Abstract
بسم الله, والحمد لله, والصلاة والسلام على خير خلق الله محمد - صلى الله عليه وسلم - وعلى اله وصحبه ومن والاه.
إنَّ ما يقوم به علماء اللغة من ضبطهم لألفاظ اللغة العربية ولا سيما ضبطها بالحروف دون الحركات لهو خير دليل على حرصهم ومعرفتهم بتلك الالفاظ, وذلك لأن أي تغيير في بنية الكلمة قد يصحبه تغيير في دلالة تلك الكلمة, ويؤول بها إلى المعنى الخطأ, ومن هنا فقد اعتنوا بألفاظ اللغة العربية ولاسيما تلك التي قد تشابهت في صيغها وحروفها, واختلفت في حركة فائها أوْ عينها, وهي التي تعرف بـ(المثلث اللغوي), وممن اعتنى بتلك الالفاظ ابْن المَبْرَدِ الذي ادرك المنفعة الكبيرة التي تحصل عند المعرفة بتلك الالفاظ, والخطر الكبير الذي يحصل عند الجهل بها والاعراض عنها, وَذَلِكَ أَنَّ مثل الفاظ ظاهرة (المثلث اللغوي) إِذَا لم يُطَّلَع عَلَى معانيها ويُعْرَف ضبطُ الفاظها, يؤدي الاعراض عنها مع مرور الزمن إلى تغير مدلول الكلمة, فقد تصبح الكلمات الثلاثة ذات المعاني المختلفة كلمة واحد مقابل هذه الدلالات, أي: إنَّنا دخلنا في ظاهرة المشترك اللفظي, كلمة مقابل معان مختلفة, والحقيقة ان هذه المعاني المختلفة هي لكلمات مختلفة أَيْضًا, وما حصل هو نتيجة عدم ضبط ومعرفة مثل هكذا كلمات, ومن هنا صار لزاما علينا دراسة مفردات هذه الظاهرة.