Journal of Education for Humanities

تعد الصورة الشعرية عنصراً مهماً جداً من العناصر التي يتشكل منها النص الشعري اللغوي، وتكمن وظيفتها الأساسية في توضيح وتقريب المعاني والدلالات الشعرية التي ينطوي عليها النص الشعري. ويمكن أن تظهر هذه الأهمية للصورة الشعرية في قصيدة " محا البين " للشاعر المصري " محمود سامي البارودي" والتي كانت خير مثال على التزام الشعر العربي الكلاسيكي بالتعبير الصوري كوسيلة لتوضيح المعاني والمقاصد الشعرية، بدلاً من الرمز والأساطير التي تقوم عليها النصوص الشعرية الحديثة.
ونتيجة التمعن في قراءة النص المختار ظهرت أنماط متعددة من التشكيل الصوري في القصيدة، وقد انقسمت بشكل عام على قسمين محددين: القسم الأول هي أنماط التشكيل النفسي والوجداني التي انبثقت من معاناة البارودي النفسية حين نفي عن وطنه وأهله بفعل موقفه السياسي، وهي تشكيلات صورية غير واضحة الملامح، لازالت خطوط ملامحها تتشكل بفعل التشويه والتحرك والتحول الوجداني للشاعر بعد أن انقلبت محاور حياته رأساً على عقب، وبات يدور في فُلك المتاهة المكانية النفسية في منفاه.
أما القسم الثاني من أنماط التشكيل الصوري في قصيدة "محا البين" فقد تشكلت من تحول نمط الخطاب الشعري بعد أن اتضحت المعالم الحقيقة للحياة بالنسبة للبارودي. فقد تناوب موقفه بعد أن وصل إلى نقطة اللاعودة في منفاه، وبعد فقد الأمل تماماً في الرجوع إلى زمنه الماضي. فظهرت أنماط من الصور المتناوبة التي تحاكي هذا الحال. كما تشكلت بفعل استمرارية الخيبة وتراكمات الفقد والعزاء الذاتي للنفس، بعض الصور الشعرية المنقلبة والتي توضح انقلاب الموقف الذاتي والفلسفة الخاصة بالشاعر وهو في منفاه. فضلاً عن ظهور تشكلات بعض الصور المفارقة التي كانت تأكيداً لهذا الموقف الخاص بالبارودي.

عرف العرب الخمر قديماً، تلك المعتصرة من العنب والتمر والشعير، وتصرفوا في أسمائها وكناها بحسب اللون ودرجة الاسكار والبلاد التي كانت تجلب منها. والخمريات تطلق على الأشعار التي تتناول عالم الشراب، بدءاً بالخمرة وأوصافها، مروراً بأوانيها وأشكالها، ورجوعاً إلى مواطنها وكرومها ووصفاً لمجالسها وما تضمّنه من شقاة وندمان وغناءٍ ولهو وطرب، وتتبعاً لتأثيرها في النفس ودبيبها في مفاصل الجسد، وما يحصل منها من نشوة وخيلاء وما يجري في مجالسها من طرائف ولطائف، وطقوس وشعائر، وغير ذلك ممّا جعل القصائد الخمرية أو الابيات التي تضمنها قصائد الشعر العربي في هذا الموضوع تحتل مكانة بارزة في الأدب العربي.
ويتناول هذا البحث صورة الخمرة وألوانها وأحوالها وتجلياتها في شعر الخالديين، ويحاول الكشف عن دقائقها وطباع قائليها.

إن الحديث عن بلاغة الافتنان في القرآن الكريم هو في حقيقة الأمر حديث عن أحد أوجه النظم القرآني، إذ أن الصور الفنية في القرآن الكريم تتراوح بين صور بلاغية معروفة مثل التشبيه والاستعارة، وصور لغوية قائمة أساساً على ألفاظ اللغة وأساليبها، وهذا النظم نابع من صميم بلاغة الافتنان التي تتأسس على مبدأ الاختلاف داخل النص الواحد وأن آيات القرآن العظيم لا تكون مستمرةً على نمط واحد لما فيها من التكلف للمتلقي وتأسيساً على ذلك، تهدف هذه الدراسة إلى بناء تصور للافتنان بالبحث عن تجلياته في القرآن الكريم والذي اعتمد على الانتقال بين المعاني وتنويع الموضوعات، كالتهنئة والتعزية والجمع بين الأدب والهجاء.

تتناول هذه الدراسة الترابط الدلالي في الثلاثيات القرآنية, والمُراد بالثلاثيات القرآنية: هي الآية المكونة من ثلاثة اسماء, أو افعال, أو تتكون من ثلاث جمل اسمية, أو فعلية, أو اسمية فعلية, أو فعلية اسمية, مرتبطة مع بعضها البعض لإظهار معنى أو معان معينة ضمن آية واحدة. سواء كانت هذه الثلاثيات عبارة عن أوامر, أو نواه, أو استفهام أو يُبيِّن صفات معينة, بشرط أن تكون مترابطة مع بعضها البعض, ويُكمّل أحدهما الآخر لتوصل فكرة ما أو أمرا معينا، وقد وقع اختيارنا على الثلاثيات المضارعية بوصفه انموذجا تحليليا؛ لوفرت الآيات التي وردت فيها. واعتمدنا في التحليل على بعض النماذج المنتقاة؛ لإبراز مدى الترابط الدلالي بين هذه الثلاثيات, وقد استعنّا بالمنهج الوصفي التحليلي في تحليلنا للآيات؛ لإبراز المظاهر الدلالية التي ضمّتها.

يهدف البحث الحـــالي الى معرفة قدرة طلاب الصف الخامس العلمي لحل المسائل الفيزيائية وعلاقتها بدافعيتهم لتطبيقها.
وتكونت عينة البحث من (100) طالب من طلاب الصف الخامس العلمي الفرع التطبيقي، تمّ اختيارهم قصدياً من اعدادية الرسالة الإسلامية للبنين في مدينة الموصل للعام الدراسي (2020 – 2021), ولتحقيـــــق هـــــدف البحــــث والإجابة عن أسئلته أعد الباحث أداتين الأولى اختبار بالمسائل الفزيائية، وتكون من سؤالين مقاليين محددي الإجابة، والثانية هي مقياس الدافعية وتكون بصيغته النهائية من(32) فقرة, وقد تحقق الباحث من صدق وثبات الأداتين، بعد ذلك طبقها على أفراد العينة الأساسية بتاريخ (2/11/2020)، وانتهى البحث بتاريخ (5/1/2021)، وقد تم جمع البيانات وتحليلها احصائياً باستعمال معامل الارتباط لبيرسون وأظهرت النتيجة أن هناك علاقة ارتباطية موجبة ودالة احصائية بين متغيري القدرة على حل المسائل الفيزيائية والدافعية نحو تطبيقها وفي ضوء النتائج قدّم الباحث عدداً من الاستنتاجات والتوصيات، فضلاً عن اقتراحه عدداً من العناوين للدراسات المستقبلية.

جاء هذا البحث تحت عنوان (الإشارات العلمية حول (تبدد الكون وزواله) في القرآن الكريم – دراسة بلاغية-) وهدفه التعرف على بلاغة النص القرآني وأسراره في وصف تبدد الكون، وما دفعنا إلى اختيار هذا الموضوع هو أن القرآن الكريم هو المجال الخصب للبحث عن قوة أنظمته، بيانه وبراعة مقدمته، وقد تناولت الدراسة من خلال استخدام المنهج التحليلي البلاغي الذي يكشف عن جماليات الصور الفنية، واللمسات البيانية التصويرية التي تميز القرآن الكريم بنسيجه المحكم وأسلوبه الرائع، فكان البحث في تمهيد ومبحثين، الأول (التبدد والزوال لغة واصطلاحًا) والثاني (حالات التبدد والزوال في الكون) ثم ختمنا الدراسة بأبرز النتائج التي توصلنا إليها.
 

هدف البحث الى بناء مقياس التكاسل الاجتماعي لدى طلبة جامعة الموصل بشكل عام ووفقا لمجالاته، كما هدفت الى التعرف على مستوى سلوك مقاومة الاغراء لدى طلبة جامعة الموصل كما هدفت الى التعرف على العلاقة الارتباطية بين التكاسل الاجتماعي وسلوك مقاومة الاغراء لدى طلبة جامعة الموصل، فضلا عن التعرف على الفروق في العلاقة بين التكاسل الإجتماعي وسلوك مقاومة الإغراء لدى طلبة جامعة الموصل، وفقاً لمتغيرات :نوع الجنس (ذكور-إناث) والصف الدراسي(الثاني-الرابع) والتخصّص الدراسي (العلمي-الإنساني).
يضم مجتمع البحث (21869) موزعين على (24) كلية للتخصص العلمي والإنساني حيث بلغ عدد طلاب الصف الثاني (11448) طالبا وطالبة بواقع (5692) من الذكور و(5756) من الاناث والصف الرابع (10421) طالبا وطالبة بواقع (5413) طالبا من الذكور و(5008) من الاناث اما عينة البحث تم اختيارها بالطريقة العشوائية الطبقية (متساوية) والبالغة (926) طالبا وطالبة وتشكل نسبة (4%) من مجتمع البحث الحالي، وقد استخدمت الباحثتان اداتين لتحقيق اهداف البحث، الأولى بناء مقياس التكاسل الاجتماعي (من إعداد الباحثتان) مكون من (64) فقرة بصيغته النهائية، وتبني مقياس مقاومة الاغراء (لصبري الطراونة، 2016) والمكون من (25) فقرة بصيغته النهائية وتم التحقق من صدق المقياسين باعتماد(الصدق الظاهري، صدق البناء) اما الثبات تم حسابه بطريقتين (إعادة الاختبار -وطريقة الفاكرونباخ) تم معالجة البيانات احصائيا باستخدام الوسائل الإحصائية منها (الاختبار التائي لعينة واحدة ولعينتين مستقلتين -معامل ارتباط بيرسون)، وقد توصلت الباحثتان الى اهم النتائج منها :
- وجود فرق دال معنويا بين المتوسط المتحقق والمتوسط الافتراضي بمعنى ان طلبة جامعة الموصل يتمتعون بمستوى فوق المتوسط بكثير من التكاسل الاجتماعي .
- وجود فرق دال معنويا بين المتوسط المتحقق والمتوسط الافتراضي بمعنى ان طلبة جامعة الموصل يتمتعون بمستوى فوق المتوسط في سلوك مقاومة الاغراء
- وجود علاقة ارتباطية إيجابية دالة احصائيا بين التكاسل الاجتماعي وسلوك مقاومة الاغراء لدى طلبة جامعة الموصل
-كما اشارت الدراسة الى عدم وجود فرق ذات دلالة إحصائية في العلاقة بين مستوى التكاسل الاجتماعي سلوك مقاومة الاغراء ومتغيري نوع الجنس (ذكور-اناث) والفصل الدراسي (الثاني-الرابع).
-كما اشارت الدراسة الى وجود فرق ذات دلالة إحصائية في العلاقة بين مستوى التكاسل الاجتماعي سلوك مقاومة الاغراء و متغير التخصص الدراسي(العلمي-الإنساني) ولصالح الإنساني.
وفي ضوء ما اسفرت عنه النتائج قدمت التوصيات والمقترحات اللازمة.

هدف البحث إلى التعرف على فاعلية تدريس وحدة بناء جسم الكائن الحي بإستراتيجية تسلسل الإجابات في التفكير التقاربي واتخاذ القرار لدى طالبات الصف الأول المتوسط في مادة العلوم، وللتحقق من هدف البحث صاغت الباحثة فرضيتين صفريتين، واتبعت الباحثة المنهج التجريبي، وتمثل مجتمع البحث الحالي بجميع طالبات الصف الأول المتوسط في المدارس المتوسطة والثانوية للبنات للعام الدراسي 2021-2022، واختيرت متوسطة (هوازن) للبنات عينة لتطبيق التجربة عليها إذ بلغ مجموع الطالبات (73) طالبة من طالبات الصف الأول المتوسط موزعات على شعبتين، أعدت الباحثة مقياس التفكير التقاربي واتخاذ القرار وتحققت من صدقهما وثباتهما، تم معالجة البيانات إحصائياً باستخدام الحقيبة الإحصائية (SPSS) وأظهرت النتائج تفوق طالبات المجموعة التجريبية في اختبار التفكير التقاربي ومقياس اتخاذ القرار، وعلى ضوء النتائج التي ظهرت توصي الباحثة بإمكانية تطبيق إستراتيجية تسلسل الإجابات في تدريس مادة العلوم .
 

يشكل المكان السردي العنصر المحوري الأساس- إلى جانب الزمن والرؤية- في مصطلح الفضاء السردي لأنه من دون حضور المكان لا يمكن للفضاء أن يتحقق، ويتجاوز المكان في هذا السياق المعنى الضيق المتعلّق بالصورة المكانية الطبيعية الذي يعد الموضع الذي تقع فيه الأحداث( ) منفتحاً على معانٍ ودلالات عديدة ذات طابع إنسانيّ ووجداني، فالمكان ضمن هذه الرؤية "لا يتوقف على المستوى الحسّي، وإنما يتغلغل عميقاً في الكائن الإنساني، حافراً مسارات وأخاديد غائرة في مستويات الذات المختلفة، ليصبح جزءاً صميمياً منها، وذلك لأن المكان هو الفسحة/الحيّز الذي يحتضن عمليات التفاعل بين الأنا والعالم. من خلاله نتكلّم وعبره نرى العالم ونحكم على التي نتحصن بها في مواجهة الآخر"( )، ضمن حراك سردي عميق يتحرّك في أكثر من اتجاه وداخل أكثر من سياق يمنح المكان هذه الهيمنة شبه المطلقة على الأشياء.
يتحول عنصر المكان بذلك إلى كيان يخضع للمشاعر والعواطف واللقطات الوجدانية ذات الطبيعة الإنسانية الحرّة ويعمل على احتوائها وتكريس صورتها في الأشياء، بحيث تكون له صلة وثيقة وعميقة بالسرد في أشكاله الكثيرة التي تعتمد عليه اعتماداً مطلقاً، ولا سيما تلك التي تتعلق بالأخبار والحكايات التي تحملها كتب التراث العربي على سبيل المثال، ومنها كتاب "البخلاء" للجاحظ بما تنطوي عليه سرديات المائدة من تمثيلات مكانية عديدة ترفد المحكيات بكثير من الطرافة والتشخيص.
إن فاعلية تشخيص المكان في السرد عموماً هي التي تجعل من أحداثها بالنسبة للقارئ شيئاً محتمل الوقوع، بمعنى منفتح على الحال السردية يوهم بواقعيتها، فهو يقوم بالدور نفسه الذي يقوم به الديكور في الدراما، والخشبة في المسرح، وطبيعي إن أي حدث لا يمكن أن يتصوّر وقوعه إلا ضمن إطار مكاني( ) معيّن يعطيه هويته داخل الفضاء السردي، ويسهم مع بقية عناصر الفضاء في تشكيل نوعي معيّن للنص السردي. فأي عمل حين يفتقد للمكان فهو بالأصل فاقد للخصوصية وللأصالة ( ) .

لا يمكن للراوي إذن أن يستكمل شروط رواية الخبر السردي بتفاصيله ومرفقاته وحيثياته وقضاياه من غير الاعتماد على أساس مكاني واضح وفاعل، لذلك فالراوي دائم الحاجة إلى التأطير المكاني( ) كي يكون بوسعه الاستمرار برواية الأحداث ووصف الشخصيات بطريقة أكثر حرية وعفوية وبساطة.
يستند الراوي في هذا المجال السردي إلى أرضية صالحة لتوفير فرص السرد ومنحها أكبر قدرة على التمظهر والسيرورة السردية، ضمن أفق عام يجعل من عنصر المكان محور العملية السردية وبؤرتها وميدانها الفاعل في أكثر من اتجاه، حيث يتحول إلى أداة فنية ذات طاقة جمالية لا يستغني عنها الراوي في إضفاء سمة النكهة الخاصة على مرويه، وذلك لبناء علاقة تقليدية وضرورية بين الراوي والمتلقي.
يستأثر المكان بصياغة الشكل السردي بجميع أشكاله التي تستجيب لنوع الحكاية وقيمتها ومقولتها وأطروحتها، حين يكون هو هدف النص السردي وغايته وجوهره الأساس، وعلى الرغم من أن المكان في هذا الإطار لا يفقد أبعاده الهندسية تماماً؛ إذ ترد تفاصيل شتى حوله بهذا الشأن، إلا أن مخيلة الفنان الراوي وذاته تنعكسان بالضرورة على المكان بتفاصيله وحيثياته فيبدو بظلال وألوان مضافة( )، ويسهم عميقاً في إنتاج الفضاء السردي الذي تقوم عليه حساسية النص السردي وقيمته الفنية والجمالية. فالمكان هنا من صنع لغة الكاتب منصاعاً لتخيلات النص السردي وحاجياته ( )
لابدّ لعنصر المكان من وعي كبير لدى الراوي سواءً أكان راوياً ذاتياً أو مشاركاً أو كليّ العلم؛ كي تكون له قدرة ذات قوة سردية فاعلة "تتجاوز كونها الجامد المنفعل، وتنتقل إلى مسرح الفعل وتؤثر وتتأثر، وتشكّل وتضيف وتعدّل وتلغي وتخلق، ويكون ذلك على المستوى الشعوري النفسي أو على المستوى الوقائعي الحدثي"( )، فيعمل الراوي في هذه الحالة على التصرّف الصحيح بالمكان لخدمة "المروية" التي يسعى إلى توصيلها للمتلقي بأسلوب واضح وعمليّ، استناداً إلى جوهر المقولة السردية التي يحملها النص السردي ضمن رؤية المكان وفعاليته في دعم هذا التوصيل والتداول.
يكون المكان بذلك -على المستوى السردي التشكيلي والتعبيري- أساساً نوعياً لخدمة النص السردي، وحضوره الاستثنائي المميز في الفضاء النصي العام حيث يكون له الدور الأبرز في صياغة الخبر أو الحكاية، ويسهم في تدعيم عناصر التشكيل الأخرى بما يقدّمه لها من أساس متين تستطيع من خلاله التحرّك بحرية على بساط السرد( )
تحتشد حكايات البخل وأخبار البخلاء على مستوى سرديات المائدة في كتاب "البخلاء" للجاحظ بصور مكانية متعددة لا حصر لها، تجعل من "المائدة" بوصفها مكاناً يقع فيه الحدث السردي ميدانا فعليا يتحكّم في صياغة الخبر السردي من جهة، وبطريقة نقله إلى مجتمع التلقي من جهة أخرى، بحيث يرقى إلى مستوى الحادثة السردية ويليق بها ويستوعب حكمتها ومقولتها بكل ما ينطوي عليه من أفق سردي وفعالية سردية.

يؤطّر بحثنا نظرية الإتصال الحجاجي الذي يعتمد على العقل، والبرهان في تحقيق هدف المتكلم، ألا وهو الإقناع، والتأثير في المتلقي، وتغييره فكراً، أو سلوكاً، وحددنا موضوع بحثنا بعنصر مهم من عناصر السياق الحجاجي ألا وهو (الروابط الحجاجية)، التي من مهامها تحقيق الترابط النصيّ في السياق الخطابي، وأنواع هذه الروابط من حيث نوعيتها قوةً، وضعفاً، ومواقع إندارجها سواء أكان في الحجج أم في نتائجها، فضلاً عن أهميتها.
وأرتأينا بأنَّ خير مجال للتطبيق هو السياق القرآني؛ كون أنَّ السياق القرآني يتسم بالحجاجيّة وإيراد الحجج لتحقيقها، ولاسيّما في آيات البعث والجزاء – المجال التطبيقي- التي جاءت مليئة بالحجج والبراهين، إذ استوعبت أنواعها أجمع، ولم يكن اقتصار البحث على آيات البعث فحسبْ، بل أضفنا إليها آيات الجزاء أيضاً، التي في أغلب الأحايين تأتي متتابعة، ومتلاصقة مع آيات البعث، فبعد أنْ يورد الخطاب القرآني آيات البعث يعقبها بآيات الجزاء فهو سياق حجاجي خالص يسعى لتحقيق غاية الفهم، والإفهام، والتأثير، فكان لا بدّ من توظيف الروابط الحجاجية، وجاءت بدلالة التساوق الحجاجي نحو الحرفين: (الواو، حتى)، وبدلالة التعارض الحجاجي نحو الحرفين: (بل، لكن)، ونأمل أنْ نكون قد سلطنا الضوء على جانب مهم من جوانب السياق الحجاجي، بيّنا من خلال تحليلنا أهمية هذه الروابط وجدواها في السياق الحجاجي.

ينهض البحث بمهمة الوقوف عند التشكيل الاستعاري في قصيدة نهج البردة لأمير الشعراء أحمد شوقي من خلال التعرف على البنية الاستعارية الناتجة عن العلاقات الدلالية غير المألوفة بين مفردات النص الشعري، وانسجامها مع بعضها وإسهاما في صياغة التشكيل الاستعاري في القصيدة، وقد حمل المنهج الذي اعتمده البحث في التطبيق دور هذه العلاقات في إنتاج الصورة البيانية فضلاً عن الاهتمام في التحليل بعلاقة الاستعارة بالفكر والعقل الذي برز فيه دور اللغة كثيراً؛ ذلك أن الاستعارة مزيج من اللغة والفكر حيث تتطلب إعمال العقل والفكر للوصول إلى مضامينها وسحر بلاغة صورها وهذا ما يخطّه البحث لنفسه، وقد أسسه على أقوال العلماء وبحوثهم في الاستعارة بنوعيها التصريحية والمكنية مصحوباً بالتحليل الذّوقي من خلال فطرة الرؤية والقراءة لتقديم القناعة للقارئ وكذا فراراً من عشوائية التناول والتداخل.

يتناول هذا البحث الألفاظ الشاذة في القاموس المحيط للفيروز آبادي، دراسةً وتوثيقاً، ونعني بالشاذ هنا كل ما كان مخالفاً للقواعد أو النصوص المسموعة في اللغة العربية، وهو يعدُّ من المواضيع المهمة عند علماء اللغة، إذ أولوه قدراً كبيراً من العناية.
نسعى في هذا البحث، المعنون بـ(الألفاظ الشاذة في القاموس المحيط للفيروزآبادي (817هـ) دراسة وتوثيق)، توضيح ما جاء في القاموس المحيط من الألفاظ الشاذة، معتمدين في ذلك على نماذج موجودة فيه، وحاولنا إظهار الظواهر التي تحيط بالألفاظ الشاذة، وهي على الأغلب تقع في المستويات الثلاثة: الصوتية، والصرفية، والنحوية، ففي كل مستوى قد نجد مجموعة من الألفاظ الشاذة ولا نجدها في مستوى آخر، وعلى هذا المنوال تتبعنا ما أورده صاحب القاموس المحيط من الكلمات الشاذة، بعد أن درسنا هذه الظاهرة في القاموس المحيط، لجأنا إلى وضع مستويات لظاهرة الشذوذ لتصبح الفكرة أكثرَ وضوحاً.

تضمنت الدراسة المؤسسات التعليمية في العراق 1974-1979 أنواعها – مراحلها وتضمن التعليم الرسمي والتعليم العام ويشمل رياض الاطفال والتعليم الابتدائي، مدارس اليافعين، المشاغل اليدوية، التربية الخاصة ومن ثم التعليم المسائي بعد تطبيق مجانية التعليم، التعليم الثانوي الاكاديمي ومن ثم قانون محو الامية واثره في التعليم منها التشريع والتخطيط لمحو الامية، انعقاد المؤتمرات التربوية العربية والمحلية، تشكيل المجلس الاعلى لمحو الامية الالزامي وتعليم الكبار، قانون الحملة الوطنية الشاملة لمحو الامية الالزامي، ودور المنظمات الشعبية في الحملة الوطنية لمحو الامية واثره في التعليم.

نستخلص من بحثنا هذا أن هناك ترابطًا دلاليًا كبيرًا بين صفات الأصوات الواردة في السورة ومقاطعها ومعاني السورة المتضمنة المشاهد والأحداث الكونية في يوم القيامة, فالمتمعن في الآيات التي تكلمت عن المشاهد الكونية يلحظ ارتفاعًا نسبيًا بارزًا في الأصوات المجهورة والشديدة؛ وهذا الارتفاع النسبي في هذه الصفات يعزز دلالة تلك الآيات المباركات.
وأما المقاطع الصوتية فنلحظ زيادة واضحة في المقاطع القصيرة السريعة وذلك ينسجم ودلالة تلك المشاهد السريعة الحدوث لأن أمر الله سريع الحدوث, إذا قال للشيء كن فيكون.

يُعدُّ كتاب اللمع في العربية لابن جنّي واحداً من الكتب التعليمية المبكّرة التي وضعها مؤلّفوها في القرن الرابع الهجري، وقد تفوّق على الكتب التعليمية الأخرى في مجالس الدرس اللغوي لأكثر من أربعة قرون بعد وفاة صاحبه؛ لأسلوبه، ووضوحه، وإيجازه.
ولد ابن جنّي في مدينة الموصل في العراق، وقد اختلف الدارسون في سنة ولادته، فتراوحت عندهم بين (300هـ)، و (322هـ)، وتوفّي في بغداد سنة (392 هـ)، عرض في كتابه الرأي الذي يقتنع بصوابه فقط بقطع النظر عن مدرسته وغفل عن ذكر الآراء الأخرى، كما غفل عن تفصيل الكلام فيها والتعليل لها، وأخذ بالقياس، ولم يهتم لما ليس بمقيس، وتناول في كتابه من الشواهد القرآنية أربعين شاهدا فقط.
أما الشروحات التي تناولت كتاب اللمع وتناولناها بالدراسة فقد كانت ثمانية، وهي: (الفوائد والقواعد: عمر بن ثابت الثمانيني (المتوفى: (442ه و شرح اللمع ابن برهان العكبري أبو القاسم عبد الواحد بن علي الاسدي (المتوفى: 456ه وشرح اللمع في النحو القاسم بن محمد بن مباشر الواسطي الضرير كان حيا قبل سنة 469) ، والبيان في شرح اللمع لابن جني: أبو البركات عمر بن ابراهيم الكوفي (المتوفى (539 هجري) وشرح اللمع للأصفهاني أبو الحسن علي بن الحسين الباقولي (المتوفى: 543ه)، والغرة في شرح اللمع أبو محمد سعيد بن المبارك ابن الدهان (المتوفى: (569) ، وكتاب المتبع في شرح اللمع: أبو البقاء العكبري (المتوفى: 616هحري ، وتوجيه اللمع أحمد بن الحسين بن الخباز (المتوفى: 637هجري)). وقد وقعت فيها شواهد قرآنية عديدة أثرت المادة العلمية المتعلقة بدراسة حالات الجر بحرف الجر بالنظر في بنية الحرف وعمله وما يلحق به فضلا عن معانيه التي تؤثر في المعنى والدلالة.

إنّ مرادنا في هذه الدراسة هو بيان جمالية التركيب الصوتي في القرآن الكريم، وبيان ما في الجانب الصوتي القرآني من جمال، باعتماد آيات خلق الكون، فدراسة الوحدة اللغوية في جانبها الصوتي يسهم في الكشف عن المعاني، وذلك بتضافر هذه الأصوات مع بعضها لإنتاج دلالات معينة، ومناسبة كل صوت لمعنى الكلمة التي ورد فيها، من حيث الجهر والهمس، والتفخيم والترقيق، والشدة والرخاوة، وما إلى ذلك من صفات. وقد لاحظ العلماء منذ القِدَم مناسبة الحروف العربية لمعانيها، ورأوا أنّ المادة الصوتية في هذه الحروف لها أثر كبير في استدعاء المعنى أو الإيماء به، حتى أنّ المعنى يتولَّد في ذهن السامع من خلال سماع أصوات الكلمة، فضلاً عن اللذة التي تبعثها هذه الأصوات في النفوس والقلوب، والقرآن الكريم جميل في كل جوانبه، معجز لا يبارى؛ وبحر لا ينضب من المعاني بل هو متجدد على مر العصور، لذلك أمرنا الله تعالى بتَدَبُّر آياته لنتذوّق جماليته، من هنا جاءت الدراسة لتسلط الضوء على عدد من الجوانب الصوتية في آيات خلق الكون، وقد أكّدت الدراسة إلى أنّ الصوت يحمل دلالة من خلال مناسبته للمعنى، وهي دلالة ناتجة عن حسن تخيُّر المادة الصوتية صفة ومخرجاً، وحسن نظمها ورصفها لتتلائم مع الموقف، وتُصوِّر لنا المشهد القرآني بشكل يفوق الإبداع البشري.

يتناول هذا البحث التقابل الصوري الذي يحكم عناصر الصورة داخل القطعة الشعرية، ويشد بعضها الى بعض ضمن علاقة التقابل والعلاقات الفنية الداخلية والخارجية، وقد اعتمد أغلب الشعراء في بناء قصائدهم من التركيز على التقابل في رسم الصور الشعرية للبوح عما تكنه أنفسهم من مشاعر وأحاسيس تصور ما ينعكس على حياتهم الإجتماعية ومحاولة منهم التأثير على المتلقي وجذب انتباهه، والمشاركة في المعاناة نفسها التي عاشها الشاعر، وتأكيدها من خلال ماتحمله التراكيب المتقابلة من دلالة عميقة وإيقاع مؤثر يمنح النص قوة وجمالاً. فالصورة هي محاكاة لواقع محسوس أو لحدث انفعالي يهدف البحث الكشف عن هذه الجوانب، وبيان القيمة الأدبية التي أضفتها هذه الظاهرة على الأبيات الشعرية، التي تحددالسير الخطي للقيم الدلالية التي تشد الصورة ببقية الصور المتقابلة المجاورة لها، داخل النص، الذي قدمها على شكل صور شعرية .
 

تناولت في هذا البحث قصيدتين من عيون الرثاء العربي القديم، لشاعرين مخضرمين مشهورين، هما أبو ذؤيب الهذلي، ومتمم بن نويرة اليربوعي. وقد بذلت جهدي في تقديم قراءة تحليلية لقصيدتيهما الرثائيتين العينيتين، فاعتمدت الوصف والتحليل للتوقف عند أساليب الرثاء التي اعتمدها الشاعران، ونهجهما الذي سلكاه في بناء المعاني الشعرية المؤثرة؛ والمعبرة عن عمق الفاجعة التي عاشها الشاعران بعد رحيل من يرثونهم بهاتين القصيدتين الباكيتين.
ولئن كانت القصيدتان قد اختلفتا في تسلسل مقاطعهما الشعرية وترتيب المعاني الرثائية وبنائها، بين اعتماد السرد، كما في رثائية متمم، واعتماد القصص، كما في رثائية أبي ذؤيب، لكنهما اتفقتا في رسم صورة عميقة لحقيقة الموت والفناء، فتجاوزتا بذلك وصف أثر الفجيعة إلى وضع تصور فلسفي مؤثر عن حتمية الفناء وعبثية التشبث بالحياة والسعي إلى النجاة من الموت.
ورغم اختصار هذه القراءة، فإنها أنارت بعض الغموض في هاتين الرثائيتين الخالدتين، وكشفت جانبا مهما من سرّ تميزهما الفني، وخلفية إجماع النقاد القدماء على تقديمهما على سائر نصوص الرثاء العربي القديم.

يهتم اليهود بتاريخهم وتراثهم اهتماما كبيرا جدا، ومن ذلك أنبياؤهم الذين أرسلوا إليهم، لاسيما من لديهم أسفار بأسمائهم في العهد القديم، ومن بين هؤلاء الأنبياء المشهورين (ناحوم) الذي له سفر خاص به في الكتاب المقدس، ويقع ضريحه في مدينة الموصل شمال العراق، وقد حاول اليهود زيارة ضريحه، وإعادة ترميمه بصورة غير رسمية، ونجحوا في ذلك، وهم يحجون إليه الآن ويصلون عند قبره، وهذا البحث سيسلط الضوء على هذا النبي وسيرته، ومكانته عند اليهود، وسفره الذي تنبأ فيه بسقوط مدينة الموصل، والحمد لله رب العالمين.

يُعد موضوع "السرقات الأدبية" من أهم الموضوعات التي أولاها نقّاد الأدب كثيراً من عنايتهم وخصُّوها بمزيد من اهتمامهم، لعلَّ هذا الموضوع كان من أبرز الموضوعات التي عالجها النقد العربي في قديمة وحديثه، وكانت هذه الظاهرة موجودة في جميع المؤلفات القديمة والحديثة، التي دار حولها النقد العربي، إذ كان من أهم الأهداف النقدية الوقوف على مدى أصالة الأعمال الأدبية المنسوبة إلى أصحابها، ومقدار ما حَوَتْ من الجِدةِ والابتكار، أو مبلغ ما يدين به أصحابها لسابقيهم من المبرزين من الأدباء من التقليد أو الإتباع، والواقع أن الاهتداء إلى الإتباع أو الابتداع يحتاج أن يكون الأديب على ثقافة واسعة وفطنة وذكاء، والسعة في المعرفة بالأدب وفنونهِ، والإطلاع على التراث الأدبي في جميع عصوره، ويكون له دراية وعلم لإنتاج المشهورين من الأدباء، بذلك يسهل ربط المتقدم بالمتأخر، ويعرف السابق من اللاحق، وتعد دراسة مصطلحات السرقة الشعرية من المواضيع المهمة اعتنى بها النقاد المُحدثين.
المنهج الذي اعتمد عليه هذا البحث فهو يجمع بين الوصفي والتاريخي، وهو المنهج الذي اعتمده أغلب الباحثين في دراسة تاريخ ومصطلحات السرقة الشعرية.
أما خطة البحث، اعتمد البحث على منهج الدراسة المصطلحية، واختيار العرض المصطلحي، والغاية منه، وشروطه، ومحاوره وعناصره.

إن الفكر الاستعماري والعقيدة هما اللذان اخرجا الأحداث في دول المغرب العربي من إطار حركة تستمد جذورها من خلفيات تاريخية إلى نطاق أوسع، إذ أن موقف أوربا من الحركات التنصيرية لم يكن موقفاً عقائدياً بل كان موقفاً سياسياً عمل على تركيز نفوذ أوربا بواسطة الإرساليات في دول المغرب العربي. وكون هذا التفكير عنصراً جديداً في حياة العقيدة المسيحية، فقد خرجت الأحداث عن طبيعتها. اذا كانت المبادرة قديمة في صيغ صليبية وعداء للمسلمين فإن ساسة أوربا استجابوا للفكرة لما لمسوه من تمهيد الطريق لاستقبال أنواع الغزو.
لم تحقق حركة التنصير في دول المغرب العربي نتائج تذكر، فبالرغم من الإمكانات الضخمة التي وضعت تحت تصرفها، والدعم والمساندة اللذين كانت تتلقاهما من البابوية ومن القائمين على الحركة الصليبية، فقد فشلت فشلاً ذريعاً في تحقيق ما كانت تصبو إليه.

يعد التناص تقانة مهمة في تحقيق القيمة الجمالية للنصوص الأدبية ، ولاسيما أنه - أي التناص – يفتح آفاقا رحبة أمام القارئ كونه يُشكّل نصاً موازياً للنص الأدبي موضوع الدراسة ، ومن خلال تلك الأهمية آثرت أن أتناول في بحثي هذا التناص في مقامات الحريري واخترنا مقامتين اثنتين هما : المقامة السنجارية ، والمقامة الشعرية ، فضلا عن أن نص المقامات من النصوص الغنية بالقيمة الجمالية ، فوقفتا في هاتين المقامتين على نوعين من التناص هما : التناص الديني، والتناص الأدبي.

يستخدم التعلم المدمج في العديد من مجالات التعليم ، بما في ذلك تدريس اللغة الإنكليزية بوصفها لغة أجنبية. ونظرًا لأن التعلم المدمج جديد إلى حد ما بالنسبة للمدرسين ، فقد واجه هؤلاء المدرسون بعض الصعوبات. تبحث الدراسة الحالية في تجربة مدرسي اللغة الإنجليزية بوصفها لغة أجنبية في الجامعة في استخدام التعلم المدمج في التدريس. يتم اتباع النهج النوعي في هذه الدراسة ، حيث يتم استخدام طريقة المقابلة كإجراء لجمع البيانات. تم إجراء مقابلات مع عشرة من مدرسي اللغة الإنجليزية بوصفها لغة أجنبية للتركيز على مزايا وعيوب ومشاكل التعلم المدمج، بالإضافة إلى اقتراحات المدرسيين المتعلقة بتحسين التعلم المدمج. تشير نتيجة الدراسة إلى أن المدرسين تأقلموا مع استخدام التعلم المدمج في تدريسهم بصورة جيدة وأن اقتراحاتهم تظهر ميلهم لمواصلة دعم استخدام هذا النوع من التعلم في المستقبل.