Al-Qadisiyah Journal For Humanities Sciences

يسعى هذا البحث إلى معرفة آليات السرد في جنس من الأجناس الأدبية يُعرَف بخصائصه المائزة عن بقية الأجناس الأدبية السردية المألوفة في الأدب العربي ؛ لكونه من الفنون التي أخذها العرب عن الغرب في العصور الحديثة عبر ما يعرف بـ(المثاقفة) أو مبدأ (التأثّر والتأثير) الذي يعدّ من السنن التي دأبت عليها الآداب العالمية على مرّ العصور ، وهذا الجنس الأدبي الوافد هو (المسرحية)بنوعيها الشعرية والنثرية . في هذا البحث يعرض الباحثان بالتحليل والوصف أبرزَ الآليات السردية التي توفّرت عليها مسرحية (الطوفان) النثرية التي تعدّ من أهم و أشهر نتاجات الكاتب المسرحي والدرامي التلفزيوني العراقي الرائد(عادل كاظم) ، معتمدَين في ذلك على مقولات الناقد الفرنسي(جيرار جينت) في مجال الدراسات السردية باتجاهها اللساني أو الشكلي ، اعتقاداً منهما أن مقولاته في هذا المجال تعدُّ الأكثر دقّة وتنظيما وشمولية من مقولات النقّاد الآخرين

في خلاصة بحثي الذي خصصته لدراسة معوقات العقل العراقي راهنا ثم التحول نحو تمكينه فعلا وفاعلية وجودا و تفوقا. ومن نتائج البحث (findings)
ان العقل العراقي كما هو حال العقول العربية والاسلامية الشرقية اسير محبطات ليل في مقدمتها ان العقل العراقي انما يتحرك في فضاء ضيق احتلت اغلبه – الفضاء- فوبيتان (رهابان) الاول الزينوفوبيا الخوف المرضي الرهابي من الاخر الغريب البعيد (اوربي امريكي). للعقل العراقي مع رهاب الاجانب ضمن منطقة الشرق الاوسط وبعيدا عن المنطقة تجارب مرة ومؤلمة تراوحت بين الاحتلال والاستغلال ثم الاستشراق ونهب الاثار قد يصل الى حدود الغزو الحضاري /الثقافي
لقد اخترق الاخر الاوربي والبريطاني بالذات ثم الاخر في 2003 نسيج (المجتمع العراقي) ورسائل المس بيل (miss bell) والقرارات والاجراءات التي اتخذها بول بريمر الحاكم المدني الذي فشل في ان تربح معركة السلام الامريكية كما ربحتها جيوشه حربا

يسعى هذا البحث الى تعرف طبيعة العلاقة ما بين الحداثة بوصفها أحد ابرز إفرازات الواقع الجديد الذي بدأ يفرض نفسه على حياة الإنسان في اغلب مجتمعات العالم في عصرنا الحالي لا سيما المجتمعات العربية والمجتمع العراقي على وجه التحديد , وما بين صورة الأّخر المتمثلة بالغرب التي غالباً ما تنطوي على تصورات نمطية قائمة لدى عدد غير قليل من العرب بما في ذلك بعض النخب الفكرية والاجتماعية بأن الحداثة هي بمثابة استلاب فكري ومسخ للهوية والانتماء، والحداثة بوصفها ممارسة اجتماعية ونمط من الحياة يقوم على أساس التغيير والابتكار غالبا ما يرتكز تحديدها الى عاملين أساسيين هما الثورة ضد التقاليد , ومركزية العقل ، وهي بهذا تمثل الإبداع الذي هو نقيض الاتباع , والعقل الذي هو نقيض النقل ، وعلى وفق هذا التصور يعد التحديث الشكل الإجرائي الملموس للحداثة أو قد يوصف أحيانا بكونه مظاهر الحداثة وقشورها , في حين ان الحداثة هي اللحظة الواعية التي تتمثل بانتظام العقلانية والفردية والعلمانية والقيم الحرة في اندفاعة حضارية قادرة على أحداث تحولات عميقة في البنية الاجتماعية للمجتمع بما في ذلك البنية العقلية للفرد وبما ينسجم ومتطلبات الواقع السائد ، ولهذا اصبح بالإمكان القول ان الحداثة ليست وصفة فكرية جاهزة , بل هي عناء فكري وجهد عقلي فردي وجماعي ضد الذات التقليدية أساسًا من اجل التخلص من مجتمع وثقافة عصور الانحطاط , وبناء مجتمع وثقافة حديثة , وهذا يعني ان الحداثة لا تقوم بذاتها , وانما تتأصل في النسق الاجتماعي الذي يشمل الوجهين المادي والمعنوي.

تسيطر على واقع الحياة الاجتماعية للفرد و المجتمع العراقي الكثير من القيم, التي تنسب الى الدين (دينية الا انها قيم تدين وليست قيم دين). لوجود الاختلاف البين بينها و بين القيم الدينية الاساسية, التي حددت بواسطة النص الديني التأسيسي (الكتب المقدسة). لمعظم الاديان التي تؤلف البناء الديموغرافي للمجتمع العراقي بشكل عام, والدين الاسلامي منها بشكل خاص. حيث تؤلف هذه الديانة النسبة الديموغرافية الاعلى فيه. لان مضمون هذه القيم من المعنى الفردي و الاجتماعي هو الذي يكسبها قوة التاثير وفاعلية الظهور في السلوك الانساني. ومن هنا تستمد الجماعات الاجتماعية قوة الاصرة الاجتماعية التي تربط بين افرادها بما حدوث عملية تفتيت او تشتيت اجتماعية. اذا ما عرفنا ان هذه الجماعات اعتمدت مثل هذه القيم كاساس (نسق) ثقافي لبلورة الهوية الثقافية الدينية لها بهدف الحفاظ على استمرارية وجودها الاجتماعي داخل المجتمع العراقي . الذي لا ينفرد بهذه الخاصية دون غيره من المجتمعات بل يشترك معها في ذلك الا انه ينفرد في شدة تاثيرها الفعلي على واقع الحياة الاجتماعية للفرد والمجتمع على حد سواء.

لعل التصدي وبجرأة للخوض في شأن العقلية العراقية يحتاج الى ادوات بحثية عالية في الدقة ، نحاول من خلالها البحث بفحص تأويلي ابستمولوجي في اقبية العقلية العراقية والنسيج الذي تكونت منه وكيف تبلورت وما اصبحت عليه ، وتلك ليست بالمهمة السهلة بل هي شاقة ، لاننا نتعامل مع تركيبة عقلية معقدة نوعاً ما بظروف تكوينها والبيئات التي رُسمت صورتها من خلالها والتي جعلتها تنبري وفق عدة وضعيات تقولبت وفق ما آلت اليه اوضاعها .
ولما كانت العقلية العراقية هي واحدة في التكوين البيولوجي مع العقول البشرية الاخرى في العالم ، الا انها تختلف عن بعضها الآخر في طريقة النظر للحياة وما هي الامور التي أُجبلت عليها هذه العقلية لتظهر بمظاهر قد تميَّزها عن غيرها وتختلف في أخرى .

تحظى الشخصية العراقية باهتمام متزايد في الميدانين النفسي والاجتماعي، ولعل في استحضار الظروف التي عاشها المجتمع العراقي، والمزايا التي استأثرت بها أرضه وحضارته والأحداث التي تعاقبت عليه مبررات منطقية لتفسير استئثار الذات العراقية بهذا الاهتمام، وفي استطلاع سابق أجراه الدكتور الشمري في بعض محافظات العراق توصل إلى أن هناك نمطاً من التوجه الفكري للعقلية يقف وراء ما يعانيه الفرد العراقي من مشكلات، ولوحظ أن الخطورة الأكبر لا تكمن في طبيعة ذلك التوجه الفكري المتسمة بغلبة سوء الظن وسرعة حصول الصراع...إلخ، بل في ممارسة الفرد لها كحالة طبيعية، وهو مؤشر جوهري للاسواء النفسي، ذلكَّ إن وعي الفرد بسلبية تفكيره وسلوكه يمنح أملاً بإمكانية التغيير، أما حين لا يرى ذلك فإنه سيجد في التغيير تمادياً عليه، لذا جاء البحث الحالي كخطوة للتقرب من تلك المشكلة بالسؤآل: هل لنمط التوجه الفكري للذهنية العراقية دور في الصراع السياسي والاجتماعي الحالي بين مكونات المجتمع؟.

اظهرت الكثير من الدراسات والأبحاث ان هناك تقدما وتطورا كبيرا قد احرزته المرأة في عدد من المجالات ، فقد احرزت تقدماً في مجال التعليم ، ومجال العمل . لكن بالرغم من هذا التطور إلا ان مشاركتها في موضوعة توليها للمناصب القيادية لم تكن بالمستوى المطلوب ولم تكن بالمستوى الذي تطمح اليه عملية التنمية.
لذلك ظهرت الحاجة لضرورة تولي المرأة المناسب القيادية بالشكل الذي يناسب اعدادها وكفاءتها . لذا تركز الدراسة الحالية على قضية اساسية وهي بحث اهم المعوقات التي تقف امام بناء الشخصية القيادية عند المرأة في المجتمع العراقي.

ان الصورة الواضحة لمشهد المجتمع العراقي اليوم هي محصلة لأسباب قد اخذت مأخذها من بنية وتفاعلات وأواصر ونسيج هذا المجتمع بأكمله ، فما نشهده ونعانيه حالياً هو تبعثر قيمي واغتراب واستلاب وتقزم ثقافي عملت جميع الازمات المتتالية على هذا المجتمع الى احالته الى بقايا مجتمع ان لم نكن نبالغ يحاول النهوض من جديد .

الخلاصة:
يستهدف البحث الحالي إلى تعرف :
• مستوى الشخصية النرجسية لدى طلبة الجامعة
• دلالة الفروق في النرجسية وبحسب الجنس ( ذكور ، اناث )
• دلالة الفروق في النرجسية وبحسب المرحلة .
وتحدد بطلبة الجامعة المستنصرة كلية التربية،الدراسات الأولية المسائية ومن الجنسين(ذكور،إناث) والصفوف الأربع الأولى فيها (الأول،الثاني،الثالث،الرابع)للعام الدراسي 2012-2013 اتبعت الباحثتان اسلوب الطريقة العشوائية البسيطة في اختيار عينة البحث من طلبة كلية التربية في الجامعة المستنصرية اذ بلغ عددها(200) طالبا وطالبة من قسمين علميين وقسمين انسانيين
أظهرت النتائج ان الشخصية النرجسية لدى طلبة الجامعة منخفضة، وكذلك عدم وجود فرق بين الذكور والإناث في الشخصية النرجسية وعلى نحو دال إحصائيا،وأظهرت أيضا ان الشخصية النرجسية لدى طلبة الجامعة لا تختلف باختلاف المرحلة الدراسية

يعُرف العقل في هذه الدراسة بوصفه بنية تعقلية تنطوي على موجهات بيو- سيكو- ثقافية تدعم قدرة تشكيل نظام من السلوك وتحديد نظرة معينة إلى العالم ، بحيث تتشكل وتتبلور في الأفران الثقافية للمجتمعات الإنسانية وتستقر (هذه البنية) في تلك النقطة العميقة في رأس الكائن البشري التي تشكل مراكز الإدراك والإحساس والتحليل والتفكيك وتستند الى المنطقة من الجهاز العصبي المركزي لدى الإنسان الذي تصدر عنه التيارات العصبية وهي التي تنقل الى الإنسان المعرفة بالعالم الخارجي عن طريق الحواس المختلفة. وتبني هذه المعرفة بالعالم فعاليات إنتاج الأفكار والمفاهيم والتصورات ، وتمكنه من التكيف مع تحولات الحياة والعالم ، وإدراك العلاقات بين الأشياء في مبادئ نسبية تفصيلية او كلية وضرورية .. ولم يخرج انثروبولوجيوا المعرفة عن أُطر القياس العام عندما ناقشوا العقل بوصفه مقولة تتضمن كل عمليات التفكير والتعقل الذي يتم من خلال المرور من منظومة مرجعية تشكل إحداثياتها الأساسية من محددات هذه الثقافة ومكوناتها (الموروث الثقافي ، النظرة الى العالم ) كما تحددها مكونات تلك الثقافة و بهذا يكون للعقل البشري "وجوداً موضوعياً هو بمثابة صفة او خاصية للأدمغة البشرية وأن بمقدورنا التحقق من خصائص هذا العقل البشري بتقصي نتاجاته الثقافية والمقارنة بينها" (بحسب ما يرى شتراوس) وان طبيعة العقل البشري الذي يعمل كنوع من الحاسوب العشوائي لكي يولد هذه التباديل " دون وعي منه لهذه الحقيقة "تبقى مهمة غامضة ،فعمليات التعقل البشري المبهمة التي يسلم بوجودها هي سيرورات تحدث في كتلة الدماغ العادية ، من هنا يمكننا صوغ فحوى أفكار شتراوس على النحو الأتي: في سياق التطور البشري ، طور الإنسان قدرة فريدة على الاتصال بواسطة اللغة والرموز ولكي يتم ذلك كان لابد لاليات الدماغ البشري (التي لم نفهمها بعد) ان تشتمل على قدرات معينة في القيام بعملياتها. وأن تشير الى مجموعة معينة من المهارات والميول والقدرات والنزعات والعادات لدى الكائن البشري بحيث يكون العدَّ قابلية عقلية ويصير الابتهاج الدائم والطمع خصائص عقلية .تتداخل مع فعاليات الدماغBrain وتشكل مركز الإدراك والإحساس والجهاز العصبي في الإنسان الذي تصدر عنه التيارات العصبية وهي التي تنقل الى الإنسان المعرفة بالعالم الخارجي عن طريق الحواس المختلفة ...

تخضع النساء في مجتمعاتنا في الغالب لأساليب تنشئة تؤكد تبعية المرأة للرجل وان المرأة المطيعة هي أفضل من تـلك التي تختلف او تجادل الآخر . وهذا الأسلوب من التربية أنتج لديهن شخصيات سلبية وعقلا خانعا ومطيعا وقد تجذرت هذه الذهنية حتى في عقول النساء الراغبات في تبوء مواقع في السلطة السياسية وشكلت لديهن مصاعب كونهن نساء ، وبالتالي قبولهن بنظرة الثقافة السائدة في المجتمع الى المرأة بأنها معتمدة واقل تأهيلا سياسيا بالرغم من الكثيرات منهن يملكن ما يملكه الرجال من قدرات عقلية في التفكير والبناء والابتكار ونظرا لخطورة هذه الظاهرة على سلامة العملية السياسية الناشئة في العراق حاول الباحثان التحري عن المؤثرات الاجتماعية على خيارات المرأة السياسية وما تشكلــه من خطورة على تشويه العملية الديمقراطية .

شهد العالم القديم والحديث على السواء مزجاً بين ثقافات عديدة، أدت إلى تطور العمران وتراكم الحضارات، وكان لكل ثقافة طابعها الخاص الذي يميزها عن الثقافات الأخرى. وقد كان التبادل الثقافي قديماً يفتح أمام الثقافات التبادل والتفاعل الإيجابي، أما ما نشهده اليوم فهو مد ثقافي باتجاه واحد، وهذا ما يمثل العولمة الثقافية التي هي عملية تعميم الثقافة الأمريكية على العالم، والتي تسعى إلى جعل كل البشر على صورة واحدة، هي النموذج الغربي الأمريكي بالتحديد، وهو المسيطر حالياً، وتتضمن أيضاً بلوغ البشرية مرحلة الحرية الكاملة لانتقال الأفكار والمعلومات والبيانات والاتجاهات والقيم والأذواق على الصعيد العالمي، وبأقل قدر من القيود والعراقيل والضوابط، وربما يعود ذلك إلى أن الأفكار والقيم والمفاهيم تحمل في أحشائها دائماً بروز العولمة، بمعنى الاستعداد للانتشار الحر دون قيود، والانتقال العابر للحدود، والتوسع على الصعيد العالمي. فالعولمة هي نفي للآخر وإحلال للاختراق الثقافي محل الصراع الإيديولوجي وهي تجسيد لإرادة الهيمنة، وهي بذلك قمع وإقصاء للآخر وهي تهدف إلى إفراغ الهوية الثقافية، من محتواها، فالعولمة تمارس عملية الاستتباع الحضاري، الذي يؤدي إلى فقدان الشعور بالانتماء للوطن وللأمة، وهي نهاية عهد السيادة الثقافية وتعميم الثقافة الأمريكية على العالم.

الخلاصة:
يتناول البحث الموسوم ((النمو السكاني وانعكاساته على البناء الاجتماعي – دراسة نظرية تحليلية لمشكلات السكان في الوطن العربي - )) مشكلة النمو السكاني في الوطن العربي الذي يتأتى نتيجةً لأرتفاع معدلات المواليد واستمراره بالتزايد ، وانخفاض معدلات الوفيات الذي أستمر في الانخفاض مما تسبب في حدوث فجوه كبيره تزايد على أثرها نمو السكان وأحدث ما يسمى بالانفجار السكاني تولد عنه حدوث تغيرات مهمة في البناء الاجتماعي في المجتمع العربي ، وكانت أولى تلك التحولات تحول العائلة العربية من العائلة الممتدة إلى العائلة البسيطة بحيث أصبحت هي الطراز الغالب للعائلة العربية . وصاحب ذلك تطور كبير في مكانة المرأة العربية بعد خروجها إلى ميادين العمل ، وتمتعها بالاستقلال الاقتصادي والاجتماعي ومساهمتها في النشاط الاقتصادي وأن كانت ليست بالمستوى المطلوب . كما أنعكس تزايد السكان على النمو الحضري إذ ارتفعت نسبة التحضر وبروز مشكلات كثيرة ظلت المدن العربية تعاني منها لاكتظاظ السكان وحدوث أزمات مثل أزمة السكن وانتشار الأحياء المتخلفة واختناق الشوارع وافتقار المدن إلى الخدمات الصحية والاجتماعية .وحدوث بعض الفجوات في توزيع الخدمات بين الأرياف والمدن وكذلك الأنفاق على التعليم وبين الأنفاق على مرافق الحياة الأخرى . وكذلك الفجوة بين الاهتمام بالعواصم والمدن الزعيمه ، والاهتمام بالمدن الأخرى داخل الإقليم الواحد . كل ذلك دعا إلى بذل مجهود غير اعتيادي لإعادة هذه الموازنات وتقييم الأقطار العربية لحجوم سكانها ووضع سياسة سكانية لخلق حجم أمثل من السكان يتماشى مع الموارد الطبيعية والاقتصادية والإمكانات المتوفرة لدى الأقطار العربية والشروع بخطط التنموية للنهوض بواقع المجتمع العربي .

يقترن وجودنا التاريخي والجغرافي بالوجود الثقافي هذا الوجود الذي يحدد خصوصيتنا الثقافية ويشكل هويتنا وانتماءاتنا لكن هذا الوجود بات مهددا في الوقت الذي أصبحت المجتمعات الغربية تروج لثقافاتها وأنماطها السلوكية المتناقضة مع شخصيتنا العراقية عبر وسائل إعلامية مختلفة والتي غزت العقول وأصبحت تشكل هويتنا الثقافية أمام الآخر.
كما إن تأصيل الهوية يعد من أهم سبل تشكيل الشخصية العراقية ، وهنا فان مسالة فالحفاظ علي الهوية العراقية – وخاصة في ظل التحولات العالمية – يستوجب غرس تنمية شعور قوي بالهوية لدي أفراد المجتمع العراقي علي حد سواء ، فقد ظهرت أنماط حياتية جديدة، وبرزت مجموعة من القيم العالمية مقابل القيم المحلية ، وتنامي انتشار اللغات العالمية مقابل اللغة المحلية ، وغيرها من التحديات التي فرضت نفسها علي هويتنا .
ومن هنا صارت التحديات تفرض نفسها علي مجتمعنا ، وأصبحت تتطلب بلورة رؤية خاصة نستطيع من خلالها الحفاظ علي هويتنا العراقية ، وفي الوقت نفسه الانفتاح علي العالم للإفادة من نتائج المعرفة بجميع أشكالها دون أن نفقد شيئا من هويتنا .
وفي هذا البحث نحاول التطرق إلى الهوية العراقية واهم التحديات التي تواجها وأهم الاستراتيجيات للحفاظ عليها على المستوى المحلي والدولي .

" العقل والشخصيّة والهويّة " – على المستويين الفردي والجمعي - مفاهيم إشكالية ، ذات عمق هائل في التراث الفلسفي وعلم الاجتماع وعلم النفس والأنثروبولوجي . لكن المُلاحظ أن توظيفها في مجال استكشاف طبيعة المجتمع العراقي ، وديناميّات شبكة بُناه المعرفيّة والانفعاليّة والاجتماعية والثقافية ، يُغفِل التعقيد المفاهيمي الحاف باشتغال تلك المفاهيم تنظيرياً وإجرائياً . وقد عملت هذه الورقة – بشكل موجز مكثّف - على تبيان جملة من تنوّعات مقاربات هذه المفاهيم ، وحاولت تقديم تعريفات أوليّة لها ، واقترحت الاشتغال ضمن مشروع أو توجّه فكري يعتمد المعايير الآتية : الجديّة والصرامة العلميّة ، والتعددية التنظيرية ، والتعددية الإجرائية ، والتراكميّة ، وأكدت خطورة تلك المفاهيم التي تستدعي الكف عن تداولها التبسيطي الإعلامي .
عندما نتحدّث عن عقليّة أو شخصيّة أو هويّة مجتمع يجب أن نتحدّث بحذر ، وأن ننطلق من تأطير نظري مُحكَم لماهيّة هذه المفاهيم ، ونستند في كل فكرة على كمّ متراكم من الدراسات العلميّة ، لا أن نتكئ على الانطباعات الشخصيّة والتصورات الإجمالية الممتزجة بالوجدان الآني والتحيّزات الذاتيّة ، لأن الموضوع له انعكاساته الخطيرة على الوعي والسلوك الاجتماعي والمجتمعي . ولكن المُلاحَظ – مع الأسف – سيادة الطرح التبسيطي الإعلامي في موضوع العقليّة أو الشخصيّة أو الهويّة العراقيّة ، حتى على الصعيد الأكاديمي ، إذ تجد المفردات تزجّ – بمناسبة وبلا مناسبة – في كتابات وحوارات متنوّعة ، دون إدراك للبعد النظري لهذه المفاهيم وتنوّعاتها ومساراتها وآليّات اشتغالها وتوظيفها وبحثها . وفي هذه الورقة أسعى إلى تقديم تبيان – موجز – لطبيعة التمايزات المفاهيمية بين هذه الاصطلاحات ، والإشكاليّات الفلسفيّة والنظريّة والمنهجيّة الحافّة بتداول هذه المفاهيم

صار من الممكن القول : إن ما يبتغيه الإنسان الحضري في عالم القرن الواحد والعشرين والقرون اللاحقة ، أن يحسم جدلية العلاقة ( تحضر – تحديث ) ، بإخضاعها ضمن إطار متوازن، توازنا يقضي من خلاله على حالة قلق التفكير والفعل ؛ لان المكان هنا إذا اضُطراب واختل توازنه ، لا شك وانه يؤثر على حضرية الإنسان .
إن إطلالتنا على هذا الموضوع ، كانت هاجسا تولد لدينا ، منذ أن أصبح توازن العلاقة بين التحضر والتحديث وكأنه حُلم مؤجل ، على الأقل في المدينة العراقية ، إذ نلحظ حالة تخمة حضرية تشهدها المدينة ، مما تم وصفها بأنها عملية تحضر زائدة Over Urbanization " " أخلت أولا ، بالبنية المكانية للمدينة ، نتج عنها خلل واضح في منظومة القيم ، التي نختزلها هنا في مفهوم التحديث " modernization" ، إذ نعتبر حالة التحديث هنا حالة مأزومة ، بفعل تأزم عملية التحضر Urbanization " " نفسها ، ومن ثم ، فان العلاقة بينهما رغم تأزمهما معا ، علاقة عكسية ، فكلما ارتفع معدل التحضر Degree Of Urbanization " " قل معه مستوى التحديث في العقلية العراقية . وحتى نخرج من جدلية العلاقة ، وتحاشيا للوقوع في فخ ( الدَورْ)، علينا أولا ، الإقرار بعدم استقلال المكان الحضري ، وهذا يعود بطبيعته إلى عمليات الغزو والتعاقب للجماعات المهاجرة نحو المدينة ، وما ينجم عن ذلك من اختلال واضح في بنية المكان ايكولوجيا وجغرافيا ، إلى جانب حالة الصراع السوسيو – ثقافي ، بين منظومة القيم الحضرية ، التي أشبه ما تكون بحالة القيم المحتضرة ؛ وبين ريفنة القيم والمكان ، فأصبحت القيم المهاجرة ( الريفية ) هي من تطبع سلوك الإنسان الحضري . وبناءا على هذه المعطيات ، تأتي تساؤلات الموضوع ، على الأقل تساؤلين ، نعتقد أنهما يحيطان بإشكالية الفكرة . فلماذا إذن ، لا يرافق التحضر تحديث في القيم ؟ وهل ثمة سلوك حضري في المدينة العراقية ؟

لقد حظي موضوع مشاركة المرأة في التنمية الاجتماعية من خلال المنظور الاجتماعي والثقافي باهتمام الكثير من الباحثين والدارسين خلال العقدين الاخيرين من القرن الماضي وذلك باعتباره من الموضوعات الشائكة والبالغة التعقيد نظراً لكثرة وجهات النظر والآراء المتعددة بشأنه ولهذا يظل هذا المجال بحاجة الى الدراسة والتعمق بصورة اوسع واشمل ,بأعتبار ان المرأة هي احد العقليات المهمة في المجتمع العراقي سواء كانت هذه المرأة عضوة في البرلمانات السياسية اوكانت محامية او طبيبة او مدرسة او أي وظيفة اخرى تمتهنها, والتنمية الاجتماعية تعني بناء الانسان وتنمية مواهبه الطبيعية (القلب والعقل ) وذلك لتحريره من الخوف والحاجة والخرافات والاساطير ليكون قادراً على استخدام طاقاته وامكاناته المادية والروحية ويمارس حريته السياسية والاقتصادية والاجتماعية دون اي قيود .

يعد موضوع التنمية من الموضوعات الحساسة المهمة في حقل الانثروبولوجيا وعلم الاجتماع والاختصاصات الاخرى ذات العلاقة لما ينطوي عليه من ابعاد وتأثيرات اجتماعية واقتصادية وسياسية ذات ارتباط مباشر بحياة الانسان في كل انحاء العالم لذا تزايد الاهتمام بهذا الجانب سواء على المستوى المحلي او الدولي كمنظمة الامم المتحدة ومنظمة الاغاثة الدولية وغيرها بغية الوصول الى الحلول المناسبة التي يمكن ان تساعد في تنمية المجتمعات وانتشالها من الواقع المؤلم والماساوي ولا سيما المجتمعات النامية التي تعيش في ظروف صعبة للغاية ومنها المجتمع العراقي الذي عانى معاناه شديدة منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة عام 1921 وحتى الوقت الحاضر ، حيث الصراعات السياسية المستمرة والحروب والحصار الاقتصادي والنزاعات الطائفية والسياسات الخاطئة للحكومات المتعاقبة الامر الذي ادى الى اعاقة مشاريع التنمية في المجتمع العراقي وبالتالي انعكست هذه الاوضاع سلبا على الاحوال المعيشيةلافرد المجتمع وللخروج من اشكالية معوقات التنمية يتطلب منهجا ميدانيا للتداخلات الاجتماعية والثقافية والسياسية والادارية التي تعانيه الادارة العراقية اليوم .