.
لم تكن الأمثال الشعبية كلها سلبية وضد المرأة فمنها الكثير من الأمثال التي وصفت المرأة في جمالها واصلها وذكائها، الى جانب ذم المرأة الكسولة الخاملة، والغبية والمبذرة، وغيرهن ممن وقعن ضحايا لها.
وبما ان دراسة الأمثال الشعبية لكل مجتمع تتيح الفرصة للكشف عن صورة المرأة في المجتمع، فلقد حاولت دراستنا رسم صورة واضحة المعالم للمراة الموصلية، وفي مؤسسة الزواج كنموذج مطروح، باستخدام منهج (تحليل المضمون).
ومن خلال اخضاع الأمثال عينة الدراسة للتحليل تبين تعدد الصور المقدمة للمراة الموصلية، ففيها الصورة التي تعبر عن علاقتها بالرجل، واخرى تعبر عن علاقتها بالابناء وثالثة تعبر عن علاقتها بالاهل.
ولقد تم تشكيل الصور المقدمة للمرأة في الأمثال الشعبية من خلال بيان مجموعة العلائق بينها وبين اطراف المثل، الزوج والاهل والابناء وبنات جنسها.
وجاء البحث بمجموعة من النتائج كان من ابرزها:
1. قدمت الأمثال صور المرأة المتعددة , التي ساهمت في تشكيل الصورة العامة للمراة في المجتمع الموصلي.
2. رصدت الدراسة عددا من الأمثال الشعبية التي تناولت المرأة وعلاقتها بغيرها، ومنها ضرورة وجود الرجل في حياة حواء وكيف أنه هو الذي يكسبها الأهمية او ينزعها عنها، ومن هذه الأمثال: ((الكني ملك والبنت كرك)).
3. ركزت الأمثال أيضاً على أهمية زواج البنت، وأظهرت لهفتين على الزواج ومن هذه الأمثال: ((زوج من عود ولا بالبيت قعود)).
4. وبالنظر إلى أن الأمثال الشعبية لها وظائف مختلفة داخل المجتمع، فان اهم هذه الوظائف واخطرها وظيفة التنشئة الاجتماعية القائمة على التمييز بين المرأة والرجل، وعلى تكريس هيمنة الرجل على المرأة، والتي تؤدي فيها المرأة دوراً كبيراً.

هذه دراسة حديثية تحليلية للأحاديث المشكلة عند القراء على وفق ما قرّره علماء القراءات، وذلك بدراسة ثلاثة أحاديث متعلقة بهم دراسة شاملة، وقد اشتملت على فوائد ومسائل كثيرة.
وقد اقتضت طبيعة البحث اشتماله على مقدمة وثلاثة مباحث وخاتمة، ففي المبحث الأول ذكر الباحثان حديث:" كان النبـــــي ﷺ لَا يَعْرِفُ فَصْلَ السُّورَةِ حَتَّى تَنَزَّلَ عَلَيْهِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ"، وفي المبحث الثاني ذكرنا حديث:" من قرأ حرفًا من كتابِ اللهِ فله به حسنةٌ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها لا أقولُ (الـم) حرفٌ ولكنْ (ألف) حرف و(لام) حرف و(ميم) حرف، وفي المبحث الثالث ذكرنا أثر الإمام عثمان  للرهط القرشيين الثلاثة:" إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنما نزل بلسانهم، ففعلوا"، وتناول كل مبحث على عدة مطالب في: تخريج الحديث، وجمع ألفاظه، وخلاصة حكمه، ثم ذكر إشكالية الحديث وإزالتها ، وما فيه من الفوائد واللطائف.
وتتخلص فكرة البحث بدراسة هذه الأحاديث الثلاثة عند القراء دراسة حديثة تحليلية، لأنه صار تحرير الصواب من هذه الروايات أمراً ملحاً، وخاصة في كيفية تعامل القراء مع هذه الأحاديث.
وقد توصل الباحثان إلى العديد من النتائج المهمة وهي مذكورة في الخاتمة.

الفلسفة العربية الإسلامية لها مكانتها المميزة في تاريخ الفلسفة العالمية ، ولا يمكن إهمال دور الفلاسفة المسلمين في بناء صرح الفلسفة ، ناهيك عن دور العلماء المسلمين ، في ميدان العلوم وكلا الميدانيين يصبان في مسيرة المعرفة البشرية، والتي لا ترتبط بعرق دون آخر ، فهي عالمية بكل معنى الكلمة .
أعطى الكندي للفلسفة قيمة عالية ، وأكد على ضرورة الأخذ بها ، في رسالة وجهها الى الخليفة العباسي المعتصم بالله ، يقول الكندي " ان أعلى الصناعات الإنسانية منزلة ، وأشرفها مرتبة صناعة الفلسفة التي حدها : علم الأشياء بدقائقها بقدر طاقة الإنسان ، لأن غرض الفيلسوف في علمه إصابة الحق ، وفي عمله العمل بالحق. فما دامت الفلسفة اذن تصبو نحو الحقيقة فهي - أي الفلسفة - ارفع شاناً مما سواها من العلوم ، هذا ما يقرره الكندي .
بحث الكندي وعالج مواضيع فلسفية كثيرة ، إلا أن البحث في النفس يعد من أهم هذه المباحث ، وذلك لأن الخوض في موضوع النفس احتل مكانة مهمة لدى الفلاسفة الإغريق وكذلك لدى المتكلمين ، هذا من جهة اولى ، اما من الجهة الثانية فإن البحث في النفس وفي ذلك العصر تحديداً يعد أمراً صعباً وخطيراً لارتباطه بصلب العقيدة الدينية ، كما ان الكلام في النفس يقتضي علماً واسعاً بفروع المعرفة البشرية .