BASRAH HERITAGE

ملخَّصُ البحث
ممّا لا شكَّ فيه أنَّ هناك نسبةً كبيرة من التراث الروائيّ قد فُقِدت، ولأسبابٍ مُختلفة، لكنَّ بعضها بقي محفوظاً كُلِّيّاً، أو بمقدار جيِّد منه في بطون الكُتُب، ويمكن استحصاله وإبرازه؛ لإحيائِهِ.
ومن ذلك التراث الروائيّ المفقود (صحيفة الوصيّ) لأبي هارون، عمارة بن جُوين بن جابر، العبديّ، البصريّ، المشهور بكُنيته، المتوفَّى سنة (١٣٤)؛ إذ ذُكِرَ في ترجمته أنَّ له نسخةً كان يُسمِّيها (صحيفة الوصيّ)، ويقصد بـ(الوصيّ) أميرَ المؤمنينَ، دوَّن فيها أحاديث في مناقبه، ومنزلته من رسول الله، وأحقِّيَّته في شأن الخلافة، وقد كانت سبباً في النقمة عليه، وتضعيفه من قِبل علماء الجمهور، وإقصائه من المدوَّنات الرِّجاليَّة، وسيأتي البحث على ذلك بالتفصيل إن شاء الله تعالى، معَ ذِكرِ ترجمةٍ له، ثمَّ استعراض نصِّ الوصيّة مستخلصةً من رواياته المبثوثة في بطون الكتب، بتمام أسانيدها؛ لتكون مادَّة تامَّة -إنْ شاء الله تعالى- للباحثين، ومن الله تعالى نستمدُّ التوفيق.

في كتب الرّحلات فوائد عديدة، ومن أبرز تلك الفوائد المعرفيّة هي البحث في أسماء المناطق التي يزورها الرَّحَّالة، وأُصول تلك الأسماء، والبحث التاريخي والأسطوريّ الذي يرافق عمليّة الاشتقاق؛ لذلك يجتهد الباحثون في إرجاع التسميات إلى أُصولٍ عديدة، بل ويَشتطّون في تلك التأويلات. وعلم الطوبونيميا «Toponymy» هو العلم الذي يُعنى بدراسة أسماء المواقع الجغرافيَّة، ولفظة «طوبونيميا» لفظة يونانيّة مشتقَّة من كلمتي توبوس التي تعني (مكان)، وأنوما ومعناها (اسم)، وهذا النوع من الدراسات هو أحد فروع علم الأسماء (الأونوماستيكس) (علم الأسماء)، الذي يُعنى بدراسة أُصول الأسماء وجذورها واشتقاقاتها، للأشخاص والأماكن، وغيرهما.
فالبحث في أسماء الأماكن وأُصولها واشتقاقها، يحتاج إلى معرفة باللُّغات القديمة، أو اللَّهجات، وبتاريخ المنطقة المدروسة، وبذاكرة الشعوب الساكنة، وما جرى عليها من تغيّرات أو هجرات، بل دراسة الأعراق أحياناً؛ لذلك يستفيد هذا العلم من علم اللُّغة المقارن، ومن فقه اللُّغة، ومن التاريخ، والجغرافية، والسِّياسة، وغيرها من العلوم ذات العلاقة لمعرفة حقيقة تلك المُسمّيات، والبحث في أُصولها.
وأستطيع أن أقول: إنّ محمَّد هادي الدَّفتر في كتابه (رحلة إلى العراق الشماليّ) كان من البصريّين الأوائل الذين اعتنوا بأدب الرِّحلات في أربعينيّات القرن العشرين، فهو أديب، وشاعر، ولغويّ، وصحفيّ، ورحَّالة، وكاتب في الفلسفة، أفاد من تلك المواهب في البحث عن أسماء المناطق العراقيّة الشماليّة؛ لذلك وجدته وحسب علمي أوَّل عراقيّ يبحث في أُصول مُسمّيات المدن والقُرى العراقيّة عندما يريد الحديث عنها، أثناء زيارته لها، فهو أول ما يبتدأ الحديث عن مدينة، أو قرية يبحث في اشتقاق اسمها، وحمولاته اللُّغويّة والتاريخيّة والأُسطوريّة.

يُعدُّ كتاب أمالي ابن الشجريّ من الكتب ذات الأهمّيّة البالغة عند دارسي اللُّغة والنحو والأدب، ومن الأشياء المهمة التي وردت فيه هي الأمثال، التي تحتلّ مكانة وأهمِّيَّة عند العرب، لِمَا لها من تعبير عن أفكارهم وثقافتهم، فيَردُ المثل بلفظ موجز وعبارة بليغة فضلًا عن وجود الغرابة والغموض في بعض الأمثال، فجاءت الدراسة في هذا البحث عَبر نظرية سياق الموقف الذي يزيح الإبهام والغموض الذي خيّم على النّصّ، فركَّز البحث على تقريب الصورة وإزالة الإبهام والشكّ في ذهن المخاطب، وقد اختار الباحث الأمثال الواردة في كتاب أمالي ابن الشجريّ الذي أوردها الأمثال مستشهدًا بها لأغراض نحويَّة استعملها بعض النحاة.

الأب (كاريه) مبشِّر يسوعيّ رحَّالة فرنسيّ مسؤول الشركة الفرنسيَّة في الشرق، زار البصرة خلال رحلته الأُولى للشرق، ووصلت سفينته إلى البصرة في (30 آب 1669م)، وقد أُعجب بها، بل إنَّه فضَّلها على أجمل بقاع الشرق؛ لروعة بساتينها وأشجارها، وغابات النَّخيل فيها.
وكان شاهدَ عيانٍ للأحداث الدامية للحملة العثمانيَّة في سنة (1668م) لإنهاء الحكم الذاتيّ لأُسرة آل أفراسياب، وقد أعطى عنها معلومات لم تذكرها المصادر الأُخرى، ولاسيّما مآسي السكَّان البصريّين أثناء الحملة العسكريَّة، وعندما طلب الوالي (يحيى باشا) من كاريه المساعدة من مدفعيَّة سفينة الرحَّالة ضدّ العثمانيّين، امتنع الأخير عن ذلك؛ خوفاً من تطوّر الأحداث لصالح العثمانيّين.
وقد بيَّن (كاريه) طريقة الوالي العثمانيّ لاستمالة أهالي البصرة؛ ليتمكَّن من السيطرة على مينائها، وتجارتها.
وذكر لنا ما حدث لآخر حاكم محلِّي من أُسرة أفراسياب -حسين باشا- من أُمور صعبة أدَّت إلى إبعادِهِ عن الحكم، وإنهاء وجود هذه الأُسرة في حكم البصرة؛ بسبب السِّياسة الجديدة للعثمانيّين.
قُسِّم البحث إلى ثلاثة محاور، هي: المحور السِّياسيّ والأمنيّ، والمحور الاقتصاديّ، والمحور الاجتماعيّ.
والرد على بعض المغالطات عن المجتمع البصريّ آنذاك، وكذلك تسميات الأماكن وغيرها .
اتَّبع الباحث المنهج التحليليّ النقديّ لما أورده الرحَّالة (كاريه).

يُعدُّ البعد الغيبيُّ والإعجاز الإلهيُّ في الإخبار عن استشهاد الإمام الحسين وما يؤول إليه مصير أهل بيته وأصحابه بعد استشهاده، وبيان مصير من ناصرهم.
كتاب بُغية الطلب في تاريخ حلب للمؤرِّخ الشاميّ ابن العديم، الفقيه الحنفيّ، والقاضي ذي الأُصول البصريّة، فهو من تلك الأُسرة التي دانت بالولاء والتشيُّع ردحاً طويلاً من الزمن، فضلاً عن ذلك، فإنَّ الكتاب يُعدُّ من كتب التراث الإسلاميّ المعتبرة والمختصَّة التي نالت شهرة واسعة، فابن العديم المتوفَّى عام (660#) -أي بعد ستَّة قرون من استشهاد الإمام الحسين- يُتحف المؤرِّخين والمصنِّفين الذين عاصروه، أو ممّن جاءوا بعده، والقرَّاء بموضوعة الأحداث الغيبيّة، والإعجازات الإلهيَّة، والأحداث التي صاحبت استشهاد الإمام الحسين، وهذا ما أسهم في ديمومة ثورته، واستنهاض الأُمَّة ضدَّ الجور والظلم والطغيان، ولأنَّ موضوعنا هو البعد الغيبيّ والإعجاز الإلهيّ، آثرنا الاختصار في التعريف بالمؤرِّخ وكتابه.

تعدُّ حروف المعاني ودراستها من الموضوعات الهامةِ في لغتنا العربيّة؛ لما حوتهُ من دقّةٍ في المعاني، وغزارة في الاستعمالات، وكثرة العلّل والأحكام، لا سيما إذا وجهتْ وارتبطتْ بالأبحاث الدّلاليةِ التي هي عمادُ الدّرس العربيّ الذي وضع بالأساسِ لتوجيهِ المعاني، وإبانة ما في العقولِ من أفكارٍ ومشاعرٍ، فكان اللّفظ وعاءها في قوالب خاصة أوجزها مؤسسو قواعدها بالأسماء والأفعال والحروف.
وقد عني علماء العربيّة بالحروف فكانتْ بداية التأليف حولها ضمن موضوعات النّحو العربيّ أمثال كتاب سيبويه ومَن جاء بعده من النّحاة حتّى عصر التّخصّص في التّصنيف، فنجد النّحاة واللّغويين قد صنفوا حول الحروف كتباً، تجاوزتْ عشرين كتاباً، جعلوها محطّة لدراستهم فبرزتْ جهودهم الكريمة، واتضح فهمهم العميق لتراث الأمّة اللّغويّ، ونتاجهم المعرفيّ.
ثمّ كان للأصوليين جولاتٌ في تطوير مفهوم الحروف، والتّوسع فيه من خلال مباحث الألفاظ التي زانها ووسع في مادتها متأخرو الأصوليين على وجه الخصوص تطويراً لفهم النّصّ الدّينيّ عموماً والشّرعيّ خصوصاً، وابانة عن كنوز الشّارع المقدّس بما حواه من أحكامٍ وأخلاقٍ.
وقد كان الميدان الأصوليّ عند المتأخرين واسعاً بدا من عصر الآخوند الخرسانيّ فكان أبرز ما فيه تقسيم اللّغة لمعان اسميّة وحرفيّة وما دار حولها من جدل ونقاش واسعٍ في تفريع المسائل ونقاشها.
وقد تحقّق لنا أن حصلنا على مخطوطةٍ نفيسةٍ كتبت بيد أحد طلبة الآخوند -صاحب الكفاية - وهو السّيّد عبد الصّاحب الحلو والتي توقفنا على أبعاد التّطور الأصوليّ في هذا المضمار، فضلاً عن بيان أوجه الاستفادة من دراسة المعنى الحرفيّ لدى الأصوليين وتوظيفها لدى الفقهاء للاختلاف بين المعاني الأسميّة والحرفيّة، وهي نفس الفترة أو قبلها بقليل لتوسع بهذا المبحث المهم وهي فترة المحقّق النّائينيّ والمحقّق الأصفهانيّ.
فالرسالة تعدّ نسخةً فريدةً تعكس النّضج الأصوليّ لمفهوم الحروف وثماره النّظريّة والتّطبيقيّة.

احمد الحسيني, [07/12/2024 10:06 ص]
Abstract
Industrial activity in Basra is considered to be the mainstay
of Iraq's economy. Basra, among Iraqi other governorates,
has been characterized by its economic diversity, being
the only port of the country. Basra has also witnessed
economic prosperity following the political and economic
developments in Iraq in 1968. The industrial activity in Basra
motivated the industrial institutions to replace the foreign
work force by Iraqi workers. This also helped to set up
some projects such as Chemical Fertilizers Plant, the State
Company for Paper Industry, Iron and steel Plant, Cement
Plant, Electrical Power Plant, Petrochemical Plant, etc.
The study also deals with oil nationalization, the
monopolistic companies, and the economic agreements
concluded with socialist countries. There is a section on
the oil industries in the city including Basra Oil Company,
as the oilfields played a vital part in activating the industrial
sector in Basra. Such an industrial activity led to a number
of economic and social transformations including

احمد الحسيني, [07/12/2024 10:08 ص]
terminating the hegemony of foreign monopolistic oil
companies and imposing full national sovereignty on the
national oil wealth. It also supported the country in carrying
out its development plans and improving the economic
conditions of Iraqi governorates at large.