KARBALĀʾ HERITAGE Quarterly Authorized Journal Specialized in Karbalāʾ Heritage

عُرِفت مدينة كربلاء بمكانتها العظيمة وقدسيَّتِها؛ لكونها تضُمُّ مَرقَدَي الإمامَين الحسين والعباس(عليه السلام)، فضلًا عن معالم دينيَّة وسياحيَّة أُخَر معروفة فيها.
وقد ظهرَ فيها كثيرٌ مِنَ الشُّعَراءِ الكبار الذين نَظَمُوا أَشعَارَهم في أندية هذه المدينة ومجالسها العديدة المنتشرة فيها، أو ألقَوا قَصائِدهُم في المناسبات الدينية أو السياسية أو الاجتماعية المختلفة، وكانت لهم أشعارٌ جمعوها بأنفسهم في(دواوين) خاصَّة، أو قامَ غيرهُم بِجمعها بعد وَفَاتِهِم عَن طريقِ الصَّنعَةِ، وقد ظَفَرنا بها محفوظةً من الضَّياعِ، وإنْ لمْ تسلمْ بعضُ الدواوين الأُخَر من الوصول إلينا، فَبَقِيَتْ أسماؤها فقط.
وهذا البحثُ الموسوم بـ(معجمُ دواوين الشعراء الكربلائيين) يهتمُّ بِدواوين الشعراء الكربلائيين المطبوعة والمخطوطة والمفقودة، في ثَبتٍ ببليوغرافيّ وصفيّ شاملٍ، ضمَّ: 88 شاعرًا.
وقَد رَجَعتُ فِي إتمامهِ إلى مصادر ومراجع كِثار ؛ قديمة وحديثة، فضلًا عن متابعة الدواوين المطبوعة التي لم تَحوِها كُتُبُ التَّراجم والفَهَارس المعروفة، وقد أوردتُ الشعراءَ المتوفَّينَ على وَفق حُرُوفِ المعجم، ولا يدخل فيه الشعراءُ الأحياءُ، أو النَّاظِمين بغير اللغة العربية، أو مَنْ نَظَمَ منهم باللَّهجة العاميَّة.
ويَضمُّ هذا العملُ الشُّعَرَاءَ الذين وُلِدوا في كربلاء، أو تُوُفُّوا فيها، أو عاشوا فيها مدَّة طويلة، كان لهم فيها تأثيرٌ مُهِمٌّ وبارزٌ.
وقد تَمَّ إثبات المعلومات الببليوغرافية الكاملة فيما يخصُّ الدَّواوين المطبوعة، أمَّا الدَّواوين المخطوطة فقَد ذُكِرَتْ أيضًا مع الإشارَةِ إِلى مكانِ وُجُودِهَا، سواء أفي مكتبةٍ، أم عند أشخاصٍ، أو يُكتفى بالمصدر الذي ذَكَرَ هذا، وكذلكَ الحالَ مع الدواوين التي لم تُعرف إلَّا بأسمائها فقط.
ولم أكتفِ بإحصاء هؤلاء الشعراء وأعداد دواوينهم وأسمائها وأماكنها، بل ترجمتُ لكلِّ شاعر منهم، ذاكرًا ولادته ومحلّها، وشيئًا مِن سِيرَتِهِ، ثُمَّ بعض مؤلَّفَاتِهِ، وأَثبَتُّ المصادر الموثَّقة في نهايةِ كُلِّ ترجمةٍ، وخَتمتُ العمل بثبت للمصادر والمراجع التي رجعتُ إليها وأفدتُ منها.
وجاءَ هذا البحثُ الشَّائقُ بعدَ تتبُّعٍ وبَحثٍ واستقصَاءٍ وتَنقيرٍ وتَقَصٍّ في شتيتِ المظانِّ، وبذلتُ فيهِ من الجهودِ والوقت الكثير لكي يظهر بهذه الصورة، أرجو أنْ أكونَ قد وُفِّقْتُ فيهِ خِدمةً لشعراء هذه المدينة المقدسة المعطاء.

يُعدّ الشاعر السيّد مرتضى الوهاب من أبرز شعراء جيله وأصدق من يمثّلهم في كربلاء، ومن أكثرهم مواكبة للنهضة الأدبية آنذاك. ومن نظرة نقدية شاملة لأشعاره يظهر أنّه غزير الإنتاج، متوقّد العاطفة، ممتلئ إحساساً وبراعة في التصوير، مستجيب للدواعي الاجتماعية والسياسية والثقافية لحقبة مهمة من تاريخ العراق، وهي حقبة الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين، وأن إزاحة الستار عن الأغراض الشعرية التي تطرّق إليها تكشف أنّه لم يترك غرضًا شعريًا إلّا زيّن به قصائده، وعن طريق قراءة لشعره يتبيّن أنّ ثمّة أغراضاً بعينها برع فيها الشاعر، وكان لها حضور بارز، لذا اقتضى البحث دراستها في مبحثين يسبقهما مقدمة وتمهيد ويعقبهما خاتمة أجملت ما جاء فيه.

يعدّ البحث عن تراث الشخصيات العلمية والتنقيب عن سمات منهجهم في الكتابة التاريخية، أحد أبرز المحطات المهمة في مسيرة الدارسين، لما له من مشتركات معرفية لا تقتصر على دراسة شخصية بعينها، بل تتعداها إلى تأشير الأطر العامة لمنهجهم التاريخي وعرضه بالتحليل والنقد إذا ما تطلّب ذلك.
وعلى هذا الأساس جاء اختيار هذا الموضوع، الذي يتناول بالبحث السيرة الاجتماعية والعلمية لعلمٍ من أعلام مدينة كربلاء المقدسة، وأحد مؤرّخي الجيل الأول(في القرن العشرين) فيها فضلاً عن كونه أحد أفراد النخبة المثقفة ومن عوائل المدينة العلمية العلوية ذائعة الصيت(عبد الجواد الكليدار)، لذا جاء المبحث الأول بعنوان عبد الجواد الكليدار.. بيئته ونشأته وعوامل تكوينه الفكري مسلّطاً الضوء على أبرز ما سبق من المطالب.
فضلاً عن تسليط الضوء على أبرز اللمحات المنهجية في كتابته التاريخية «تاريخ كربلاء العام» المخطوط أُنموذجًا، والتي من خلالها يمكن تشخيص أصالة ومكنة المعالجة التاريخية، واستخدامه الآليات الموضوعية اللازمة لذلك، لذا جاء المبحث الثاني بعنوان منهج عبد الجواد الكليدار في كتاب تاريخ كربلاء العام مشتملاً على أبرز سمات المنهج في كتاباته التاريخية، أمّا المبحث الثالث فكان بعنوان مقاربات فكرية بين «تاريخ كربلاء العام» ومؤلفات أُخر.

يتناول البحث شخصية أحسائية عاشت في كربلاء المقدسة في النصف الثاني من القرن الرابع عشر الهجري، وهي من الحقب الزمنية المهمة في تاريخ كربلاء المقدسة، فقد ضمت حينها عددًا كبيرًا من الفقهاء والعلماء، وتأسست بها عشرات المدارس العلمية الدينية، مما جعلها تستقطب طلاب العلم من مختلف الأصقاع، وكان من بينهم الشيخ علي ابن الشيخ محمد آل عيثان، الذي ينتمي إلى واحد من أعرق البيوت العلمية في الأحساء، وقد اختار مجاورة الحائر الحسيني، وفي هذه البقعة الطاهرة كان نشاطه العلمي والديني والذي سنستعرض جوانب منه في السطور القادمة.

إنّ بحث الاستصحاب يُعدّ من المباحث الأصولية المهمة؛ لما له من التأثير البالغ في تشخيص وظائف المكلفين، ومعرفة أحكام أفعالهم، ولذا تجد المتأخرين من الأصوليين قد أعاروه اهتماماً بالغاً، مخصصين له فصلاً معتداً به في الكتب الأصولية؛ بل إنّ بعضهم أفرد كتاباً مستقلاً عنه، فالقول بحجّيته أو عدمها مؤثّرٌ في اختلاف الفتوى في موارد مختلفة، وكذلك التفصيل في حجّيته.
وفي هذا البحث نحاول أن نتطرق إلى التفصيل المنسوب إلى الفاضل النراقي(قدس سره) في حجّية الاستصحاب؛ إذ فصّل بين الأحكام الشرعية الكلية؛ فذهب إلى عدم جريان الاستصحاب فيها، وبين الموضوعات الخارجية الجزئية؛ مجرياً الاستصحاب فيها بلا مانع.
وذلك: لتحقّق إشكال التعارض بين استصحابين في الأحكام الكلية، وعدم تماميّة الأجوبة والردود المذكورة لحل التعارض، ومعه يتساقطان، فلا بد من الرجوع إلى الدليل أو الأصل الذي يقتضيه المقام عند عدم ملاحظة الحالة السابقة؛ لعدم حجيتها حينئذٍ.
وتبعه السيّد الخوئي (قدس سره) في هذا التفصيل حيث شيّد أركانه، ودفع عنه ما أورد عليه من نقوضات وإشكالات، فأصبح قوله من أهم الأقوال في حجية الاستصحاب في عصرنا الحالي.

سُلّط الضوء في هذا البحث على المدرسة الهندية الكبرى منذ تأسيسها عام(1270هـ/ 1854م) وتناول عمارتها وموقعها، وبيان أثرها العلمي داخل كربلاء وخارجها من خلال توضيح دور أساتذتها وطلبتها الذين تولّوا مهمة التدريس وآثارهم العلمية. وتضمن البحث منهج الدراسة وطريقة التدريس وهي لا تختلف عادةً عن الطريقة المتبعة في الحوزة العلمية، ومن الأمور المهمة التي تطرّقنا إليها هي مكتبة المدرسة المعروفة(بالمكتبة الجعفرية) التي كانت واحدة من أهم المكتبات في كربلاء المقدسة، وكانت زاخرة بالكتب والمخطوطات الفقهية والأصولية الدينية والعلمية، فضلاً عن ذكر النشاطات الثقافية والدينية فيها، ثم تطرّقنا إلى هدم المدرسة وظروفه وأسبابه ودوافعه، وقد هدمت هذه المدرسة سنة(1411هـ/ 1991م) مع ما هدم من مدارس ومعالم دينية وعلمية حضارية على أثر قمع الانتفاضة الشعبانية في كربلاء المقدسة.

لا يخفى على ذوي الحجا والمعرفة الدور الرائد والأساس الذي يقوم به علم أصول الفقه بمباحثه كافّة في عمليّة استنباط الحكم الشرعيّ، ولمباحث الألفاظ من هذا العلم أهمّيّة كبيرة؛ فمن خلالها تتمّ معالجة الكثير من القضايا القرآنيّة والروائيّة التي تعترض طريق الفقيه، فترى فيه الفصل - ضمن ضوابط وقواعد- في مسائل: العامّ والخاصّ، والمطلق والمقيّد، والمجمل والمبيّن، وما إلى ذلك من المسائل التي لا غنى للمستنبط عنها كي يصل إلى مناه.
ومن المسائل التي تتكفّل بها مباحث ألفاظ الأصول مسألة تعارض أحوال الألفاظ فيما بينها؛ والتي ربما يكون منشأ تعارضها هو التوسّع في استعمال الألفاظ في أكثر من معنى، أو التوسّع عند واضعي الألفاظ للمعاني؛ فإنّهم لم يقتصروا باللّفظ الواحد على معنى مستقلّ، وإنّما أشركوا فيه غيره، ولذلك نتج عندنا: الاشتراك، والحقيقة والمجاز، والإضمار، وما إلى ذلك.
وبحثنا الماثل بين يدي القارئ الكريم جاء في تحقيق رسالة بيّنت هذه المسألة، وأعطت الحكم فيها على نحو التفصيل، وهي من إفادات العلّامة السيّد إبراهيم القزوينيّ المعروف بـ(صاحب الضوابط)؛ فإنّه أشبع هذه المسألة في مجلس درسه بحثًا وتنقيبًا، وقد قرّر أحد تلامذته تلك الإفادات اللّطيفة، ولم يحتوها كتابه الكبير(ضوابط الأصول).
وقمنا بدورنا بإخراجها إلى النور باتّباع السبل المتعارفة عند أهل التحقيق، وقد قدّمنا للرسالة مقدّمة ضمّت بين جنبيها: ترجمةً موجزةً للمؤلّف، وبيانًا لمنهجيّة التحقيق.

لدراسة تاريخ الحوزات العلميّة و المدارس العلميّة الشّعيّة و شخصياتها فوائد جمة لا تخفى على خبير، فببركات هذه الدّراسة نصل الى الأساليب الفقهيّة التي سار على ضوئها الفقهاء، و معرفة العوامل التي ساهمت في تقدّم العلم وتطوّره، و الوقوف على الأسباب المُعيقة لتطوّر الركب الفقهي. و عند رؤيتي لقلة الأبحاث العلميّة في اللّغة الإنكليزيّة و حرمان الباحث الأجنبي – من المسلمين و غيرهم - ممّن يهمه الأمر بادرت في كتابة ملخص عن تاريخ الحوزات و الفقه الشّيعيّ، و ما بين أيدي القارئ الكريم الفصل الذي بحثت فيه عن حوزة كربلاء المقدّسة و المدة التي أصبحت فيها عاصمة علميّة و مقصد بغاة العلم، وقد أضفت إليه بعض الشئ ليكون وافياً لمستوى هذه المجلة المباركة.
أهداف هذا البحث هي معرفة: 1-كيف دخلت حوزة كربلاء المقدّسة في عصرها الذّهبيّ، 2- أثرها في الإستدلال الفقهيّ، 3- نبذة عن المعركة العلميّة بين الأخباريّة و الأصوليّة، 4- الأعلام الذين نشؤوا في هذه المدة.
البحث متقوم من مقدمة في تاريخ كربلاء باختصار و أهمية العلم، و ستة فصول في اول من زرع نواة الدّرس و التّدريس في كربلاء، بحث عن العلماء قبل العصر الذّهبيّ، بحث عن كيف دخلت الحوزة العصر الذّهبيّ، نبذة عن المعركة الأصوليّة و الأخباريّة، و التّطور الذي حصل خصوصاً في العلوم التي جمدت في زمن الأخباريّة، ذكر بعض العلماء الذين نشؤوا في الحوزة في تلك المدة، و أنهيت البحث بخاتمة اذكرُ فيها الّنتائج المحصلة.

تشكل الدلالة الصرفية جانبًا مهمًا ورئيسًا من جوانب اللغة العربية لما تنماز به لغتنا من دقة وانتظام، وما ينماز بهِ الكتاب العزيز من فصاحة وبلاغة وبيان وإعجاز في تحديد معاني الكلمات، وقد حظيت(الدلالة الصرفية) قديمًا وحديثًا باهتمام العلماء والمفسرين وجهود الباحثين، وكان القرآن الكريم الحقل الذي تنوعت فيه هذهِ الصيغ، فوقف عليها العلماء والمفسرون محاولين الكشف عن المعاني الجديدة التي خرجت إليها.
وكان ميدان دراستنا هو(التبيان في تفسير غريب القرآن) للعالم الكربلائي ذي المؤلفات الكثيرة والمتنوعة(السيد الحاج ميرزا محمد علي ابن الحاج ميرزا محمد حسين الشهرستاني الحائري).

حاولنا في هذا البحث رصد كیفیّة تعاطي المحدّث الشيخ يوسف البحرانيّ(ت: 1186هـ) مع دلالة الظّواهر الحدیثیّة في موسوعته«الحدائق الناضرة»، موضّحین عناصر بالغة الأهمّیّة في فكر البحرانيّ في هذا المجال من نحو محاولته التّأكّد من«صحّة نصّ الحدیث» عبر المقارنة بین روایاته المختلفة في المصادر الأصل، كما أشرنا إلی ما وقع فیه بعض الفقهاء من الأخطاء في هذا المجال لیلیه دراسة ضوابط فقه المفردة الحدیثیّة، الّتي من أهمّها نظرته في النّهج الصّحیح لتفسیر المفاهیم الواردة في النّصوص وتطبیقها علی مصادیقها.
كما عُني البحث بدراسة فقه ظواهر المفردات الّتي استعملت في الحدیث والتّعرّف علی مدالیلها في عصر المعصومین(عليهم السلام) والبحث عمّا إذا كانت تلكم المدالیل تغیّرت عبر الزمن واختلفت عمّا نفهمه الآن من اللّفظة أو لا، وهل هناك شواهد علی التغییر لو ثبت؟

تحاول هذه الدراسة أن تسلط الضوء على مصطلحٍ أدبي له فاعلية كبرى في الأدب العربي على صعيد المبنى والمعنى، بل«يمثل محورًا أساسيًا من المباحث التي تدور حولها نظرية الأدب»(1)، وهو ما تعارف عليه الباحثون بـ(دلالة المكان)، فما بالك إذا كان ذلك المكان هو(كربلاء ومرادفاتها) ذلك المكان الذي اكتسب دلالته من الموروث العقدي والديني والجهادي لعدد من الشخوص المقدسة(الإمام الحسين(عليه السلام)، وأهل بيته وأصحابه(رضي الله عنهم))، وما مرَّ بهم من أحداثٍ تاريخية استثنائية كانت لها خصوصية واضحة المعالم أثارت إبداع الشعراء وشحذت قرائحهم، فضلًا عن جذب المتلقي وتحريك أفكاره ومشاعره النفسية، وضمان استجابته ومشاركته للمبدع، بوصف ذلك المكان يوقظ الفكر الجمعي للمسلمين، ويثير عواطفهم، ويستمد خصائصه من الثوابت العقدية القارة في وعي تلك الجماعة.
لهذا كان توجُّه الباحث في هذه الدراسة هو إماطة اللثام عن الدلالات التي حملتها مفردة(كربلاء) ومرادفاتها؛ الطف، والطفوف(2)... في شعر أحد شعراء كربلاء؛ وهو الشيخ(محسن أبو الحب الكبير).

السيّد محمّد بن معصوم الموسويّ القطيفيّ النجفيّ(ت 1269هـ) اشترك بمشتركات عدّة مع سميّه ومعاصره السيّد محمّد بن مال الله الموسويّ القطيفيّ الحائريّ(ت 1271هـ)، بحيث ذُكرا كرجلٍ واحدٍ في الكثير من كتب التراجم، فصل هذا البحث بينهما، وترجم لكلِّ واحدٍ منهما على حدة، وسلّط الضوء على مجموعة شعريّة قيّمة، جمعها النجفيّ الذي عُرف بولائه، إذ ملأ مجموعته بأسطر الولاء والمحبّة للنبيّ وآله صلوات الله عليهم وبعض الإخوانيّات، تأتي فهرسة هذه المجموعة للتمييز بين شاعرية النجفيّ والحائريّ، وللترغيب في تعريف محتوى المجاميع الشعريّة التي تحوي الكثير من الفوائد الأدبيّة والشعريّة، والتي تؤرّخ لحوادث تأريخيّة وأمكنة قدسيّة، وقضايا اجتماعيّة حيّة، وذلك من خلال ما يكتب في طروسها من شعر ونثر، فهي كتبت لتكون مدوّنات شخصيّة في أُطر ضيّقة ولغرضٍ خاص؛ ليستفيد منها الجامع يومًا ما، ويقرأ منها في مجالسه أو خطبه أو محافله العلميّة والأدبيّة، ولم يكن في حسبانه أن تكون مصنّفًا خاصًّا له، والكثير منها لم يلتفت إليه، وبقيت ردحًا من الزمن على رفوف المكتبات الخاصّة والعامّة.

إنّ البحوث الببليوغرافيّة مهمة جدًّا لكلِّ دارس وباحث ومحقّق، فلا بدّ له من معرفتها ومطالعتها، واليوم هي من الأبحاث التي لها مكانتها وشأنها، وهذا البحث قد كسب أهميته من تسليطه الضوء على التراث الكربلائيّ المخطوط الّذي حقّق ونشر في مجلّة ميراث حديث شيعة التي كانت تصدر عن دار الحديث في قم المقدّسة وكانت تُعنى بنشر الرسائل في علوم الحديث، ومن جهة أخرى تناوله علماء الحائر، ولا سيما أن بعضهم لم ينل حظًا وافيًا من الدراسة والتحقيق.
ومن الأمور المهمة التي خرج بها الباحث أن التراث الكربلائي يحتاج إلى بحث وتنقيب أكثر فأكثر لأن أغلبه حبيس المكتبات العامة والخاصة.

تعدّ مسألة حجّيّة أخبار الآحاد من أهم المسائل الأصولية؛ إذ عليها مدار استنباط الأحكام الشرعية بعد الكتاب العزيز، وقد وقعت أخبار الآحاد محلًّا للأخذ والردّ والقبول والرفض منذ عصر القدماء، فالشريف المرتضى(ت: 436هـ) رفض حجّيتها، وانبرى لإثبات عدم الحجّيّة في مواطن عدّة في مصنّفاته، بل ادّعى إجماع الإماميّة على عدم الحجّيّة، في حين قبل حجّيّتها الشيخ الطوسي(ت: 460هـ).
وهذه الرسالة الموسومة بـ(أدلّة حجّيّة أخبار الآحاد) للمولى عبد الصمد الهمداني الحائري أحد أعلام حوزة كربلاء والشهيد سنة (1216هـ) في الحملة الوهابيّة على كربلاء، تعرّض فيها لأدلّة حجّيّة أخبار الآحاد التي استدلّ بها صاحب المعالم الشيخ حسن العاملي(ت: 1101هـ) من آية النبأ، وآية النفر، ودليل الانسداد المعروف بالدليل الرابع في المعالم، وناقشها جميعها بمناقشات عدّة لكلِّ دليل، ولكن ذلك لا يعني رفضه لحجّيّة أخبار الآحاد، فإنّ رفض الدليل لا يعني نفي الحجّيّة، بل انبرى -بعد مناقشة أدلّة صاحب المعالم- لإثبات الحجّيّة بأدلّة اعتمدها، وتعرّض في طيّات البحث لمناقشة بعض كلمات السيّد المرتضى، وحاول توجيه دعواه في إجماع الإماميّة على عدم الحجّيّة، فخلص أخيرًا لحجّيّة أخبار الآحاد.
اعتمد الباحث في تحقيق الرسالة على نسختين معتمدًا منهج التلفيق بينهما، لعدم الوقوف على نسخة المؤلّف، واستخرج مصادرها من الآيات القرآنية، والأحاديث الشريفة، وأقوال العلماء.

تعد اللغة وسيلة اتصال ونقل الأفكار والمشاعر، ولجعل هذه الوسيلة مؤثرة يجب علينا أن نعرف كيف تندمج الكلمات الواحدة مع الأخرى، وليس الكلمة المفردة فقط.
تسمى ظاهرة اندماج الكلمات بتكرار المتلازمات وتوجد هذه الظاهرة في كل اللغات مثل اللغة العربية واللغة الإنكليزية وتنقسم على نوعين:
الأول: متلازمات معجمية
الثاني: متلازمات نحوية
ويستعمل كلا النوعين في اللغة الإنكليزية لإغناء اللغة، منتجًا كتابات شبيهة بما موجود في لغته.
استعمل السيد هبة الدين الشهرستاني – وهو شخصية دينية- هذه الظاهرة لوظائف مختلفة، لذلك نحاول في هذه الدراسة معرفة الأنواع المختلفة من هذه المتلازمات المستعملة في مقالات مترجمة للسيد، وأي نوع من هذه المتلازمات أكثر تكرارًا من غيرها.
إضافة إلى ذلك تبين هذه الدراسة أهمية استعمال كل نوع من هذه المتلازمات، وحلّلت هذه الكتابات المترجمة باستعمال نموذج يعود إلى لويس.
أظهرت الدراسة استعمال السيد الشهرستاني في مقالاته معظم الأنواع من المتلازمات ولكن بنسب مختلفة اعتمادًا على ما يريد نقله للقارئ إضافة إلى ذلك أغنت هذه المتلازمات كتابات السيد منتجًا مقالات شبيهة بمقالات الأجانب والتي تحقق المتعة لكل قارئ لها ولاسيما في الغرب.