Abstract
ان الاجماع من الأركان المهمة لمصادر التشريع بعد كتاب الله عز وجل والسنة النبوية المطهرة، اذ لا يختلف فقيه أو عالم على أهمية الاجماع ؛ لأنّه من أعمدة هذا الدين الذي قام عليه، ويعد كتاب التوضيح في شرح المختصر الفرعي لابن الحاجب للشيخ خليل بن اسحاق الجندي المالكي(ت776ه) موسوعة علمية تناثر بين دفتيه الفقه والأصول والحديث واللغة، فإن الشيخ ابتعد فيه عن التعصب المذموم الذي كان شائعا في زمنه، فكان يُعمل الدليل في توجيهاته ويدور حيثما دار، ويوازن بين الادلة في ترجيحاته، ولا يكتفي بإيراد أقوال أئمة المذهب بل انه يأتي بأقوال من وافق أو خالف من المذاهب الأخرى ويحاول الجمع بينها ما استطاع الى ذلك سبيلا، فهو يسير على منهج الاستقراء في اختياراته الفقهية والاصولية، فوجدت ان الشيخ خليل رحمه الله تعالى يعتني بحكاية الاجماع، فهو الحجة كما قلنا بعد الكتاب والسنّة، فنراه لا يطلق القول بالإجماع, بل ينسبه الى من قال به، فنراه ينقل الاجماع عن ابن عبد البر، والقاضي عياض والباجي وغيرهم مما جاء في هذا السفر العلمي المبارك، وحاولت في بحثي هذا – ولا أدعي الكمال – أن أُلِم ببعض جوانب الموضوع، ويتمثل ذلك في دراسة الإجماع من الناحية الأصولية، ثم استقراء الإجماعات من كتاب التوضيح، والكشف عن منهج صاحبها، إضافة إلى ذلك قمت بتحقيق الإجماعات الواردة في قسم الطهارة وتوثيقه .