Abstract
الخلاصة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الأطهار, وبعد..
نـزل القرآنُ الكريم بلسانٍ عربي مبين، وكان رسول الله هو من تولى تُفَسّيِر ما أشكل من معانيَ مفردات القرآن الكريم وتراكيبه, كما بَيَّن غريب ألفاظَه, وكان الصحابة الذين عاصروا نـزول القرآن الكريم، وشهدوا أسباب هذا النـزول، تميزوا بالفصاحة والمقدرة الفطرية على فَهْم مواقع كَلِمِه ومعاني نَظْمِه، إلا أن في هذه الفترة لم يُدَوَّن شيءٌ من تفسير القرآن الكريم إلا ما أوثر وهولا يتجاوز رواياتٍ معظمُها أقربُ إلى التفسير اللغوي كأقوالٌ ابن عباس.
وبعد وفاةِ النبي تَوَجَّه أهل البيت والصحابة إلى الأمصار، لينشروا علوم التفسير فيها، ويجيبون عن أسئلة الناس الذين دخلوا في دين الله، وبالتالي تبلور هذا النشر في تكوين مدارس في التفسير، تتلمذ فيها كبارُ التابعين الذين أخذوا عن الصحابة أنفسهم، أو عن تلاميذهم, ومن هذه المدارس مدرسة مكة، التي تصدَّر فيها الصحابي عبد الله بن عباس وأخذ عنه سعيد بن جبير وعكرمة، ومدرسة المدينة التي كان رأسها أُبَيُّ بن كعب، وأخذ عنه السُّلَمي وأبو العالية، ومدرسة العراق، بشقيها النصي والذي يمثله أهل البيت والاجتهادي والذي تَصَدَّر فيه عبد الله بن مسعود، وبرز فيها الشعبي وقتادة, ولا يخفى أن مدرسة أهل البيت هي القطب الذي تدور عليها رحى المدارس التفسيرية جميعها, فالإمام علي هو رأس علم التفسير واليه ينتهي, ناهيك عن أهل البيت الذين هم الامتداد لعلي بن أبي طالب كمدرسة الإمام الباقر والإمام الصادق