Abstract
أكدنا في أكثر من محفل ثقافي الاهتمام باللهجات المحلية (الدارجة)، كي تتطور النظرية اللغوية، وتعاد إليها نزعتها الإنسانية (Rehumanization) بعد أن أخذت هذه اللهجات تضمحل بسبب التطور الهائل في وسائل الاتصال لتصبح لهجة واحدة ضمن إطار الدولة الواحدة، وقد حفظت اللهجات العراقية بين طياتها الكثير من الألفاظ والأسماء والقواعد واللغات القديمة منها السومرية والأكدية، ولحقتها بعد ذلك الآرامية، لكنّ اللغتين الأولى والثانية أكثر تأثيراً من الثالثة، والسبب بقاء اللغة الأكدية الناشئة من السومرية مدة طويلة في التداول، فان أخر نص كتابي وصلنا منها يعود إلى بداية القرن الأول الميلادي، بينما انتشرت اللغة الآرامية في النصف الأول من الألف الأول قبل الميلاد، واللغة السومرية والأكدية ينطبق عليها قول ابن خلدون: (إن غلبة اللغة بغلبة أهلها، وان منزلتها بين اللغات صورة لمنزلة دولتها بين الأمم)(