Islamic Sciences Journal

يمثل هذا البحث دراسة لدلالة أبنية الأسماء وأثرها في دلالة سياق الحديث الشريف من حيث ارتباطها بالعناصر السابقة واللاحقة في السياق اللغوي والمقام، إذ جرى توظيف هذه الأبنية بحسب مقتضيات السياق الدلالية التي وجهت دلالة أبنية الأسماء تبعاً لمقاصد المتكلم التي سيق الحديث لأَجلها، وقد كان العيني من أبرز الشراح الذين أولوا هذا الجانب عناية فائقة في تفسير الحديث، ومن أهم الأبنية التي كشف عن دلالتها في ضوء سياق الحديث، أفعل التفضيل، واسم الفاعل مبيناً أن هذه الأبنية قد تحتفظ بدلالتها الأصلية في بعض السياقات، وتخرج عنها في سياقات أخرى.

كان البحث بعنوان ( منازل الطريق وأثرها على العبادة والسلوك عند الإمام ابن القيم) يهدف إلى بيان منازل الطريق، التي يسلكها السائرون في طريقهم إلى الله تعالى، على المنهج الذي ذكره الإمام ابن القيم في مؤلفاته، والتي تبدأ باليقظة من الغفلة، التي تلف الإنسان، فيتنبه إلى نفسه، وبأنه قد ظل الطريق، وبعد عن المسير، ثم إذا تنبه لذلك، ستنقله هذه اليقظة، إلى أن يبدأ بالتفكر فيما حوله من الموجودات، التي ستقوده لا محاله إلى خالقها وموجدها، وسينتقل بعد ذلك، من خلال التفكر، إلى رؤية وإدراك الأمور على حقائقها، وهي ما تسمى بمنزلة التبصر، فإذا تبصر بالحقائق، سوف يرى أن كل الموجودات موجدها واحد، ومدبرها واحد، ويرجع أمرها جميعا إلى واحد، وسيحدث له هذا الحال بأن يعيش بقلبه وروحه وعقله مع هذا الواحد، وهو الله تعالى، فيكون على الدوام ذاكرا له لا لغيره، متجها له لا لغيره، مريدا له لا مريدا غيره، وهذه هي منزلة التذكر، وهي المطلب الذي يحقق للإنسان سعادة الدارين.