Abstract
الحمد لله والصَّلاة والسَّلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد.. إنَّ الاهتمام بكتاب الله عزَّ وجل – تلاوة ودرسًا – أفضل ما تُقضى فيه الأوقات، وتُفنى فيه الأيَّام والسُّنون فالسَّعيد من صرف همَّته وفكره إليه. والمحظوظ من اغترف من علمه، وجعله ممن لا يشقى ويذكر به ربه الأعلى، حتى لا تكون معيشته ضَنْكًا.وإنَّ الأبنية المتماثلة بين ألفاظ القرآن الكريم مع التَّنوُّع في التَّعريف والتَّنكير، والتَّذكير والتَّأنيث، والاسميَّة والفعليَّة، وما ينطوي تحتها من جزئيات تُعد وجهًا من وجوه إعجاز هذا الكتاب المبارك، ولونًا من ألوان بلاغته وفصاحته.وليس مجيء تلك الأبنية تكرارًا، ولغوًا؛ لأنَّه يستحيل عليه الاختلاف والحشو واللَّغو ﱡﭐ ﲂ ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﱠ (فصلت 42). فالأبنية المتماثلة وجه من وجوه إعجازه البيانيِّ، فما ورد معرَّفًا في موطن، ومنكَّرًا في موطن آخر، أو مذكَّرًا هنا ومؤنَّثًا هناك، إنَّما هو لحكمة تُطلب وفائدة . فالتَّحوُّل من الصِّيغ، أو العُدُول من صيغة إلى صيغة أخرى في السياق القراني يُعدُّ أحد روافد التَّحليل اللُّغويِّ، بل يمثِّل إحدى الوسائل التي تساعد على التَّماسك الشَّكليِّ، وتُعدُّ مدخلاً من مداخل التَّحليل اللُّغويِّ للنَّص؛ للوصول إلى المضمون أو الغاية الدَّلاليَّة في بيان الألفاظ. فتكمن أهمية البحث ما لعلم الصرف من مكانة عالية بين علوم العربية ، فالقران الكريم يستعمل الوزن الصرفي في بعض النصوص ولا يستخدمها في نصوص أخرى ، فالتغيير بالمصدر له دلالة غير التي تظهر عندما يعبر بالفعل، وان استعمال بنية الكلمة دون أختها او بنية اسم الفاعل او صيغة المبالغة له دلالة إضافية على فهم النص القرآني وحكمه أداء المعنى القرآني وإشارة على اختلاف المعنى المقصود من الآية، أو اللفظة القرآنية ،تبعا لاختلاف البناء الصرفي ، فغاية الصرف لا تتوقف عند حدود بنية الكلمة ، بل تتعدى ذلك إلى فهم الجمل والعبارات ، فتركيب الجملة هو الذي يوصلنا إلى الفهم الصحيح للجملة ، فكثير من مسائل النحو لا يمكن فهمها إلا بالرجوع إلى بنية الكلمة .