KARBALĀʾ HERITAGE Quarterly Authorized Journal Specialized in Karbalāʾ Heritage

تبحث هذه الدراسة في حياة أحد أعلام الحائر الحسينيّ الشريف في القرن العاشر الهجريّ، وهو تاج الدِّين حسين صاعد الحائريّ (المتوفَّى 1000هـ)، وقد سكن في الحائر الحسينيّ سنتَي 993-994هـ وقابل مع سعد الدِّين الأنصاريّ (وهو أحد أعلام كربلاء المقدّسة في القرن العاشر الهجريّ) نسخةً من تهذيب الأحكام للشيخ الطوسيّ (المتوفّى 460هـ)؛ لذلك لقّبه الخوانساريّ في روضات الجنّات بالحائريّ، وسنتعرّض في هذا البحث لنبذةٍ من حياته العلميّة وأساتذته وتلامذته وآثاره، ثمّ نشير إلى جهوده في التراث المخطوط من الكتابة، والمقابلة، والتصحيح، والجمع.

يستعرض هذا البحث سيرة أحد علماء الطائفة المغمورين في القرن العاشر الهجريّ، وهو الشيخ إبراهيم بن الحسن الدراق الخطّيّ (من علماء القرن العاشر)، وقد شحّت المعلومات عنه، ولم تسعفنا المصادر بكثير من أحواله، ولكن من خلال البحث في المخطوطات، استطعتُ أن أجد بعض المعلومات عن اسمه وكنيته ولقبه ومسقط رأسه، ودراسته ومشايخه وتلاميذه وإجازاته وسفراته، وقد جعلتُ البحث في مبحثين؛ الأوَّل في اسمه ونسبه ومسقط رأسه ومشايخه وتلامذته ومؤلَّفه الوحيد في التفسير وإجازاته، والثاني في تفسيره، والتعريف به، ومواصفات كتابه المخطوط، ومكان تواجده، وأهميته.

اعتنى هذا البحث بأثر القرآن الكريم الذي سجّل حضورًا ملموسًا في كتاب (تسلية المُجَالِس وزينة المَجَالِس) للحائريّ الكَرَكي؛ إذ بيّن البحث أَثر القصص القرآنيّ في نصوص الكتاب، كقصَّة النَّبيّ يوسف، وقصص الأَنبياء الآخرين، فضلًا عن الألفاظ والعبارات القرآنيَّة التي كانت واضحة ومبثوثة في جميع مفاصل الكتاب، وقد اعتمد المؤلّف توظيف تلك النَّصّوص والعبارات والألفاظ القرآنيَّة، للإفادة منها في تشكيل دلالة نصوصه النثرية تشكيلًا عميقًا يصدر عن عمقِ الدلالة البليغة وجمال التعبير القرآنيّ؛ ليستعمل ذلك في إِثراء الأُسلوب واستمالة قلب المتلقيّ، والاضفاء على فكرته وضوحًا وبيانًا، فضلًا عن كونه دليلًا على ثقافة المؤلّف الدينيَّة، وفهمه للقرآن الكريم، وتمكّنه من توظيفه توظيفًا دقيقًا، وذلك عِبْرَ استيحاء القصص القرآنيّ، وتعمّقه في استعمال الأَلفاظ والعبارات القرآنيَّة ودلالتها، ومهارته في ربطها بالمواقف المتشابهة، والمعاني التي يريدها في نصوصه كقصَّة النَّبيّ يحيى وربطها بقصَّة الإِمام الحسين.

هذا بحث في موضوعة آليّات الحجاج التداوليّ في الخطاب الوعظيّ، وقد جعل من كتاب (محاسبة النفس) مادَّةً بحثيّة له من خلال وضع اليد على آليّة السُّلَّم الحجاجيّ في هذا الكتاب، وقد تضمّن البحث فقرات سياقيّة تمثّلت في التمهيد والخاتمة، ففي التمهيد يُسلِّط الضوء على مفاهيم التداوليّة والحجاج، ومن ثمَّ عرض مختصر للسيرة العلميَّة للكفعميّ، ومن بعد ذلك وجد الباحث أن يقدِّم قراءةً في مصطلحات العنوان ومفاهيمه، فخصّص لها المبحث الأوَّل، أما المبحث الثاني فقد كان استعراضًا لأهمِّ مبادئ السلالم الحجاجيَّة وشروطها وقوانينها وأنواعها.

تُعدُّ دراسة التراث الأدبيّ الكربلائي خطوة مهمَّة لإحيائه، وهو تراثٌ حافل بأولئك الأدباء والشعراء، ومن بينهم الكفعميّ؛ فهو من العلماء والشعراء، بما تركه لنا من تراث متميِّز بسماته الخاصَّة، ومنها سمة الولاء لأهل البيت، وممَّا ترك لنا غديريَّته؛ القصيدة المشهورة التي تمجَّد فيها وتغنَّى بحبِّ أهل البيت وولاية عليّ بن أبي طالب، وهي تستحقُّ أنْ تُفرد لها دراسة نلقي الضوء من خلالها على لغتها، وبهذا كانت الدراسة بعنوان: (لغة الشعر في غديريَّةٌ الكفعميّ)، التي قُسِّمتْ على توطئة وأربعة مباحث، الأول المستوى اللفظيّ، والثاني بعنوان: المستوى التركيبي، والثالث: (المستوى التصويريّ)، والرابع: المستوى الايقاعيّ.
وانتهت الدراسة بخاتمة أوجزنا فيها ما قدَّمته المباحث الأربعة.

الرسالة تنتمي إلى علم الفقه سلطت الضوء على مدّة الحمل؛ لذلك وُسِمت بـ(أقصى مدّة الحمل) لمؤلّفها السيّد الميرزا محمّد صادق الرضويّ الذي أجاد عرضها، فمع قلّة الكلام بالقياس إلى سعة المسألة إلّا أنّ الشموليّة لمطالب متعدّدة كانت حاضرة، فقد تعرّض المؤلّف لمجموعة من الأمور؛أهمّها:
1- ذكر الأقوال الواردة في المسألة وهي ثلاثة أقوال؛ الأول: أنّ أقصى مدّة الحمل تسعة أشهر وهو الرأي المشهور، والثاني أن أقصى مدّة الحمل هو عشرة أشهر، وذهب إليه جماعة من الأصحاب كالعلّامة والصميريّ وغيرهم، والثالث أنّ أقصى مدّة للحمل هو سنة، وذهب إليه السيّد المرتضى وأبو الصلاح الحلبيّ وغيرهم.
2- ذكر المصنّف بعض عبارات الأصحاب المتعلّقة في المسألة؛ أمثال الشيخ المفيد والطوسيّ وسلار وغيرهم من العلماء القدماء والمتأخّرين.
3- بيّن المصنّف رأيه في المسألة؛ إذ وافق رأيه رأي المشهور، واستدل على رأيه بدليلين؛ أولهما: الإجماع المصرّح به في الخلاف، والإجماع المحكي في الرياض، وثانيهما: الأخبار وقد ذكر ستّ روايات، وناقش هذه الروايات من الناحيتَيْن السَّنَديّة والدلاليّة، وذكر ضمنًا بعض المطالب الرجاليّة المتعلّقة في بعض الرواة التي وردت أسماؤهم في الروايات المستدلّ بها.
4- ذكر أدلّة القولَيْن الثاني والثالث، وقد استدلّ أصحاب القول الثاني بأصالة عدم الزنا والشبهة، وعموم كون الولد للفراش وقد ناقش الدليلَيْن.
واستدلّ أصحاب القول الثالث بالإجماع الذي ذكره السيّد المرتضى في الانتصار، ومجموعة من الروايات، وقد ناقشهما المصنّف أيضًا، وخلص إلى الثبات على رأي المشهور.

رسالة صيغ عقد النكاح والطلاق للشيخ محمّد جعفر بن سيف الدِّين شريعتمدار الأستراباديّ أصلًا الكربلائيّ مهجرًا، أحد أعلام تلامذة السيّد عليّ الطباطبائيّ الحائريّ صاحب الرياض في كربلاء، وقد قرّر أبحاثه الأصوليّة في كتاب سمّاه (ملاذ الأوتاد في تقريرات الأستاذ)، وقد أُجيز من أستاذه الطباطبائيّ بعدما عرض عليه أكثر من كتاب من تأليفاته.
وموضوع هذه الرسالة يدور حول صِيَغ عقد النكاح وصيغ الطلاق، وقد بحث عنها -بناءً على ما ذكره المصنّف- على الوجه الذي أورده علماء الإماميّة؛ وقد صنّفها بطلب من أستاذه الذي يُحتَمل على نحوٍ قويِّ أن يكون السيّد عليّ الطباطبائيّ الحائريّ صاحب الرياض.
عرض المصنِّف في ضمن الرسالة إلى الوجوه اللغويّة الصحيحة لاستعمال العقود بناءً على ما ورد في القرآن الكريم والروايات الشريفة، نحو: تعدّي النكاح والتزويج لمفعولَين، تعدّيهما بحرف الجرّ، ومعاني النكاح والطلاق، وبيان الخلع والمباراة، وبعض أحكام المهر، كما أورد المصنِّف للنكاح ستّة معانٍ لغويّة.
اعتمد الباحث في تحقيق هذه الرسالة خمس نسخ من بين ثماني وثلاثين نسخة.

هذا البحثُ هو عبارةٌ عن إضاءةٍ كاشفةٍ عن عَالِمٍ ومُؤلِّفٍ كربلائيٍّ مُهمٍّ من أعلام القرن العاشر الهجري، لَمْ يُستوفَ حقّهُ من الشُّهرة والذيوع بين العامة والخاصة؛ ألا وهو السيدُ محمدُ بنُ أبي طالب الحسينيُّ الموسويُّ الحائريُّ الكركي؛ وذلكَ عن طريق التعريف بجملةٍ من الأمور: اسمه، وولادته، ونشأته، وهجرته إلى كربلاء، ومن ثمَّ الحديث عن أدبهِ شعراً نثراً.
ومن ثمَّ يُسلِّطُ البحثُ الضوءَ على أهمِّ نتاجٍ من نتاجاته العلميّة والفكريّة التي أُثِرتْ عنه، ولم يُولِه الباحثون والدارسون عنايةً كبيرةً، ولم تُسلّط على كثيرٍ من جوانبهِ عدسةُ البحثِ والدراسة؛ وهو كتاب(تَسْلِيةُ المُجَالِسِ، وَزِينَةُ المَجَالِسِ)، وذلك في ضوء الحديث عن مادة الكتاب، وعن أهميتهِ بوصفه مصدراً مهماً ومُعتبراً من مصادرِ المذهب الشيعيِّ الامامي الاثني عشري، فضلاً عن الحديث عن أهميتهِ من الناحيتين اللغوية والأدبية.