Abstract
يعُدّ موضوع القيم من الموضوعات البحثية القديمة الجديدة التي أثارت اهتمام الباحثين في مختلف حقول العلم ،وخاصة التربوية منها لما للأحداث الاجتماعية والثورات الإسلامية من آثار اجتماعية وفردية كبيرة في فكر الإنسان وسلوكه علي مرّ العصور ،ولما أحدثته الثورة العلمية والتكنولوجية من مشاكل أخلاقية هزت القيم وأحدثت خللاً بها في العصر الراهن مما أدى إلي المناداة بضرورة العودة إليها – أي القيم الخلقية ومظانها النفسية – والتمسك بها .والقيم مجموعة من الاهتمامات التي تنمو لدي الفرد من خلال التربية وتتمثلّ نظرة الدين الإسلامي الحنيف إلى القيم بأنها الأساس الذي تقوم عليه المجتمعات الإنسانية من خلال مكونات عدّة يحددّها البعض بالمكون العقلي والمعرفي والنفسي، والأدائي، والوجداني وهذه تمثل الجوانب المعنوية في الإنسان .والقيم في القرآن الكريم مطلقة وغير نسبية لا يصيبها التغير، وهي معايير ثابتة في الحكم علي الأشياء ،وتمثل الإطار الحياتي للإنسان والمجتمع وتمثل أساساً قوياً في بناء نسيج الشخصية الإنسانية وهي ربانية وثابتة وشاملة ومستمرة ،ومتصفة بالعمومية والتوازن والعالمية وتشكل القيم اللبنة الرئيسية التي يبني عليها المنهج التربوي ،فضلاً على أنها ترتبط بالميدان التربوي ككل ، لذلك لزم تأكيد دور القيم في بناء الشخصية الفردية ودورها في الحياة .والعلاقة وثيقة بين القيم والتربية ، فالقيم أهداف نسعى إلى تحقيقها والتربية أداة منفذة لها من خلال مناهج تربوية مخطّطة ومصممة بعناية تمكنها من تحقيق نتاجاتها التربوية السلوكية بفاعلية. والقيم لها أهمية قصوى للفرد والمجتمع فهي تحدد شخصية الفرد وتوجه سلوكه وتساعد في بناء حياة الفرد ،وتشكيل شخصيته وتحكم تصرفاته ومعيار لتقييم سلوكه وتقيهِ من الانحراف وتوجه خياراته في كافة مجالات الحياة ، وهي أساس أي نشاط إنساني كما تلعب دوراً في حل أي صراع وتحفظ للمجتمع تماسكه. بعد هذه المقدمة ابتنت هيكلية البحث على الآتي: