Al-Missbah journal

العقل سر وجود الإنسان، وهو مناط الثواب والعقاب، وعليه التكليف وبه فضل الخالق سبحانه الإنسان على سائر المخلوقات، وبصلاحه صلاح للفرد والمجتمع، وإذا عطل وأهمل في وظائفه كان خسارة على صاحبه وهلاك للمجتمع.
وفي هذا تكمن أهمية البحث في محاولة من الباحث في بيان العقل الحركي عبر الشواهد القرآنية وآراء المفسرين فيها.
أما سبب اختيار موضوع البحث؛ فيرجع إلى رغبة الباحث الشخصية في خدمة القرآن الكريم والاسهام في نشر معارفه بما يخدم شبابنا المسلم.
وخطة البحث من مقدمة وثلاثة مطالب، المطلب الأول: مفهوم العقل، والمطلب الثاني: ألفاظ العقل في القرآن الكريم، والمطلب الثالث: وظيفة العقل في القرآن الكريم، تلتها خاتمة وقائمة بالمصادر.

تناولت الباحثة عن طريق الدراسة التفسيرية قانون التوازن في القرآن الكريم، وكان التوازن العقدي انموذجا له ؛ لأنّ من أهم غايات القرآن الكريم هو إحداث تحول عالمي في الإنسان ، وهذا التحول الشامل لا يكون إلّا في ظل قانون إلهي شامل وكامل يستوعب الزمان والمكان والإنسان ، فهو بينة من بينات القرآن الكريم في أثبات ربانية القرآن ، والدالة على صحة نسبته إلى الله تعالى ، والتوازن العقدي هو أحد مفاهيم هذا القانون ؛ لأنّ منظومة العقيدة لا تتوازن ، ولا تنضبط إلّا بالتوحيد لله سبحانه وتعالى في جميع مستوياتها من الإقرار بوحدانية الخالق ، والإيمان والتصديق بالنبوة والامامة لأهل البيت عليهم السلام، وقد تناولها البحث في ثلاثة مطالب ، المطلب الاول التوازن العقدي في توحيد الله تعالى ، والمطلب الثاني التوازن في النبوة ، والمطلب الثالث التوازن في الامامة.

التلازم المعرفي بين القرآن الكريم والعترة ليس تلازمًا اعتباريًا ، أو اعتباطيًا، بل هو ترابطٌ وجوديٌ مستمر منذ وجود القرآن الكريم إلى يوم القيامة، فالأئمة  سايروا القرآن الكريم في جميع مراتبه الوجودية إلى أن نزل إلى هذا العالم ، فهو استمرار العلاقة الوجودية السابقة في العوالم الغيبية فلا يمكن التفكيك بين القرآن الكريم، والعترة الطاهرة.
وقد دلت كثير من الأدلة القرآنية والروائية على التلازم المعرفي بين القرآن الكريم، والعترة الطاهرة في التأسيس للمرجعية القرآنية عند أهل البيت  على مستويات متعددة منها: حفظ القرآن الكريم من التحريف على المستويين المادي والمعنوي ، ومرجعيتهم في الكشف عن البعد الغيبي للحقيقة القرآنية، ومرجعيتهم في تفسير النص القرآني ، ومرجعيتهم في التأسيس لمجموعة من الأصول والقواعد التي تُساعد المفسر في الكشف عن المراد الإلهي.

قانون الإرث في الإسلام هو القانون الذي منح النساء نصيبهن من الميراث ، بعد ما كان العرب في الجاهلية ، وغيرهم من الأمم الأخرى منعوهن ذلك ، فكانوا يورثون الرجال دون النساء حتى تعرف مبلغ رعاية الإسلام من هذه الناحية لحقوق المرأة ، وجعل لها ميراث كما للرجل ومن المسائل التي أختلف فيها الفقهاء مسائل إرث الزوجة.

تتضمن هذه الدراسة النظر في أحد قيود الجملة ، وأثره في تغيير الدلالة ، وقد انتقى البحث الجملة الشرطية المتكونة من (اداة الشرطي + فعل الشرط) ، التي أُختُلِف في جوابها ، قائلين فيها : بتقديم جواب الشرط عليها ، او حذف الجواب بدلالة ما تقدم ، وقد خص البحث دراسة بعض آيات الاحكام ؛ لما لحظ من أثر في اختلاف التوجيه نتيجة المرجعيات الفكرية والعقدية عند المفسرِين عموما ، ومفسرَي الدراسة خصوصا ، علما أنّ البحث اعتد بالدلالة التركيبة للجملة ، مبتعدا عن كل رواية تعضد هذا الرأي ، أو تخالفه ؛ لما في الدلالة التركيبية من تأثير على وجه الخصوص في الوصول الى المراد فيما لو تم الاستعانة في كل أبعاد النص والنظر فيها من معجم وصرف وصوت ونحو وسياق .

هذا بحث في اللغة التي تُعدّ من أشرف اللغات ، وأعلاها شأنًا فهي لغة القرآن الكريم الذي تشرفت به ؛ لما تحتويه هذه اللغة من الصناعة والمعاني والمجاز، تناولت دراسةً في أحد فروعها، ألا وهو علم الصوت اللغوي الذي يعد من أقرب الفروع التي اهتمت بحروف كتاب الله تجويدًا وقراءةً.
وجاءت هذه الدراسة في شرحين من شروح المقدمة الجزرية هما (اللآلئ السنية في شرح المقدمة الجزرية) لمؤلفها العلّامة أحمد بن محمد القسطلاني (ت-923هـ)، و (المنح الفكرية في شرح المقدمة الجزرية) مؤلفها العلّامة الشيخ نور الدين علي بن سلطان القاري (ت-1014هـ).
بين هذا البحث مدى اعتناء الشارحين في علم الوقف والابتداء ، وحرصهما على سلامة لغة القرآن الكريم من الانحرافات النطقية، فضلًا عن سلامة المعنى، إذ يكشف البحث منهج الشارحين وجهودهما والآراء التي اتفقوا فيها، ومواضع الاختلاف بينهما.

لقد برز الانسجام في أکثر آیات القرآن الکریم ، ولا یحتاج الباحث إلی عناء کبیر لیثبت أنّ الانسجام في الآیات شيء یقصد إلیه القرآن قصدا، دون أن یکون ذلك بالطبع علی حساب المعنی المطروح ، وقد کثرت الشواهد علی ذلك بحیث یصعب حصرها في القرآن الکریم.
وإنّا نعلم أنّ الآیات القرآنیة لیست وزنًا وقافية وموسيقى شعرية فحسب، بل هي بناء جمالي - إيقاعي من كلمة ، أو كلمات ومعنًى ومعانِ حيث تمنح تلك الموسيقى، ذلك البناء انسجاما جمالیا ، يعبّر من طريق تلك الموسيقى عن تجربة شعورية ذاتية، وما الترصيع والسجع ، والتكرار والجناس و... إلّا صور وسمات للإيقاع الشعري في آیة ، أو في جزء من الآیة ، فالصورة في القرآن تستثمر (التكرار) ، و (الإيقاع الداخلي) استثمارًا فنيًا بارعًا حيث يضفي التكرار نغمة إيقاعية موسيقية على مناخ النص الأدبي ، بوصفه من أبرز مقومات الأسلوبية في مستواها الصوتي وقد تميزت دراسة التكرار بقدرتها على الكشف عن مواطن الجمال فيها وذلك بما تتيح الدراسات الحديثة، تفيدنا كثيرًا في فهم النص الأدبي وللدارس من قدرة على التعامل مع الاستعمالات اللغوية ؛ اتسمت هذه الدراسة بمنهج وصفي تحلیلی لاستكشاف ظاهرة الانسجام في التكرار، بمعالجة أمثلة مختارة

الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجًا ، والصلاة والسلام على نبينا محمد الذي بلغ الأمانة ، وأدى الرسالة ونصح الأمة فأزال الضلال وأشرق الهدى ، وعلى آله و صحبه المنتجبين ، ومن اتبعهم إلى يوم الدين .
ظاهرة المخالفة من الظواهر الصوتية البارزة في القرآن الكريم ، والتي تفسر التغيير الذي يقع بين أي صوتين متماثلين ، أو أكثر متجاورين فيقلب أحدها إلى صوت مخالف آخر في بنية الكلمة الواحدة ، ويجنح إليها المتكلم بغية إدراك أقصى ما يمكن من التوافق ، والانسجام الصوتي للتوصل إلى الخفة والسهولة ، وتقليل الجهد العضلي عند المتكلم ؛ بكونها وسيلة تعبيرية تتأثر ، وتتفاعل فيها الأصوات التي تتسم بالتنافر ، وبذلك يحدث التغيير في الأصوات بالتخالف فيها ، أمّا بالإبدال ، أو بالحذف وتحصل بحذف الصوامت أو الصوائت . وكان البحث في ثلاثة مباحث ، وقد سبق بملخص و مدخل ، وتناولت في المبحث الأول : مفهوم المخالفة الصوتية وصورها وأسباب حدوثها . وتضمن المبحث الثاني : المخالفة بحذف الصوامت ، وتناولت في المبحث الثالث : المخالفة بحذف الصوائت . ونرجو من الله العلي القدير أن نكون قدّمنا صورة واضحة عن ظاهرة المخالفة بالحذف في القرآن الكريم .

إنَّ الإحاطة بموضوع يدرس دلالة القرآن الكريم والمقاصد الإلهيَّة أمرٌ عسير، ولا سيَّما لعامَّة الناس؛ إذ إنَّهم يشتغلون على العبارة، فمنها يستخرجون الدلالات، وهي دلالات ظاهرة فيها مع إضافة بعض المعطيات السياقيَّة، وهذا الأمر لا ينطبق على الخواص والأولياء والأنبياء؛ فإنَّ الخواص يقرأون الإشارة فضلًا عن العبارة، أمَّا الأولياء فتتجلَّى لهم اللطائف مع العبارة والإشارة، في حين أنَّ الحقائق للأنبياء، هم _سلام الله عليهم_ وحدهم الذين يدركون الحقائق القرآنيَّة.
بيد أنَّ هذا لا يمنع من الغوص في تلك الدلالات فما لا يُدرك كلُّة لا يُترك جلُّة؛ لذا عمد الباحث إلى الكتابة في هذا الموضوع، ولمَّا كان موضوع الدلالة القرآنيَّة بهذه الدرجة من الأهميَّة فقد أنتج هذا البحث الذي يتألَّف من مطلبين: الأوَّل تضمَّن مقاربات مفهوميَّة لكلمات البحث المفتاحيَّة، والثاني تطبيق لتلك المفاهيم وبيان قيمتها التوليديَّة، مع شذرات من الآيات القرآنيَّة، وكان كلُّ ذلك تحت عنوان "قدرة الاحتواء في النصّ القرآني وأثرها في توليد الدلالة القرآنية".

يسعى البحث إلى دراسة سورة الشمس ، وبيان مستوياتها المعجمية والنحوية ، وتضمنت هذه المستويات توضيح الفروق اللغوية الموجودة في السورة ، وبيان معانيها وكذلك دراسة المستوى النحوي من حيث الاعراب ، وبيان المرفوعات والمنصوبات والمجرورات الموجودة في السورة وبيان المعنى العام للسورة.

بذل علماء العربية جهدًا مهمًا في دراسة المسائل اللغوية ، وإيجاد عللها، فكانت العلل النحويّة عربية محضة هي وليدة استقراء العرب للغة، وإنَّ السبب الرئيس وراء نشأة التعليل هو استجابةً لدوافع دينية ملازمة لتأريخ النحو، كانت العلّة مرتبطة بعلوم كالفقه والفلسفة ، وهذا ما وجدناه عند ابن الأنباري في كتابه (البيان) ، فقد بيّن هذه العلل ، ومنها المنصوبات فقد ذكرها بموضوعات متفرقة منها المفعول به ، والحال، والتمييز، فقد أشار إلى أهم العلل فيها وشرحها و وضّحها فكانت كتاباته تتصف بفلسفته العميقة التي تصل بنا في بعض الأحيان إلى التعقيد.

قضية الترابط النصي من أهم القضایا التي تعني بها لسانیات النص ، وتبحث في العوامل التي تربط بين مكونات النص ، وأجزائه ويشمل : أدوات ، وعناصر مهمة لتحلیل أي نص من النصوص ، ومن أهم هذه الأدوات الاتساقية التي تؤدي دورا هاما في التماسك الشدید بین مكونات النص ، عنصر الاتساق المعجمي الذي یقوم بإيجاد الترابط بین العناصر المشكلة للنص من خلال التكرار والتضام. تناولت هذه الدراسة منتهجا المنهج الوصفي التحلیلي، موضوع الترابط المعجمي في سورة الرعد لإظهار أهمية هذا العنصر الاتساقي ومدی فعاليته وابراز حدوده في السورة محاولة تبریر اختیارات المرسل للعناصر المعجمية التي ترتبط بعناصر سابقة ضمن بعض العلاقات الدلالية المنظمة. ومن أهم النتائج التي توصل المقال إلیها أن التكرار بكل أنواعه المختلفة یسیطر علی نص سورة الرعد، مما أدی إلی تجاذبها وترابطها واتساقها علی المستویین الشكلی والمضموني، كما أن السورة حفلت بالتضاد والتقابل المعجمي من بدایتها إلى نهایتها وأن المصاحبة المعجمية تعمل بدورها علی الترابط الشديد بين الآیات من خلال جمع بعض المجموعات المتناسبة.

الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، الحمد للهِ الواحدِ الأحدِ الفـردِ الـصمدِ حمـدًا لا انقضاءَ لهُ ولا حدّ، حمداً يليقُ بجلالِ وجهِهِ الكريمِ وسلطانِهِ العظيمِ، والصلاةُ والسلامُ على خاتمِ الأنبياءِ والمرسلينَ النبيِّ محمّدٍ عليهِ أفـضلُ الصلاةِ وأتمُّ التسليمِ وعلى آلهِ وأصحابهِ التُقاةِ الطاهرينَ ومن اهتدى بهـديهِمْ وسارَ على نهجِهِمْ إلى يوم الدينِ.
وبعدُ فإنَّ من دواعي اختياري لتحقيقِ ودراسةِ مخطوطةِ (التبيانُ في تفسيرِ غريبِ القرآنِ) لمؤلِّفِها السيدِ محمّد عليّ الشهرستانيّ الحائريّ (ت1344هـ)، أنّ الشهرستاني من العلماءِ الذينَ لم يحظوا بالكثيرِ من الاهتمامِ بين الدارسينَ في زماننا هذا بخاصّةٍ، وعبر دراستي للموضوعِ اتّضحَ لي جليًّا أنّ مصنَّفَهُ هذا في مقدمةِ الكتبِ المتخصِّصةِ في تفسيرِ الغريبِ ونالَ الاستحسانَ من العلماءِ والمفسرينَ؛ لأنّهُ اعتمدَ في الدرجةِ الأولى على أقوالِ أهلِ البيتِ (عليهم السلام) في تفسيرِ غريبِ ألفاظِ القرآنِ الكريمِ، وهذهِ سابقةٌ لم يسبقْهُ لها أحدٌ قبلَهُ.
فجاءَ هذا البحثُ لإخراجِ هذا المصنّفِ إلى النورِ، ولإلقاءِ الضوءِ على أسلوبِ الشهرستانيّ ومنهجِـِه و طريقتِـِه المتفرِّدةِ التي تميّزَ بها في كتابِهِ، ومحاولةٍ لمعرفةِ أسلوبِ الكاتبِ فـي معالجـةِ ألفاظِ القرآنِ الكريمِ عبر القرآنِ الكريمِ نفسِه ،ِ والسنَّةِ النبويَّةِ للنبيّ محمّدٍ  وأقوالِ الأئمّةِ المعصومينَ (عليهِمُ السلامُ أجمعينَ).
وقد واجهتني بعضُ الصعوباتِ في بابِ تحقيقِ النصِّ، تمثَّلتْ في قلَّةِ المصادرِ والمراجـعِ التـي أعتمدَها الشهرستانيّ في تأليفِ مصنّفِهِ هذا، ومن الصعوباتِ التي واجهتُها في بابِ الدراسةِ اختلافُ المصادرِ في التصريحِ باسمِهِ فمنها من ذكرتْهُ باسمِ محمّد عليّ، ومنها دوَّنتْهُ باسمِ عليٍّ وهو الأكثرُ، وقد تكونُ هذهِ المصادرُ لمؤلِّفٍ واحدٍ، وكانَ منهجُ دراستي لهذا المصنَّفِ منهجًا تحليليًّا ووصفيًّا تتبّعتُ فيهِ ألفاظَ غريبِ القرآنِ وطريقةَ المؤلِّفِ في عرضِها.
قسَمْتُ الرسالةَ على بابيْنِ جاءا على النحوِ الآتي:
الباب الأول: (الدراسة) اشتملَ على التمهيدِ، وأربعةِ فصولٍ.
التمهيدُ: واشتملَ على نظرةٍ في غريبِ القرآنِ، وتعريفِ الغريبِ لغةً واصطلاحًا، والمُرادِ بغريبِ القرآنِ الكريمِ، ومكانةِ علمِ الغريبِ وأهميَّتِهِ.
الفصلُ الأولُ: تضمَّنَ اسمَ المصَنِّفِ، ونسبَهُ، نشأتَهُ، وشيوخَهُ، وتلامذتَهُ، ودروسَهُ، ورحلاتِهِ، وما قيلَ فيهِ بيراعِ العلماءِ أو تقريضهم، ومصنَّفاتِهِ مرتَّبةً بحسبِ الحروفِ الهجائيَّةِ.
الفصلُ الثاني: اشتملَ على منهجِ الشهرستانيّ في كتابِهِ (التبيان) المادةِ والعرضِ.
الفصلُ الثالثُ: تضمَّنَ مواردَ السيدِ محمّد عليّ الشهرستانيّ في مصنَّفِهِ، التي اشتملتْ على كُتبِ التفسيرِ، والمواردِ الحديثيّةِ، والمواردِ اللغويَّةِ (المعجماتِ).
الفصلُ الرابعُ: تضمّنَ المنهج في التحقيقِ، ووصفَ نسخةِ المخطوطةِ التي أنا بصددِ تحقيقِها ودراستِها، وذكرَ ما للمؤلِّفِ وما عليهِ.
الباب الثاني: (النص محققًا)، جرى التحقيقُ وفقَ القواعدِ المُتعارَفِ عليها في التحقيقِ الرصين ، بدءًا من إعادةِ كتابةِ المخطوطةِ بالخطِّ القياسيّ، وبعدَها أجريتُ المقابلةَ ، وتخريجَ الآياتِ القرآنيَّةِ الكريمةِ والأحاديثِ الشريفةِ، وأخيرًا إخراجُ النصِّ مثلَما أُريدَ لهُ منْ قِبَلِ مؤلِّفِهِ.
أمّا مصادرُ البحثِ فتتلخَّصُ في كتبِ تفسيرِ القرآنِ الكريمِ، منها كتابُ (التبيانُ في تفسيرِ القرآنِ) للطوسيّ، و (تفسيرُ غريبِ القرآنِ) للقميّ، و (التفسيرُ الأصفى) للفيضِ الكاشانيّ، و (مجمعُ البحرينِ) للطريحيّ، و (معالمُ التنزيلِ) للبغويّ، كما رجعتُ إلى كتبِ التراجمِ، منها كتـابُ (الأعلام) للزركليّ، ومن كتبِ اللغةِ ككتابِ (لسانُ العربِ) لابن منظورٍ الأفريقيّ، و (كتابُ العين) للفراهيديّ.
ثمَّ خُتِمَ البحثَ بخاتمةٍ كانت تلخيصًا للبحثِ وإبرازِ أهمِّ النتائجِ فيهِ.

يعدّ علم المعاني من العلوم المهمة؛ لأنّه من علوم القرآن، ومن فروع علم التّفسير، وجزء أساس من الدراسات القرآنيّة، فقد اعتنى به العلماء أيّما اعتناء ، ووضعوا فيه مصنَّفات كثيرة وشروحًا ورسائلَ عدَّة، فتركوا آثارًا جديرةً بالوقوف عليها ودراستها، والكشف عن خباياها وغررها.
وتتلخَّصُ فكرة البحث في تحقيق أربع رسائل قرآنيَّة لعلَم من أعلام البيان وهو رشيد الدين الوطواط (ت 573ﻫ)، على نسخةٍ فريدة محفوظة في مكتبة المتحف البريطاني بالرقم (or 8316/2) ، مشتملةً على بيان معاني بعض الألفاظ القرآنيّة ، وترجيح أصوبها بعد ذكر آراء العلماء والمختصين ، وجاء البحث على مقدِّمة وقسمين، تناولنا في الأوَّل ترجمة المؤلِّف والمؤلَّف، ووصف النسخة الخطيَّة، وذكر منهج التحقيق المعتمد، وأمَّا الثّاني فجاء ليحقّق المخطوط ويدرسه من شتّى الجوانب والأبعاد، لنخرجه إلى النّور ويُوضَع بين يدي الدارسين بعد أن عولِج معالجة علميَّة تُسهِّل استعماله ، وتُطمئن المطَّلع فيه على صحَّة معلوماته.