Contemporary Islamic Studies Magazine

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطاهرين
وبعد:-
لاشك ان لعلم الاصول اهمية كبير وذلك لتحصيل القدرة على استنباط الاحكام الشرعية من ادلتها التفصلية المقررة عند المسلمين على اختلاف مبانيهم، سيما بعد رحلة النبي الاكرم صلى الله عليه وآله عند عامة المسلمين، وبعد انتهاء عصر الائمة من آل الرسول عند الامامية خاصة، وغموض بعض الادلة وفقدان بعضها، لذا احتجنا للوصول الى تقعيد القواعد الاصولية ومن هذه القواعد الاصولية هي قاعدة (( تنقيح المناط)) هي واحدة من منتجات الحاجة الى طرق تحاكي الموروث النصي وتتعمق فيه وصولا الى الحكم الشرعي الظاهري بعد فقد طريق الوصول الى الحكم الشرعي الواقعي .
وقد جعلت البحث فيها على مبحثين :
الاول وفيه ثلاث مطالب: المطلب الاول: بيان معنى القاعدة لغة واصطلاحا. المطلب الثاني:الاقوال في اصولية القاعدة. المطلب الثالث: الاقوال في حجيتها.
المبحث الثاني: على مطلبين: اولا: تطبيقات القاعدة في الاستنباط الفقهي .ثانبا: الفرق بينمها وبين القواعد الاصولية المشابهة لها .

منذ أن قتل قابيل أخاه هابيل، بانَ هناك عنصران متناقضان، تقارعا بالحجة والبرهان بين خضم المعترك الانساني، تجسم الشر كله بأولهما، وتسربل الخير برمته بثانيهما، فصار الصراع سمة لهما، فالشر دائما ثائر يبحث عن مكان يحاول إثبات وجوده فيه، بينما الخير قد تجلبب برداء الوقار والهدوء يحاول أن يتجنب الشر والصراع معه.
لقد كان ديدن السماء دوما أن لا تترك المعركة حامية بين الاثنين، فترسل المرسلين والأنبياء والمصلحين والأوصياء ليكون الخير هو المنتصر، لكن الشيطان كان دوما في مرصاد الإنسان يحاول أن يحرفه عن جادة الصواب. ومن هذا وذاك سجل التاريخ وقائعاً وأدواراً لرواد قادوا حركة الإصلاح على وجه المعمورة، فصاروا بين قتيل وطريد مشرد بين الفلوات بسبب دعوتهم للإصلاح، فقبل الاسلام هناك دعاة كثيرون، كان نوح(ع) واحداً منهم، وبعد أن نُشر الاسلام على وجه المعمورة كان للأوصياء دورهم، فكان الحسين(ع) واحداً من هؤلاء الذين إنتهت حياتهم بالقتل لكنه لم يُهزم بل ظل على طول الزمان شعلة وقادة تنير دروب المجاهدين الساعين لمرضاة الله.
نحاول في هذه الوريقات القليلة أن نُحدِث مقارنة بين جهاد نبي الله نوح (ع) مع قومه وما أستنفذه من وسائل واساليب في سبيل الإصلاح ، وبين دعوة الحسين(ع) لأجل إنقاذ دين جده من الإنهيار، فكان شعلة لمن أراد أن يقارع الظالمين على مدى التاريخ.
ومن أجل أن نقف على حقيقة هذه الحركات كان هذا البحث باحثاً عن الحقيقة لتكون منارا للأجيال، فأنتظم في ثلاثة مطالب، تحدث الأول عن أخلاقيات الدعاة الى الله؛ كون أنّ الله جعل الضرورة تقتضي ذلك؛ لأن المصلحين يجب ان يبدؤوا بأنفسهم أولاً فيصلحونها ثم ينتقلوا الى الناس؛ لتكون الاستجابة والامتثال والتقبل، ثم ليأتي المطلب الثاني ليستعرض الأساليب التي استخدمها نبي الله نوح(ع) في دعوته الى الله، وقد ذكرها القرآن الكريم في قوله تعالى:( ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا)(نوح/8-9)، فلم يُبقِ وسيلة إلا استخدمها معهم وبالتالي إكمال الحجة عليهم، كذلك كان دور الإمام الحسين(ع)، فقد استنفذ كل الوسائل مع القوم من نصح وإرشاد ومراسلة وإرسال السفراء الى أرجاء المعمورة، وهذا ما تكفل المبحث الثالث بالحديث عنه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير المرسلين محمد وعلى آله الطاهرين
وبعد..
فقد وقع اختياري على موضوع الحرابة بين التشريع والتطبيق. لأنه من الموضوعات التي تسيطر على تفاصيل دقيقة في حياة الإنسان سواء ما تعلق منها بالعبادات أم ضرورات الحياة الاجتماعية الأخرى ، فالسلم ضروري في حياة الإنسان الفردية والاجتماعية فإذا شاع السلم شاع الأمن والالتزام، والتعاون ، ووصل الناس إلى قمة الفضيلة ، وهو منجاة ودعامة من دعائمِ الإيمان ، فإذا تحلى المجتمع بالسلم استطاع أن يسير بخطى سريعة نحو مراتب الإيمان العليا ، إذ هو القوةُ الدافعةُ والمحركةُ ، وهو الصفة اللازمةُ لكل مقام من مقامات السلوك إلى الله تعالى. وعلى نقيضه الحرابة التي هي موضوع البحث في عنصرُ إفسادٍ كبير وفعال في المجتمعات الإنسانية وسبب من أسباب هدم صِلاتها وتقطيع روابطها، ورذيلة من رذائل السلوك ذات الأضرار البالغة لما رأت العقول من سوء عاقبتها، وخبث نتائجها ، لذلك ذمها العقلاء في جميع الأمم التي خلقها الله  فالحرابة من الوسائل غير الحضارية التي تسهم في تأخر المجتمعات وتخلفها.
من هنا جاءت فكرة البحث التي تحدد هذا المصطلح وتبحث في آراء الفقهاء والمفكرين فيه . وفي الأحكام المترتبة على النتائج التي يسببها المحارب. وقد اقتضت خطة البحث أن أقسمه على خمسة مباحث وكالآتي:
اختص المبحث الأول منها بالبحث في مفهوم الحرابة وتحديده من الناحية اللغوية والاصطلاحية فضلا عن الاستعمال القرآني لهذه اللفظة. أما المبحث الثاني فقد تناول آراء الفقهاء في الحرابة والمحارب. بينما أختص المبحث الثالث ببيان مشروعيةعقوبة المحاربة وأدلة إثباتها. وكان المبحث الرابع يتناول شروط المحارب والعقوبة المترتبة عليه بينما اختص المبحث الخامس ببيان أنواع عقوبة الحرابة وتوبة المحارب ثم ختم البحث بالنتائج وقائمة المصادر

الحمـــــــــــــــــد لله الذي أنزل القرآن ، وبين فيه الآيات ، والبرهان ، ونصب لكل شيء الدلائل ، والبيان ، ووعد على طاعته الجنان ، وأوعد على معصيته النيران , و بعد من رحمته الشيطان، وقرب منها من يأتي الايمان ، والصلاة على نبي الحرمين ، رسول الثقلين ، وامام القبلتين , محمد سيد الأولين , والاخرين , وأصلي على اله الطيبين الطاهرين , ومن سار على هديهم أجمعين .
وبعد :
البحث حول نفي شبهة التشكيك في حجية ظواهر القران الكريم موقوف على ثبوت تواتره ، ونسبته لله تعالى ، وعقيدة جميع المسلمين قائمة على ذلك ، من خلال اعجازه بأسلوبه ومضامينه ، واخباره بالمغيبات التي ثبتت بعد ذلك صدقها ومطابقتها لما اخبر به ،وتحديه لبلغاء عصره ونكولهم عن مجاراته ، وارتفاعه عن مستوى عصره بدقة تشريعاته ، الى ماهناك مما يوجب القطع بسموه عن قابليات البشر مهما كان لهم من الشأن .
فكان الاختيار لهذا الموضوع (نفي شبهة التشكيك في حجية ظواهر القران الكريم ) لأسباب منها:
اولاً : مضاعفة الجهود وتكريسها نحو الفهم الصحيح ،والافهام المناسب لعقائدنا الحقة ، ومفاهيمنا الرفيعة من خلال بيان بعض الشواهد التي من خلالها وجب الدفاع عن حجية ظواهر القران الكريم .
ثانياً : رفع شبهة التشكيك في حجية ظواهر القران الكريم من خلال طرح ومناقشة الشبهات ، والوصول الى اليقين مما يوجب القطع بالعمل بظواهر القران الكريم .
ثالثاً: رد من زعم وقوع التحريف في القران الكريم كما وقع في التوراة ، والانجيل ،وذلك بمقتضى ما ورد من ان ما وقع في الامم السابقة يقع في هذه الامة ايضا ، ولأن وقوع التحريف مانع من العمل بظواهر القران ، لذا وجب بيان الشبهات القائلة بالتحريف ومناقشتها على رغم المشاكل والصعوبات التي واجهها الباحث كون هذا الموضوع بحاجة الى التدقيق لمعرفة ما وجد من اراء تشكك في حجية ظواهر القران فضلا عن الجدل الدائر في هذا الموضوع ، والاخذ بأرجح الآراء من خلال اتباع الباحث منهجا وصفيا مع الاستعانة بالمنهج التحليلي على الرغم انني لم اجد من الدراسات السابقة قد تعرضت تفصيليا لشبهة التشكيك في حجية ظواهر القران الا بعض الاشارات البسيطة في متون الكتب الفقهية كما في كتاب "الفقه المقارن" لمحمد تقي الحكيم ،لذا شرعتٌ بتوفيق من الله تعالى حول الموضوع وقسمت البحث على مدخل وثلاث مطالب وختمت بأهم النتائج .

يعرض البحث الموسوم بـــ(التفرد في رواية الحديث وأثره في تقييم الرواة) مفهوم التفرد عند علماء الحديث, وأقسامه, وأهم الأسباب التي أدت إلى نشوء التفرد, والصور التي تتفرع عنه من أنواع الحديث التي تلتقي معه, وكذلك الأحكام التي تتعلق به من حيث القبول أو الرد وكيفية حكم المحدثين عليه, هذا من جهة.
ومن جهة أخرى, يعرض أقوال علماء الرجال حول هذا الموضوع وكيف تعاملوا مع الراوي الذي تفرد بالحديث – كثرة أو قلة في التفرد - , وكذلك طبيعة الأحكام التي أطلقوها تجاهه, وما هي الإسقاطات التي ولَّدها التفرد في الحديث على وثاقة الراوي – قدحاً أو مدحاً-.

أختلف المسلمون في الديانة الصابئية هل أنهم من أهل الكتاب أم لا منهم من قال أنهم من أهل الكتاب وتجوز أخذ الجزية منهم ,ومنهم من قال انهم ليسوا من أهل الكتاب ولا تجوز أخذ الجزية منهم, فضلا عن ذلك أن الدين الاسلامي يؤمن بالتسامح والتعايش السلمي سواء كانوا من اهل الكتاب أو لم يكونوا, وتعد الديانة الصابئية من الديانات القديمة حسب ما ذكرة المفسرون في كتبهم فهي مزيج من الديانتين اليهودية والمسيحية ومن خلال الدراسة تبين لدى الباحث انها اقرب الى الديانة المسيحية, وركز الباحث على أهم ما تناوله المفسرون في كتبهم لتبين عقيدة الصابئة من وجهة نظر المفسر, وقد تضمن البحث خمسة مباحث وهي على النحو الاتي:
المبحث الاول :الصابئة لغة واصطلاحا:
المبحث الثاني: أراء المفسرين في أصل الديانة الصابئية
المبحث الثالث: نشأة وتاريخ الصابئة عند المفسرين
المبحث الرابع : كتبهم والبيوت والهياكل المعظمة لديهم
المبحث الخامس :معتقدات الصابئة عند المفسرين
المبحث السادس :اقسام الصابئة عند المفسرين

الحمد لله رب العالمين ,والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ,سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ,وبعد:
فإنَ من خصائص لغة التنزيل في مدلولات ألفاظها ,أنَ اللفظ كثيرا ما يرد عاما بحيث يفيد الشمول ,فيدل على أشياء كثيرة يستغرقها ,وحين خاطب الله عز وجل البشر بلغة العرب خاطبهم بلسانها على ما تعرف من معانيها وما تألف من اتساع هذا اللسان ,فكان طبيعيا أن تبدو في نصوص الكتاب العزيز إفادة الشمول والعموم
ولانَ معاني مصطلح أو مفهوم (الاحاطة والشمول) من المعاني المهمة التي تدعو اليها حاجة التخاطب ,وفهم مرادات الخطاب لذلك عني بها النحويون والمفسرون والأصوليون وغيرهم .
وإنَه لمن المتفق عليه لدى اللغويين أنَ لهذا المصطلح ,صيغا في اللغة لكن تعيين تلك الصيغ وحصرها محل خلاف نظرا لاختلافهم في ماهيَة الشمول ولكنهم مع ذلك يكاد يتفقون على طائفة من الصيغ التي تشترك في ذكرها كثير من المصادر لشهرتها وهذا هو ما ستعنى به هذه الدراسة
إنّ هذا البحث يمثَل محاولة لرصد الالفاظ الدالة على (الاحاطة والشمول )في القران الكريم وما قصده من استعمالها وكيف أنَ القرآن الكريم قد وظّف تلك الالفاظ في سياق قرآني فيه كثيرُ من الاعجاز والبيان .
وانطلاقا من هذا المعنى ,قسم البحث على مبحثين ,مهد بمدخل حول مفهوم الاحاطة والشمول والتطرق إلى معناه اللغوي والاصطلاحي
وتناول المبحث الأول الصيغ الدالة عليه بنفسها وهي : صيغ التوكيد المعنوي , والأسماء الموصولة , وأسماء الاستفهام , وأسماء الشرط , وكذلك لفظ ( الإحاطة ) ومشتقاته اما المبحث الثاني فقد تناول الصيغ الدالة على الاحاطة والشمول بقرينة وهي : المفرد المحلَى بـ (ال ) الجنسية وكذلك الجمع المحلى بها ,والمفرد المضاف الى المعرفة ,والجمع المضاف اليها ايضا ,والنكرة في سياق النفي والنهي ,والنكرة الموصوفة ,والتقديم والتأخير ثم ختم البحث بخاتمة ذكرت فيها أهم ما توصل اليه من نتائج
وبعد :أرجو أنْ تكون الأفكار التي تضمَنها هذا البحث مفيدة وفيها نفع للباحثين والمهتمين بالعربية وتراثها الخالد , والله ولي التوفيق .

الحَمدُ للهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ, اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى فَاطِمَةَ وَأَبِيْهَا وَبَعْلِهَا وَبَنِيْهَا وَالسِّرِّ المُسْتَوْدَعِ فِيْهَا, عَدَدَ مَا أَحَاطَ بِهِ عِلْمُكَ, وَأَحْصَاهُ كِتَابُكَ, بِرَحْمَتِكَ الوَاسِعَةِ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ.
وبَعْدُ: فإنّ القراءةَ تكشف في بحثها عن مكوّنات الخطاب بملامحها الحِجَاجيّة وعلاقات بنيتها النّصيّة في أسلوب الخطبة الفدكيّة( ) للسيّدة الزهراء , التي تهيكل بناءه الكلّي العامّ, وتؤسس روافد مرجعياته في تكوينه الخاصّ, لكون كلام السيّدة الزهراء  مشتقّاً كلّياً من كلام الله , فجزئيات خطابها كلّها؛ ببنيته السطحيّة والعميقة, لها تخطيطها المرسوم, وقصدها المعصوم, من حيث ما يحويه كلامها من خصوص وعموم, من هنا تكفّل المِهاد بعرض إشارات للخطبة ومناسبتها, حتّى تبتدئ القراءة بعَتَباتها لدى أسرار سيمياء العنوان وعلاقته بمناسبته, ومنها إلى هندسة ديباجة الخطبة وحركة بِنيتها النّصيّة داخل الخطاب, التي تُوْصِل القراءة إلى بيان التّناسب الدلاليّ وتراتبه السّياقيّ بكونها قطب عناصر بِنية تكوين نصّ الخطاب بمكوّناته الحِجاجيّة, ومنها إلى البحث عن ملامح أصناف الآخر في بِنية نصّ الخطاب في قوة كشف الحقيقة وبيان صورتها النّاصعة بملمح تقسيم تقابل الآخر الحِجاجيّ, من حيث الآخر الإلهيّ الذي اختار الله وانتجبه واصطفاه واصطنعه لنفسه, ومن حيث الآخر الوضعيّ الأرضيّ, وعَبْر هذا يكون الدخول في دراسة التّلقي للقرآن الكريم, بشِقَّيه الأوّل: الامتثاليّ؛ مثل افتتاح الاستهلال القرآنيّ, وتوظيف مفرداته, وتشخيص علاقة الآخر ووصفها وتصويرها, والثّاني: الاستدلاليّ؛ من الاستدلال المباشر الصريح لآياته المباركات, ومن خصائصه الحِجَاجيّة في بِنية الخطاب النّصيّة, وبعدها تزيح القراءة اللثام من على أسرار تكرار الكلمة المفتاح ووظيفته الحِجاجيّة في قصديتها المخصوصة في الخطاب ومقامها النّصيّ, كتكرار كلمة لفظ الجلالة (الله) , وكلمة (أبي), و(ابن) عمّي, وكلمة (كِتَاب) الله , وفي نهاية المكوّنات يكون استقراء الاستفهامات ببِنيتها الخطابيّة واشتغالها الحِجَاجِيّ, بأقسامها بحسب عدد اشتغال أدواتها, وجُملها التي تحملها موضوعة كلّ مقطع استفهاميّ وتوجّهها حِجَاجيّاً بدلالةٍ تقصدها السيّدة الزّهراء , والتي تعضّد خطابها في التّواصل مع المُخَاطَب.

إن دراسة الأصوات هي أول مايعنى به دارس اللغة ، إذا أراد أن يدرس لغة ما دراسة علمية صحيحة . لأنها الأصول التي تتكون منها الكلمات ( حروف الهجاء ) ومعرفة خصائص هذه الأصوات وصفاتها حين تتمازج في صور الكلمات .
ومن هنا أحس علماء اللغة العرب بدءاً بالخليل بضرورة الدراسة الصوتية لفهم أسرار العربية . وسار على نهجه علماء اللغة الآخرون من امثال الازهري ، وابن دريد ، وابن جني . والسكاكي . وقد عرف أهل القراءات هذه الدراسة بعد الخليل .
وانّ الصوت البسيط من حيث مخرجه وصفته وطبيعته في التأليف هو عماد القراءات القرآنية وسبب اختلافها .
قال برجستراسر : " ... وأول من وضع أصول العلم الخليل بن أحمد " وأستطاع أن يبني كثيرا من أصول النحو .
والكوفة هي موطن القراءة ، وأكثر النحويين الكوفيين كانوا معنيين بالقراءات وعلومها ، ولقد دونوا في كتب التجويد ، آراء وتفصيلات كثيرة كان لها الأثر الكبير في دراسة النحو .
قال برجستراسر : " كان علم الاصوات في بدايته جزءاً من أجزاء النحو ، ثم استعاره أهل الأداء والمقرئون ، وزادوا فيه تفصيلات كثيرة مأخوذة من القران الكريم " .
وعلم القراءة ، هو دراسة تتصل بدراسة الأصوات من حيث مخارجها وصفاتها وأحوالها المختلفة .
ولقد كان علماء القراءات الكوفيون ولاسيما الكسائي على صلة بواضع اصول هذا العلم وهو الخليل الذي اتصل به اتصالا مباشراً ، والفراء كذلك عن طريق ( الكتاب ) لسيبويه ، وكان الكسائي مؤسس المدرسة الكوفية النحوية ، وكان أحد الأئمة السبعة في القراءة ، والفراء عني برواية أحرف القرآن ، وبالتفسير.
لذلك يبدأ البحث بتمهيد أوجزت فيه القول في مدرسة القراءة والقراء في الكوفة , وبينت كيف أن الكوفة كانت موطن القراءة عندما اتخذ الإمام علي (ع) منها مركزاً للخلافة, وجاء معه الصحابة مثل عبد الله بن مسعود ، الذي اخذ عنه ، عبد الرحمن السلمي, وزر بن حبيش ثم حمزة بن حبيب الزيات ثم الكسائي ، مقرئ الكوفة ومؤسس مذهبها النحوي, لأبين البذرة التي نثرت لتنشأ عنها زهرة الدراسة الصوتية في الكوفة .
أما موضوع البحث وهو الدراسة الصوتية عند الكوفيين فقد سلطت فيه الضوء على الموضوعات الآتية ، الإدغام ، والإبدال ، والهمز ، والإمالة .
وقد بينا في فقرات هذا المبحث هذه الظواهر الصوتية حسب توفرها في قراءات الكسائي والفراء ، وحسب ما توفر لدينا من المصادر.
وبهذا أرجو أن أكون قد وفيت الموضوع حقه وما توفيقي إلا بالله العلي العظيم .

الحمدُ لله الذي نَزَّل القرآنَ على حبيبه، وألْهَمَ ورثتَهُ تدبُّر معانيه وغريبه، وأفضلُ الصلاةِ وأتمُّ السلام على نور اليقين وسيد المرسلين أبي القاسم محمد  نبيّ الثقلين، وعلى آله الطيِّبِين الطاهرين وصحبِهِ المنَتَجبِين ومَن تَبِعَهُم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
أمَّا بعد :
فإنَّ أفضلَ العلم بعد العلم باللهِ عَزَّ وجلَّ، العلمُ بكتابِهِ تعالى، لأنَّهُ مَحَلُّ التَدَبُّر وغاية التأمُّل، فهو الشِرْعَةُ والمنهاجُ، والسِراجُ الوهَّاج.
وبعد اطّلاعي على فنونِ البلاغة العربية في بطون المصنفات القديمة منها والحديثة، وإطالة التدبُّر في آياتِ القرآن وأساليبه -ولا سيما البديعية منها- عَنَّت لي ظاهرةٌ أسلوبيةٌ قوامُها موسيقا الفواصل القرآنية ، فوجدتُ نفسي تواقةً إلى دراسة هذا الضرب من الفنون، فاخترتُ فَنًّا منها بِكرًا لم تُحَبِّرهُ أقلامُ الباحثين المعاصرين -على وفق ما تيسَّر لي من مظان في هذا الباب- أَلاَ وهو (التوشيح)، فجعلتُهُ موضوعًا لهذا البحث الذي سَمَّيتُهُ ("التوشيح" - دراسة بلاغية في تقنيات الأسلوب القرآني-). وكانت دراستي لهذا الأسلوب دراسةً وصفيةً تحليليةً للثنائيات التوشيحية المتقابلة، وذلك على وفق مستَوَيَي (السطح) و(العمق)، فضلاً عن أنها تقوم على استجلاء القيم الجمالية والفنية من الأسلوب نفسه، والوقوف على المناسبات المعنوية التي تؤلف لَبِنَة ً هامّة في بنية التوشيح، وهو ما يؤكد خَطَلَ ظنِّ كثيرٍ من أرباب البلاغة بِوَهْنِ قيمة البديع، وحصره في حقل الحِلْية وزخرف القول حسب.
وبعد الوقوف على مفهوم (التوشيح) وَحَدِّهِ في اللغة والاصطلاح - وبيان خَلْطِ البلاغيين بينه وبين بعض فنون بديعية أخرى قد تتشابه معه بوجه من الوجوه نحو (الإرصاد) أو(التسهيم) و(التصدير) - تناولتُ التكوين البنائي له، وبيّنتُ قيمته البلاغية وأهميته الجمالية، وَلِيَ ذلك تقسيمُه على قسمين رئيسين حملا على نوع التقابل المتحقق في بنيته في الآية الكريمة - في ما إذا كان العنصران المتقابلان فيها متضادين، أو متناظرين - فكانا : (التوشيح بالتضاد)، و(التوشيح بالتناظر)، مُرْدِفًا إيَّاهما بخاتمة تفصِحُ عن أهم النتائج التي توصلت إليها، فجريدةٍ بمصادر البحثِ ومراجعِهِ.
وفي ما يتعلق بمجيء القسمين المذكورين على وفق هذا الترتيب، فقد عمدتُ إلى مبدإ الشيوع الذي يقضي بتقديم الحقل الموضوعي المتضَمِّنِ مصاديقَ كثيرةً تطبيقيةً من الشواهد، على حقل موضوعي آخر يقلُّ فيه ذلك، ولأجل ذلك فقد قَدَّمتُ (التوشيح بالتضاد) على (التوشيح بالتناظر)، حَمْلا على كثرة ورود الشواهد القرآنية عليه موازنةً مع القسم الآخر الذي قَلَّت فيه الشواهد عنه.
وقد جَرَى هذا المنهج على تفريعات كل قسم من القسمين المذكورين نحو نوع الصيغة اللفظية للعنصرين المتقابلين في بنية التوشيح من جهة التوافق بينهما أو التخالف، فضلا عن صور حركة المتقابلين، والسياقات القرآنية للآيات المتضمنة بنية التوشيح، وتحليل هذه البنية تحليلا علميًا دقيقًا وصولا إلى المعنى المستفاد منها من خلال سياق الآية الكريمة.
هذا ما استطعتُ بذلَهُ مِن جَهْدٍ وحسبي أنِّي أبذلُهُ وأنا في حِدْثانِ أمر العلم وغُرَّتِهِ ؛ لأقدِّمَهُ عَمَلا ضَهْلا بينَ غَدَقِ يَدَي كرامِ العلماءِ، ودَرُورِهِمَا فَضْلا وَرَحمةً وتقويمًا وتصويبًا، وعلى اللهِ التوكّل، ومنه السداد.

من يروم الكتابة عن مدينة النجف الاشرف والنخب الثقافية فيها, عليه أن يطلع على أدوات الكتابة الموضوعية,ومنها التعرف على الارث التاريخي والحضاري لهذه المدينة المقدسة , ومساهمات النخب النجفية الواعية ,والتي تحتفظ بها ذاكرة النجفيين الى يومنا هذا, فكيف اذا أردنا أن نبحث عن احد صحائفها التي حملت العقيدة اسمأ لها ,ونشرت موضوعاتها بأقلام تلك النخب العراقية المثقفة , وبأتجاهات شتى منها ماهو أدبي وسياسي وعلمي وتاريخي وتعليمي وأجتماعي ,فضلا عن شرح العقيدة الاسلامية وتدوينها ,وأبرازالعطاء العلمي والتراثي للاسر النجفية المعروفه بتوجهاتها العلمية 0
من هنا جاء أختيارنا لمجلة العقيدة موضوعآ لهذا البحث ,لأن موضوعاتها المنشورة تبين الارث الحضاري النجفي وضرورة التعرف عليه من كتابات النخب النجفية المشاركة بصياغته وتطويره وأظهاره في الصحافة النجفية ,فلاريب اننا سوف نقتحم احدى ميادين الصراع الفكري القائم انذاك في المدينة المقدسة عبرالصحافة وكتاباتها في المجال السياسي والادبي والتي تجلت في احدى مجلاتها الرائدة, وحتى يكون العمل متكاملآ , قسمنا البحث على أربعة مباحث تسبقها مقدمة وتليها خاتمة وقائمة بالمصادر وكمايأتي :-
1- المبحث الاول :-حمل عنوان مجلة العقيدة ودورها الادبي أذ أسهمت الصحافة النجفية في دراسة الحياة الادبية والدينية المتمثلة بنتاجات الكتاب من مختلف طبقاتهم وشرائحهم العراقية والعربية, فضلا عن أسباب تأسيس المجلة والظروف المتعلقة بذلك0
2- المبحث الثاني :-جاء تحت عنوان سيرة صاحب المجلة فاضل الخاقاني والحديث عن نشأته الادبية النجفية وثقافته المتنوعة وأنتمائه الى أحد الأسر ذات الطابع الادبي والديني وهذا ماأثر في توجهاته الفكرية 0
3-المبحث الثالث:- استعرضنا فيه تطور الفكر الثقافي في النجف الاشرف,وبيان أهمية الجو الثقافي والعلمي الذي يعد الحاضنة للكثير من الرموز الادبية والفكرية لأدباء مدينة النجف في تلك الحقبة التاريخية 0
4-المبحث الرابع :-تكلمنا على نشاطات مجلة العقيدة السياسية والتي سعينا من خلاله الى التعرف على اهم الروافد التي اتخذتها المجلة في تطوير نشاطاتها الصحفية وهم الكتاب المشاركون في رفد المجلة بنتاجاتهم الادبية والسياسية والعقائدية 0
اعتمد البحث على مجموعة من المصادر العربية والعراقية لاسيما اعداد المجلة التي تزيد على ( 25) عددأ ,أصدرتها المجلة في المدة من 10 تشرين الاول 1948 –لغاية 15/حزيران / 1950 خلال سنه ونصف , وهي المساحة الزمنية التي تحرك فيها خلالها الباحث,فضلآ عن الكتب العراقية ذات الصلة بالتاريخ الادبي والحضاري لمدينة النجف الاشرف, ومنها كتاب الشيخ باقر محبوبة , ماضي النجف وحاضرها ,الذي يعد من المصادر ذات الصلة بتاريخ النجف من الناحية الاجتماعية والاسرية ,وكتاب حسن عيسى الحكيم, تاريخ الصحافة النجفية ,ولاأماري أذ أقول أن هذا الجهد جاء بفضل الله ,ومن سبقني من الباحثين في تاريخ النجف الاشرف, وجهود متواضعة للباحث والله الموفق 0

يعالج البحث موضوعاً في الصرف ، إذ استعرض الباحث فيه جوانب مهمة للظواهر الصرفية ، وركز اهتمامه على عمل هذه الظواهر واختلاف القراء في ذلك 0 فكان خلافهم كبيراً سواء أكان الخلاف بين البصريين والكوفيين أم بين أصحاب المذهب النحوي الواحد ، ومن ثمَّ اتجه البحث لمتابعة الشاهد القرآني واختلاف المفسرين مبيناً فيه تبعاً لاختلاف الحكم الصرفي ، واختلاف القراءة في الآية القرآنية مع متابعة الخلاف الحاصل بين المفسرين ، مبيناً القراءة الأكثر شيوعا في الآية القرآنية

سعت الدراسة الى تحديد أثر السلوك المجتمعي في التطبيقات المعاصرة للاقتصاد الاسلامي من خلال تطبيقها على أفراد المجتمع في محافظة كربلاء المقدسة. إذ أن متطلبات الحياة وسرعة الحركة الاقتصادية بشتى مجالاتها تفرض على الأفراد التحرك والسلوك الاقتصادي بما يحقق مصالحهم ومدى ارتباطها بمصالح المجتمع إضافة الى المؤثرات البيئية والعقائدية ودورها في تنظيم سلوكية الفرد وبالتالي المجتمع. ونتيجة للإخفاقات الكبيرة التي يواجهها المجتمع نتيجة آليات حركة الاقتصاد المعاصرة، فكان لابد من اجراء محاولة لمعرفة الأثر المتبادل ومستوى الارتباط بين سلوك الأفراد وتطبيقات الاقتصاد الاسلامي في محاولة لمعرفة مستوى قدرات الأفراد على اعتماد سلوكيات تتجاوز الاخفاقات وتجاري التوجه العام للاقتصاد الاسلامي.
ولغرض تحقيق أهداف الدراسة فقد تم صياغة فرضيتين تم اختبارها باستخدام وسائل احصائية متقدمة واستخدام معامل الارتباط لقياس علاقة الارتباط بين المتغيرات واختبار T مقدار تأثير المتغير المستقل في المتغير التابع. واعتمد أفراد المجتمع الكربلائي كون كربلاء من المحافظات المقدسة وأكثر التزاماً بالسلوك المطلوب للتطبيقات المعاصرة للاقتصاد الاسلامي، واعتمدت استمارة الاستبيان كأداة رئيسية في جمع البيانات المتعلقة بالجانب الميداني وقد شملت عينة الدراسة (41) فرد شملت مختلف القطاعات وتوصلت الدراسة الى مجموعة من الاستنتاجات والتوصيات أبرزها:
1- ان للسلوك المجتمعي أثر على تطبيقات الاقتصاد الاسلامي وأن أي تغير ايجابي في الالتزام بالمبادئ العامة يرافقه تغيير بنفس الاتجاه للمرتكزات وبالنتيجة أن تأثير المبادئ العامة على تطبيقات الاقتصاد الاسلامي أكبر من تأثير السلوك المجتمعي.
2- أظهرت الدراسة أن افراد المجتمع أبدو اهتمام بالمبادئ العامة ولو لم يكن بالمستوى المنشود، ,إجمالاً ان المجتمع يهتم بكل من القيم الروحية والمادية وتفاعل أفراد المجتمع مع هذه القيم مما يمكنه من امتلاك قوة روحية معنوية تؤكد احترام الشريعة وهذا مؤشر جيد تجاه التطبيقات.
أما من التوصيات فكانت :
- وضع استراتيجية واضحة من قبل الدولة تتبنى بموجبها تنمية الوعي الفكري لدى أفراد المجتمع تجاه التطبيقات الاقتصادية الاسلامية من خلال سلسلة من الإجراءات ابتداءً من رسم الخطة انتهاءً بوعي المواطن وتنمية السلوك الاقتصادي الاسلامي لدى الأفراد .

تناول البحث (تعرض المرأة للإذاعات الدينية المحلية والاشباعات المتحققة منها- دراسة مسحية على ربات البيوت في محافظة كربلاء المقدسة ) موضوعاً جديداً لم يتم تناوله من قبل، ويرمي هذا البحث إلى الكشف عن انماط وعادات تعرض المرأة للإذاعات الدينية المحلية والاشباعات المتحققة من هذا التعرض، ويعد هذا البحث من البحوث الوصفية من ناحية النوع وقد استخدم الباحث اسلوب المسح في جمع البيانات من المبحوثات، واعتمد على أداة الاستبانة كأداة رئيسة في جمع بيانات البحث مستخدماً العينة العشوائية المتعددة المراحل .
وقد توصل الباحث الى عدد من النتائج أهمها:
1-إن المستمعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــات الى الاذاعات المحلية الدينية من الفئة العمرية (38-47) سنة جاءت بالمرتبة الاولى وبنسبة 35% .
2-ان الحالة الاجتماعية الأكثر بروزا في عينة البحث هي (متزوجة) التي جاءت بالمرتبة الاولى وبنسبة 50% .
3-أكثر المبحوثات اللاتي وزعت عليهن الاستبانة هن من الحاصلات على شهادة (البكلوريوس) إذ حصلن على المرتبة الأولى وبنسبة30% .
4جاءت المبحوثات اللاتي يستمعن للأذاعات الدينية بنسبة (85%)، أما اللاتي لا يستمعن فكانت نسبتهن (15%) .
5-جاء سبب عدم الاستماع (اعتمد على وسائل اخرى مثل التلفزيون والصحف والانترنت) في المرتبة الأولى بنسبة (36،6%) ، وجاء سبب (سهولة الاستماع إلى الإذاعة أثناء القيام بأعمال أخرى) بالمرتبة الاولى وبنسبة 3،35% من اسباب الاستماع .
6-أكثر المبحوثات يستمعن للأذاعة (1-2) ساعة ، إذ حصل ذلك على المرتبة الأولى وبنسبة 46،5%.
7-ان الفترة الاكثر استماعاً للمبحوثات هي (الصباحية) والتي حصلت على المرتبة الاولى وبنسبة 42،3% من مجموع إجابات المبحوثات .