Abstract
فاتّضح لنا من خلال آرائه في تفسيره أنّه تابع البصريين في أكثر مسائله ، وخالفهم في بعضها ، وليس كما قيل إنّه متعصب للمدرسة البصرية قال :(( ولسنا متعبدين بنحاة البصرة ولا غيرهم ممن خالفهم، فكم حكم ثبت بنقل الكوفيين من كلام البصريين، وكم حكم ثبت بنقل البصريين لم ينقله الكوفيون ))( ) و مِن هذه المفارقة في أحكامه النحوية ينكشف لنا موقفه المحايد بين المدرستين :البصرية والكوفية ؛ أمّا عن زَعْمِ المحدثين تعصّبه إلى المدرسة البصرية ، فقد تبيّنَ للباحث أنّ ذلك الزعم يصدق في مدّة زمنية بعينها تابع فيها أبو حيّان ـ كغيره ـ آراء النحاة الأوائل مِن البصريين إلى زمن سيبويه ، أمّا بعد ذلك فنرى أبا حيّان يقول : (( ولم تقتصر لغة العرب على ما نقله أكثر البصريين ، ولا على ما اختاروه ، بل إذا صحَّ النقلُ وجبَ المصير إليه ))( ) ، فلم نجده قد أخذَ على المتقدمين من النحاة رأياً و لا أنكرَ لهم مذهبا إلا قليلا ، لذلك لم يخرج عما و ضعه سيبويه من قواعد و أحكام نحوية ، و كأنّه يقتفي أثره ، محتجَّاً على المعربين بآرائه ، بل كانت آراء سيبويه عنده هي الفصل في كل خلاف ، إذْ كان يجلّه ويكبّره ويردّ معانديه ، أما عن كتاب سيبويه فكان يعده مرجع النحاة ، قال :(( فالكتاب هو المرقاة إلى فهم الكتاب ، إذ هو المُطَّلع على علم الإعراب ، و المبدي مِن معالمه ما درس و المُنَطِّق مِن لسانه ما خرس ، و المُحيي مِن رفاته ما رَمَس ، و الرادُّ مِن نظائره ما طمس))( ).