Abstract
إن من ابرز التغيرات اثرا في النظام المالي والنقدي الدولي تلك التطورات التى شهدتها الاسواق المالية الدولية (international Mature fiancial markers)والتى تسمى ايضا بالاسواق المالية الناضجة او الرئيسة منذ عقد الثمانينات من القرن الماضي ,مقابل الاسواق المالية الناشئة (Emerging fiancial markets) والتى تخص الاسواق المالية النامية ومنها الاسواق المالية العربية, وقد تجلت تلك التطورات المذكورة سلفا في التدفقات المالية الدولية وتغيرات هامة في مصادر التمويل , وبفعل تلك التطورات الدولية زادت حدة المنافسة الاستثمارية وظهر فيض واسع من الاستثمار نجم عنه نموا كبيرا في المحفظات الاستثمارية الامر الذي عزز من تعاظم درجة الاسواق المالية , وتجلت الوظيفة الرئيسة للاسواق المالية الدولية في حشد المدخرات صوب الاستثمار وكذلك كمساعد كبير للسلطة النقدية على تحقيق سياستها النقدية ودفع النمو الاقتصادي بقوة نحو الامام وعزز هذا الاتجاه مساعي الدول المتقدمة من خلال اجراء تغيرات هيكلية وجذرية في اسواق المال لغرض جلب المزيد من المدخرات العالمية للاستفادة منها في توجيه النشاط الاقتصادي, فبادرت إلى تحرير النشاط المالي من القيود المالية التي تعترض تحركات رؤوس الأموال كافة وإحداث مجال واسع من الابتكارات في مجال الاوراق المالية التى تزيد من توجيه وتعبئة الفوائض المالية المحلية والدولية, وبسبب اندماج الأسواق المالية المحلية بالاسواق المالية العالمية حدثت تغيرات في محاور رئيسة في الاقتصاد القومي من خلال التاثير على كفاءة التخصيص العالمي للمدخرات وابتكار مصادر تمويل جديدة وزيادة السيولة الدولية فضلا عن انعكاساتها في اسعلر الفائدة وفاعلية السياستين المالية والنقدية (1)وقد انتهجت الاقتصادات النامية هذا التوجه بهدف الحصول على المنافع التى يوفرها الاندماج وتحرر قطاعها المالي من القيود وزيادة قدرتها على المنافسة والحصول على اكبر قدر ممكن من الاموال دوليا حتى اطلق عليها الاسواق المالية الناشئة على غرار الاسواق المالية الناضجة ,بيد ان هذه المنافع لم تدم طويلا بل تحولت الى ازمات مالية وهذا ماحدث في الازمة الاسيوية عام(1997)وذلك بسبب الاندماج السريع بالاسواق المالية الناضجة وعدم تحمل الاقتصاد للتدفقات المالية الدولية,وتعتبر الاسواق المالية والبورصات بمثابة مقياس لدرجة حرارة الاقتصاد اذ تؤثر السوق المالية في السوق النقدية من خلال التاثير في سعر البنك والذي يتم تحديده من خلال العرض والطلب على السيولة النقدية في السوق النقدية اضافة الى علاقته باسعار الفائدة الاخرى في السوق (2) الامر الذي يتطلب وجود سوق مالية كفوءة وفاعلة, كذلك إن نجاح عمليات السوق المفتوحة في السوق النقدية يعتمد على وجود سوق للسندات كبيرة ونشطة حتى يتمكن البنك المركزي من التاثير في المتغيرات الاقتصادية (3) ,كذلك توجد حساسية عالية بين الطلب على الائتمان ومستوى اسعار الفائدة والتي يجب ان تتمتع بمرونة عالية ازاء تغيرات سعر البنك كي تستطيع السلطة النقدية من تطبيق سياستها من خلال السوق المفتوحة وسعر البنك(4),اما السوق النقدية فانها تمارس تاثيرها في السوق المالية من خلال قنوات عدة مثل مستوى اسعار الفائدة ومنح الائتمان المصرفي اضافة للعلاقة القوية بين أسعار الفائدة وأسعار الأسهم في سوق الاسهم وبين اسعار الفائدة واسعار السندات في سوق السندات وغيرها , وللإحاطة العلمية بموضوع الاسواق المالية (موضوع البحث )توجت دراسته على النحو الاتي