Abstract
توطئة
انفردت حرب ال(مائة عام) التي حدثت بين انكلترا وفرنسا، وامتدت بين سنتي 1337 و1453 بميزات كثيرة عن غيرها من الإحداث التي عايشتها أوربا، في مقدمتها، اقترانها بمرحلة انتقالية بين العصرين الوسيط والحديث، وتفاعلها بقوة مع مظاهر تلك المرحلة، ونشوبها بين ابرز مملكتين أوربيتين، هما انكلترا وفرنسا، كما أن انعكاساتها على الكثير من القوى الأوربية في وسط القارة وغربيها، وسواها من الميزات جعلت منها، ختاماً لعصر، ومنطلقاً لآخر.
ولا غرو أن تتفاعل حيثيات كثيرة على تشكيل حدث على غرار حرب المائة عام، وتبرز فيها محكات أساسية، تهيكل لنا أبعادها، ومظاهرها، وتؤثر في تفاعلات إحداثياتها، ثم في نتيجتها النهائية.
وانطلاقاً من هذه المسلمة، استرسلت في أحداث الحرب، فوجدت أن بعضها كان مفصليا فيها، ومنها معركة بيارتيز.
فتلك المعركة لم تكن مجرد صدام عسكري بين جيشي انكلترا وفرنسا انتهى إلى نتيجة محددة، إنما كانت حدثاً مهماً، نجمت عنه انعكاسات سياسية، وتداعيات عسكرية، ألقت بوطأتها على الحرب، فنحت بها في مسار مغاير لما كان قبل المعركة.
من هنا اقتضت الضرورة تسليط مزيد من الضوء على تلك المعركة، وإبراز عناصرها، وما يتعلق بها من نتائج مباشرة، وتداعيات غير مباشرة، من خلال استنطاق المصادر التاريخية المعاصرة لحرب المائة عام لا سيما الوثائق اللاتينية والفرنسية، وأمهات الكتب الانكليزية التي عاصر بعض مؤلفيها تلك الحرب، وكتب عنها بعضهم دراسات أكاديمية رصينة، وكان لاطلاعي على كتابات الكثير من أولئك الرواد ممن عملوا في جامعات انكليزية وأوربية اثر مهم في وقوفي على كثير من ملابسات تلك الحرب وتطوراتها.
انفردت حرب ال(مائة عام) التي حدثت بين انكلترا وفرنسا، وامتدت بين سنتي 1337 و1453 بميزات كثيرة عن غيرها من الإحداث التي عايشتها أوربا، في مقدمتها، اقترانها بمرحلة انتقالية بين العصرين الوسيط والحديث، وتفاعلها بقوة مع مظاهر تلك المرحلة، ونشوبها بين ابرز مملكتين أوربيتين، هما انكلترا وفرنسا، كما أن انعكاساتها على الكثير من القوى الأوربية في وسط القارة وغربيها، وسواها من الميزات جعلت منها، ختاماً لعصر، ومنطلقاً لآخر.
ولا غرو أن تتفاعل حيثيات كثيرة على تشكيل حدث على غرار حرب المائة عام، وتبرز فيها محكات أساسية، تهيكل لنا أبعادها، ومظاهرها، وتؤثر في تفاعلات إحداثياتها، ثم في نتيجتها النهائية.
وانطلاقاً من هذه المسلمة، استرسلت في أحداث الحرب، فوجدت أن بعضها كان مفصليا فيها، ومنها معركة بيارتيز.
فتلك المعركة لم تكن مجرد صدام عسكري بين جيشي انكلترا وفرنسا انتهى إلى نتيجة محددة، إنما كانت حدثاً مهماً، نجمت عنه انعكاسات سياسية، وتداعيات عسكرية، ألقت بوطأتها على الحرب، فنحت بها في مسار مغاير لما كان قبل المعركة.
من هنا اقتضت الضرورة تسليط مزيد من الضوء على تلك المعركة، وإبراز عناصرها، وما يتعلق بها من نتائج مباشرة، وتداعيات غير مباشرة، من خلال استنطاق المصادر التاريخية المعاصرة لحرب المائة عام لا سيما الوثائق اللاتينية والفرنسية، وأمهات الكتب الانكليزية التي عاصر بعض مؤلفيها تلك الحرب، وكتب عنها بعضهم دراسات أكاديمية رصينة، وكان لاطلاعي على كتابات الكثير من أولئك الرواد ممن عملوا في جامعات انكليزية وأوربية اثر مهم في وقوفي على كثير من ملابسات تلك الحرب وتطوراتها.