Abstract
علم التجويد من أشرف العلوم الإسلامية وأفضلها، لأنه يتعلق بطريقة أداء حروف كلمات القرآن من مخارج وصفات وأحكام ناشئة عن التركيب ووقف وابتداء، وقد عني العلماء القدامى والمحدثون بهذا العلم، فألفوا فيه الكثير من المؤلفات قديماً وحديثاً، ومن هؤلاء العلماء الشيخ الحسن بن شجاع التوني، الذي توفي قبل سنة 879 للهجرة. فألَّف كتاباً سمَّاه (التبيان في بيان القرآن)، بيَّن فيه مخارج الحروف وصفاتها، وأحكام النون الساكنة والتنوين، وترقيق الراء وتفخيمها، وتغليظ اللام وترقيقها، والوقف والابتداء، وتجويد سورة الفاتحة حرفاً حرفاً، ثم ختم الكتاب بذكر محاسن القراءة وعيوبها.
وهذا البحث تناول دراسة هذا الكتاب، وحياة مؤلفه بالتفصيل، ثمَّ حقق الباحثُ الأستاذ المساعد الدكتور صلاح ساير فرحان العبيدي هذا الكتاب تحقيقاً علمياً على خمس نسخ خطية، توصل من خلاله الباحث إلى أنَّ الشيخ الحسن بن شجاع التوني تميز بإيراد بعض المصطلحات الصوتية قليلة الاستعمال، كالنبر، والنفث، والنفخ، وجعل صفة القلقلة من الصفات التي لها ضد، وتميز الكتاب أيضاً بعنايته بتجويد حروف كلمات سورة الفاتحة بشكل دقيق، وبيان محاسن القراءة وعيوبها، والتحذير من تأثر النطق باللكنة الأعجمية الغريبة عن الذوق العربي والطبع السليم.