Abstract
استطاع المصريون القدماء ان يتكيفوا مع البيئة التي عاشوا فيها عندما استقروا على جانبي نهر النيل ,ثم قاموا بزراعة الأرض, فكان الانقلاب الحضاري الأول حيث كانت الزراعة فتحا جديدا لحياتهم وحضارتهم , وهكذا كان للنيل الفضل الاكبر ليس فقط في نشأة الحضارة المصرية بل في استمرارها وديمومتها, اذا كان ولا يزال شريان الحياة لمصر والمصريين.
كان التقويم الزراعي في مصر القديمة يتضمن ثلاثة فصول ترتبط بالنهر والموسم الزراعي: فصل الفيضان , فصل الزرع او الإنبات, ثم فصل الحصاد0 وكل فصل من هذه الفصول يحوي شهور أربعه اعطيت ارقاما في اول الامر ثم اطلقت عليها اسماء منذ العصر الفارسي (حوالي القرن السادس ق.م) وهي الأسماء المعروفة حاليا بأسماء شهور السنة القبطية التي لايزال فلاحوا مصر يعتمدون عليها وهي :
- "اخت" فصل الفيضان
- "برت" فصل الزرع والأنبات
- "شمو" فصل الحصاد
اما عن الخطوات التي اتبعها المصريون القدماء في الزراعة فهي لاتختلف كثيرا عما هو في الوقت الحاضر, حيث كانت عملية قياس الارض بعد انحسار مياه الفيضان لتقدير مدى انتفاع الأراضي من مياه الفيضان, وتأثير هذا على انتاج الأرض. ويبدأ عمل الفلاح بعد انحسار مياه الفيضان بحرث الأرض وتفتيت ما على سطحها من كتل الطمى الصغيرة بواسطة المحراث الذي تجره الحيوانات , ثم تتم عملية البذر وكانت تحت رقابة شديدة , ومن ثم تأتي مرحلة دفن الحبوب (انزال الحبوب في ثنايا الأرض). كما سعى الفلاح المصري في تنظيم قنوات النهر وشق الترع حتى غدت البلاد شبكة من القنوات الموجهة نحو الاراضي الصالحة للزراعة للافادة من ماء النهر في الري. وبعد نضج المحصول كانت تتم عملية القياس بواسطة حبل يحوي عددا من العقد لمعرفة المساحة المزروعة لضمان حصول اصحاب الاراضي على المحصول كاملا , وعلى اساسه تعد ضريبة الحصاد . وكان موسم الحصاد موسما شاقا ترتفع فيه درجات الحرارة ويصعب العمل فيه والذي يحتاج الى سرعة في الحركة ومجهوداً عضلياً ومن ثم يتم جمع المحصول على هيئة حزم, وينقل الى (الجرن) فتبدأ عملية الدرس فيه واخيرا يتم خزن المحصول في الصوامع للاستفادة منه.