Al-Missbah journal

قامت هذه الدراسة على بحث بعض ملامح مظاهر الاستدلال في القرآن الكريم. وقد قام القسم الاول من البحث على تمهيد وقسمين فضلا عن المقدمة والخاتمة وقائمة المصادر وهو ما سيرد في القسم الثاني منه . وقد عرف التمهيد بمصطلح الاستدلال . ودرس القسم الاول : (مظاهر المباني الاستدلالية في القرآن الكريم من خلال منظومتها، واستعرض حلقاتها واوضح بنيتها النظرية والعملية.
اما القسم الثاني من البحث فقد ناقش (مظاهر المعاني الاستدلالية في القرآن الكريم ) وهو ما سنقرؤه في العدد القابل ان شاء الله - تعالى -

خصصت أسرة سماحة العلامة المحقق المرحوم الشيخ محمد هادي معرفة مجلة المصباح بباقة من أبحاثه والتي لم يسبق نشرها، بل مازالت بخط يده وهي أبحاث تنم عن طول باعه في علوم القرآن الكريم والتي أفنى حياته في دراستها وبثها في الوسط العلمي المتخصص. ومجلة المصباح، وحرصا منها على استثمار كل ما يخص القرآن الكريم من العلوم، تأخذ نفسها بنشر هذه الكنوز المكنونة ضمن اوراق سماحته تباعا لترى النور لأول مرة إعماما للفائدة التي توخاها سماحته للمهتمين بالشأن القرآني الشريف.
والعلامة محمد هادي معرفة هو نجل العلامة الشيخ علي ولد في كربلاء عام ۱۳۶۹ه -۱۹۳۰م وفيها استكمل تعليمه الحوزوي على يد كبار العلماء ومارس التدريس في المدرسة الهندية فيها. انصرف إلى التأليف حتى وفاته في 1 محرم الحرام/ ۱۹۲۸ه ( ۱ / ۱۹ / ۲۰۰۷). اهم مصنفاته كتاب (التفسير والمفسرون، التمهيد في علوم القرآن ،صيانة القرآن، مقالات اسلامية وغيرها). ترجم له كل من ترجم لعلماء کربلاء.

يدور البحث حول حقيقة القمر و مراحل جريانه في الفلك وصلته بالشمس والارض والتوقيت به لضبط مصالح الناس وعباداتهم. وفيه تقريب الحقائق العلمية الثابتة عنه ومقارنتها بما ورد في القرآن الكريم. كما يتطرق الباحث في سياق بحثه إلى احكام ثبوت اوائل الشهور القمرية لاداء فرائض الصوم والحج، ويجسد عظمة الخالق في تدبيره ودقة حسابه مستشهداً في كل ذلك بما ورد من ايات قرآنية كريمة بشأنه ، نافية علاقة نظامه باقوال المنجمين والسحرة.

بحث يعرض فيه الباحث الموارد كلمتي ( الحجارة ) و ( الحجر ) في القرآن الكريم ودلالة كل منهما في ضوء المعنى اللغوي الذي جاءت فيه . فكلمة (الحجر) وردت في القرآن الكريم مرتين [سورة البقرة : 60] و [سورة الأعراف : 160] ولم ترد صيغة الجمع منها (احجار في القران الكريم بل وردت بصيغة ( حجارة ) أي على السماع الذي وصفه بعض النحاة واللغويين بالقلة مرة، وبالنادر مرة اخرى وقد وردت في عشر آيات من القرآن ، مر بها الباحث واشبعها تفسيرا مستنداً إلى أوثق المصادر التفسيرية و اللغوية.

يدور البحث حول إثبات حرص الإِسلام الحنيف على رعاية حرية الانسان، المسلم وغير المسلم، في اختيار منهجه في الحياة مع الدعوة الناشطة لحسن الاختيار وإِعمال العقل لرسم التوجه العَقَدي له، ومن ثم الوقوف السليم من الاستبداد والظلم والدفاع عن النفس، وممارسة الجهاد ضد الذين يحاولون الانحراف بالرعية الى نسيان حقهم في الحرية الاجتماعية والسياسية، مستفيداً في كل هذه المباحث من آي الذكر الحكيم التي نجد انها كافية لرسم صورة الموقف باصدق قول.

كان القسم الأول من هذا البحث قد نشر في العدد الثامن عشر ونوهنا فيه بفحوى البحث الذي يخص الرؤية القرآنية لمسألة الولاية التشريعية وها نحن نكمل البحث في قسمه الثاني، بطرح مسألة هذه الولاية من المنظور الديني والمفهوم السياسي. وكلها ضمن الرؤية القرآنية السديدة الى هذه الولاية

يقع البحث في هذه الصيغة : في أي المواطن ذكرت؟ . وفي أي المواضع استعملت؟. ولماذا اختيرت؟. ماذا جاورها؟ . وما دلالتها؟. وماذا لو سقطت؟ وماذا لو اضيفت الصيغة الى الاسم الظاهر؟. وما أثرها في الدلالة السياقية للنص القرآني؟ . وبعد تلمس مواطن الملابسة بالضمير (ها)، والفرق بين دلالات الإضافة والتجريد، في كتب التفسير واللغة والنحو والمعاجم والمشكل والغريب، نبه الباحثان الى عدد من الدلالات القصدية السياقية في الصيغة والضمير. وقد جاء البحث في تمهيد عن دلالة الضمير واربعة مباحث.

يعرض البحث لمنهجين من مناهج التفسير حديثي العهد بهذا العلم الشريف الذي كرس له المسلمون الاوائل من العلماء جهدهم فبلغوا ما بلغوا. يهدف البحث الى معرفة معالم وحدود كل من المنهجين مع فهم ما يمتاز به عن الاخر عن طريق المقارنة بينهما ومعرفة كيفية استعمالهما في فهم كتاب الله العزيز -على حد تعبير السيدين الباحثين. وقد جاء البحث ضمن خمسة مباحث، اذ بدأ بالتعريف بكل من التفسيرين وناقش كل تعريف. وفي المبحث الثاني جاءت تقسيمات التفسيرين، ثم وجوه الاشتراك والافتراق بينهما، ثم عرض لنقد كل منهما. والملاحظ ان الباحثين اعتمدا آراء السيد الشهيد محمدباقر الصدر في اهم المواقف التي اتخذاها في البحث.

انطلاقاً من فكرة أن )الآثار ذاكرة الشعوب(، وإثباتاً لصدق القرآن الكريم في ايراد كثير من المواقع الآثارية التي باد أهلها، والذي يمثل إعجازاُ تاريخياً للقرآن الكريم، يمتد البحث على بساط ما أشار اليه القرآن من آثار الأمم الغابرة مثل إرم و سبأ والاحقاف وبابل وحضارة مصر القديمة على عهد فرعون موسى... الخ. وقد بحثتْ الدراسةُ عن نظرة القرآن الكريم الى الآثار الانسانية يوم طلب الى المؤمنين الوقوف عليها و الاتعاظ بما آلت اليه تلك الأمم. والمهم في البحث إثبات السيد الباحث خطأ من ذهب الى أن فرعون موسى هو رمسيس الثاني بأدلة لا يشوبها الشك مستنداً الى مصادر رصينة في ذلك.

بحث دلالي -استقرائي -تحليلي، يعرض لمسألة حكاية القرآن الكريم اقوال المتحدثين وما اذا كانت هذه الحكاية بنصها ومعناها ام بمعناها وحسب، فيثبت السيد الباحث ان بعض الايات القرآنية جاءت تعبيراً عن قول الله -تعالى -كما في سورة التوحيد. وبعضها جاء حكاية لفعل او قول بعض الانبياء او الصالحين او الاشرار او حتى بعض الحيوانات والجمادات. وقد خلص الى ان الحجة ثابتة للكلام الالهي بنفسه بوصفه كلام الله -سبحانه -، وهي ليست كذلك بالنسبة للكلام الالهي الحاكي عن غيره -سبحانه -.

سورة الانسان او سورة الدهر او سورة هل اتى المباركة خصت اهل بيت الرسول الاعظم ( ص ) بصفات اكتسبوها بما قدموا لانفسهم من عمل يصب في شدة تقواهم ومتانة التزامهم بما امر الله -تعالى -. فهم في السورة: الابرار الذين اعد الله لهم الجزاء الاوفى في الاخرة. والبحث فيه تأملات دقيقة في هذه السورة الكريمة وفي ما احتوت من اوصاف للجنة التي وعد الله -سبحانه- بها الابرار، الذين يوفون بالنذر ويخافون يوماً كان شره مستطيراً، وختم البحث بالنتائج التي توصل اليها الباحث و قائمة بمصادر البحث.

يثبت البحث ان النص القرآني حقق اقصى درجات الجمال الصوتي في جودة السبك والتناسق في الايقاع الموسيقي الناشئ من تخير الالفاظ ونظمها في نسق خاص. وقد جاء البحث ضمن ثلاثة مباحث هي:
1.مفهوم الجمال والجرس في اللغة والاصطلاح.
2.الاداء الصوتي في التعبير القرآني.
3.الفاصلة، مكوناتها وعلاقاتها بالاصوات.
واختتم باهم النتائج التي توصل اليها الباحث.

بحث تضمن عرضاً وتحليلاً وتطبيقاً لمنهج تفسير القرآن بالقرآن، الذي يعد من اهم المناهج التفسيرية واقربها الى الصواب لاعتماده في تفسير الاية القرآنية، آياتٍ اخر تعد المرجع في هذا التفسير وقد استنتج السيد الباحث، بعد تقديمه طائفة من الشواهد عن ائمة اهل البيت عليهم السلام ، ان هذا المنهج يأتي في طليعة المناهج، بل هو المنهج الام في ميدان التفسير على الرغم من اننا لم نجد احداً من اتباع هذا المنهج، اكتفى به في مقام التفسير، وان صرح البعض بكفايته.

كنتُ قد قرأتُ في كتاب الذريعة ان كتابَ ( المسيح والاناجيل ) طبع بتمامه في مجلة الهدى التي كانت تصدر في العمارة انذاك لصاحبها ومديرها ومحررها السيد عبد المطلب الهاشمي، فاخذتُ في البحث عن هذه المجلة التي حددها صاحب الذريعة بأَعداد سنة 1348 ه– 1929 م، وبعد البحث والتنقيب عثرنا على المجلة وكانت موجودة في مكتبة الجامعة الإسلامية وفي كتب الشهيد السيد حسن القبانجي .
وقد عد هذا الكتاب من المفقودات، فاردت اخراج هذا السِّفرَ الى النور بتحقيق ودراسة وارجاع الإحالات الكثيرة فيه وإثباتها في التحقيق. في بداية النشر رسالة موجهة الى مدير المجلة من احد تلامذة العلامة البلاغي وهو الشيخ محمد علي الاوردبادي وهذا نصها:
الفاضل مدير مجلة الهدى المحترم
ان هذه رشحة من يراع احد النياقد ( كذا ) الأَعلام في النجف الاشرف، دامت افاضاته